أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - قصة غير واقعية:الصورة














المزيد.....

قصة غير واقعية:الصورة


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 3176 - 2010 / 11 / 5 - 15:09
المحور: الادب والفن
    


قصة غير واقعية:الصورة

لا احد يعرف بالضبط ما حدث معه وكلما سأله أحد عن ذلك أجهش بالبكاء
كان الجميع يرغب بمساعدته لتجاوز حالته الا انه لم يكن يرغب ان يتذكر ما جرى فمجرد ان تلوح امامه بعضا من ذكريات ذلك الحادث تصعب عليه نفسه ويبكي بألم
فقد كان هذا فوق طاقة تحمله
بدأت الامور بمزحة اضحكت الجميع وبعثت في نفسهم مشاعر الحبور والبهجة وكان صاحب الفكرة جريئا لأن الناس كانت لاتتجرأ وكم احبوا ان يكونوا في اعماق دواخلهم هم من فعلوها
مجرد صورة تناقلتها الجوالات بسعادة ولتعيد بثها كل لمعارفه حتى انتشرت كما النار في الهشيم
الصورة مفبركة بتقنية برنامج الفوتوشوب تم تصميمها باختيارظريفه تلك المرأة التي تجاوزت الستين من العمر والمعروفة في الحي كمهبولة تدور دون وعي هائمة في الشوارع.. وايضا مسعود الذي لايختلف عن ظريفة الا بكونه في العشرينيات وبعد التقاط صورة لكل منهما تم جمع صورتهما معا واضافة صورة الرئيس وابنه ليبدو اجتماعا استثنائيا لقادة البلد
اضحكت التعابير المتناقضة في الصورة الجميع حتى البكاء الذي لم يعد ضحكا هذه المرة بل مأساة ايضا من هول ما حدث للطلبة الجامعيين في هذا الحي
مجموعة من الطلبة الجامعيين منهم من صمم الصورة ومنهم من بثها وقد تم تدوالها بالجوالات بسرعة الضوء والنميمة
في المساء تمت محاصرة الحي من كل جوانبه وطلب من اهل الحي ان يلزموا بيوتهم فهناك قرار بمنع التجول..
بدأت اجهزة الامن والمخابرات والشرطة والحزب الحاكم تحقيقاتها في كل بيت ومكان الى ان وصلوا بأساليبهم الخاصة عمن صممها ومن بثها واعاد بثها حملوا المئات بسياراتهم القوية والفخمة بالقياس بترهل السيارات بالبلد وقدمها وصغرها
تعرض الجميع لحفلات تعذيب سمع البعض عنها ولم يصدقها الا حين تعرض لها
كان معن منهم
غاب الجميع عن الاخبار ولم يعرف احدا اين اختفوا ..فلا يحق لأهلهم حتى السؤال عنهم
فقط مسموح لهم التقاط الاخبار الشيححة من مرتادي السجون فيما اذا كانوا على قيد الحياة او لا
اما في اي سجن وكيف وما الجهاز الامني الذي يعتقلهم
فيا ويل من ينقل هذه المعلومات التي تمس المصالح العاليا للدولة لاسيما بالنظر الى دقة المرحلة وحجم الاعداء الذين يترصدون للرئيس الملهم الذي يقود البلد وسط امواج متلاطمة من الصعوبات التي تنوء بحملها الجبال
غاب معن عاما تقريبا في سجون البلد السرية وعاد في ليلة لا يوجد فيها ضوء للقمر لأن ما ثبت ان لاعلاقة له بالامر مجرد ان جواله استلم تلك الصورة وبالصدفة كان رقمه عند زميله الجامعي الذي التقط الصور لظريفة ومسعود وركبها مع صور الرئيس واباه الذي كان الجميع يردد في عهده انه الى الأبد الى الأبد يا حافظ البلد
كوابيس كانت ترافق معن في لياليه تمنعه من الركون الى الراحة التي غادرته الى الابد الى الأبد
وبكاء - يصعب على الكافر - كان ينتابه عندما يسأله احدا عما جرى له
ارتاح معن اخيرا من الموت كل يوم الف مرة فقد وجدوه منتحرا في غرفته وسيخلد هكذا مطمئنا الى الابد الى الابد



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاضرة جريئة قدمها الصحافي ابو بكر الجامعي في جامعة لييج الب ...
- قصة غير اقعية: الكلب الجديد
- قصيدة :صبية مطلية بالابداع
- قصيدة: مقامات عناقكِ العسلي
- قصيدة:متى ينتصر نهداكِ على عبيد الدولار؟
- عرض فيلم -تأريخ الرمال- للمخرج داني ماريكا:الصحراء بنبضها وم ...
- قصيدة:قهوتي المحمصة على نيرانكِ
- عرض المسرحية في صالة المركز الثقافي العربي لبلد لييج:هل عكس ...
- قصيدة:أنوثتكِ العابرة للقارات
- زنقة ابن رشد وجائزته والحوار المتمدن
- قصيدة: حديث الصبية الذهبية
- قصيدة: دوائر الابتلاء المفرغة
- عبد ربه: الوجه الآخر للمشروع الصهيوني
- قصيدة: أفق
- قصيدة:التحليق بين غاباتي استوائية
- قصيدة: سفر
- آن موريللي المؤرخة البلجيكية تفكك اليات التبرير الديني بالاس ...
- قصيدة:كلام الحب عن حضارة عشقكِ
- قصيدة:دمكَ الوردي ينتصر على مقاولات الارهاب الصهيوني
- قصيدة:نقاب الالهة


المزيد.....




- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - قصة غير واقعية:الصورة