أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - البرميل














المزيد.....

البرميل


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 07:51
المحور: الادب والفن
    


الخطوط بين الطابوق ..

منحني الحائط ثقة في تغير الفصول ! بين الطوابيق شرائط الجص وشرائط عسيرة الفهم . تجلس الطابوقة على نصفين وخط من نورة يحدد الوضع..
منح الطابوق ظهري مافي جوفه من نار الربيع بدا راسي كالبوستر ينفرش عليه والطابوق يسند راسي بحرارة الشمس فيه لا ببرودة الزاوية امامي ... خلف صف الآس الميت اثر لساقية بحاجة لطويبق يظهر مثلث راسه . مثلث يؤدي الى اخر .. الممشى المعبوث به وكسرات الطابوق كالفتات خلف صف الآس برميل ممدد يتحرك على نصف دائرته كالبندول الأسطواني هناك تجمعت بعبثية انقاض من مخلفات البناء ، الا ان المكان كان عسكريا هجره اخر المتعسكرين ، ومخلفات البناء انقاض ، فتات الطوابيق وبرميل مشوه ، لكان خاصرته مضروبة بدولاب حادلة .. شفة الفوهة تشبه تكسرات مؤشر الزلزال او تشبه تخطيط نبض القلب . كانت شفة رقيقة سوداء كاعلى ورقة تعرض راسها للحرق وتشكلت خطوط تفصل رؤؤس القمم الجبلية في سلسلة ليلة مشحونة بالموت ..

كان للبرميل المثقوب بالرصاص عينان صغيرتان !

لابد وان حيوانا صغيرا في البرميل يتحرك فيه فيتحرك ذلك البرميل ..
حركة منتظمة ، لاصوت من هناك ولا اي اشارة توحي بشئ ما ..

ظهري يلتصق بالحائط وادرك ظهيرة يوم ربيعي هناك ..

كم كنت لامباليا وكسولا وانا افكر بالتقدم من البرميل وكشف
سر الحركة .. ارجات الأمر لحظة اثر اخرى وانا احدق ساهما بعيون
ثابتة في جسد البرميل المشوه .. بدات العيون تتكاثر وشكل ثوبه
يتبقع بالحفر اكثر واكثر .. انه يتحرك انجا اثر اخر كالمدفوع
في الساقية مع كسرات الطابوق الأصفر .. ارتفع غبار كثيف اسود
من البرميل وبدا ارتفاعا واطئا يصعد ويهبط نحو الأرض ، انفلقت
خرق معدنية منه ثم ارتفع اكثر من مستوى ارتفاع صف الآس وتقدم
عابرا الى اعلى مني ، صحوت عنوة من النظر الكسول اللآمنتمي ..

ومازال البرميل يزيد غموضه امامي .. تقدم البرميل نحو خطوط الطوابيق لم يكن لدرجة الأصطدام به ظهر من خلف الحائط رجل بين
ذراعيه مدفع الي والرشق يلعلع والبرميل يصرخ مع كل عين تظهر
عليه .. ارتفع البرميل والرصاص يدفعه الى اعلى ثم اعلى اكثر
عبر من فوق راسي و الخطوط العلوية الأخيرة لجدار الطابوق ..

توقف القاذف في الأطلاق والرجل يوجه الفوهة الى وجهي .. كان
وجها ينتظر حصول شئ يعادل تحريك العالم بالحرب .. لحظة صمت رهيبة
قبل ان يحدث شئ خلف توقعي الساذج ، بسقوط البرميل الممزق خلف
جدار الطابوق ، كان انتظاري لصوت الدوي الهائل لأرتطام بالأرض
نبوة غير متطورة بل سطحية في وقتها ولم ينفعني سريان الربيع في
راسي المفروش بين خطوط الطوابيق ..

عاد البرميل المعلوس بالرصاص الى الخلف طائرا ثم هبط الى مكانه
الأول بين الساقية وصف الآس .. ابعد الرجل فوهة مدفعه عن وجهي
واطلق الرشقة الأولى في جسد البرميل ، اراد اعادة الكرة على مايبدو
ظل البرميل ساكنا بلا حركة والرصاص يغربله بمسارات تخطط على حزوز
اسطوانته درجات الزلزال .. لم يتحرك البرميل ولم يتزحزح هذه
المرة ، حتى لحظة افراغ الأطلاقة الأخيرة فيه ..

كانت رصاصة الرحمة !



#بولس_ادم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضراة الحياة اللآمتوقعة
- انهيار البرج الثالث
- شجرة ابو غريب
- الكذبة في النيسان الخامس
- المثقف = الصادق
- خط احمر تحت الشعب
- سحر السبانخ
- محاربون اثرياء
- هذا الهاذاني
- المعاقب نفسه بمطران
- الحصان القرمزي
- الجريمة الأمريكية
- طقس خامس للحرب
- قداس ازمنتي 10 ، الكتاب الأول
- الكهرباء
- المسيح الصغير
- رائحة القرنفل
- نيويورك بعين صائد السمك ( 3 )
- نيويورك بعين صائد السمك ( 2 )
- نيويورك بعين صائد السمك ( 1 )


المزيد.....




- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - البرميل