أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الثوري - قصص قصيرة جدا 4














المزيد.....

قصص قصيرة جدا 4


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 3162 - 2010 / 10 / 22 - 18:05
المحور: الادب والفن
    



سَأم من تعاقب الفصول ، قال : سأجمعها على طريقتي الخاصة في يوم واحد ، تناول شيئا خارج نطاق الخدمة ، وسار في الشوارع العامة يسخر من المارة في هيئة فصولهم الأربعة...
2
سَأم من تشابه الحكام وتعاقبهم جيلا إثر جيل ، ذهب إلى أبعد مكان في العالم ، ومازل يرطن بلغة لن تستقيم على لسانه الأعجمي، فقد استجاب دماغه أخيراً
وإلى اليوم لا يدري إن كانت العلة في عقله أو لسانه ...

3
سَأم من بحثه عن امرأة مختلفة ، فقد تشابهت كل النساء ، بعد الليلة الأولى من تعرق غزير...
تداول مع صديق يشاطره نفس المشكلة وحينما نظر أحدهما للآخر
طفقا يضحكان ملىء فوادهما في طريقهما إلى الجزع
حتى افترقا...
4
كان ينظر إلى الأطفال على أنهم أقلّ حيلة من كبار السن ، فشرع بتعليمهم أصول الحكمة
وبعد الحصة الدراسية الأولى ، استسهل المهمة ، لكن صغير ابنائه التف عليه في فترة الإستراحة بسؤال أذكى من سنه ِ:
بابا من خلق الله ؟
فأجابه بضميرٍ يرتجف بعد أن دق الجرس
ليست الطبيعة....

5
كان صغير العائلة يسألهُ كثيراً عن معنى الوطن ، وكلما أجابه يعيد تكرار نفس السؤال .
لم يجد حرجاً من سؤال نفسه :
لابد أن إجابتي لم تك وافية وإلاّ ما معنى تكرار نفس السؤال ؟

6
يتذكر حينما كان صغيراً ، كثيراً ما كان والده يُفضل الدواء الأجنبي على الدواء المحلي
أثناء مرضه ، وحينما كبر وسافر إلى دول أجنبية ، عرف العلة في ذلك :
كان المواطنون في بلاد الغربة لا يقيمون وزنا لأمرالحكام ، فتقلصت الفجوة أقرب ما يكون ، بعدما تلاشت الحيلة في صندوق الضمائر.

7
تناول قنينة الماء ليدلقها في جوفه دفعة واحدة ، كان صديقه الهندي ينظر اليه ، اقترب منه ولقنه بعض تعاليم بوذا بخصوص ضوابط الروح فيما يتعلق بشرب الماء
حينما رجع إلى بيته ، قص الحكاية على ولده الصغير باستغراب ، فما كان له غير جواب حاذق قصير :
بابا الم يخلق الله جميع البشر من تراب ؟

8
حينما ضاقت به السبل وقد طوقته صحراء روحه من كل حدب وصوب ، هرب إلى البحر
جلس أمام الأمواج الزرقاء المتلاطمة ، وما أن تنفس الصعداء لهنيئة التقاط الأنفاس حتى دفعت عيناه مئات الثعابين وهي تسعى في رمال البحر على شكل أسراب دموع...

9
سألهُ طفله الصغير عن سبب ملازمته البيت وامتناعه عن الخروج
فلم يجد غير جواب صغير
لكي لا تلوثني الرياح !
فعانقني وهو يبتسم ، كأنهُ فهم أمري...

10
بين الجامع والمسجد خمسون خطوة
فكرة أن يجمع بينهما في سابقة لم يسبقه اليها الكثير
كانت المسافة بين الحانة والكنيسة أقل من عشرين
لقد أعياه التعب في صراع الأخوة الأعداء حتى أعوج بِهم...

11
عاد إلى البيت قلقاً ، حاول الجميع إرضائه بشتى الوسائل ، لكن محاولاتهم باءت بالفشل
عندها قفز أصغر ابنائه ، أحضر قطتهُ الصغيرة ورماها في حجره
لم يستطع مقاومة دغدغة دفينة أخذت فعلتها لمساج ارتخت معه تشنجاته
نظر لطفله وكأنه يكلم نفسه :
إلى متى ياولدي تصرف وقتك في معاشرة الحيوانات دون البشر
انتبه لدروسك...؟

12
كانت القطة جالسة إلى جواره وتنظر إليه ، حين تلحظ عليه علامات السرور تأتي وتعبث معه كأي صديق لا يعرف معنى الجزع ، وحين تراه واجما تبتعد في سرها لكنها لا تخفي فضولها بذهاب الغمة ، تجلس قبالته كأم حنون تغمض عيناً وتُبقي أُخرى .
ما جعله يُخمن مصير العلاقات الاجتماعية بعد حين من الزمن...

13
- : بابا متى تشتري لي كلب ؟
- : عليك أن تقنع أمك أوّلاً
- : ومتى تشتري لي حصان
- : القوانين لا تسمح بذلك
أنهى جداله العقيم بكيدٍ عصبي :
بابا حينما تموت سوف اشتري كل شيء ...

14
لن أتزوج حينما أكبر .
سألته : لماذا ؟
أجابني وهو يتأمل السماء :
تعلمت منك الآ أتعلق بحب الوطن ، سأطوف العالم دون هوية الأحوال المدنية.
في اليوم التالي اقترح علي تبديل اسمه وكنيته
ففعلتها بضمير مُستأجَر...

كريم الثوري



#كريم_الثوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا 3
- قصص قصيرة جدا 2
- الاختصار ات
- قصص قصيرة جدا
- ملحمة الأخطاء -4
- ملحمة الأخطاء -2
- ملحمة الأخطاء -1
- حوار مع بغل
- المختلف صديق
- الذاكرة المتلاشية
- نيوتن والتفاحة
- عند نصب الجندي المجهول
- المُتأخِّر وطنٌ... المُتَقَدِّم شَتات
- قراءة نقدية
- صياما في حضرة السرو
- سردشت يعشق اميرة البياض
- المهاجر والكلب
- عيعووووووووو
- حوار مع صدفة
- محجر الاعدام


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الثوري - قصص قصيرة جدا 4