أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السلطاني - مهرجان بابل .. صدمة المثقف أم أسلمة الفنون














المزيد.....

مهرجان بابل .. صدمة المثقف أم أسلمة الفنون


حسين السلطاني

الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 15:21
المحور: الادب والفن
    


مهرجان بابل.. صدمة المثقف
أم إنتصار الأسلمة !



ليس جديدا القول بأن التعارض الحاد بين السياسي والثقافي هو الثعلب الذي يظهر ويختفي بين أونة وأخرى، فكلما حانت الفرصة للثقافي لأن يتجلى كفاعل إجتماعي يجري السياسي في لحظة التجلي هذه حساباته لتحويل الفعل الثقافي الى جزء من حمولته الآيدلوجية وهذا ما لا تفرضه طبيعة الثقافي، ومن هنا يحدث التصادم وهذا تحصيل حاصل لمعادلة التعارض القديمة الجديدة .
ولعل نكبة مهرجان بابل في دورته الاولى بعد التغيير تمثل دلالة بالغة الحضور لتعالي السياسي على الثقافي، فمجلس محافظة بابل تولى بنفسه تعريف الثقافة العراقية من خلال تحديد نوع الفنون المسموح بها والاخرى المطرودة من حضيرة الفن كما يعرّفها ويفهمها المجلس . وفي هذا المنحى حاول مجلس محافظة بابل الغمز لجمهور بابل ولغيرهم أمرين :- الاول ، إن فنون الموسيقى والغناء والرقص وبعض فنون المسرح والتشكيل التي منعت من المشاركة هي مدنسة إجتماعيا ودينيا، والثاني أن المجلس حريص من خلال منع هذه الفنون من المشاركة في
المهرجان إنما للحفاظ على القيم الدينية والاجتماعية، وهكذا تم وبجرة قلم خلط الفن الاصيل والانساني بالمبتذل مما يشبهه ضاهريا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فأن الثقافة العراقية ومن خلال أدواتها النقدية لم تدخر جهدا في إدانة الفنون الرخيصة التي تعزف على وتر الغرائز الايروتيكية للمتلقي في ما يشاع حاليا على نطاق واسع في الوسائل الاعلامية وهي في متناول الجميع ومما لايمكن منعه، فلمَ التخوف من رقصة فلكلورية تؤديها فرقة تعكس تاريخ وعادات وتقاليد وفلكلور العراق مثلا ؟،أو وصلة موسيقية ملتزمة فنيا تعكس الابداع العراقي ؟ كما أن تاريخ بابل الذي يبدو إن المجلس لم يقرأه جيدا هو تاريخ فني بإمتياز فقبل آلاف السنين صدحت الاغاني ورقص شعب بابل السعيد . فأذا كان هذا التاريخ لايشرف فلا مناص من التساؤل .. إذن لماذا أقمتم المهرجان أصلا ؟ وفي بابل اليوم العديد من الفرق الشعبية الموسيقية التي تحيي حفلات المناسبات السعيدة ولم تمنع ، وأن وزارة الثقافة العراقية رعت العديد من المهرجانات التي تضمنت فعاليات موسيقية وغنائية كان آخرها مهرجان زرياب والتي تعد ممنوعة في عرف الحكومة المحلية في بابل ، وهذا يعني أن السياسة الثقافية للبلد ترسمها الحكومة المركزية بالاستناد الى دستور البلاد وما حدث في مهرجان بابل الاخير كلمة حق يراد بها باطل ، ومن هنا من حقنا كمثقفين التساؤل :- هل يعلم مجلس محافظة بابل حجم الإحراج الذي سيعانيه المثقف البابلي خصوصا والعراقي عموما عندما يعامل كإبن لمدينة هي من أعرق مدن العالم حضارة ويمنع من ممارسة آدابه وفنونه على نحو عصري وحداثي ..؟ إنها حقا لنكبة جديدة للثقافة العراقية وهذه المرة من ذوي القربى ، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ! ومن يدري فلربما كان القادم أسوء



#حسين_السلطاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأويل ما سأرى
- قصيدة النثر .. التحامل عليها ، لماذا ؟
- نحو قراءة وسطية لظاهرة الحجاب
- كاف ياوثري ج3
- كاف ياوثري.. نص البديعة .. ج2
- كاف.. يا وثري ... نص البديعة
- أمشي مع النفري
- كلمات ساتركها على الارض
- جدل
- حمل في مرايا الذئاب
- وصية ماركيز الأخيرة
- كلمات سأتركها على الارض
- إبعدوا الصخرة عن سيزيف
- ياقوت الحيلة
- أمرأة الدهليز


المزيد.....




- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السلطاني - مهرجان بابل .. صدمة المثقف أم أسلمة الفنون