أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 21:50
المحور:
مقابلات و حوارات
الإشكالية الأولـــــــى :
أزمة العقل العربي ، والتي تتمثل أولا في إختزالية كل جوانب المجتمع ومنتج وعي الانسان في سيطرة السياسي ، وهو مايجعل فرضية جمودية الواقع كحقيقة دائمة غير ملتفت إليها ، بينما لاينظر لحقيقة حركية الواقع ،المجتمع ، الانسان والحياة إلا في صراع القوى السياسية على سلطة الحكم ، وهو مايفرض حقيقة إجترار تاريخي عربي وعربي - إسلامي قديم بلا قيمية وجود تلك المكونات سوى في منازعات الخطاب السياسي بين الفرقاء ، وفي كونها أدواتا ووسائلا سلبية تابعة للسياسي في دورات الاحتراب على سلطة الحكم - وهو مايضاد حقيقة صراع القوى السياسية كصراع من اجل المجتمع والانسان محمول في طياته نزعتي التضاد بين الابقاء على الاوضاع أو محاولات إرجاعها إلى الوراء وبين التغيير والتطوير . أما ثاني هذه الازمة فتتمثل بضيق افق ذلك العقل ، والذي لايرى من الحقيقة في مسألتي الواقع والحياة سوى ظاهر التجليات المعممة على سطحيهما ، وهو مايدمغ هذا العقل بإستسهال الفكر في بناء مواقف معتقدية أو تكتيكية من وراء تلك التجليات الشكلية لما هو معمم قسرا على الواقع والحياة ، هذا الدمغ هو مايعطي سقوط الوعي – النخبوي والعام – في بنيتي الجمودية والزيف ، ومايعكس حقيقة تكلسية مسار المجتمع في تكرار تاريخ الصراعات القديمة على سلطة الحكم ، وانحصار المجتمع وانسانه بين نزعات اجترار التاريخ القديم واعادة انتاج الابوية وبين الانتهازية – الارادية الطوعية وغير الطوعية – هذه الخيرة كملاذا توهميا يمثل نوعا من التكيف مع التغيرات العالمية التي تجد لنفسها قوة وجود تنفذي على الداخل العربي ، وإن كان هذا الاخير منطبقا على الجانب السياسي حرفيا ، فإنه ينعكس بشكل غير مباشر على كافة جوانب المجتمع والحياة بصورة شكلية بحتة كنوع من التقليد أو العمل وفق الاملاء المفرغ من القيمة .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟