أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - مبدع تحت الضغط العالي














المزيد.....

مبدع تحت الضغط العالي


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 22:21
المحور: الادب والفن
    


بعد فشل التنويم المغناطيسي ، لجأ سيغموند فرويد ، الى أسلوب التداعي الحر ، الأدب والفن بكل ألأجناس والأنواع اللآحقة والمحدث للأساليب السابقة ايضا ، يتجلى ، اجتراح العالم الداخلي في النص او القطعة الفنيةويؤسس تقنياته بشكل أو آخر على معالجات شخصية للتداعي الحر ، فعلى يد هذا ، تنتهي الى ثرثرة فارغة او ثرثرة اخرى منظمة تدعو الى متعة التأمل والمعرفة ، وعلى يد ذاك تكون وسيلة فنية للغور في الحقيقة ، الحقيقة الظاهرة والحقيقة المكبوتة . منطق اطلاق الحقيقة فنا ضمن تداع ٍ حر ، هدفه معالجة فنية تقنية لعلو شأن الحقيقة وسموها الأنساني ، الأحاطة بكل شئ حولها وطرحه منقوصا او كاملا وللأسباب المتعلقة بالمبدع وزمنه فنتاجه ، وبأشتراط الداخلي ووصاية الخارجي هي الخريطة التي تتضمن اشارات وطرق ورموز شتى يستدل معها المبدع ويقرر مايختار او يستثني ، هنا رحلة يتوزع على جانبي طرقها ، النجاح والفشل ، المجدي واللآمجدي ، الواعي وغير الواعي ، التقريري وغيرالتسجيلي والى آخره من الثنائيات المهمة ، وذلك يؤدي حتما الى رغبة كبيرة في عرض فلسفي لوجهة النظر ، تارة في وعي الشخصية وتحريكها تبعا لذلك ، او جو منعش من التجديد ، وتارة أخرى في بداية العمل او احيانا كلمحة تطفو على أمواج العمل الفني ، صوتا او حسا او هيئة دالة ..

المكابدات الروحية للمبدع العراقي وفي غالب نتاج الأبداع العراقي هي نقطة انطلاق خزين هائل من غلة التجربة ، لاشك في ان ذلك وبمستوى مكابداته الممتحن روحيا ، في اقسى الظروف التي يمكن ان يمر بها اي انسان في العالم ومر بها فعلا المبدع العراقي حصرا ، تؤهله لتناول الحقيقة والتفلسف حولها وحول الأنهيار في كل اتجاه تحت فنارها .. ماأنجز وقدم من اعمال أدبية وفنية رغم الشلل الجزئي في الدراما والسينما ، ماأنجزه المبدع العراقي في تداعيه الحر المنظم فنيا واللماح فلسفيا ، لم يكن بالأمر الهين أو المتواضع قيمة فنية ، هو تفرد في نوعية ذلك المنجز الأبداعي وبسمات خاصة به ، ربما ثقتنا التامة بظهور اعمال مهمة او اتجاهات مؤثرة في الفن ، مستقبلا ، زيادة نوعية على ماأجتهد المبدع فيه ، سيكون له صوت يصل اقاصي الأرض !.. غلة التجربة تحت الضغط العالي ، يحلو لي ليس ترفا في اناقة الأختيار بوصف الضغوط المتعاقبة ، بل هي كذلك ، ضغط من كهرباء الخوف والأستلاب ، ضغط عالٍ في حياة المبدع الواقف في طابور شعبه أمام شبابيك الظلمة في ادق تعبير !

بثقة تامة يجمع المبدع ملاحظاته ويحدد موعد بثها في حياة منجزه ، ملاحظات فيها الهاذي الراسب والعقلاني ، يضيف الى خزينه مالم يلذ ولم يكن طيبا .. ماكان بريئا او مدنسا ، هو المبدع الذي تم تهيئة طبق الشر ليكون قريبا منه ، وعدم تمني الشر وتفاديه في أحسن الأحوال ، او قل ابتعاده عنا ، هو حلم كل انسان شريف ، يتمتع بنظافة الضمير ، ونحسب ان المبدع هو من يسمى كذلك ، ومن نفس النوع الأنساني ، والا ، فالمبدع بغير صدقه كتاريخ وانجاز ، ماهو الا وحش لايختلف عن الوحوش السائرة على قدمين ! .. لانتهرب من ذكر حقيقة نراها كذلك ، بأن المخاطر التي صنعها الشرير ، هي من اغزر المواد التي توفرت أمامنا ، وهي جوهر الهلام الذهني الذي في متناول مشاريع ابداعنا ، هو اللعنة التي نعالجها جماليا في عملنا كمبدعين ! .. بثقافة مبدعنا وغربلة واقعه وعصره ، اصبح الشر ضروريا وبوفرته الشاذة ، لكي نبدع في الأبتهاج بعرس الحقيقة ، والا .. نتجت اعمال باهتة خالية من اي نوع من انواع الصراع .. اليست ، ضغطا عاليا ، مرارة يصول ويجول حولها شبح الموت ؟ ( مفارقة مرة ) فكيف والأمر موغل في تكديس صراعاته وتفجيرها بلا أدنى شعور بالمسؤولية والشر يؤدي رقصته الشيطانية في حاضرنا وذاكرتنا ؟
نص المبدع المعالج لمريض تعصف به وتفتك الشرور ، مريض تحت العلاج السريري في تداعيه الحر .. المبدع في تأمله لعدم الترابط يعلم حصة الضياع هناك ، يفكر محتارا ، يعقلن يأسه ، ثم يلهث مستجيبا لنداء الضمير ، تنتفض انسانيته ببراءة من يتقدم في طوابير الشبابيك المظلمة ، الينتظره هناك هو لحظة مستفزة تدفعه لعمل المستحيل من أجل ولادة سعيدة لعمل فني مصحصح ، يعلم مبدعنا ، من هو ذلك المريض ، وبشفافية انسانية يراقب مريضه وهو يتلفظ ماشاء من الفاظه التي قد تعكس طريقته في فهم المعضلات وحل المشاكل التي تواجهه ..
والمبدع .. تحت الضغط العالي في عالمنا يصارع فنيا للشفاء من ذلك المرض وكل انواع الأمراض ، هو سليل فترة شاسعة من تأملات اكتشاف
الحبوب ، ثم جمعها ، ثم اكتشافها في كل مرة الأف السنين مرت حتى عرف تماما كيف يوفرها بوفرة وغزارة .. غلة التجربة في حياة المبدع
، يريد تعويض جوعه من كل نوع ، بوجبة ابداع يتمتع بأنجازها ويقدمها للمتلقي المعلوم والمجهول ، قريبه على الأرض وقريبه في الأنسانية .
ثقتنا عالية بعلو يوازي علو شأن الحقيقة وبالمستوى العقلاني المكتفي بأدلته ، مستوى محدد ، ثابت في جماليته ، يمدنا طاقة لاحدود لها ،
ذلك المستوى ، هو خارطة الحياة ومستوى الأمل !



#بولس_ادم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية كيروستامي
- مع الأسف
- القديس والشيطان في آلهة المجزرة
- جندي مخضرم وقصص أخرى
- السلام علينا
- موجزة ومعبرة
- المفتاح
- ضراوة الحياة اللامتوقعة مجموعة جديدة لبولص آدم
- انا عراقي فقط
- الموصل قلعة وليست مستنقعا
- حنان نياغارا
- هؤلاء
- اطار نسفك في لقطة
- ابن كميلة المدلل
- غارة في الساعة الهادئة بشر
- حنين صاخب
- انا بالكوردية
- هدوء في هدوء
- صباح الخير
- صوتي في العاصفة


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - مبدع تحت الضغط العالي