أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم الثوري - محجر الاعدام














المزيد.....

محجر الاعدام


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 18:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إلى أخيه الشهيد صاحب الدماء التي
خطت بسم الله الرحمن الرحيم
أعلى سورة التوبة

الزمان: بغداد
المكان :زنزانة بمتر مربع تسمى الانفرادي
الكارثه :- الاستثناء – العراق

خاله رجل ملتحٍ بشفافية السوق, قال له في اللقاء اليتيم الذي انقطع بعده لأسباب يتعلق بعضها باصراره الروتيني على ختمة القران لهذا الشهر، وإهدائها لأحد الأموات الجدد: جئتك بالشفاء يا خال !
- لم يبال.. ربما تعففاً لرجولته
اقترب منه أكثر ودس في تكوره القرآن الكريم
.. لكن دمعةً حبيسة أبت إلا ان تنطلق إلى حجري، فاحتفظت بها، إلى الآن رائحتها لم تغادر ملابسي بالرغم من تعاقب الآف المساحيق وتغير الثياب.
انتهت الزيارة، وحينما انفرد باستطالة سجنه الانفرادي هم بشغف المريدين فتح الكتاب المقدس، لكنه لم يبلغ المستطاع ( ثلاثون عاما قضاها في الحياة، وكلما اقترب من الحقيقه أصابه عارض، وحال دون التلاق )
قبيل صلاة الفجر بساعات ثلاث، جلجلت المزاليج، ولج أحدهم بلباسه الرسمي وكان يمسك بأوراق ممهورة بنسر الدولة، وعليها صور لأشخاص احترمهم السجانون بعبودية ورق, فتحت له أبواب أربعة..
وكان يوم الاربعاء
- أسرني, إننا لم ننم ليلة واحده في الاسبوع هي ليلة الأربعاء، حتى يشق الفجروتضل قلوبنا معلقه بأقفال الأبواب الأربعة التي ستفتح وايماءات السجانين هكذا هي حياتنا
فُتح الباب، تأكد من الاسم، نظر إلى الصورة المسمّرة على يمين الورقة من الأعلى .
أخرجوه بلا مبالاة الميتين، وضعوا كيساً أحمراً في رأسه وربطوه برويَّة وإحكام
مكث في الانتظار ساعة قبل أن يطل أحدهم ويسأله ماذا يريد.
جاءوه بقهوة مرة، وانتزعوا منه ساعته اليدويه الأنيقه، وبنطاله وحذائه الجديد، الذي لم يلامس بعد تراب الارض.
ألبسوه لباس الموت والذي يسمونه (الكانه) وهو بلون الرماد.
ساقوه إلى المنصة, تسلق درجاتها الأربع، أراد أحدهم أن يلبسه الحبل، لكنه أبى إلا أن يدخله بنفسه إلى عنقه, تلفظ بضع كلمات كان الله والوطن حاضراً فيها, انفتح البلاط الحديدي الذي كان قد استقام عليه, امتزج لهاثه برائحة الخمر المنطلقه من أنفاس ( أبو وداد ) خاطف الارواح الذي كان يتقاضى وظيفياً على كل رأس يلف عليه الحبل قنينة عرق ومائة دينار.

الزمان: ذاته
المكان: المشرحة
اقترب الشاعر لاستلام المشهد, وقع على محضر صغير وادخلوه قبل الآخرين، وجده ملقياً على الأرض، حراً طليقاً، من دون قيود أو سجان، وقد اقتلعت عيناه وأخذتا إلى الطب العدلي للاستفاده من قزحيتيهما.
لاحظ خيطاً من النمل يتسابق باتجاه حفرتي العينين. أعاق اتجاه الدبيب, مدّ يده بفضول المستكشفين, تلمس جيب المسجى بدمه, كان هناك شيءٌ ما, أخرجه, وإذا به القرآن الكريم، مبللاً برائحة المعتقل, قبّله، وقبل أن يجلسه بين كفيه انفتح على سورة التوبة، وقد نقشت بخط أحمر لدماء حديثة العهد :بسم الله الرحمن الرحيم .

مسك الختام
حينما أصرت والدة القتيل عليه بالأخوة أن تكون ختمة هذا الشهر لوليدها.
قال لها بموت يشبه نفاد الصبر ودمعه حبيسة:
أُخَيَّة, سالت الكثير من الفقهاء، العارفين، وقد أجمعوا:
من مات دون صلوات خمسه لا ختمة قرآن تشفع له !

كريم الثوري



#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارية الذئب الأجرد
- أس الشخص الثالث
- مئة إمرأة قُبلة رجل
- تقديم لديوان: السواد... يا لونيَ المفضّل.. ! للشاعر كريم الث ...
- مصلى في مقر الحزب الشيوعي العراقي
- وهم معرفة
- حكايتي مع كمبيوتري القديم
- اصبعي منقع بالورثة 2
- حوار مع كلب عراقي 2
- اصبعي منقع بالوراثة
- مهر حواء
- الجمال ومدلول القبح في الجميل
- الديمقراطي الأخير
- الموت الذي تفرون منه
- انا منافق اذن انا موجود3
- رسالة نصية الى صديق العمر علي السعدي : دعك من السياسة واكتب ...
- ادم وعقدة التكوين
- خلود المطلبي في دور الراهبة
- بائع الاوهام
- انا منافق اذن انا موجود2


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم الثوري - محجر الاعدام