أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حسين السلطاني - إبعدوا الصخرة عن سيزيف














المزيد.....

إبعدوا الصخرة عن سيزيف


حسين السلطاني

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 03:13
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


بحسب المثلوجيا الاغريقية ، فأن سيزيف أصبح رمزا للعذاب الأبدي ،لانه تمكن من ان يخدع ثانتوس ملك الموت ويكبله ،مما اغضب كبير الالهة زيوس فعاقبه بأن يحمل صخرةً من اسفل الجبل الى اعلاه ، فاذا وصلت القمة تدحرجت الى الوادي فيعود الى اصعادها الى القمة ويظل هكذا حتى الابد .
اليوم لدينا في العراق الالوف من نوع سيزيف يدحرجون صخرة عذابهم على مرتفعات الحياة الصعبة ، فأذا كان سيزيف يعرف لماذا عاقبه زيوس ، فان العراقي لايعرف من يعاقبه ولايعرف لماذا يعاقب ، فالعراقيون عندما كانوا على ذمة الطاغية صدام كانو معذبين بأمتياز، وربما يعرف الكثير منهم ان ذاك العذاب كان جزءً من مشروع شرير طال كثيرا منهم وبدأمنذ تولي صدام السلطة عام 1979 واستمر حتى سقوطه المشين ومروا باعتى اللوعات التي قارب بعضها الاسطوري ، واليوم كل عراقي عاصر ذلك النظام المباد هو ابلغ من يتحدث عنها لانه عاشها بكل تفاصيلها المريرة .
اذن لنغادر بخفة، لنبلغ مرحلة الان، مرحلة راهننا الجديد، فصدام ونظام صدام اصبحا اثرا بعد عين ، والسؤال من ذا الذي يعذب سيزيف العراقي الان ولماذا ؟
وهنا تريد هذه المقاربة ان تسلط مجساتها على شريحة واسعة منهم، وهم منتسبي التصنيع العسكري السابق دون الحط مما تعرض له بقية العراقيين من عذابات لها ضروفها واسبابها الاخرى والتي لامجال لذكرها الان .وكلنا شاهدنا ومن لم يشاهد سمع ومن لم يسمع او يشاهد عليه ان يسمع الان ما مفاده ان صداما انفرد بحكم العراق وقرر بناء اكبر ترسانة للصناعة العسكرية في المنطقة كلفت العراق مالا طائلا، وتسبب انشاء هذه الترسانة فظلا عن حرب الثمانينات كرها حقيقيا ابداه الشعب لصدام ونظامه. ولم يكن امام العراقي الا احد امرين اما الذهاب الى محرقة الحرب وعالمها المرعب، او الانخراط للعمل في مصانع التصنيع العسكري التي تؤمن للعمال عودة الى بيوتهم في الساعة التاسعة مساء والانصراف الى العمل في الخامسة صباحا دون ان يتمكنوا من رؤية اطفالهم النائمين في ساعة وصول الاب وفي ساعة انصرافه ولم يكن من بد امامهم والحالة هذه الا انتظار يوم الاسترحة لينعموا برؤية صغارهم الذين وعلى مدى اسبوع كامل ظلو يطبعون قبلاتهم على جباه اطفالهم وهم نائمون،
.والانكى من ذلك ان حسين كامل سييء الصيت قرر ان تكون الاستراحة كل اسبوعين، وارسل بامر من صدام العشرات من عناصر الامن ليراقبو اداء العمال في المصانع . فضربوا بالسياط العمال والمهندسين والملاحظين بل وحتى بعض المدراء العامين، وكانوا يمارسون العقوبات الجماعية على منتسبي مصنع بأكمله عن طريق جعلهم يزحفون بالمئات على بطونهم في حدائق المصانع ويسوطون جلودهم بالكيبلات، وأبتنوا سجونا داخل المصانع لسجن العمال . وعندما بلغت الامور بالناس هذا المبلغ فضل الكثير من هؤلاء المنتسبين الموت في الجبهات كبديل عن ذلةٍ كهذه ، واليوم تكتنز ذاكرة كل واحد منهم بعشرات الحكايا التي عاشوها .
فهل من المبرر ان يستمر عذاب هؤلاء العراقيين بعد ان ذهب الجمل بما حمل، وجاء زمن الحلم بالرفاهية ان يستمروا سيزيفيين وان يظلوا يدحرجون ذات الصخرة عاما تلو العام حتى ان اعمارهم لم تعد تسمح للكثير منهم بالعمل ؟
اليوم دخلو شهرهم السابع ولم يتسلموا منحهم التي هي اصلا لاتكفي لاسبوع واحد وقبلها باشهر دخلوا شهرهم السادس فصرفت لهم منح ثلاثة اشهر ، هذا من جهة ومن جهة اخرى انه جرى مرات توزيعهم على الوزارات ولم تقبلهم هذه الوزارات، واليوم يخضون معاملات في وزارة الدفاع لايعرفون عن كنهها شيئا .
ان هؤلاء المطرودين من فردوس الوطن هم من خيرة الكفاءات الهندسية العراقية والكثير منهم درس خارج العراق وعملوا في مصانع الغرب الاوربي وبحكم وطأة العمل في العراق ومن باب "رب ضارة نافعة" امتلكوا من المهارة ما لاتضاهيها مهارة. لنعود ونقول هل من المبرر ترك هؤلاء في عز الحاجة والحرمان وضبابية المستقبل .
فعلى شدة اعتقادنا بوجود وطنيين واكفاء كثر في مجلس نوابنا وحكومتنا ،الا ان ترك هؤلاء السيزيفيين يزدردون شكوكهم هو امر ليس في صالح الجميع ونتمنى ان يكون امر تجاهلهم هو امرٌ لم يدبر في ليل .



#حسين_السلطاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياقوت الحيلة
- أمرأة الدهليز


المزيد.....




- “حالًا استعلم” .. رابط الاستعلام عن وضعية منحة البطالة في ال ...
- مكافأة مع مع القبض لبعض الموظفين .. بشرى سارة.. مواعيد صرف م ...
- “زيادة فورية 20.000 دينار“ موعد صرف رواتب المتقاعدين 2024 با ...
- تبليسي.. طلاب الجامعات يتظاهرون ضد قانون العملاء الأجانب في ...
- غوغل تسرح 28 موظفا بعد اعتصامات احتجاجا على عقد مع إسرائيل
- “الوكالة الوطنية للتشغيل minha.anem.dz“ كيفية الاستعلام عن و ...
- نقابة الصحفيين بتونس تطعن في حكم بسجن الصحفي محمد بوغلاب
- HERE.. رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر 2024 بالاسم وكلمة ...
- خبر حزين لبعض الموظفين.. مش هتقبض الـ6 آلاف جنيه لو أنت منهم ...
- الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل يشرف مع الرئيس المدير الع ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حسين السلطاني - إبعدوا الصخرة عن سيزيف