أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - مراجعة فقرة مكثفة من برنامج الجبهة الديموقراطية السياسي:















المزيد.....

مراجعة فقرة مكثفة من برنامج الجبهة الديموقراطية السياسي:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 14:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


( "إن الصهيونية هي حركة عنصرية رجعية وثيقة الصلة بالإمبريالية العالمية. وهي تقدم حلاً شوفينياً، رجعياً وزائفاً للمسألة اليهودية في إطار مشروع استعماري ـ استيطاني يشكل نقيضاً للوجود الوطني لشعب فلسطين ويرتبط بقاؤه باستمرار تبديد الشعب الفلسطيني واغتصاب أرضه وحقوقه".
بهذه الصيغة المكثفة يتناول البرنامج السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الصهيونية)
لا يمكن لصياغة ادبية, إلا ان تعكس اثناء تعميمها على الغير, صورة صادقة عن المكون الفكري الذي تعبر عنه, وهي بالتالي تعكس مدى صوابية هذا المكون او مدى الخلل الذي يسوده, فاين الصواب والخلل في الصيغة السايقة؟
من الصحيح ان هذه الصيغة ترضي عواطف المعادين للصهيونية, خاصة المجتمع الفلسطيني, حين تتهمها بالعنصرية والرجعية والشوفينية والصلة بالامبريالية العالمية, فهذه بضاعة اليسار الاقليمي التقليدية, التي ظن اليسار ان سوقها الشعبية رائجة وان مردودها الشعبي السياسي مجزي, وان الطبقات الشعبية تبعا لذلك ستشهر اسلامها لليسار وتتجه الى قبلته في صلاتها. غير ان واقع تدني مواقع اليسار الشعبية السياسية اثبتت عكس ذلك, فالصهيونية تتجه الى مزيد من الانجاز السياسي, والطبقات الرجعية الاقليمية تتكرم على حركة اليسار بهامش من الديموقراطية يزين وجه انظمتها لا اكثر ولا اقل. لقد بات اليسار الاقليمي وساما على صدر الانظمة الرجعية.
فالصيغة اليسارية السابقة رغم انها ترضي العواطف الشعبية, و ارضاء عواطف الطبقات الشعبية ليست مهمة اليسار في الكفاح النظري. بل مهمته ترقية وعيها الثقافي السياسي. إلا انها صيغة خطيرة تؤسس لقناعة فكرية بمقولة دعاوية صهيونية غير صحيحة, وهي ان الحركة الصهيونية حركة قومية لها مهمة تاريخية في استعادة حقوق قومية مسلوبة,
فالقول بحركة عنصرية رجعية, هو قول بحركة سياسية قومية, وهو الوجه الاخر للقول بحركة تحرر تقدمية, فالى ماذا استندت الجبهة الديموقراطية حين صاغت فهمها للصهيونية فعرفتها كحركة عنصرية رجعية.
لقد استندت الجبهة الديموقراطية الى عجزها عن التقاط دور انتهازية الطبقات الشعبية في دول القوميات الاستعمارية, واسهامها في تشجيع الحركة الاستعمارية لهذه الدول, على حساب القوميات الاخرى والذي تحول الى اتجاه استعماري استيطاني شعبي, هو بذاته اتجاه حركة قومية, وغلب عليه هوية قومية محددة في المواقع محدودة الاستيعاب, واتجاه عام في المواقع ذات القدرة الاستيعابية المفتوحة. وفي هذا نجد مثلا تفاوتا بين الحالة الاستيطانية الانجليزية في جنوب افريقيا والفرنسية في الجزائر عن الحالة الاستيطانية في اوستراليا والامريكيتين,
ان الصهيونية ليست تعبير ثقافي سياسي قومي, الماني او انجليزي او امريكي, حتى يقال فيها انها حركة عنصرية رجعية, لكنها بالتاكيد من مكون الاتجاه الثقافي السياسي العنصري الرجعي العالمي العام, اما تشكلها كقوة سياسية برنامجية منهاجية منظمة, فهو لا يضفي عليها الصبغة القومية, وان تاطرت على اساس الدين اليهودي فحسب,
ان الاتجاه العنصري الرجعي العالمي, هو اتجاه عام هلامي لا يعرف كحركة خاصة إلا في تجلياته القومية الخاصة, وليس الفكر الديني عامله الرئيسي بل هواحد العوامل الناظمة لاطره, لذلك لا يمكن تعريفه ( كحركة عنصرية رجعية ) إلا في اطارها القومي الخاص, وهو ما لا ينطبق على الصهيونية.
ان الخلل الاخر الذي تحمله الصيغة في التعريف بالصهيونية, يتعلق بتحديدها موقعا مستقلا للصهيونية كطرف سياسي برنامجي عن طرف الحركة الاستعمارية العالمية, فهي في الصورة التي تقدمها الصيغة السابقة ( وثيقة الصلة ) بالامبريالية العالمية لا جزءا عضويا منها. انها تماثل صورة العلاقة الفرنسية الانجليزية. انها صورة التواجد القومي المؤقت تماما كما هو تواجد اللاجئين الفلسطينيين في المهاجر. وتماما كما تتناول الان الليبرالية ( المتمدنة ) النضال الفلسطيني باعتباره حلا رجعيا عنصريا شوفينيا, يخلوا من الانسانية. لكنني لااعرف مع من نحن وثيقي الصلة؟
ان الحل الاستعماري الاستيطاني ليس ابتكارا صهيونيا او يهوديا, بل هو ابتكار امبريالي استعماري عالمي, اعتمده الاتجاه الفكري الصهيوني كاتجاه لحل لمسالة الوضع اليهودي في اوروبا, اتقاءا لشر ممارساتها اللاسامية ضدهم. وفلسطين لم تكن خيارهم الاول, يبرهن ذلك ان الهجرة الاستيطانبة اليهودية في اساسها لم تستهدف فلسطين إلا بعد ان وجهت سياسيا لذلك, فقد توجهت الهجرة اليهودية اولا الى المواقع الناشطة اقتصاديا في امريكيا وغيرها, وسياسيا كانت فلسطين احد الخيارات العديدة التي طرحها الفكر الصهيوني. اما الذي جعلها الخيار الوحيد فهو الادارات السياسية الاستعمارية, والتي سعت الى ليس فقط حل المسالة اليهودية الاوروبية , بل وايضا حل المسالة الفلسطينية الشرق اوسطية. حيث تقاطع التاريخي الفلسطيني مع الراهن اليهودي.
ففلسطين بالاهمية الللوجستية لموقعها الجغرافي في حركة المواصلات العالمية كانت تاريخيا موقعا من مواقع الصراع العالمي, الامر الذي جعل مراكز الاستعمار العالمي تتفق على اعتماد الخيار الصهيوني حولها كحل وسط للتنازع العالمي حول السيطرة عليها, لذلك علينا ان نمايز بين الحل الاستعماري الاستيطاني, كحل امبريالي عالمي للمسائل اليهودية والفلسطينية, وحل الاستعمار الاحلالي الكامل الذي انتقل اليه البرنامج الصهيوني تاليا,
إن الافق الاعلى للحل الاستعماري الاستيطاني, كان التقسيم والاقتسام, وهو لا يزال الحل المطروح عالميا للصراع في فلسطين. اما الحلول الكامل فهو الافق الاعلى للبرنامج الصهيوني, وهنا يمكن ان نحدد مقدار الخلاف الصهيوني العالمي.
ولو ان كلا الحلين لا يخرج عن ضرورة شطب والغاء الهوية القومية الفلسطينية, اما شطبا كاملا او بابقاءها في متناول الشطب والالغاء. والذي نجد الان ان التفاوض عمليا يدور حوله.
لكن الذي لا افهمه من هذه الصيغة هو قول الجبهة الديموقراطية في نهايتها ( ويرتبط بقاؤه باستمرار تبديد الشعب الفلسطيني واغتصاب أرضه وحقوقه".) والمقصود هنا هو بقاء المشروع الاستعماري الاستيطاني, حيث نجد في الواقع العملي ان برنامج مرحلية النضال الفلسطيني الذي طرحته الجبهة الديموقراطية وما تمخض عنه من انحراف نحو ثقافة السلام واللاعنف خدم بالضبط الاستنتاج الوارد في الصيغة ولم يعمل على اعاقتها,؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا لهؤلاء جميعا؛
- مطلوب تعديل رؤية ومنهاجية النضال الفلسطيني:
- من بلا كرامة, مطار القاهرة ام المواطن الفلسطيني؟
- الى معلمي ابن الجنوب
- نتائج الانتخابات الاردنية مؤشر قراءة توزيع جيوسياسي للمجتمع:
- اردنيون من اصل فلسطيني......هنا المشكلة:
- فارق نجاح الصهيوني وعجز الشرق اوسطي في التاثير في القرار الس ...
- هذا هو ابو عمار:
- الهوية الثقافية الفلسطينية
- انشقاق حماس حركة خارج اطار التعددية السياسية:
- جولة اوباما الاسيوية بين الابتزاز والتسول:
- لا يزال الخلل ذاته مقيما في دار اليسار:
- لغة اليمين في بيان لقاء قوى اليسار العربي:
- هل ما زال الصراع مع الفلسطينيين هو الرئيسي في فكر الحركة الص ...
- هل ما زال الصراع مع الفلسطينيين هو الرئيسي في فكر الحركة الص ...
- جريمة الكنيسة مقدمة لتوسيع نطاق الحرب الاهلية العراقية:
- المطلوب اكثر من مصالحة فصائلية فلسطينية:
- مصر بين الاقلام
- اوباما انت كاذب:
- عالمكشوف: مأزق الاعلام وحرية الصحافة الفلسطينية:


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - مراجعة فقرة مكثفة من برنامج الجبهة الديموقراطية السياسي: