أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - صبرا وشاتيلا/3/...عزرائيل يختبئ بين الانقاض














المزيد.....

صبرا وشاتيلا/3/...عزرائيل يختبئ بين الانقاض


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16 - 15:52
المحور: الادب والفن
    



اشهر عدة مرت والمخيم شبه مدمر،كثير من الاحياء دمرتها حرب اسراييل علي بيروت وحصاره والقصف الهمجي المحموم الذي تعرض له المخيم.قبل المجزرة كانت العائلات الفلسطينية من ساكني المخيم قد بدأت بالعودة له،رغم التحذيرات التي كانت تصل للجميع بتأخير العودة وعدم الاطمئنان لوعود جيش الغزو الذي باتت دورياته تجول شوارع بيروت وتقيم الحواجز في كل مكان.كان هنالك موقفين احدهما عبرت عنه الاونروا ومعظم الفصائل التي استكانت للوعود الاميركية/الاسرائيلية بعدم التعرض للمدنيين ،والاخر عبرت عنه العديد من الشخصيات المستقلة والكادر الوسيط بعدم الوثوق بهذه التعهدات.تميزت معظم القيادات التي بقيت في بيروت بانها كانت قصيرة النظر وكانت تدعو وتحض لاجئي المخيم الذين توزعوا في شارع الحمرا والروشة وبير حسن علي العودة سريعا والبدء في اعمار ما تهدم وتقديم الكشوفات للاونروا بما يحتاجه المخيم.مازلت اذكر ذلك النقاش المحتدم مع قيادي تصدت له رفيقة وقالت له:لقد بتنا عزل،لا يوجد شباب في المخيم،الكل اما غادر مع السفن الي المجهول او اختفى حتى لا يعتقل..اتريدنا نحن النسوة والشيوخ والاطفال ان نعود الي بيوتنا المدمرة دون حماية جدية...هل تضمن لنا أن لا تعيث بنا يد التنكيل من جديد،فيعتقلون او يقتلون من تبقى منا?انتفخ ذلك القائد وقال:لكننا نملك وثيقة فيليب حبيب التي وقعت عليها الولايات المتحدة والتي بموجبها غادر المقاتلون بيروت والتي تنص علي حماية سكان المخيمات وتعهدت تل ابيب بالالتزام بها...لم تصدقه هذه الرفيقة وضحكت ضحكة صفراوية..قائلة:ما بيجرب المجرب الا الي عقله مخرب...واعلنت انها وعائلتها لن تعود للمخيم الا بعد خروج الاسرائيليون من بيروت،عندئذ يمكنها الاطمئنان قليلا.عاد الكثيرون بموجب تطمينات القيادة الفلسطينية والحكومة اللبنانية،وحتى الاكثر تشاؤما منا كان يتوقع ان تتم عمليات تصفية فردية واعتقالات واسعة،لكن لم يظن المعظم ان اية مجازر سترتكب...لحست اسرائيل كعادتها وعودها وتعهداتها والاتفاقيات التي وقعتها حول خروج المقاومة من بيروت،ولانها تظن نفسها اكثر ذكاء من الجميع لم تلطخ ايديها مباشرة بدم نساء وشيوخ واطفال صبرا وشاتيلا..لكنها احضرت الة القتل الفاشية وسمحت لعزرائيل ان يتجول معهم بينما قبع الجنود الاسرائيليون علي مداخل المخيم للمراقبة والاستلذاذ بسماع انات الضحايا وصرخات المغتصبات وعويل الاطفال الذين نجوا من القتل صدفة...اسابيع بعيد المجزرة...ما تبق من سكان المخيم يهجرونه مؤقتا...حتى من عاد بعد المجزرة وانسحاب الاسرائيلين عاد للترحم علي الشهداء والانين والبكاء ثم البحث عن مكان امن..حين عدت بعد ان التقطت انفاسي بعد صدمة اليوم الاول لاكتشاف المذبحة ذهبت الي منزل جدي الواقع في مدخل مخيم شاتيلا ...دخلت الزاروب الطويل من الخلف،من ناحية المدينة الرياضية،كنت برفقة ابن عم لي سيق يومها الي المدينة الرياضية للذبح،كان عمره حينذاك 14 عاما،ما انقذه في وقتها ان القتلى كانوا بالعشرات وان ضابطا اسرائيليا علي مخرج المخيم من الخلف كان يختار بضعة افراد ياخذهم للتحقيق معهم،للغرابة ان من ياخذهم للتحقيق كانوا من الناجين القلائل من المجزرة.ابن عمي هذا كنت قد تركته قبل اسبوع والحياة تقفز من خدوده،وحينما قابلته بعد المجزرة كان نصف شعره قد اصبح ابيضا وكأنه كهل في السبعين،عيناه زائغتان...يدخن بشراهة،الالم والرعب ارتسما علي وجهه الي الابد.توقف علي التلة الخلفية للمخيم والفاصلة بينه وبين المدينة الرياضية وقال:كنا طابور مكون من العشرات الذين امسكوا بنا في صبرا وجرونا الي هنا،لم نعرف ماالذي يدور في زواريب المخيم ولا ماذا يحدث في داخل المدينة الرياضية،كنا نسمع طلقات نار في داخل المخيم وصرخات استغاثة اما في المدينة الرياضية فقد كنا نسمع كل بضعة دقائق اصوات صليات رشاشة.كان من حسن حظي ان الجندي الاسرائيلي اشار لي بالخروج من الطابور والوقوف جانبا...عشر دقائق مرت سمعنا فيها صوت صليات رشاش اتية من المدينة الرياضية،وصوت بلدوزر...ثم مر بنا العناصر الكتائبية اتين من المدينة الرياضية وهم يتبادلون الضحكات...اما من كان معهم فلم نسمع لهم صوتا بعد ذلك الي يومنا هذا ...بكي بحرقة وتوقف عن المسير معتذرا:لم يعد بامكاني دخول المخيم ففي كل زاوية منه يقفز شيخ او طفل وقد قتل بدم بارد ومثلت بجثته...او اسمع صرخات طفلة او فتاة تغتصب ولا استطيع فعل اي شيئ الا الركض والاختباء...لن استطيع المضي معك ابعد...ولا اعرف متى تستطيع قدماي دخول شاتيلا من جديد .مضيت وحدي اقدم قدما واؤخر اخرى..الي ان وصلت باب المنزل..تذكرت الصورة الاولي بعد المجرة وسقطت ارضا لا اقوى علي طرق الباب او فتحه....



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبرا وشاتيلا/2/كأنه كان جدي مقتولا على قارعة الطريق
- صبرا و شاتيلا/1/:رائحة الموت ما زالت ترافقني
- ياسين( أبو صياح)/قصة قصيرة
- لم اعد
- ام نعمان..اقصوصة
- عيوش ومارغريت.../قصة قصيرة
- مناجاة اخيرة....
- صمت
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 7/القسم 2: قيادة شهريار ...
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 7/القسم الاول: قيادة شه ...
- حكاية السعد وعد/حكاية من حكايا ستي اليافاوية اللي لسه ما حكت ...
- حكاية سيدنا النملاوي/قصة قصيرة/عماد ابو حطب-محمد راضي عطا
- طواف وسعي مشكور
- هنالك من سرق رأسي
- رحيل
- ‫غريبان
- مرآة مكسورة
- اختفاء جيفارا-فصل من رواية-الفصل الخامس
- لم تكوني هنا...أو هناك..
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة6/عن اي يسار نتحدث?


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - صبرا وشاتيلا/3/...عزرائيل يختبئ بين الانقاض