أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - حكاية سيدنا النملاوي/قصة قصيرة/عماد ابو حطب-محمد راضي عطا














المزيد.....

حكاية سيدنا النملاوي/قصة قصيرة/عماد ابو حطب-محمد راضي عطا


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3082 - 2010 / 8 / 2 - 23:41
المحور: الادب والفن
    



يحكى ان في قديم الزمان وفي سالف العصر والاوان عندما كان للقطة جناحان، أن رئيس البلاد قرر القيام بغزوات فجائية لتفقد امور الرعية علي هدى اسلافه الصالحين والائمة المباركين.وبعد تفكير وتمحيص وجد من الصواب اعلان المهرجان قبل بداية الافعال واطلاق عادة التفقد فما كان منه الا ان اعلن الصوت العالي للقصر البعيد عن احتفال يضم كل صديق وعبد وعنيد وكان الاحتفال يضم كل صنوف ( الطبيخ) وكل الحان الغناء.
وتقرر اليوم وجاء الملك يطلب النشوة والانبساط من الحضور والجواري والقيان ويقرب المشورة من خير العقول وافضل المثقفين، وابدع الشعراء واحسن الراويات واغرب القاصين والرحالة لهذا كله قرر ان تكون البداية في بيت الثقافة و وزارة الحكمة ،فهنالك منبع الكنوز والمعرفة،ومنها يتفجر شلال الحكمة.
تلثم الملك وارتدى اسمالا بالية وهبط من قصره خلسة ماشيا علي قدميه ومن النفق السحري المخصص لهروبه- ان انقلب عليه الخلق او خانه اعضاء حزبه- .وابتعد عن القصر حتى غاب عن العين من جهة ودخل اول جمع يحمل الطبل والزمر ويقدم اللحن طربا والعزف ذهبا كما يليق بملك الزمان وابنته مرجانة القلوب صاحبة العين الساحرة والابتسامة القاتلة من جهة اخرى.

لحظتها ارتاح فؤاده و اومأ لسيارة اجرة لكنها لم تتوقف،وتكرر الامر مع كل السيارات العابرة حتى الباصات والحافلات لم تعره اهتماما.فقط شاحنة واحدة وقفت اشفاقا من سائقها عليه،ولم تكن تلك الا شاحنة القمامة.اشفق عليه السائق واصعده في الخلف بجانب تلال القمامة،
وفي القصر، طرب الجمع وانشدوا وانشدو حتى ذاب الملل واعلن الجوع وطلب الطعام لكل الحضور من وزراء وخدم واعوان وقدت الاطباق على حواف من فضة والملك كان بين اكداس القمامة، ساعة كاملة امضاها الملك وسط القمامة حتى توحدت رائحته مع تلك الرائحة المقززة وبات كانه قطعة واحدة منها.لم ينتبه الملك ان شيئا علق بملابسه حينما هبط من الشاحنة كان لا يمكن التعرف عليه..لقد اصبح متسولا بجدارة.اقترب من بوابة وزارة الثقافة،وكانت رائحته تسبقه،اعترضه الحراس ودفعوه بعيدا،حينما كرر المحاولة اشبعه الحراس ركلا وضربا وكالوا له ابشع الشتائم.علا صراخه صائحا انا رئيس البلاد يا حشرات،ومع علو صراخه هبط المثقفون من مكاتبهم،تحلقوا حوله ببذاتهم الانيقة وكروشهم المتدلية وعطورهم الفخمة،باتوا يحيطون به كالسوار حول المعصم،لم يتدخل احد لانقاذه من براثن الحراس،وكلما صرخ انا الملك البلاد كانوا يضجون بالضحك والسخرية..في تلك الاثناءلم يعلم ما تسلل من ثيابه الممزقة، هو جيش من النمل.لم يحس بهم احد،انقسموا قسمان،الاول توجه الي قصر الملك،والثاني اقترب من جمهور المثقفين في ساحة الوزارة. قربت موائد الطعام امام مرحانة القلوب وسيدة نساء البلاد وجاءت الصحون مغطاة بالفضة والمرجانة تنظر وتبتسم لترى اي الخفايا يوجد تحت اغطية مائدتها
وطال الوقت وزاد الجوع بالحاشية لغياب الملك .
وغضب الملك لطول الانتظار وقسوة الضرب والسؤال
وبكت المرجانة من الجوع والصبر، وهي تنتظر الادب بعودة ابيها سريعا وعاد الملك على غير ما خرج نتنا تأكله الاوجاع والجروح
واعلن الملك ان افتحوا الاغطية ليكشف المستور ويظهر للعيان ما اخفت الصحون. كان النمل بدأفي العمل،كل في المكان الذي وصل اليه، ، غزت كل نملة مثقفا او طبقا،وتسلقت حتى دخلت من فتحة انفه الي دماغه،وبدأت تلتهم كل ما كان في طريقها...خلال ثوان قليلة كان النمل قد التهم ادمغة كل من تجمع في القصر..اما المثقفين فقد باتوا بلهاء كلما شاهدوا متسولا يصرخ : انا رئيسكم باتوا ينحنون له حتى لامست جباههم الارض... وقتها تعددت الاسئلة وزاد الهرج وقتل المرج صوت الصمت،اما في القصر فقد بلغ الغضب مداه فكيف يبتلع النمل الحقير الصغير اطنانا من الطعام ، وغضب الملك غضبا شديدا، كيف يدخل النمل الصحون وكيف يهان جمع الملك بهذه الوقاحة وصرخ بعنفوان صوته احضروا السياف وطاقم الطهاة وجب اليوم ارهاق الدم واعلان الذبح وجاء الطهاة يبكون وعلى وجوههم صفرة الخوف وعلى السنتهم لعنة الصمت ولا تحملهم ارجل ولا تقيمهم اجوبة وسأل الملك الباقي من اعوانه هل نقتلهم وهم كالخراف ام نجعل لهم للحجة سبيل ، قالوا : بل هو عدلك يا مولانا، الحجة ليحل الذبح ويتحلل الدم ولا نكون في عصبة الاثمين، سالهم الملك:من الذي فعل بالاطباق فعلته واهان السلطان وحاشيته، اجاب كبير الطهاة النمل، ازداد غيظ الملك فوق غيظه.
من ( المفتري الي خرب الطابق وخلى وجهي مثل معجون البندورة) قال احد مقشري البصل?
النمل
غضب الملك
وغضب
وغضب، قال احضروا النمل وجب القتل للاوغاد والحرق للنمل، وقتها اختلفت الوجوه
وترددت الاسئلة
جن الملك، يقتل نملا ويحرق جيشا من الفقراء والمجانين
جن الملك
ومن يومتها صار للنمل عادات وافعال يدخل قصور بعض الملوك يسرق طعامهم حينا وعقول عقلائهم حينا اخر ويصعد الي المكاتب و يحتل الغرف
ولا يترك سبيل للسؤال ويهرب.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طواف وسعي مشكور
- هنالك من سرق رأسي
- رحيل
- ‫غريبان
- مرآة مكسورة
- اختفاء جيفارا-فصل من رواية-الفصل الخامس
- لم تكوني هنا...أو هناك..
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة6/عن اي يسار نتحدث?
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 5/قابيل وهابيل يقتتلان ...
- اختفاء جيفارا /فصل من رواية/الفصل الرابع
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة3
- عندما يهجر أهل اليسار منازلهم/الحلقة 2
- اختفاء جيفارا/فصل من رواية/3
- اختفاء جيفارا/فصل من رواية/2
- المثقف الفلسطيني ما بين التهميش والالغاء والنواح من غياب الم ...
- حكاية اللصوص والفقير/ حكاية من حكايا ستي اليافاوية اللي لسه ...
- القروش الستة/حكاية أطفال من حكايا ستي اليافاوية اللي لسه ما ...
- العنزة العنزية/حكاية اطفال من حكايا ستي اليافاوية اللي لسه م ...
- النعامة والحوت/حكاية اطفال من حكايات ستي اليافاوية اللي لسه ...
- اختفاء جيفارا/فصل من رواية/1


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - حكاية سيدنا النملاوي/قصة قصيرة/عماد ابو حطب-محمد راضي عطا