فرحات فرحات
الحوار المتمدن-العدد: 3154 - 2010 / 10 / 14 - 21:17
المحور:
الادب والفن
قاهريات
فرحات فرحات
1. رصيف
الفتاة ُ القادمة ُ أمامك َ على الرصيف ِ
في شوارع ِ القاهرة ِ الصاخبة ِ
على طول ِ خط ِ اليأس ِ والعذاب ,
الفتاة ُ القادمة ُ أمامك َ ,
لا خوف َ أن تضربك َ بنسمات ٍ
لروبرتو كفالي ,
غوتشي أو شانيل
الفتاة ُ القادمة ُ أمامك َ ,
تنشـق ُ مثلك َ
عطر َ السيارات ِ القديمة ِ
حتى الرمق ِ الأخير .
2. سائق
هذا السائق ُ القابع ُ أمامك َ
خلف َ مـِقوده ِ
بسيارته ِ السوداء ِ العجوز,
هذا السائق ُ
ليس َ حليق َ الذقن ِ
يـُشعل ُ سيجارة ً رخيصة ً دون َ استئذان
يبصـق ُ عند َ كل ِ منعطف ٍ
يلعن ُ الحكومة َ وغلاء َ الأسعار
يشتـِـم ُ سائقا ً قطع َ مساره ُ من جهة ِ اليمين
ثم َ يفعل ُ الشئ َ نفسـَه ُ
بباصق ٍ آخر
"معلش يا باشا "
3. جروبي
عبثا ً أ ُحاول ُ أن أجد َ في الوجوه ِ
مسحة َ تاريخ ٍ
أبحث ُ في عيون ِ الجالسين َ
عن عبق ِ الماضي
أ ُفتش ُ عنهم في مكتبة ِ مدبولي
أين ذهبوا ؟
هل اختبئوا في ساحة ِ التحرير
وهم قادمون َ بعد َ قليل ؟
أنتظرُهم ؟
إلى متى ؟
أ قلب ُ صفحات التاريخ ِ في هذا المكان ِ الناعس ِ
وليس َ لي إلا النادل ُ :
" قهوتك إيه يا باشا ؟ "
" سادا يا فندم "
4 . كازينو
أدخـُل ُ الطابق َ الثالث َ في سميراميس
أجلس ُ إلى كأسي
عمـّا قليل ٍ سأخسر ُ ما لدي ّ
عباءات ٌ أو ما تبقـّى منها تعتمر ُ المكان
وفتيات ُ الليل ِ في لباس ِ الصيف ِ
تفرش ُ شبكة َ الصيد ِ
الأسماك ُ الصغيرة ُ لا تعلق ُ
وما تبقـّى من العباءات ِ يستسلم ُ للشبكة ِ
الباقون َ يجلسون َ إلى كأسهم وعرقـِهم
أهو عرق ُ الخسارة ِ أم الشهوة ؟؟
[email protected]
#فرحات_فرحات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟