أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - توصيف دقيق لما يجري














المزيد.....

توصيف دقيق لما يجري


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 3139 - 2010 / 9 / 29 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



احسب اننا زودنا علم السياسة بفصل مثير عن القدرة الفذة على تبرئة النفس من خطيئة نرتكبها في وضح النهار، فنلفّ وندور حول انفسنا وحول الضحايا الذين يتساقطون يوميا بسلاحنا، فنحمل جنائزهم على اكتافنا الى المقابر، ثم من هناك، نعلن براءتنا مما يجري، ومن هذا الدم المراق، على الرغم من ان بصمات الجريمة بائنة على ثيابنا، بل ونحمـّل بعضنا البعض المسؤولية عن هذا الاستعصاء الذي يجر البلاد الى الهاوية، في لعبة سمجة، يتتبع العالم فصولها في القليل من الشفقة وفي الكثير من الاستغراب.
انظروا الى حرب الوثائق المزعومة التي نخوضها ضد بعضنا. لم يعد العالم يعرف ايا منها الصحيحة واي منها المزورة، وبين كل وثيقتين نعلنهما للرأي العام وعلى واجهات الشاشات الملونة تسقط قطرة حياء من جباهنا الى مجرى الصرف الصحي. نكتب التعهدات لبعضنا باليمين، ثم نمحوها باليسار، وكان السياسي منا انشطر الى عدد غير متناه من الوحدات السياسية الغامضة، ثم انظروا الى كومة بيانات النفي وعبارات "لا صحة له" او "فُهم خطأ" او "جرى تحريف الكلام" ضمن توترات كان فرويد على حق حين اعاد مثيلاتها الى علل جنسية.
ثم تعالوا الى فذلكة غريبة ومضحكة انتجناها باقل مهارة، وقد بقيت من دون براء اختراع إذ نطالع على مدار الساعة هذه العبارة : "صرح مصدر مقرب من الزعيم الفلاني لم يرغب ان يذكر اسمه" وقبل ان نسأل: ليش؟ وممن يخاف صاحبنا؟ وما العبرة من ذلك؟ تكاثر المعقبون على الاحداث ممن لا يرغبون الاعلان عن اسمائهم، وتوزعوا على جميع الزعماء والمنابر، ثم نكتشف ان السبب بسيط ، بل وابسط مما يُعتقد، وهو ان صاحب التعقيب يلفق معلومة او تهمة او رسالة تتضمن حشوة مغشوشة تستهدف التشويش على المتسابق الاخر الى منصب رئاسة الوزراء، والاخير، بدوره، سرعان ما يرد على غريمه بتصريح رنان لـ"مصدر لم يذكر هويته" وحين نتملاه نرتعب مما يحمله من الالغام والتهديدات ولغة التجييش، وهكذا يمتلئ الميدان بالجثث والضجيج واعمدة الدخان والاكاذيب.
الكل يريد منا، نحن الضحايا، شهادة ببراءته مما يحدث، ونحن لا نملك، في الواقع، حق التبرئة، لاننا انفسنا لسنا ابرياء تماما مما يجري، والكل يريد منا ان نأمن جانبه، ونحن فقدنا الكفاءة في هذا الامتحان، لاننا لم نعد نأتمن على حياتنا ولقمة عيشنا.
اننا في الحال التي يَختبر فيها المتصارعون ذرائعهم، وهم في الحال التي نختبر فيها مصداقيتهم، وبين الذرائع والمصداقية استطعنا، نحن وهم، ان نكذب على العالم باننا اخترعنا يوما علم الحساب وسبقنا البشرية الى الابجدية..
تصفيق.
ــــــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
"لا تقولوا لي متى ينفذ النفط، خبروني متى ينفذ الصبر؟".
الماغوط



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عهدين.. والمنعكس الشرطي
- فيلم كرتون عراقي
- 14 تموز والصراع على السلطة في العراق
- إذابة الجليد..
- القاعدة والعالم.. من يفكك من؟
- العراق.. بديل وقائي عن حرب اهلية
- الى رحمن الجابري.. حيا
- ماذا يجري في بغداد؟
- 9 نيسان وسقوط ما لم يسقط
- في نقد المعارضة الكردية
- حذار.. إعلام اجير
- من الخرافة الى الاوهام
- مسيحيو الموصل.. الفاعل والمفعول
- الساقطون
- تعالوا نتفلسف
- صدام.. هوس امريكي
- مسودة دستور اقليم كردستان.. نقد النص ونقد الريبة
- المصالحة العراقية.. ثلاثة عناوين فرعية
- لوازم المشروع الارهابي في العراق
- بازار الاكاذيب..


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - توصيف دقيق لما يجري