أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - آفاق التطور السياسي اللاحق في العراق















المزيد.....

آفاق التطور السياسي اللاحق في العراق


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3148 - 2010 / 10 / 8 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آفاق التطور السياسي اللاحق في العراق
إلى أين يتجه مَسار التطورات السياسية الراهنة في العراق؟..هل ثمة ما يمكن الاستشراف به عن وجه المستقبل القريب؟.. هل يمكن الركون إلى معطيات اليوم للبحث والتحليل؟.. أم أن اللوحة المتشابكة لا تسمح بما يمكن التنبؤ طالما كانت الأحداث تسير وفق مشيئة قوى متناقضة ومتداخلة يصعب معرفة وإدراك تطلعاتها ونواياها وأهدافها ممن باتت تمارس الدجل والانحطاط المغلف بشتى التعابير المنمقة من مفاهيم الديمقراطية ومفرداتها التي أخذت بالتداول في العهد الجديد بصيغ لا تقل بشاعة عن المرحلة السابقة السيئة التي وصمت بالدكتاتورية والقمع الشديدين...
أن المتغيرات الناشئة في التاسع من نيسان عام 2003، بفعل تصادم النظام الدكتاتوري مع القوات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية وما رافقها من اختفاء وزوال نظام البعث وانهيار دولة الاستبداد والقمع. لا تنفي- رغم القطيعة السياسية بين المرحلتين- امتداد التأثير الكبير للمرحلة السابقة على وجهة التطور اللاحقة، واستمرار ذلك التأثير لسنوات مقبلة بحكم طبيعية المتغيرات البنيوية العميقة التي أحدثتها سياسات الدكتاتورية في مجالات تتعدى مظاهر الإرهاب السافر وما لحق بالبشر والقوى السياسية المناهضة لنهج القمع والحروب من اضطهاد وخسائر معروفة، إلى ما لحق بالبيئة والاقتصاد من خراب ودمار ناجم من تدمير البنية التحتية للبلد وصرف الثروة المتراكمة وتسخيرها لتسديد نفقات الحروب ومستلزماتها ديمومتها بالإضافة إلى ما لحق بالتجارة والزراعة من دمار وتخلف، كان من بين نتائجها القضاء على الطبقة البرجوازية التي سُحقت ودمرت وتم تصفية تواجدها في الوسط التجاري والمالي بتدخل مباشر من دولة الاستبداد التي احتضنت ورَعَت تنامي الدور الاقتصادي لجيل الطفيليين الزاحف من الوسط السياسي المتكتل في هرم النظام وتشكيلات الدولة للاستحواذ على النشاط الاقتصادي والتجاري والمالي في المجتمع.
هذا الخلل في التركيبة الاجتماعية مازال يفرض تأثيراته الكبيرة على الأحداث وقد تعاظم مع نشوء ميول لدى المستلمينَ للسلطة الجديدة التي أخذت تنحو في ذات السياق وتتحول إلى فئة تركز بيدها السلطة والمال تسعى للتحكم بمصير البلد من خلال التواطؤ مع القوى الإقليمية وبلدان الجوار، ناهيك عن شبكة علاقاتها مع القوى التي ساهمت في حرب التحرير/ الاحتلال التي لها أجندة اقتصادية معروفة لا تخفيها ناجمة من طبيعة المرحلة على الصعيد الدولي ضمن نهج العولمة الذي يتقدم ليقتحم حدود المزيد من البلدان بشتى الصيغ والمبررات كما حدث في العراق بمساهمة فعالة مِنْ مَنْ حاول الاستعصاء بغباء مخطط له، من الذين اجبروا على مغادرة مواقعهم في السلطة والدولة لكنهم لم ينتهوا واستطاعوا ترتيب اوضاعهم في العهد الجديد كخطوة اولى في سياق برنامج طموح لاعادة جزء من دورهم المفقود...
لذلك سيكون من الخطأ والسذاجة الربط بين سقوط الدكتاتورية والاستنتاج بانتهاء دور حزب البعث وشطب تأثيراته على مجرى الأحداث.. أن ما يجري اليوم هو استمرار لذات الصراع في ظل تغيير المعادلة السياسية القلقة التي لن تشهد الاستقرار بسبب دمار وتخريب البنية التحتية للمجتمع، والتدخل الإقليمي وما تفرضه شروط العولمة من تداعيات على بنية الدولة وتفكيك مظاهرها التقليدية وتجريدها من أية قوة لضمان عدم وقوفها في وجه التجارة المفتوحة ومتطلبات سياسة الاندماج المعولم بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي فيها.
وفقاً لهذه الموازين والمؤثرات يمكن التأكيد إن ما تفرزه الأحداث من اتجاهات سائدة في المجتمع العراقي اليوم لا يتعدى اليوم إلا اتجاهين رئيسيين مؤثرين سيكونان هما محور الصراعات الاجتماعية اللاحقة، كلاهما لا يحمل في تطلعاته أي مظهر من مظاهر الميل للديمقراطية كمنهج اجتماعي ولا يمثل تطلعات الكادحين.. لا يقيم وزناً لمفهوم العدالة الاجتماعية ولا يحمل أية نبضة فكر عن التقدم الاجتماعي.. لا يضع نصب عينة أية فكرة عن المساواة بين البشر.. لا يعترف بحقوق المواطنة، ناهيك عن أي مؤشر بخصوص المرأة وحقوق الإنسان والثقافة والرياضة والفن.
هما اتجاهين يختلفان في الشكل والمظهر ويتفقان في الجوهر:
الأول... الاتجاه الذي يوظف الدين في السياسة وهو الأوسع والأكبر ممن تمكن من خداع الجماهير بشعارات زائفة مستغلا حالة القهر الاجتماعي التي لحقت بالناس من جراء سياسات النظام الدكتاتوري السابق وهو يرتكز على قاعدة اجتماعية لشريحة واسعة من السكان الكادحين والمهمشين الذين تقودهم عائلات تستغل مواقعها الدينية من التي أنتجت أحزابها السياسية في زمن المعارضة السابقة، التي استحوذت على إدارة البلد لتسخر طاقاته لخدمة مشروعها السياسي /الاجتماعي عبر توظيف منظم للدين وهي مدعومة بخبرة بلد سابق في التجربة باتت له اليد الطولى في التوجيه والمساندة بحكم ما يمتلكه من تجربة في الممارسات القمعية.. أن هذه الأحزاب على مختلف تسمياتها من حزب الدعوة إلى المجلس الأعلى وما بينهم لا تمتلك أية تطلعات خارج توظيف السياسة لوجه الله في نهاية المطاف، عبر تسخير الدين وتوظيفه لخدمة السياسة في خطوة أولى لا ينجمُ عنها إلا المزيد من التداعيات المريرة والصعبة مع الأيام، تكون مناقضة لأية تطلعات ديمقراطية حقيقية ولا تجلب مع المستقبل القادم إلا المزيد من أساليب المراوغة والدجل السياسي المقوض للحريات والداعم للقيود ليكون في النهاية الغاية من النشاط الاجتماعي لهم كهدف غير مخفي فرض المزيد من القيود على الناس ورفع شعار اسلمة المجتمع بعد أن تم تحجيب الدولة وفقاً للقانون والدستور الذي أسبغ صفة الإسلام عليها منذ الأيام الأولى... وسيكون من الغباء لو صدقنا دعاة هذا النهج الخطر في محاربتهم للقوى التي أدرجت في خانة الإرهاب بعد سقوط الدكتاتورية ومن الغباء أن لا نتصور طبيعة العلاقة المتواطئة بين الطرفين واحتمالات المزيد من التنسيق بينها في المقبل القادم من الزمن اللاحق..
الثاني... وهو امتداد لنهج الدكتاتورية وطبيعة حزب البعث العنصرية المشكل من قوى قومية يمينية متطرفة وأحزاب إسلامية تميل للسلفية وامتداد عشائري متخلف ذو جذور إقطاعية يحمل في طياته بعض المنسلخين من حزب البعث في المرحلة السابقة وعدداً من المدعين للميول العلمانية و التصورات الليبرالية الزائفة بينهم عسكريين ودعاة تطرف ينسقون مع قوى الإرهاب بشكل سافر.. يشكلون اتجاهاً موازياً لنهج الاتجاه الأول لا يخفون شبكة ارتباطاتهم العربية ويعتبرونها امتداداً طبيعياً لنهجهم في فرض العروبة على المجتمع والدولة وهم من دعاة تشكيل الدولة على أسس عنصرية استبدادية قوامها العسكر والجيش ولا يخفون تطلعهم لإعادة الاعتبار لدولة الاستبداد المهزومة وإعادة الدور لحزب البعث ورموزه وتشكل قاعدتهم الاجتماعية من كبار الضباط وبقايا الإقطاعيين من رموز العنصرية في مناطق الموصل وأطرافها ويعتمدون على القوى العشائرية ونهج إثارة الصراعات المذهبية والدينية في المجتمع، وخطورتهم تتعدى ما يسببه دورهم المعرقل لنهج التطور اللاحق ونسف أي مسعى للاستقرار والسلم الاجتماعي كما أثبتت التجربة التاريخية استعدادهم للتعاون مع كافة القوى والأطراف لتحقيق غاياتهم وتطلعاتهم للسيطرة والاستحواذ والانفراد في ادارة الدولة عبر اقصاء الآخرين، كما حدث في الموصل، وهم يمتلكون جهازاً دعائياً ديماغوجياً خطيراً لديه القدرة على قلب الحقائق وتزييفها وبالتالي فإن وجودهم في تشكيلات السلطة والبرلمان والحكومة يوفر لهم الإمكانية للمناورة والتظليل والقدرة على توتير الأجواء وخلق الأزمات وافتعال مبرراتها وتمثيل دور الضحية..
أما الاتجاهات الأخرى التي تتمثل بالدور الكردي والأحزاب العلمانية واليسارية فأنها ستشهد بالنسبة للدور الكردي المزيد من التراجع والانحصار على الصعيد الوطني في عموم العراق بعد أن اقتنع الحزبين الرئيسين بأهمية تركيز جهودهم في كردستان السلطة على تقاسم سطوة رأس المال بين مؤسسة العشيرة وحزب العائلة بالشكل الذي يعزز استمرار نفوذهم وتواصله في مواجهة التحديات المحلية الناشئة ونمو واتساع مظاهر المعارضة، لذلك لن يشهد دورهم وتواجدهم في ظل الموازنات الجديدة أية حسابات تؤدي لهزات غير طبيعية في معادلة الصراع المهادنة والمساومة وسيبقى هاجز تقاسم المال الكفة الراجحة للحق الكردي لدى قيادة الحزبين الرئيسين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني وهو نهج يتفق مع طبيعة تكوين الحزبين وبنية مؤسسة العشيرة التي ما زالت تتحكم في طبيعة المجتمع الكردي وتشكيلاته السياسية... وستبقى الأحزاب العلمانية واليسارية تحديداً، تعاني من حالة تراجع وتفكك، في حالة استمرار وغياب أية مبادرة لها لتجميع طاقاتها، وهي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتدارك حالة الشللية التي ترافق نشاطها وحالة العداء والتشنج التي تتحكم بين اتجاهاتها ومنظماتها ويتحمل الحزب الشيوعي العراقي وقيادته تحديداً بشقيه العراقي والكردستاني المسؤولية التاريخية في هذا المنعطف وعليهم أن يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ويبادروا لإعادة النظر في حساباتهم الخاطئة وتدقيقها بالشكل الذي يدفع مسيرة التطور باتجاه يخدم مصالح الكادحين من أبناء شعبنا وضمان بناء أسس الدولة الديمقراطية الحامية للمجتمع المدني .. أن طبيعة الصراع المعقدة الجارية اليوم تتحدى خطوط الصراعات الطبقية التقليدية وتسير في جزء مهم منها بمنحى ثقافي حول المفاهيم يتجلى في تحديد الموقف من الدين والدولة والحرية ومحتوى الديمقراطية وفكرة المساواة التي تستحق التوقف والمناقشة في مقال قادم ..
صباح كنجي



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة الولادة والخيار الصعب في رواية هوركي أرض آشور*
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!..6
- في الذكرى الواحدة والعشرين لرحيل الاديب والقاص جمعة كنجي
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!..5
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق ؟!.. 4
- بنادق وقرى يوسف أبو الفوز *
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..3
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..2
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!
- لقاء مع هوشنك بروكا..
- من أجل تعميق وترسيخ مفهومنا لحقوق الإنسان
- وداعاً أبا جنان فوجئنا برحيلك..
- فيصل الفؤادي في كتابه الحزب الشيوعي العراقي والكفاح المسلح
- توفيق الحريري...
- مرة أخرى حول الطلبة.. إلحاقاً بالرسالة المستعجلة!!
- العراق من الوحشية إلى الانتخابات الحرة
- وردة في البرلمان العراقي القادم..
- رسالة مستعجلة الى..
- لماذا يتمادى البعثيون في جرائمهم؟!!
- حيونة الأنسان!


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - آفاق التطور السياسي اللاحق في العراق