أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - انا بالكوردية














المزيد.....

انا بالكوردية


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 04:57
المحور: الادب والفن
    


ذلك الطفل الأربيلي الذي بكى فراق بيته واحضان امه في ممرات
مدرسة ( هلكورد ) واحس بالغربة لأول مرة ، كان المرتبك في عالم الألف باء الكوردية الجديد وهو الذي تعلم للتو الف باء السورث في بيت غرائبي تغمره روائح الشمال ورحلات القطار البخاري ( محطة قطار اربيل )، ذلك الطفل الذي ذرف دموعا ساخنة لمستقبل مجهول وقدري جدا ، ماكان ليدرك تماما بانه سيكون الشاعر الطاهي الآن ! يتبل غربته ببهار الحنين ويغسل خضاره بماء سحري يجري في عرقه .. سحر الخيال ووقائع غرفه الداخلية ، مفارقات الأختيار الدامغة واحلام سابتة تخلف الآمها .. ذلك الطفل وفي مدينة ( اربئيللو ) الخالدة ، ماكان يعرف ابدا بانه الطفل الآشوري في صف كوردي يكتب الحرف الأول ادبا عن خصب الروح العراقية في مواسم الشياطين المركزية ومجنزرات الغزاة الجهنمية و .. هكذا يعرف اللحظة في اوغسطس غربته النمساوية بان الشاعر الراهب ( جلال زنكبادي ) حقق ترجمة قصائد ( بولس ادم ) الى اللغة الكوردية الخالدة ، تشكل تلك اللغة لي قلب الحنين وذلك النبض الكوردستاني يمدني قوة للفرح ويرمم خراب جسر بين ضفة الطفولة والضفة اللآحقة هل يعلم البستاني زنكبادي بانه وبترجمته لأشعاري قد حقق لي فرصة جلالستانية للفرح ، الحق وفي اللحظة الأولى مسحت عيناي سطح المتن الشعري باحرف كوردية باللون الأزرق الهادئ ، تذكرت بان ابي كان قد اهداني ( قلم حبر ) وحشره في جيب قميصي الأبيض الصغير على الصدر .. طبعا وفي الطريق الى(مدرسةهلكوردالأبتدائية ) اضعت ذلك القلم ! ربما احاول الآن اعادة الأعتبار لفقدان اشياء حميمة كثيرة تركن في الغياب .. قلم ابي الذي ماانفك يترك لطخة داكنة على صدره الأبيض وهو الموظف باللباس الأبيض لموظفي السكك في الستينيات قلبا واخلاصا ! واذن يهندس لي ( جلال زنكبادي ) جسرا اتواصل عبره مع القاري الكردي الحبيب ، وهو الشاعر والباحث والمترجم المكتنز عطاءا والوحيد على قيد الحياة من متقني اللهجات الكوردية من المترجمين العراقيين ، ذكرت في نص ( غربة طائر الفينيق ) بانني حملت معي في قلبي نشيد(بهارابالكوردية / اي الربيع ) واخذتني الحياة الى ارض عراقية هي نينوى اجدادي .. وفي الصبيحة الأولى لي في مدرسة الرافدين الأبتدائية في مدينة الموصل قرات متوسطا طلاب المدرسة ذلك النشيد بصوت عال جدا ! لم يفهمني احد تماما مثلما لاافهم قصائدي بالكورديةالآن ! وهنا حسرة كبيرة ومجال لتاويل اكبر حول اسباب ذلك ، الم يكن تدمير الجسور بين ثقافات البلد الواحد ، واحدا من اكبر مصائبنا الهائلة ؟ والمسالة هنا بالنسبة لترجمتنا كعراقيين الى لغاتنا العراقية ليست شخصية فقط بل اساسية وعامة جدا وهي احترام وتواصل حضاري يؤسس ويضيف لثقافتنا الوطنية ويحل محل دائرة الأنحياز والتعنصر الأقصائي الكريه ، قبلة ابداع على جبين ( جلال زنكبادي ) واعبر عن فرحي الغامر بكلمات من احد مقاطع قصيدتي الطويلة ( كعب الخنثى ) :-
( ..
اطير.. اطير
اعظم نطاط فرح اصير
اضرب قبضتي في الهواء
كطفل يجري ، يهبط تلا افرح ... ) !



#بولس_ادم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدوء في هدوء
- صباح الخير
- صوتي في العاصفة
- ملحمة قصيرة جدا عن سمر
- رقصة
- العارية في شبكة اللعاب
- ميراي ماثيو
- حاملة المصباح
- اعرف ما اريد
- رداءة الأيغال في الرداءة
- المدونة والمدون والتاثير في .. من ؟
- قصة قصيرة ( البرميل )
- البرميل
- ضراة الحياة اللآمتوقعة
- انهيار البرج الثالث
- شجرة ابو غريب
- الكذبة في النيسان الخامس
- المثقف = الصادق
- خط احمر تحت الشعب
- سحر السبانخ


المزيد.....




- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - انا بالكوردية