أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - زمن شويكار وبهجت قمر














المزيد.....

زمن شويكار وبهجت قمر


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3155 - 2010 / 10 / 15 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


ثلاثة وأربعون عاما مضت على جميلة "بهجت قمر" وحسن عبد السلام ومازالت كما هي جميلة ، تذكرنا - كلما طالعتنا- صورتها على شاشة تليفزيونية بزمن الفن الجميل ، زمن الكوميديا الراقية..والكوميديا الموسيقية. أربعون عاما مضت تغير فيها وجه الحياة في مصر وتغيرت فيها خريطة مصر وخريطة المجتمعات العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. فتغيرت وجهة فنوننا المسرحية والسينمائية والغنائية لتعكس لنا فيما نشاهد وفيما نسمع ، تشوهات وجه زمن جميل لطالما طالعناه على شاشاتناجميلا فاتنا أو صافح صوته آذان- نغما شجيا . غابت صورته الآن وخفت صوته ؛ ليحل التشزيش محل النغم والتشويه محل الروعة . فما الذي في عروض كوميديا الأمس ليس في كوميديا اليوم ؟! هل تخلو من النضحيك ؟! ألايعتمد الإضحاك فيها على التكرار وسلسلة التناقضات والانقلاب أو الصورة العكسية النقيضة لصورة سابقة عليها ؟! نعم كل ذلك موجود فيما يقدم من عروض كوميدية الآن على قلة ما يقدم من عروض ، لكن العروض الكومدية التي تقدم الآن لا تضحك أحدا كما كانت ( العشرة الطيبة أو شاهد ما شافش حاجة أو سيدتي الجميلة أو حسن ومرقص وكوهين والدنيا لما تضحك وسيدتي الجميلة ومريض بالوهم أو المتزوجون أو موسيقى في الحي الشرقي أو ريا وسكينه أو حلاق بغداد أو على جناح التبريزي أو الفرافير أوجمهورية فرحات أو المهزلة الأرضية أو لعبة الست .) التمثيل بارع والنص ملئ بالقفشات والنكات والخركات الرشيقة والصور الكاريكاتيرية الساخرة التي تستهدف الإضحاك ولا تستهدف الإبهاج كما كانت العروض الكوميدية والعروض التراجيدية – على حد سواء - تفعل . كانت العروض الكوميدية فيما مضى تبهج قبل أن تضحك ؛ لأن الضحك كان مقترنا –آنذاك - بالفكر ، وهذا ما ينقص العروض الكوميدية القليلة التي تقدم اليوم ، فهي عروض وإن كانت مضجكة إلاّ أنها غير مبهجة ، لأنها لا تحدث في فكر مشاهديها صدمة بين المنطقي وغير المنطقي .، مابين الضجيج وفن الضجيج مابين التهريج وتوظيف التهريج والمبالغة والإدعاء والتنكيت والبذاءة نوظيفا فنيا يخلق صورا إبداعية مبهجة قبل أن تكون مضحكة ، كما فعل عرض مثل عرض ( سيدتي الجميلة) لثلاثي الإنتاج ( بهجت قمر- مؤلفا - وسمير خفاجي – منتجا - وحسن عبد السلام – مخرجا ) وثنائي الأداء : ( شويكار وفؤاد المهندس ) لقد جسد لنا مخرج( سيدتي الجميلة ) المبدع حسن عبد السلام عناصر الفرجة الكوميدية الشعبية المبهجة والمضجكة في المشهد الافتتاحي للعرض مشربة بفكرة الحدث الدرامي للنص المسرحي فجاء المشهد الافتتاحي صورة واقعية مبهجة للفرجة الشغبية ؛ فالمنظر مع أنه مجرد حارة شعبية من حواري حي شعبي مصري قديم ، ينتهي إلى ساخة خالية إلا من سلم خشبي مزدوج وثلاثة براميل خشبية أمام محل طرشجي ، مجرد ساحة ( وسعاية) تحيط بها جدران تطل أبوابها في يمين المنظر وفي خلفيته على الساخة إلا أن السحر يشع منها ، خيث النقوش الباهتة لمفردات صور شعبية ، ربما تكون بقايا آثار لحظات احتفالات طقسية مضى عليها زمن أو أهملتها الأيام والسنون ز البيوت من طابق واحد أو من طابقين . وعلى يمين المنظر –من جهة الجمهور – تفح خمارة المعلم (عبس) بابها ، وينافسها في فتخ بابه عليها دكان (عم لاللو الطرشجي) محصنا بثلاثة براميل خشبية منتفخةّ ممتلئة بالمخللات رابضة أمام باب الدطتن ، كما لو كانت في نوبة حراسة أو هي تشريفة ، كتلك التي تقف مسلحة أمام قصر رئاسي في بلد من بلاد عالم كان بعرف بالعالم الثالث أو بمثابلة حرس شرف أمام قصر ملكي في عهد بائد !! فضلا على سلم خشبي مزدوج ، قائم أمام باب الخمارة ؛كما لو كان نصبا رمزيا لفكرة الصعود والهبوط ، وهو بهذا التأويل دال على حالة الصعود الذي ستحققه ( صدفة ) بنت بعضشي المتشردة النشالة بالوراثة ، فيما بعد ، حيث صعودها الذي جاء مصادفة بعد لقاء الصدفة الذي جمع بينها معلمها –كمال الطاروطي – الذي لجأ إلى حارتهم الشعبية مختفيا من عسس أفندينا ثم أصبح زوجها – فيما بعد – ففتحت له أبواب السعد بعد تقريب الخديو لها ومصادقتها ( للوالدة باشا ) – والدة أفندينا الخديو - .
ولكي يجتذب المخرج حسن عبد السلام إنتباه الجمهور تسمع ضجة آتية من الخمارة ، يتبعها اندفاع صعلوكين ، هما (زربيح وسليط ) ملقى بهما خارج باب الخمارة، متأوهين ، يتحسس كل منهما مؤخرته ، إيحاء بأن أحدا ما بداخل الخمارة قد رفسهما خارجها، متبوعين بمونولوج خشن من الشتائم البذيئة ؛ وسرعان ما يدفع صعلوك ثالث هو ( بعضشي ) الذي طرحته قوة الدفعة ( الرفسة) التي تلقاها على أرض الساحة أمام محل الطرشجي ، سرعان ما يتلمس طريقة لخلع فردة من مداسه ليشهرها في وجه مطاردة (ى المعلم عبس/ صاحب الخمارة) الذي قذف به خارج خمارته مشفوعا بالسباب : ) .. يا ابن الرفضي) ، .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بديع الكلام المصري
- برومثيوس الأسود في قيود الحرية
- مسرح باكثير بين التسجيلية ودراما الأوتشرك
- المعارضات المسرحية في عصر العولمة
- جماليات الصورة الشعرية في القصيدة العربية
- أصدق المسرح أكذبه/ أصدقه؟!
- المسرح والتفاعل الاتصالى بين النوظيف الإبداعي والتوظيف العلم ...
- ( وشم الهناجر ) بين النقد ونقد النقد
- الفراق الطبيعي بين المفكر ومنتجه الإبداعي
- فن المخرج المسرحي بين التحصيل المعرفي والتأصيل العلمي
- تربية الإرهاب - مصادر الإرهاب الفكري ومصادر الفكر الإرهابي
- المشروع السياسي .. مجرد دليل عمل
- أصداء البوح الذاتي في شعر كفافي
- أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية ومغزوفة النشاز القروسطية
- جسد الممثل والأعراف الاجتماعية - دراسة في مناهج التمثيل المع ...
- نصوص مسرحية للمسرح ونصوص للدراسة
- ديموقراطية اليونان بين الفلسفة والسياسة والمسرح
- مونودراما ( مذكرات شمعة)
- الدين والدولة
- المبدعون وآفة سوء فهم الناقد


المزيد.....




- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - زمن شويكار وبهجت قمر