أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - البدلة العجيبة/اقصوصة














المزيد.....

البدلة العجيبة/اقصوصة


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 7 - 01:12
المحور: الادب والفن
    


لم البس بدلة في حياتي الا مرة واحدة كانت حينما انهيت الثانوية العامة وقرر والدي انني نضجت بما فيه الكفاية لارتدي بدلة وربطة عنق.مانعت طويلا ،فلم اكن استسغ ان تكون هديتي بدلة،لكن الوالد قرر،ولهذا لا بد من الامتثال لقراره.اصطحبني يوم الجمعة الي سوق الملابس،وجلنا في محلات البدل،لم يعجبني ايا منها،فهذه ابدو فيها كمن لبس ملابس والده وتلك تظهرني كاحمق وتسيل ريالته من فمه.واخرى اظهر عبرها كعبد اسود قاتم اللون..ولما يأس والدي من ان اختار بنفسي بدلة قرر اجباري على قياس واحدة معينة،ما ان رأيتها حتي وقف شعر رأسي المكلكل والمكزبر.لا تستغربوا فقد كانت ذات لون غريب عجيب:قمر ديني مخططة بالبني.كاد قلبي ان يتوقف امام اصرار ابي ان اجربها،وكدت ان اهجم علي البائع لابطحه بضربة رأس انهي فيه احتياله الواضح واطرائه لحسن اختيار والدي.ويبدو ان البدلة لم يقترب منها احد منذ ان وطأت اقدامها ذالك المحل المنحوس...ولاغراء والدي سارع للقول ساخصم لكم ربع ثمنها.لاحظت ليونة من طرف والدي فصرخت محتجا والله لو خصمت نصف ثمنها فلن أأخذها.ابتسم البائع بمكر شديد ونظر لي نظرة لئيمة وقال لأبي:ما مناسبة شرائكم للبدلة،وحينما اخبره والدي انها هدية نجاحي في الثانوية العامة وتجميعي علامات شبه كاملة،استدار البائع مبتسما ولكن بلؤم واضح وقال:مادام هيك يا حاج والله ماراح طلعكم من المحل الا ومعكم البدلة،وهاي منا هدية للشاب ادفع نصف ثمنها فقط والله لو بقدر بقدمها اله ببلاش...
ابن ال...استطاع بهذه الكلمات لف رأس أبي واقناعه.توقعت ان يسألني ما رأيك..هل نأخذها ام نبحث عن غيرها لكنه بدلا من ذلك ابتسم للبائع وقال:والله انك وفيت وكفيت..خلص لفها وتوكل علي الله.وهكذا خرجت من المحل متأبطا بدلتي القمر ديني وبدلا من اكون فرحا بهديتي كان بوزي مترين وشلاطيفي تكاد تلامس الرصيف.حينما وصلنا المنزل كانت الطامة الكبرى حين شاهد اشقائي البدلة وبدأت تعليقاتهم التي لا تنتهي كعادتها ولعل اخفها وطأة تعليق صدر من اخي الاصغر انه يحمد الله انه لم يقدم الثانوية العامة بعد والا لاصبح مشهورا في كافة انحاء المدينة بعد ارتدائه لمثل بدلتي التحفة.لم البس البدلة في اي مناسبة حتى موعد سفري فقد اجبرني والدي علي ارتدائها وانا مسافر بالطائرة،ولم اكن اقدر ان اقول له لا..فلبستها..واصبحت محل تندر كل من كان علي متن الطائرة وسط ضحكاتهم المكتوم منها والمجلجل.ما ان وصلت قدماي الفندق وقبل ان اضع شنطتي ارضا قمت بخلع البدلة وببساطة شديدة قصقصتها بواسطة مقص الى قطع صغيرة ونثرتها من شباك غرفة الفندق لتطير في الهواء...ومن يومها لم ارتد اي بدلة حتى الان.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا محل لك من الاعراب/قصة قصيرة
- بلا عنوان/يترك العنوان لكم/اقصوصة
- جنازة/اقصوصة
- ذهب ولهب
- زُلْزِلَتِ الأرْضُ
- لم يكن يعلم
- نصف جثة ونصف انسان
- الجد
- ابو السعيد... الف وردة حمراء انثرها فوق جبينك
- احرف غير مترابطة
- الجدة
- محاولة ترتيب ساذجة
- جسد؟
- صبرا وشاتيلا/3/...عزرائيل يختبئ بين الانقاض
- صبرا وشاتيلا/2/كأنه كان جدي مقتولا على قارعة الطريق
- صبرا و شاتيلا/1/:رائحة الموت ما زالت ترافقني
- ياسين( أبو صياح)/قصة قصيرة
- لم اعد
- ام نعمان..اقصوصة
- عيوش ومارغريت.../قصة قصيرة


المزيد.....




- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - البدلة العجيبة/اقصوصة