أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبو الحسن سلام - أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية ومغزوفة النشاز القروسطية















المزيد.....



أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية ومغزوفة النشاز القروسطية


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية
ومعزوفة النشاز القروسطية

د. أبو الحسن سلام
اعتادت أسماعنا منذ سنوات علي سماع معزوفة النشاز الإعلامي الصهيوني التي يصدع بها
الأوركسترا السياسي الإعلامي للدعاية العبرية آذاننا وآذان العالم حول معاداة السامية ، كلما وجدت موقفا لمفكر أو مثقف أو منظمة أو اتحادا لا يقف موقف التأييد لمواقفها العنصرية المتطرفة بإزاء موقف وطني يتعارض مع مصالحها أو أعمالها الإرهابية اليومية التي تفتتح بها يومها وتختتمه ، وهي معزوفة الضجيج عبر وسائل الإعلام والمحافل الدولية تخويفا لبعض الدول من مغبة مساندتها لقرار مصر بترشيح فنانها ووزير ثقافتها التي رأت وما تزال تري أنه جدير بحمل صوت عراقتها ، ليتفاعل مع أصوات العراقة الإنسانية في حضارات أمم أخري لها من العراقة مالها ، حتى يسهم بفكره وكفاءته في إدارة العمل الثقافي الدولي، لرفعة شأن ثقافات الشعوب ، بما له من خبرات أكيدة في تفعيل مكونات بلده الثقافية وصيانة أثارها ، وبماله من دراية بالكثير من ثقافات الشعوب الأخرى ، فضلا عما لمصر من ثقل عالمي وبخاصة في المجالات الثقافية والفكرية . وما يكاد يمر يوم إلا ويرتفع طنين المعزوفة الإعلامية الصهيونية بالتحريض علي الرجل ، حضا علي الوقوف ضد ترشيحه ، فهو عندهم زعيم الحركة المناهضة للتطبيع الثقافي في مصر ، وكأن هناك من بين وزراء الثقافة العرب من يرحب بالتطبيع أو يقدر علي أن يفرض علي مثقف واحد من مثقفي بلده أن يطبع أو لا يطبع مع عدو غادر قاتل للأطفال وللنساء والعجائز في البيوت والمستشفيات ودور العبادة والمدارس .
ومن أعجب ما سمعنا أن هناك إنسانا عاقلا يري وزيرا مسؤولا عن ثقافة بلده يفتح أبواب وزارته علي مصراعيها لكل مفكر وكل مثقف وكل فنان أو أديب من أي اتجاه فكري حزبيا كان أو عقائديا أو علمانيا ، يساريا قوميا أو ماركسيا كان أو يمينيا، وينكر دوره فالجميع عنده سواء في ممارسة التفاعل الثقافي في هيئات الوزارة ومراكزها ومتاحفها ومؤتمراتها المحلية والعربية والدولية دون تفرقة في التعامل الرسمي الميسّر لأدوارهم الفكرية والثقافية الحاضة علي حفظ هوية الوطن ودفع حركة الثقافة المصرية والعربية نحو التقدم والسلام ،
وثقافة التسامح التي بدونها لن تتقدم الشعوب ، من العجب أن نسمع بمن يتهم رجلا له كل تلك الأدوار بالتقصير لمجرد اختلاف في بعض الآراء أو المواقف أو في وجهة نظر، جنبا إلى جنب مع من يتهمه بالتعصب أو بمعاداة السامية . وكيف يعق أن يظل رأي مفكر أو مثقف ديالكتي الفكر ثابتا على موقف فكري خلافي . وكيف يعقل أن يتعصب مثقف وفنان حقيقي كفاروق حسني ضد أحد !! كيف وجميع المفكرين والفنانين من كل المنابع الثقافية تتاح لهم في ظل وزارته فرص المشاركة في الحراك الثقافي المشتبك مابين تيارات فكرية متعارضة ومتباينة التوجهات . إن العلماني لا يتحزب ولا يعادي أحدا أو جهة ما بسبب المعتقد أو العقيدة .
فما المسألة إذا ؟! وما هي حكاية الطنين أو الضجيج الصهيوني داخل الدولة العبرية وخارجها ؟! ولماذا ترتفع عقيرة الصارخين في البرية بالعويل في هذا التوقيت ، وفي هذه المناسبة ؟! أهي مناسبة حزينة بالنسبة لهم؟! ولماذا الآن ؟! ولماذا كل ذلك العويل ضد المرشح المصري علي وجه الخصوص ؟!
لقد كان هناك مرشح سعودي في انتخابات الدورة السابقة لمنصب مدير اليونسكو هو الشاعر المفكر غازي القصيبي ، ولم نسمع صوتا يهمس مجرد الهمس من بين دعاة العنصرية الصهيونية ، يحرض عليه الرأي العام الدولي ، مع ما للسعودية من مكانة دولية
وكان هناك إعلانا عن نية دولة المغرب لترشيح مندوبتها الحالية في منظمة اليونسكو لمنصب مدير المنظمة في الدورة القادمة ، ولم يهمس هامس صهيوني واحد ليوسوس ضد المغرب . وكان هناك مرشح لبناني لإدارة اليونسكو هو وزير ثقافتها السابق ، ولم يوسوس وسواس صهيوني واحد ضد لبنان مع مابين البلدين من ثارات لم تجف دماءها بعد علي إثر هزيمة جيش الدولة العبرية ( الذي لا يقهر) !!
ونعود للسؤال .. لما الوقوف أمام ترشيح رجل الثقافة المصري – تحديدا – هل لزعمهم بأن فاروق حسني يقف حجر عثرة أمام عملية التطبيع الثقافي مع مثقفي مصر ؟!
إذا كان الظن هو ذاك ؛ فأعتقد أن ذكاء جهابذة التآمر الكوني ، قد خانهم هذه المرة . فلو كان الأمر كذلك فقد كان علي الزعامة الصهيونية أن تقيم الأفراح والليالي الملاح متضامنة مع من يقفون في صفها - بلا وعي قومي - منادين برحيل الرجل . . طالما هي تعتقد بأن فاروق حسني هو من يوقف مسيرة التطبيع الثقافي التي تحلم بها الزعامات الصهيونية
بين وزارتي الثقافة في البلدين ، حتى تري إذا ما كان هناك تطبيع ثقافي سيتحقق بين البلدين أم أنها أضغاث أحلام حاخاماتية بسوق شرق أوسطية بزعامة الحاخام الأكبر ( مسيو رابين) ؟!
إن المسألة في حقيقتها - والزعامات الصهيونية بداخل الدولة العبريو وبخارجها – تعلم ذلك ، تتمثل في المثقفين العرب أنفسهم لا المثقفين المصريين وحدهم ، ففاروق حسني بوصفه وزيرا للثقافة في الدولة المصرية لا سيطرة له إلاّ علي الهرم الوظيفي لوزارته ( هيئاتها – مراكزها – متاحفها – إداراتها الثقافية الرسمية ) أما المثقفون فلا سيطرة لأحد عليهم ، حتى اتحاد كتاب مصر ، لا سيطرة له عليهم ، ولا سيطرة له علي اتحاد الفنانين المصريين فالنقابات والإتحادات الفئوية والنوعية في مصر شأنها شأن كل نقابات العالم المتمدن في النظم المؤسساتية والبرلمانية لا يسيطر علي قراراتها غير جمعياتها العمومية ومجالس إداراتها . والعلاقة بين أعضائها تنظمها قوانينها ولوائحها . الأمر سواء عندنا وعند دولة الحاخامات . ولا دور لوزارة الثقافة سوي تيسير حركة الإبداع وفتح النوافذ أمام المبدعين والمفكرين ، حتى لا يتخلف الإنتاج الإبداعي أو يعوقه عائق ما.
هل تستطيع الدولة العبرية - التي هي ديمقراطية مع مواطنها اليهودي بينما هي فاشية مع مواطنها العربي وإرهابية مع العربي الفلسطيني المتمسك بأرضه وهويته العربية - هل تستطيع أن ترغم نقابة أو اتحادا من إتحاداتها العمالية أو المهنية أو أحدا من مثقفيها علي شيء لا يقبله ؟! فكيف يفكر هؤلاء القوم ؟ كيف يعتقدون أن وزير الثقافة المصري بقادر علي أن يرغم اتحاد أدباء مصر أو اتحاد فنانيها علي التطبيع معها ثقافيا ؟! وماذا عن نقابة محامي مصر ونقابة الصحفيين والمعلمين والعمال في مصر وفي البلدان العربية كلها ، هل يمكن إرغام مفكر أو مثقف أو فنان أو أديب أو رجل قانون أو إعلام أو رجل علم علي قبول شيء لم ينبع من ذاته ولم يوافق قناعاته ؟! فعلاما الضجة الكبرى علاما؟!
إنهم لا يريدون لمصر الحضارة والريادة الثقافية والحضارية في تلك المنطقة من العالم أن ترفع أعلام ثقافتها العربية من جديد ، بعد أن ظلت خفاقة علي مر العصور . لا يريدون إشعاعا ثقافيا عربيا ، يعلمون تمام العلم أنه لن تخرج شرارته إلا من مصر، لذلك يستميتون من أجل الحيلولة دون صعود نجم فارس ثقافتها وفنانه القدير ، ( دينمو ) حركتها الثقافية الدائبة علي مدار عشرين عاما متصلة العطاء تجديدا وتنويرا ، يضنون بعطائه علي منظومة الثقافة الدولية . والغرابة كل الغرابة أن ترتفع بين الفينة والفينة بعض أصوات لمثقفين كبار يعلمون قدر الفنان الوزير وحجم الدور الذي أداه بمعاونتهم في إعادة مكانة مصر الثقافية بين الأمم، ومع ذلك يعارضون ترشيح مصر له مديرا لليونسكو، على الرغم من أنهم ضد التطبيع بكل أشكاله مع دولة التجييش العنصرية!! أليس هذا مثارا للدهشة. هناك مثل شعبي مصري يحفظونه لأنه جزء من الهوية الثقافية المصرية: ( أنا وأخويا على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب) ألا يعلمون أن موقفهم هذا يتناقض مع موقفهم من قضية التطبيع مع دولة العدوان؟
تلك هي قضية عناكب الثقافة العنصرية ضد الفنان فاروق حسني .
أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية
ومعزوفة النشاز القروسطية

د. أبو الحسن سلام
اعتادت أسماعنا منذ سنوات علي سماع معزوفة النشاز الإعلامي الصهيوني التي يصدع بها
الأوركسترا السياسي الإعلامي للدعاية العبرية آذاننا وآذان العالم حول معاداة السامية ، كلما وجدت موقفا لمفكر أو مثقف أو منظمة أو اتحادا لا يقف موقف التأييد لمواقفها العنصرية المتطرفة بإزاء موقف وطني يتعارض مع مصالحها أو أعمالها الإرهابية اليومية التي تفتتح بها يومها وتختتمه ، وهي معزوفة الضجيج عبر وسائل الإعلام والمحافل الدولية تخويفا لبعض الدول من مغبة مساندتها لقرار مصر بترشيح فنانها ووزير ثقافتها التي رأت وما تزال تري أنه جدير بحمل صوت عراقتها ، ليتفاعل مع أصوات العراقة الإنسانية في حضارات أمم أخري لها من العراقة مالها ، حتى يسهم بفكره وكفاءته في إدارة العمل الثقافي الدولي، لرفعة شأن ثقافات الشعوب ، بما له من خبرات أكيدة في تفعيل مكونات بلده الثقافية وصيانة أثارها ، وبماله من دراية بالكثير من ثقافات الشعوب الأخرى ، فضلا عما لمصر من ثقل عالمي وبخاصة في المجالات الثقافية والفكرية . وما يكاد يمر يوم إلا ويرتفع طنين المعزوفة الإعلامية الصهيونية بالتحريض علي الرجل ، حضا علي الوقوف ضد ترشيحه ، فهو عندهم زعيم الحركة المناهضة للتطبيع الثقافي في مصر ، وكأن هناك من بين وزراء الثقافة العرب من يرحب بالتطبيع أو يقدر علي أن يفرض علي مثقف واحد من مثقفي بلده أن يطبع أو لا يطبع مع عدو غادر قاتل للأطفال وللنساء والعجائز في البيوت والمستشفيات ودور العبادة والمدارس .
ومن أعجب ما سمعنا أن هناك إنسانا عاقلا يري وزيرا مسؤولا عن ثقافة بلده يفتح أبواب وزارته علي مصراعيها لكل مفكر وكل مثقف وكل فنان أو أديب من أي اتجاه فكري حزبيا كان أو عقائديا أو علمانيا ، يساريا قوميا أو ماركسيا كان أو يمينيا، وينكر دوره فالجميع عنده سواء في ممارسة التفاعل الثقافي في هيئات الوزارة ومراكزها ومتاحفها ومؤتمراتها المحلية والعربية والدولية دون تفرقة في التعامل الرسمي الميسّر لأدوارهم الفكرية والثقافية الحاضة علي حفظ هوية الوطن ودفع حركة الثقافة المصرية والعربية نحو التقدم والسلام ،
وثقافة التسامح التي بدونها لن تتقدم الشعوب ، من العجب أن نسمع بمن يتهم رجلا له كل تلك الأدوار بالتقصير لمجرد اختلاف في بعض الآراء أو المواقف أو في وجهة نظر، جنبا إلى جنب مع من يتهمه بالتعصب أو بمعاداة السامية . وكيف يعق أن يظل رأي مفكر أو مثقف ديالكتي الفكر ثابتا على موقف فكري خلافي . وكيف يعقل أن يتعصب مثقف وفنان حقيقي كفاروق حسني ضد أحد !! كيف وجميع المفكرين والفنانين من كل المنابع الثقافية تتاح لهم في ظل وزارته فرص المشاركة في الحراك الثقافي المشتبك مابين تيارات فكرية متعارضة ومتباينة التوجهات . إن العلماني لا يتحزب ولا يعادي أحدا أو جهة ما بسبب المعتقد أو العقيدة .
فما المسألة إذا ؟! وما هي حكاية الطنين أو الضجيج الصهيوني داخل الدولة العبرية وخارجها ؟! ولماذا ترتفع عقيرة الصارخين في البرية بالعويل في هذا التوقيت ، وفي هذه المناسبة ؟! أهي مناسبة حزينة بالنسبة لهم؟! ولماذا الآن ؟! ولماذا كل ذلك العويل ضد المرشح المصري علي وجه الخصوص ؟!
لقد كان هناك مرشح سعودي في انتخابات الدورة السابقة لمنصب مدير اليونسكو هو الشاعر المفكر غازي القصيبي ، ولم نسمع صوتا يهمس مجرد الهمس من بين دعاة العنصرية الصهيونية ، يحرض عليه الرأي العام الدولي ، مع ما للسعودية من مكانة دولية
وكان هناك إعلانا عن نية دولة المغرب لترشيح مندوبتها الحالية في منظمة اليونسكو لمنصب مدير المنظمة في الدورة القادمة ، ولم يهمس هامس صهيوني واحد ليوسوس ضد المغرب . وكان هناك مرشح لبناني لإدارة اليونسكو هو وزير ثقافتها السابق ، ولم يوسوس وسواس صهيوني واحد ضد لبنان مع مابين البلدين من ثارات لم تجف دماءها بعد علي إثر هزيمة جيش الدولة العبرية ( الذي لا يقهر) !!
ونعود للسؤال .. لما الوقوف أمام ترشيح رجل الثقافة المصري – تحديدا – هل لزعمهم بأن فاروق حسني يقف حجر عثرة أمام عملية التطبيع الثقافي مع مثقفي مصر ؟!
إذا كان الظن هو ذاك ؛ فأعتقد أن ذكاء جهابذة التآمر الكوني ، قد خانهم هذه المرة . فلو كان الأمر كذلك فقد كان علي الزعامة الصهيونية أن تقيم الأفراح والليالي الملاح متضامنة مع من يقفون في صفها - بلا وعي قومي - منادين برحيل الرجل . . طالما هي تعتقد بأن فاروق حسني هو من يوقف مسيرة التطبيع الثقافي التي تحلم بها الزعامات الصهيونية
بين وزارتي الثقافة في البلدين ، حتى تري إذا ما كان هناك تطبيع ثقافي سيتحقق بين البلدين أم أنها أضغاث أحلام حاخاماتية بسوق شرق أوسطية بزعامة الحاخام الأكبر ( مسيو رابين) ؟!
إن المسألة في حقيقتها - والزعامات الصهيونية بداخل الدولة العبريو وبخارجها – تعلم ذلك ، تتمثل في المثقفين العرب أنفسهم لا المثقفين المصريين وحدهم ، ففاروق حسني بوصفه وزيرا للثقافة في الدولة المصرية لا سيطرة له إلاّ علي الهرم الوظيفي لوزارته ( هيئاتها – مراكزها – متاحفها – إداراتها الثقافية الرسمية ) أما المثقفون فلا سيطرة لأحد عليهم ، حتى اتحاد كتاب مصر ، لا سيطرة له عليهم ، ولا سيطرة له علي اتحاد الفنانين المصريين فالنقابات والإتحادات الفئوية والنوعية في مصر شأنها شأن كل نقابات العالم المتمدن في النظم المؤسساتية والبرلمانية لا يسيطر علي قراراتها غير جمعياتها العمومية ومجالس إداراتها . والعلاقة بين أعضائها تنظمها قوانينها ولوائحها . الأمر سواء عندنا وعند دولة الحاخامات . ولا دور لوزارة الثقافة سوي تيسير حركة الإبداع وفتح النوافذ أمام المبدعين والمفكرين ، حتى لا يتخلف الإنتاج الإبداعي أو يعوقه عائق ما.
هل تستطيع الدولة العبرية - التي هي ديمقراطية مع مواطنها اليهودي بينما هي فاشية مع مواطنها العربي وإرهابية مع العربي الفلسطيني المتمسك بأرضه وهويته العربية - هل تستطيع أن ترغم نقابة أو اتحادا من إتحاداتها العمالية أو المهنية أو أحدا من مثقفيها علي شيء لا يقبله ؟! فكيف يفكر هؤلاء القوم ؟ كيف يعتقدون أن وزير الثقافة المصري بقادر علي أن يرغم اتحاد أدباء مصر أو اتحاد فنانيها علي التطبيع معها ثقافيا ؟! وماذا عن نقابة محامي مصر ونقابة الصحفيين والمعلمين والعمال في مصر وفي البلدان العربية كلها ، هل يمكن إرغام مفكر أو مثقف أو فنان أو أديب أو رجل قانون أو إعلام أو رجل علم علي قبول شيء لم ينبع من ذاته ولم يوافق قناعاته ؟! فعلاما الضجة الكبرى علاما؟!
إنهم لا يريدون لمصر الحضارة والريادة الثقافية والحضارية في تلك المنطقة من العالم أن ترفع أعلام ثقافتها العربية من جديد ، بعد أن ظلت خفاقة علي مر العصور . لا يريدون إشعاعا ثقافيا عربيا ، يعلمون تمام العلم أنه لن تخرج شرارته إلا من مصر، لذلك يستميتون من أجل الحيلولة دون صعود نجم فارس ثقافتها وفنانه القدير ، ( دينمو ) حركتها الثقافية الدائبة علي مدار عشرين عاما متصلة العطاء تجديدا وتنويرا ، يضنون بعطائه علي منظومة الثقافة الدولية . والغرابة كل الغرابة أن ترتفع بين الفينة والفينة بعض أصوات لمثقفين كبار يعلمون قدر الفنان الوزير وحجم الدور الذي أداه بمعاونتهم في إعادة مكانة مصر الثقافية بين الأمم، ومع ذلك يعارضون ترشيح مصر له مديرا لليونسكو، على الرغم من أنهم ضد التطبيع بكل أشكاله مع دولة التجييش العنصرية!! أليس هذا مثارا للدهشة. هناك مثل شعبي مصري يحفظونه لأنه جزء من الهوية الثقافية المصرية: ( أنا وأخويا على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب) ألا يعلمون أن موقفهم هذا يتناقض مع موقفهم من قضية التطبيع مع دولة العدوان؟
تلك هي قضية عناكب الثقافة العنصرية ضد الفنان فاروق حسني .

أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية
ومعزوفة النشاز القروسطية

د. أبو الحسن سلام
اعتادت أسماعنا منذ سنوات علي سماع معزوفة النشاز الإعلامي الصهيوني التي يصدع بها
الأوركسترا السياسي الإعلامي للدعاية العبرية آذاننا وآذان العالم حول معاداة السامية ، كلما وجدت موقفا لمفكر أو مثقف أو منظمة أو اتحادا لا يقف موقف التأييد لمواقفها العنصرية المتطرفة بإزاء موقف وطني يتعارض مع مصالحها أو أعمالها الإرهابية اليومية التي تفتتح بها يومها وتختتمه ، وهي معزوفة الضجيج عبر وسائل الإعلام والمحافل الدولية تخويفا لبعض الدول من مغبة مساندتها لقرار مصر بترشيح فنانها ووزير ثقافتها التي رأت وما تزال تري أنه جدير بحمل صوت عراقتها ، ليتفاعل مع أصوات العراقة الإنسانية في حضارات أمم أخري لها من العراقة مالها ، حتى يسهم بفكره وكفاءته في إدارة العمل الثقافي الدولي، لرفعة شأن ثقافات الشعوب ، بما له من خبرات أكيدة في تفعيل مكونات بلده الثقافية وصيانة أثارها ، وبماله من دراية بالكثير من ثقافات الشعوب الأخرى ، فضلا عما لمصر من ثقل عالمي وبخاصة في المجالات الثقافية والفكرية . وما يكاد يمر يوم إلا ويرتفع طنين المعزوفة الإعلامية الصهيونية بالتحريض علي الرجل ، حضا علي الوقوف ضد ترشيحه ، فهو عندهم زعيم الحركة المناهضة للتطبيع الثقافي في مصر ، وكأن هناك من بين وزراء الثقافة العرب من يرحب بالتطبيع أو يقدر علي أن يفرض علي مثقف واحد من مثقفي بلده أن يطبع أو لا يطبع مع عدو غادر قاتل للأطفال وللنساء والعجائز في البيوت والمستشفيات ودور العبادة والمدارس .
ومن أعجب ما سمعنا أن هناك إنسانا عاقلا يري وزيرا مسؤولا عن ثقافة بلده يفتح أبواب وزارته علي مصراعيها لكل مفكر وكل مثقف وكل فنان أو أديب من أي اتجاه فكري حزبيا كان أو عقائديا أو علمانيا ، يساريا قوميا أو ماركسيا كان أو يمينيا، وينكر دوره فالجميع عنده سواء في ممارسة التفاعل الثقافي في هيئات الوزارة ومراكزها ومتاحفها ومؤتمراتها المحلية والعربية والدولية دون تفرقة في التعامل الرسمي الميسّر لأدوارهم الفكرية والثقافية الحاضة علي حفظ هوية الوطن ودفع حركة الثقافة المصرية والعربية نحو التقدم والسلام ،
وثقافة التسامح التي بدونها لن تتقدم الشعوب ، من العجب أن نسمع بمن يتهم رجلا له كل تلك الأدوار بالتقصير لمجرد اختلاف في بعض الآراء أو المواقف أو في وجهة نظر، جنبا إلى جنب مع من يتهمه بالتعصب أو بمعاداة السامية . وكيف يعق أن يظل رأي مفكر أو مثقف ديالكتي الفكر ثابتا على موقف فكري خلافي . وكيف يعقل أن يتعصب مثقف وفنان حقيقي كفاروق حسني ضد أحد !! كيف وجميع المفكرين والفنانين من كل المنابع الثقافية تتاح لهم في ظل وزارته فرص المشاركة في الحراك الثقافي المشتبك مابين تيارات فكرية متعارضة ومتباينة التوجهات . إن العلماني لا يتحزب ولا يعادي أحدا أو جهة ما بسبب المعتقد أو العقيدة .
فما المسألة إذا ؟! وما هي حكاية الطنين أو الضجيج الصهيوني داخل الدولة العبرية وخارجها ؟! ولماذا ترتفع عقيرة الصارخين في البرية بالعويل في هذا التوقيت ، وفي هذه المناسبة ؟! أهي مناسبة حزينة بالنسبة لهم؟! ولماذا الآن ؟! ولماذا كل ذلك العويل ضد المرشح المصري علي وجه الخصوص ؟!
لقد كان هناك مرشح سعودي في انتخابات الدورة السابقة لمنصب مدير اليونسكو هو الشاعر المفكر غازي القصيبي ، ولم نسمع صوتا يهمس مجرد الهمس من بين دعاة العنصرية الصهيونية ، يحرض عليه الرأي العام الدولي ، مع ما للسعودية من مكانة دولية
وكان هناك إعلانا عن نية دولة المغرب لترشيح مندوبتها الحالية في منظمة اليونسكو لمنصب مدير المنظمة في الدورة القادمة ، ولم يهمس هامس صهيوني واحد ليوسوس ضد المغرب . وكان هناك مرشح لبناني لإدارة اليونسكو هو وزير ثقافتها السابق ، ولم يوسوس وسواس صهيوني واحد ضد لبنان مع مابين البلدين من ثارات لم تجف دماءها بعد علي إثر هزيمة جيش الدولة العبرية ( الذي لا يقهر) !!
ونعود للسؤال .. لما الوقوف أمام ترشيح رجل الثقافة المصري – تحديدا – هل لزعمهم بأن فاروق حسني يقف حجر عثرة أمام عملية التطبيع الثقافي مع مثقفي مصر ؟!
إذا كان الظن هو ذاك ؛ فأعتقد أن ذكاء جهابذة التآمر الكوني ، قد خانهم هذه المرة . فلو كان الأمر كذلك فقد كان علي الزعامة الصهيونية أن تقيم الأفراح والليالي الملاح متضامنة مع من يقفون في صفها - بلا وعي قومي - منادين برحيل الرجل . . طالما هي تعتقد بأن فاروق حسني هو من يوقف مسيرة التطبيع الثقافي التي تحلم بها الزعامات الصهيونية
بين وزارتي الثقافة في البلدين ، حتى تري إذا ما كان هناك تطبيع ثقافي سيتحقق بين البلدين أم أنها أضغاث أحلام حاخاماتية بسوق شرق أوسطية بزعامة الحاخام الأكبر ( مسيو رابين) ؟!
إن المسألة في حقيقتها - والزعامات الصهيونية بداخل الدولة العبريو وبخارجها – تعلم ذلك ، تتمثل في المثقفين العرب أنفسهم لا المثقفين المصريين وحدهم ، ففاروق حسني بوصفه وزيرا للثقافة في الدولة المصرية لا سيطرة له إلاّ علي الهرم الوظيفي لوزارته ( هيئاتها – مراكزها – متاحفها – إداراتها الثقافية الرسمية ) أما المثقفون فلا سيطرة لأحد عليهم ، حتى اتحاد كتاب مصر ، لا سيطرة له عليهم ، ولا سيطرة له علي اتحاد الفنانين المصريين فالنقابات والإتحادات الفئوية والنوعية في مصر شأنها شأن كل نقابات العالم المتمدن في النظم المؤسساتية والبرلمانية لا يسيطر علي قراراتها غير جمعياتها العمومية ومجالس إداراتها . والعلاقة بين أعضائها تنظمها قوانينها ولوائحها . الأمر سواء عندنا وعند دولة الحاخامات . ولا دور لوزارة الثقافة سوي تيسير حركة الإبداع وفتح النوافذ أمام المبدعين والمفكرين ، حتى لا يتخلف الإنتاج الإبداعي أو يعوقه عائق ما.
هل تستطيع الدولة العبرية - التي هي ديمقراطية مع مواطنها اليهودي بينما هي فاشية مع مواطنها العربي وإرهابية مع العربي الفلسطيني المتمسك بأرضه وهويته العربية - هل تستطيع أن ترغم نقابة أو اتحادا من إتحاداتها العمالية أو المهنية أو أحدا من مثقفيها علي شيء لا يقبله ؟! فكيف يفكر هؤلاء القوم ؟ كيف يعتقدون أن وزير الثقافة المصري بقادر علي أن يرغم اتحاد أدباء مصر أو اتحاد فنانيها علي التطبيع معها ثقافيا ؟! وماذا عن نقابة محامي مصر ونقابة الصحفيين والمعلمين والعمال في مصر وفي البلدان العربية كلها ، هل يمكن إرغام مفكر أو مثقف أو فنان أو أديب أو رجل قانون أو إعلام أو رجل علم علي قبول شيء لم ينبع من ذاته ولم يوافق قناعاته ؟! فعلاما الضجة الكبرى علاما؟!
إنهم لا يريدون لمصر الحضارة والريادة الثقافية والحضارية في تلك المنطقة من العالم أن ترفع أعلام ثقافتها العربية من جديد ، بعد أن ظلت خفاقة علي مر العصور . لا يريدون إشعاعا ثقافيا عربيا ، يعلمون تمام العلم أنه لن تخرج شرارته إلا من مصر، لذلك يستميتون من أجل الحيلولة دون صعود نجم فارس ثقافتها وفنانه القدير ، ( دينمو ) حركتها الثقافية الدائبة علي مدار عشرين عاما متصلة العطاء تجديدا وتنويرا ، يضنون بعطائه علي منظومة الثقافة الدولية . والغرابة كل الغرابة أن ترتفع بين الفينة والفينة بعض أصوات لمثقفين كبار يعلمون قدر الفنان الوزير وحجم الدور الذي أداه بمعاونتهم في إعادة مكانة مصر الثقافية بين الأمم، ومع ذلك يعارضون ترشيح مصر له مديرا لليونسكو، على الرغم من أنهم ضد التطبيع بكل أشكاله مع دولة التجييش العنصرية!! أليس هذا مثارا للدهشة. هناك مثل شعبي مصري يحفظونه لأنه جزء من الهوية الثقافية المصرية: ( أنا وأخويا على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب) ألا يعلمون أن موقفهم هذا يتناقض مع موقفهم من قضية التطبيع مع دولة العدوان؟
تلك هي قضية عناكب الثقافة العنصرية ضد الفنان فاروق حسني .

أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية
ومعزوفة النشاز القروسطية

د. أبو الحسن سلام
اعتادت أسماعنا منذ سنوات علي سماع معزوفة النشاز الإعلامي الصهيوني التي يصدع بها
الأوركسترا السياسي الإعلامي للدعاية العبرية آذاننا وآذان العالم حول معاداة السامية ، كلما وجدت موقفا لمفكر أو مثقف أو منظمة أو اتحادا لا يقف موقف التأييد لمواقفها العنصرية المتطرفة بإزاء موقف وطني يتعارض مع مصالحها أو أعمالها الإرهابية اليومية التي تفتتح بها يومها وتختتمه ، وهي معزوفة الضجيج عبر وسائل الإعلام والمحافل الدولية تخويفا لبعض الدول من مغبة مساندتها لقرار مصر بترشيح فنانها ووزير ثقافتها التي رأت وما تزال تري أنه جدير بحمل صوت عراقتها ، ليتفاعل مع أصوات العراقة الإنسانية في حضارات أمم أخري لها من العراقة مالها ، حتى يسهم بفكره وكفاءته في إدارة العمل الثقافي الدولي، لرفعة شأن ثقافات الشعوب ، بما له من خبرات أكيدة في تفعيل مكونات بلده الثقافية وصيانة أثارها ، وبماله من دراية بالكثير من ثقافات الشعوب الأخرى ، فضلا عما لمصر من ثقل عالمي وبخاصة في المجالات الثقافية والفكرية . وما يكاد يمر يوم إلا ويرتفع طنين المعزوفة الإعلامية الصهيونية بالتحريض علي الرجل ، حضا علي الوقوف ضد ترشيحه ، فهو عندهم زعيم الحركة المناهضة للتطبيع الثقافي في مصر ، وكأن هناك من بين وزراء الثقافة العرب من يرحب بالتطبيع أو يقدر علي أن يفرض علي مثقف واحد من مثقفي بلده أن يطبع أو لا يطبع مع عدو غادر قاتل للأطفال وللنساء والعجائز في البيوت والمستشفيات ودور العبادة والمدارس .
ومن أعجب ما سمعنا أن هناك إنسانا عاقلا يري وزيرا مسؤولا عن ثقافة بلده يفتح أبواب وزارته علي مصراعيها لكل مفكر وكل مثقف وكل فنان أو أديب من أي اتجاه فكري حزبيا كان أو عقائديا أو علمانيا ، يساريا قوميا أو ماركسيا كان أو يمينيا، وينكر دوره فالجميع عنده سواء في ممارسة التفاعل الثقافي في هيئات الوزارة ومراكزها ومتاحفها ومؤتمراتها المحلية والعربية والدولية دون تفرقة في التعامل الرسمي الميسّر لأدوارهم الفكرية والثقافية الحاضة علي حفظ هوية الوطن ودفع حركة الثقافة المصرية والعربية نحو التقدم والسلام ،
وثقافة التسامح التي بدونها لن تتقدم الشعوب ، من العجب أن نسمع بمن يتهم رجلا له كل تلك الأدوار بالتقصير لمجرد اختلاف في بعض الآراء أو المواقف أو في وجهة نظر، جنبا إلى جنب مع من يتهمه بالتعصب أو بمعاداة السامية . وكيف يعق أن يظل رأي مفكر أو مثقف ديالكتي الفكر ثابتا على موقف فكري خلافي . وكيف يعقل أن يتعصب مثقف وفنان حقيقي كفاروق حسني ضد أحد !! كيف وجميع المفكرين والفنانين من كل المنابع الثقافية تتاح لهم في ظل وزارته فرص المشاركة في الحراك الثقافي المشتبك مابين تيارات فكرية متعارضة ومتباينة التوجهات . إن العلماني لا يتحزب ولا يعادي أحدا أو جهة ما بسبب المعتقد أو العقيدة .
فما المسألة إذا ؟! وما هي حكاية الطنين أو الضجيج الصهيوني داخل الدولة العبرية وخارجها ؟! ولماذا ترتفع عقيرة الصارخين في البرية بالعويل في هذا التوقيت ، وفي هذه المناسبة ؟! أهي مناسبة حزينة بالنسبة لهم؟! ولماذا الآن ؟! ولماذا كل ذلك العويل ضد المرشح المصري علي وجه الخصوص ؟!
لقد كان هناك مرشح سعودي في انتخابات الدورة السابقة لمنصب مدير اليونسكو هو الشاعر المفكر غازي القصيبي ، ولم نسمع صوتا يهمس مجرد الهمس من بين دعاة العنصرية الصهيونية ، يحرض عليه الرأي العام الدولي ، مع ما للسعودية من مكانة دولية
وكان هناك إعلانا عن نية دولة المغرب لترشيح مندوبتها الحالية في منظمة اليونسكو لمنصب مدير المنظمة في الدورة القادمة ، ولم يهمس هامس صهيوني واحد ليوسوس ضد المغرب . وكان هناك مرشح لبناني لإدارة اليونسكو هو وزير ثقافتها السابق ، ولم يوسوس وسواس صهيوني واحد ضد لبنان مع مابين البلدين من ثارات لم تجف دماءها بعد علي إثر هزيمة جيش الدولة العبرية ( الذي لا يقهر) !!
ونعود للسؤال .. لما الوقوف أمام ترشيح رجل الثقافة المصري – تحديدا – هل لزعمهم بأن فاروق حسني يقف حجر عثرة أمام عملية التطبيع الثقافي مع مثقفي مصر ؟!
إذا كان الظن هو ذاك ؛ فأعتقد أن ذكاء جهابذة التآمر الكوني ، قد خانهم هذه المرة . فلو كان الأمر كذلك فقد كان علي الزعامة الصهيونية أن تقيم الأفراح والليالي الملاح متضامنة مع من يقفون في صفها - بلا وعي قومي - منادين برحيل الرجل . . طالما هي تعتقد بأن فاروق حسني هو من يوقف مسيرة التطبيع الثقافي التي تحلم بها الزعامات الصهيونية
بين وزارتي الثقافة في البلدين ، حتى تري إذا ما كان هناك تطبيع ثقافي سيتحقق بين البلدين أم أنها أضغاث أحلام حاخاماتية بسوق شرق أوسطية بزعامة الحاخام الأكبر ( مسيو رابين) ؟!
إن المسألة في حقيقتها - والزعامات الصهيونية بداخل الدولة العبريو وبخارجها – تعلم ذلك ، تتمثل في المثقفين العرب أنفسهم لا المثقفين المصريين وحدهم ، ففاروق حسني بوصفه وزيرا للثقافة في الدولة المصرية لا سيطرة له إلاّ علي الهرم الوظيفي لوزارته ( هيئاتها – مراكزها – متاحفها – إداراتها الثقافية الرسمية ) أما المثقفون فلا سيطرة لأحد عليهم ، حتى اتحاد كتاب مصر ، لا سيطرة له عليهم ، ولا سيطرة له علي اتحاد الفنانين المصريين فالنقابات والإتحادات الفئوية والنوعية في مصر شأنها شأن كل نقابات العالم المتمدن في النظم المؤسساتية والبرلمانية لا يسيطر علي قراراتها غير جمعياتها العمومية ومجالس إداراتها . والعلاقة بين أعضائها تنظمها قوانينها ولوائحها . الأمر سواء عندنا وعند دولة الحاخامات . ولا دور لوزارة الثقافة سوي تيسير حركة الإبداع وفتح النوافذ أمام المبدعين والمفكرين ، حتى لا يتخلف الإنتاج الإبداعي أو يعوقه عائق ما.
هل تستطيع الدولة العبرية - التي هي ديمقراطية مع مواطنها اليهودي بينما هي فاشية مع مواطنها العربي وإرهابية مع العربي الفلسطيني المتمسك بأرضه وهويته العربية - هل تستطيع أن ترغم نقابة أو اتحادا من إتحاداتها العمالية أو المهنية أو أحدا من مثقفيها علي شيء لا يقبله ؟! فكيف يفكر هؤلاء القوم ؟ كيف يعتقدون أن وزير الثقافة المصري بقادر علي أن يرغم اتحاد أدباء مصر أو اتحاد فنانيها علي التطبيع معها ثقافيا ؟! وماذا عن نقابة محامي مصر ونقابة الصحفيين والمعلمين والعمال في مصر وفي البلدان العربية كلها ، هل يمكن إرغام مفكر أو مثقف أو فنان أو أديب أو رجل قانون أو إعلام أو رجل علم علي قبول شيء لم ينبع من ذاته ولم يوافق قناعاته ؟! فعلاما الضجة الكبرى علاما؟!
إنهم لا يريدون لمصر الحضارة والريادة الثقافية والحضارية في تلك المنطقة من العالم أن ترفع أعلام ثقافتها العربية من جديد ، بعد أن ظلت خفاقة علي مر العصور . لا يريدون إشعاعا ثقافيا عربيا ، يعلمون تمام العلم أنه لن تخرج شرارته إلا من مصر، لذلك يستميتون من أجل الحيلولة دون صعود نجم فارس ثقافتها وفنانه القدير ، ( دينمو ) حركتها الثقافية الدائبة علي مدار عشرين عاما متصلة العطاء تجديدا وتنويرا ، يضنون بعطائه علي منظومة الثقافة الدولية . والغرابة كل الغرابة أن ترتفع بين الفينة والفينة بعض أصوات لمثقفين كبار يعلمون قدر الفنان الوزير وحجم الدور الذي أداه بمعاونتهم في إعادة مكانة مصر الثقافية بين الأمم، ومع ذلك يعارضون ترشيح مصر له مديرا لليونسكو، على الرغم من أنهم ضد التطبيع بكل أشكاله مع دولة التجييش العنصرية!! أليس هذا مثارا للدهشة. هناك مثل شعبي مصري يحفظونه لأنه جزء من الهوية الثقافية المصرية: ( أنا وأخويا على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب) ألا يعلمون أن موقفهم هذا يتناقض مع موقفهم من قضية التطبيع مع دولة العدوان؟
تلك هي قضية عناكب الثقافة العنصرية ضد الفنان فاروق حسني .

أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية
ومعزوفة النشاز القروسطية

د. أبو الحسن سلام
اعتادت أسماعنا منذ سنوات علي سماع معزوفة النشاز الإعلامي الصهيوني التي يصدع بها
الأوركسترا السياسي الإعلامي للدعاية العبرية آذاننا وآذان العالم حول معاداة السامية ، كلما وجدت موقفا لمفكر أو مثقف أو منظمة أو اتحادا لا يقف موقف التأييد لمواقفها العنصرية المتطرفة بإزاء موقف وطني يتعارض مع مصالحها أو أعمالها الإرهابية اليومية التي تفتتح بها يومها وتختتمه ، وهي معزوفة الضجيج عبر وسائل الإعلام والمحافل الدولية تخويفا لبعض الدول من مغبة مساندتها لقرار مصر بترشيح فنانها ووزير ثقافتها التي رأت وما تزال تري أنه جدير بحمل صوت عراقتها ، ليتفاعل مع أصوات العراقة الإنسانية في حضارات أمم أخري لها من العراقة مالها ، حتى يسهم بفكره وكفاءته في إدارة العمل الثقافي الدولي، لرفعة شأن ثقافات الشعوب ، بما له من خبرات أكيدة في تفعيل مكونات بلده الثقافية وصيانة أثارها ، وبماله من دراية بالكثير من ثقافات الشعوب الأخرى ، فضلا عما لمصر من ثقل عالمي وبخاصة في المجالات الثقافية والفكرية . وما يكاد يمر يوم إلا ويرتفع طنين المعزوفة الإعلامية الصهيونية بالتحريض علي الرجل ، حضا علي الوقوف ضد ترشيحه ، فهو عندهم زعيم الحركة المناهضة للتطبيع الثقافي في مصر ، وكأن هناك من بين وزراء الثقافة العرب من يرحب بالتطبيع أو يقدر علي أن يفرض علي مثقف واحد من مثقفي بلده أن يطبع أو لا يطبع مع عدو غادر قاتل للأطفال وللنساء والعجائز في البيوت والمستشفيات ودور العبادة والمدارس .
ومن أعجب ما سمعنا أن هناك إنسانا عاقلا يري وزيرا مسؤولا عن ثقافة بلده يفتح أبواب وزارته علي مصراعيها لكل مفكر وكل مثقف وكل فنان أو أديب من أي اتجاه فكري حزبيا كان أو عقائديا أو علمانيا ، يساريا قوميا أو ماركسيا كان أو يمينيا، وينكر دوره فالجميع عنده سواء في ممارسة التفاعل الثقافي في هيئات الوزارة ومراكزها ومتاحفها ومؤتمراتها المحلية والعربية والدولية دون تفرقة في التعامل الرسمي الميسّر لأدوارهم الفكرية والثقافية الحاضة علي حفظ هوية الوطن ودفع حركة الثقافة المصرية والعربية نحو التقدم والسلام ،
وثقافة التسامح التي بدونها لن تتقدم الشعوب ، من العجب أن نسمع بمن يتهم رجلا له كل تلك الأدوار بالتقصير لمجرد اختلاف في بعض الآراء أو المواقف أو في وجهة نظر، جنبا إلى جنب مع من يتهمه بالتعصب أو بمعاداة السامية . وكيف يعق أن يظل رأي مفكر أو مثقف ديالكتي الفكر ثابتا على موقف فكري خلافي . وكيف يعقل أن يتعصب مثقف وفنان حقيقي كفاروق حسني ضد أحد !! كيف وجميع المفكرين والفنانين من كل المنابع الثقافية تتاح لهم في ظل وزارته فرص المشاركة في الحراك الثقافي المشتبك مابين تيارات فكرية متعارضة ومتباينة التوجهات . إن العلماني لا يتحزب ولا يعادي أحدا أو جهة ما بسبب المعتقد أو العقيدة .
فما المسألة إذا ؟! وما هي حكاية الطنين أو الضجيج الصهيوني داخل الدولة العبرية وخارجها ؟! ولماذا ترتفع عقيرة الصارخين في البرية بالعويل في هذا التوقيت ، وفي هذه المناسبة ؟! أهي مناسبة حزينة بالنسبة لهم؟! ولماذا الآن ؟! ولماذا كل ذلك العويل ضد المرشح المصري علي وجه الخصوص ؟!
لقد كان هناك مرشح سعودي في انتخابات الدورة السابقة لمنصب مدير اليونسكو هو الشاعر المفكر غازي القصيبي ، ولم نسمع صوتا يهمس مجرد الهمس من بين دعاة العنصرية الصهيونية ، يحرض عليه الرأي العام الدولي ، مع ما للسعودية من مكانة دولية
وكان هناك إعلانا عن نية دولة المغرب لترشيح مندوبتها الحالية في منظمة اليونسكو لمنصب مدير المنظمة في الدورة القادمة ، ولم يهمس هامس صهيوني واحد ليوسوس ضد المغرب . وكان هناك مرشح لبناني لإدارة اليونسكو هو وزير ثقافتها السابق ، ولم يوسوس وسواس صهيوني واحد ضد لبنان مع مابين البلدين من ثارات لم تجف دماءها بعد علي إثر هزيمة جيش الدولة العبرية ( الذي لا يقهر) !!
ونعود للسؤال .. لما الوقوف أمام ترشيح رجل الثقافة المصري – تحديدا – هل لزعمهم بأن فاروق حسني يقف حجر عثرة أمام عملية التطبيع الثقافي مع مثقفي مصر ؟!
إذا كان الظن هو ذاك ؛ فأعتقد أن ذكاء جهابذة التآمر الكوني ، قد خانهم هذه المرة . فلو كان الأمر كذلك فقد كان علي الزعامة الصهيونية أن تقيم الأفراح والليالي الملاح متضامنة مع من يقفون في صفها - بلا وعي قومي - منادين برحيل الرجل . . طالما هي تعتقد بأن فاروق حسني هو من يوقف مسيرة التطبيع الثقافي التي تحلم بها الزعامات الصهيونية
بين وزارتي الثقافة في البلدين ، حتى تري إذا ما كان هناك تطبيع ثقافي سيتحقق بين البلدين أم أنها أضغاث أحلام حاخاماتية بسوق شرق أوسطية بزعامة الحاخام الأكبر ( مسيو رابين) ؟!
إن المسألة في حقيقتها - والزعامات الصهيونية بداخل الدولة العبريو وبخارجها – تعلم ذلك ، تتمثل في المثقفين العرب أنفسهم لا المثقفين المصريين وحدهم ، ففاروق حسني بوصفه وزيرا للثقافة في الدولة المصرية لا سيطرة له إلاّ علي الهرم الوظيفي لوزارته ( هيئاتها – مراكزها – متاحفها – إداراتها الثقافية الرسمية ) أما المثقفون فلا سيطرة لأحد عليهم ، حتى اتحاد كتاب مصر ، لا سيطرة له عليهم ، ولا سيطرة له علي اتحاد الفنانين المصريين فالنقابات والإتحادات الفئوية والنوعية في مصر شأنها شأن كل نقابات العالم المتمدن في النظم المؤسساتية والبرلمانية لا يسيطر علي قراراتها غير جمعياتها العمومية ومجالس إداراتها . والعلاقة بين أعضائها تنظمها قوانينها ولوائحها . الأمر سواء عندنا وعند دولة الحاخامات . ولا دور لوزارة الثقافة سوي تيسير حركة الإبداع وفتح النوافذ أمام المبدعين والمفكرين ، حتى لا يتخلف الإنتاج الإبداعي أو يعوقه عائق ما.
هل تستطيع الدولة العبرية - التي هي ديمقراطية مع مواطنها اليهودي بينما هي فاشية مع مواطنها العربي وإرهابية مع العربي الفلسطيني المتمسك بأرضه وهويته العربية - هل تستطيع أن ترغم نقابة أو اتحادا من إتحاداتها العمالية أو المهنية أو أحدا من مثقفيها علي شيء لا يقبله ؟! فكيف يفكر هؤلاء القوم ؟ كيف يعتقدون أن وزير الثقافة المصري بقادر علي أن يرغم اتحاد أدباء مصر أو اتحاد فنانيها علي التطبيع معها ثقافيا ؟! وماذا عن نقابة محامي مصر ونقابة الصحفيين والمعلمين والعمال في مصر وفي البلدان العربية كلها ، هل يمكن إرغام مفكر أو مثقف أو فنان أو أديب أو رجل قانون أو إعلام أو رجل علم علي قبول شيء لم ينبع من ذاته ولم يوافق قناعاته ؟! فعلاما الضجة الكبرى علاما؟!
إنهم لا يريدون لمصر الحضارة والريادة الثقافية والحضارية في تلك المنطقة من العالم أن ترفع أعلام ثقافتها العربية من جديد ، بعد أن ظلت خفاقة علي مر العصور . لا يريدون إشعاعا ثقافيا عربيا ، يعلمون تمام العلم أنه لن تخرج شرارته إلا من مصر، لذلك يستميتون من أجل الحيلولة دون صعود نجم فارس ثقافتها وفنانه القدير ، ( دينمو ) حركتها الثقافية الدائبة علي مدار عشرين عاما متصلة العطاء تجديدا وتنويرا ، يضنون بعطائه علي منظومة الثقافة الدولية . والغرابة كل الغرابة أن ترتفع بين الفينة والفينة بعض أصوات لمثقفين كبار يعلمون قدر الفنان الوزير وحجم الدور الذي أداه بمعاونتهم في إعادة مكانة مصر الثقافية بين الأمم، ومع ذلك يعارضون ترشيح مصر له مديرا لليونسكو، على الرغم من أنهم ضد التطبيع بكل أشكاله مع دولة التجييش العنصرية!! أليس هذا مثارا للدهشة. هناك مثل شعبي مصري يحفظونه لأنه جزء من الهوية الثقافية المصرية: ( أنا وأخويا على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب) ألا يعلمون أن موقفهم هذا يتناقض مع موقفهم من قضية التطبيع مع دولة العدوان؟
تلك هي قضية عناكب الثقافة العنصرية ضد الفنان فاروق حسني وضد الدكتور سيد القمني بدأت بفرج فودة وثنّت بنصر حامد أبوزيد وثلثت بأحمد عبد المعطي حجازي وختمت بفاروق حسني وسيد القمني ولن تتوقف عن الطنين لأنها تعيش ليلا حالك الظلام دون بوادر بانبلاج صبح التنوير.






#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسد الممثل والأعراف الاجتماعية - دراسة في مناهج التمثيل المع ...
- نصوص مسرحية للمسرح ونصوص للدراسة
- ديموقراطية اليونان بين الفلسفة والسياسة والمسرح
- مونودراما ( مذكرات شمعة)
- الدين والدولة
- المبدعون وآفة سوء فهم الناقد
- التطوير الجامعي والقفز على الواقع المعيش
- في انتظار أوباما .. في انتظار جودو
- المثاقفة والتناص (تطبيقات في النقد الفني والمسرحي)
- التنسيق الحضاري وسور السياسات العظيم
- القرد في عين أمه
- الإنتاج المسرحي في عصر العولمة
- القرد .. هدية مصرية للعمال في عيدهم
- دفاعا عن الوطن
- في ذكرى كادح مسرحي مات مغتربا
- تكوين رأي عام بوسيط مسرحي
- كورس وزاري
- نشيد المكسحين
- المونولوج الوزاري
- قمة بعمة وقمة بغمة


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبو الحسن سلام - أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية ومغزوفة النشاز القروسطية