أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - عرض المسرحية في صالة المركز الثقافي العربي لبلد لييج:هل عكس العرض المسرحي -الله اكبر- نجاح اعلام البيزنس باختلاق عدو وهمي جديد















المزيد.....

عرض المسرحية في صالة المركز الثقافي العربي لبلد لييج:هل عكس العرض المسرحي -الله اكبر- نجاح اعلام البيزنس باختلاق عدو وهمي جديد


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


مسرحية "الله اكبر" التي عرضت في المركز الثقافي العربي لبلد لييج يوم 9 تشرين الاول 2010بمناسبة اليوم الثالث لاسبوع الثقافة العربية الذي ينظمه سنويا المركز.. كانت حوارا قاتلاـ لو جاز التعبيرـ بين فتاتين بلجيكيتين كانتا صديقتا طفولة الا ان كلتيهما سارت امورها بعد افتراقهما في اتجاه يبدو معاكسا كما يلخصه الحوار فـ"فابيان" - مارلين بوليكنز- التي كانت مزنرة بحزام ناسف في قطار متوجه الى محطة بارك في بروكسل لم ترد ان ترد على صديقتها ياسمينا - صوفي ولف - التي لم تعرفها للوهلة الاولى الا بعد التدقيق في ملامح وجهها.. لتبدأ "ياسمينا" في رواية ذكرياتهما المشتركة بينما بدت فابيان في عالم آخر وملامحها متسمرة
" فابيان" فتاة جميلة اقترنت بشاب من اصول مهاجرة وولدت له طفلا هو عبد الرحمن بينما ياسمينا تحمل جنينا في احشائها وهي على وشك الولادة وهي دائمة الحديث عن حملها والحياة التي تنبض فيها من جديد
تستمر "ياسمينا "بسرد ذكرياتهما دون وعي بما يحيط بها وكيف ان" فابيان" بجمالها الآخاذ كانت محط انظار استاذهما في المدرسة يومذاك الذي كان يعبدها... الى حين ان تلمس "ياسمينا" خصر فابيان عن غير قصد لتفاجئ بحزام ناسف لم تفهم كنهه وحولته الى سخرية الا حين تطلب منها فابيان باصرار ان تنزل في المحطة القادمة لتصدم ياسيمنا ان ما تحمله حزاما ناسفا لاتقبل ياسمينا النزول بل تستمر بحركة منها بمحاولة انقاذها من مصيرها المحتوم
و هنا يقوم المؤلف خافيير بيرسي بادخال عنصر توقف الزمن داخل المترو لعطل ما ليبدأ حوارا صراعيا وتراجيديا حول معنى الحياة والموت والحياة الاخرى واساليب التغيير العنيفة والاحتلال والمصير الشخصي المقبل على الحياة
بينما تراها فابيان بالانتقام من مجتمع يرسل ابنائه لاحتلال الدول الاصلية للمهاجرين وبسرد المظالم مغلفة في اطار ديني وكان المؤلف مصيبا الى حد ما في هذا الجانب ليعكس تعقيد شخصية فابيان ودقة المصطلحات الدينية عن مفهوم الكافر وغير الكافر ومصير من يضحي بنفسه في جنات عدن بينما تحثها ياسمينا على التمسك بالحياة والتخلص من اوهامها ..وايضا ايهامها ان توقف القطار لعطل ما يفشل عمليتها الموقتة مع عمليات اخرى فلا مبرر لتنفيذها
ينفذ احدها زوج فابيان في المحطة المركزية وتستمع الاثنتان من الجوال عن ضحايا وجرحى وايضا تفجير قرب البرلمان الاوروبي وان عدم التزامن يعني ان عليها ان لاتنفذ
يبقى الحوار الذي يمتلئ بتفاصيل مؤلمة وساخرة ايضا حتى النهاية لتبقى مفتوحة على كل الاحتمالات حين تبدو فابيان سائرة الى النهاية وياسمينا تصرخ ليخرجوها من المترو
ولو ان بعض الحضور قال في معرض الندوة النقاسية التي شاركت بها الممثلتان وغاب المؤلف انهم جزموا باحتمالية التفجير المؤكدة وانها ليست مفتوحة الا في غياب تفاصيل ما بعدها
مسرحية اشكالية تعكس الصدام الذي نجح فيه الاعلام الغربي الذي يملكه في اغلبيته البيزنس الذي يدعم الحروب باعتباره الرد الافضل لحل ازمات الرأسمالية كما تابعنا الحربين العالميتين اللتين تلتا ازمة الكساد الكبير عام 1929.. والتي ترافقت سياسات حكوماتها تماما مع مصطلح التقشف بكل اتجاه والمصطلحات العنصرية عن الثقافة الالمانية الاغلب وماليها وهو مانراه اليوم يتكررعند سركوزي وميركل والاخرين..
عدم وجود قواسم مشتركة بين الطرفين هو حقيقة لايتغاضى عنها عاقل ولا سيما ان نجاح الاعلام الغربي والصهيوني في تنميط الشعوب المسلمة التي تستحق الذبح لان الاعلام يصفها بمصدر الارهاب والارهابيين ليشرع عمليات الابادة الجماعية ضدها
بينما نجح اعلام البترودولار للعائلات المتخلفة التي تحكم الخليج تحت الريموت كونترول شركات الاسلحة والبيزنس الامريكية الصهيونية و الانكليزية اساسا في تسويق مفهوم الشرك والكفر بحق الشعوب الغربية لنصل الى مناخ امثل لأرباح البيزنس
فالتهاء طرفي التغيير بمواجهة بعضهما يمنعهم من تغيير السبب الرئيسي لمشاكلهم الا وهو بيزنس النيوليبرالية المتوحشة ووكلائها من العائلات الظلامية الحاكمة في الخليج أي يمنعهما من تحدي سبب البلاء والازمات الاقتصادية والحروب وبتناحرهما تمول مصانع الاسلحة الخاصة نفسها من دافع الضرائب الغربي وريوع البترودولار وتحقق شركات السلاح والامن والاعلام المردوخي الخاصة ارباحا طائلة وهذا ما تكشفه حسابات مؤكدة بالارباح لهالبرتون وباكتل وفوكس نيوز و شركات تصنيع السلاح القذر الاسرائيلية من وراء احتلال العراق وافغانستان ..
الحوار الصراعي القاتل في مسرحية "الله اكبر" نجح الى حد بعيد في شرح تفاصيل انعدام اي توافق بين الشخصيتين اللتين كانتا من بين ضحايا صناعة الاعلام اليميني الغربي ووكلائه العرب لتصل الشخصيتان معا الى مصير تراجيدي كما اكده بعض الحضور الذين اكدوا ان ثمة ايحاء قوي في المشهد الأخير الافتراضي ان التفجير تم بعد اطفاء الاضواء
وهذا الى حد ما ليس عيبا دراميا تماما على الأقل اليوم فصيغة القوى والتحزب والاستقطاب الجارية على قدم وساق الان بين الرأي العام الغربي من جهة والشعوب العربية المسلمة المخدرة بتفاسير الدين الوهابي من جهة اخرى هي تصل منطقيا الى هذه النقطة
لاسيما ان الاوروبي مثلا ترك مشاكل البطالة والازمة التي تسبب بها البيزنس المصرفي والصناعي والخدماتي وبات شغله الشاغل البرقع بضغط هائل من الاعلام المملوك لشركات السلاح الصهيونية والامريكية مع ان المبرقات لايبلغن عدة الاف الذين هم بحاجة الى مساعدة نفسية لحل مشاكلهم مع المجتمع ونزع تأثرات اعلام البترودولار الوهابي عنهما -رغم ان الاضرابات العمالية حاليا ضد حكم البيزنس بفرنسا وغيرها قد تغير موازين القوى لوضع الصراع على سكته الحقيقية ضد الاقلية الاحتكارية للبيزنس الغربي الصهيوني -
كذلك لم يعد يفرق العرب والمسلمون بين الشركات المتعددة الجنسيات التي تحتلهم وتحقق الارباح والتي تستلزم شعبيا مقاطعتها وبين التنميطات الوهابية التي تبثها فضائيات العائلات الظلامية الحاكمة في الخليج عن مفهوم الكفر والشرك والفرس الذي يرتبط بامور شكلية بينما يغيب مفهوم الاحتلال وشراء اسلحة القتلة من الشركات الغربية ومقاطعة سلع الشركات التي تمول الكيان الصهيوني والحروب ضد العرب والمسلمين والطرفين هما بمواجهة عدو مشترك واحد ينمط شخصيتهما ليضعهما في مواجهة بعض وليحقق الارباح الفلكية بعد كساد بضائعه في المجمعات الصناعية العسكرية و محطات الاعلام الغربي وسائر سلع البيزنس في البورصات
تنجح الشخصيتان فابيان وياسمينا بضخ هذا القدر من الحقد المتبادل لاسيما فابيان التي هي ضحية ممتازة لاعلام التكفير السائد في المحميات التي تدار بالريموت كونترول الامريكي الصهيوني بينما تبدو ياسمينا عاجزة عن منحها التمسك بالحياة التي تريد ان تعيشها بكل اختلافاتها بين الناس لان المتعة هنا
فرقة ايكيب التابعة للرابطة الفرنسية ادت عملها جيدا من الممثلتين اللتين اديتا عملا دراميا وتراجيديا وكوميديا جريئا و صداميا وكأنهما يعبران عن هاتين الشخصيتين
وكان تعليق الحضور في المناقشة بعد مسرحية" الله اكبر" ملفتا والذي وجه التحية الى فابيان مسجلا الدهشة بعد ان نزعت حجاب التمثيل وبدت امرأة بلجيكية جميلة ومتحررة لانهم اعتقدوا انها تملك هذه القناعة وليست مجرد ممثلة وهذا يسجل الى جانب ادائهما التمثيلي والفني المتقن وقد سئلت من طرف الحضور عن كيفية اتقانها لهذه الشخصية المركبة والصعبة على امرأة بلجيكية لم تعرف العالم العربي والاسلامي ابدا ولا العوالم الداخلية له
فقالت انها درست شخصية "فابيان" وحاولت ان تقترب من عالمها النفسي.. والدوافع التي صنعت منها هذه الشخصية..مسجلة ايضا انها تعرف هولندية ايضا غيرت قناعاتها وترتدي الحجاب وتعيش كامرأة من العالم العربي بعد زواجها من مهاجر
مسرحية "الله اكبر " قدمت طرحا دراميا ممسرحا لعالم شديد التعقيد في العلاقة بين الاقليات المهاجرة والمجتمع الاصلي الاوروبي
و قد وجه محرر هذه السطور سؤالا عبرهما الى الكاتب في الندوة النقاشية من ان النص كان بحاجة الى عبارات ايحائية على الاقل تلمح الى ان الارهاب مصنع كبير جدا ومربح جدا للبيزنس الامريكي والصهيوني والانكليزي والالماني تحديدا الذي يدير خطوطه الكبرى والمستفيد الوحيد من وراء هجمات تشير الادلة على ان الموساد اقترفها لصالح اسياده البيزنس ولو ان لها تسميات اسلامية ومصطلحات كـ"الله اكبر" تغلب انوجيه الاتهام الى جهة معينة..
واشار احد المتحدثين الى امكانية اضافة الى النص شرح جرائم الصهاينة المدعومين من شركات غربية على خلق مشاعر احباط عميقة تدفع بالوصول ببعض افراد الاقليات لهذا المصير وكذلك ما خلفته حروب العدوان على العراق وافغانستان من ملايين الضحايا.. بينما اعترض بعض الحضور ومنهم رئيس المركز على هذا الطرح ان علينا ان نركز على دورنا مهما كان من يدير ذلك فلا شك انه يختار افرادا من الاقليات او له علاقة بها لتنفيذها وهذه مسؤوليتنا
نجاح هذه المسرحية التي عرضت بأكثر من مسرح في بروكسل وكان المركز مجال عرضها في مدينة لييج يمثل جهدا لمجموعة" ايكيب"او" المجموعة" المدعومة من الرابطة الفرنسية ولاشك ان الامكانيات التي وضعت تحت اشراف هذه الفرقة اهلتها للنجاح سواء الفنيين او المصممين للديكور الذي مثل الميترو وتم تركيبه على مسرح المركز الثقافي العربي لبلد لييج
لاشك ان فابيان وياسمينا لهما نصيب الاسد وكذلك المؤلف الذي وجهت له انتقادات لاتمس نجاح نقل الصدام الوهمي بين الطرفين لاغناء النص ومنعه من خدمة تنميط وسائل اعلام البيزنس للشخصيات

…………………………………
لييج - بلجيكا
تشرين الأول 2010



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة:أنوثتكِ العابرة للقارات
- زنقة ابن رشد وجائزته والحوار المتمدن
- قصيدة: حديث الصبية الذهبية
- قصيدة: دوائر الابتلاء المفرغة
- عبد ربه: الوجه الآخر للمشروع الصهيوني
- قصيدة: أفق
- قصيدة:التحليق بين غاباتي استوائية
- قصيدة: سفر
- آن موريللي المؤرخة البلجيكية تفكك اليات التبرير الديني بالاس ...
- قصيدة:كلام الحب عن حضارة عشقكِ
- قصيدة:دمكَ الوردي ينتصر على مقاولات الارهاب الصهيوني
- قصيدة:نقاب الالهة
- -جاز الرحالة- ومعطف -رينغي- الأعظم في عزف الجيتار على مسرح ا ...
- فعاليات الثقافة العربية من الفصل الأخير لعام 2010:الموسيقار ...
- رجم الشعوب بجرائم سياسات البيزنس الغربي وعلاقة ايران بذلك؟
- الغيتو النازي الذي يحلو فيه العيش على جثث الضحايا؟
- حديث المقاومة :بين ايران والطرف الاحتلالي؟
- ايران وحقها التنموي والردعي امام طلائع الانحطاط الامريكي الص ...
- المخابرات السعودية :الشيطان الذي يتخفى خلف يافطات الاسلام
- قصيدة:ينابيع الانعتاق


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - عرض المسرحية في صالة المركز الثقافي العربي لبلد لييج:هل عكس العرض المسرحي -الله اكبر- نجاح اعلام البيزنس باختلاق عدو وهمي جديد