أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - بين عهدين.. والمنعكس الشرطي














المزيد.....

بين عهدين.. والمنعكس الشرطي


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 3109 - 2010 / 8 / 29 - 02:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رسالة من كاتب صديق تستحق ان نتمعن فيها، إذ يشير الى ان كل ما يعانيه العراقيون من خطايا انفلات الامن، وفوضي الادارة، واهتزاز الثقة في المستقبل، المتفرعة عن الازمة السياسية، لم يكن لينسيهم فظائع النظام السابق، بل ان ثمة حساسية شعبية عفوية إزاء كل ما يذكرهم بذلك النظام من سلوك للنخب السياسية الجديدة ومظاهر إثراء لمحسوبين على العهد الحالي(يشار لهم بالبنان) حتي غدا حكم صدام حسين ــ يضيف الصديق ــ ميزانا لتعيين ما هو صائب وما هو شرير في الحياة الجديدة، علي الرغم من عسف هذا الميزان احيانا في الحساب والمقارنة لتصرفات تتصل بالسلوك البشري الذي يتم رصده في العادة بالتحليل والتأمل وليس بقبان العطار.
ويضيف القول: “حتى حين نحتج على الانانيات السياسية ونقول عن اصحابها انكم اسوأ من نظام صدام فاننا في واقع الامر نجعل من ذلك النظام نموذجا ومقياسا للانحطاط والتعسف واللاعدالة.
احسب، تعليقا على ذلك، ان الامر ذو صلة علمية بما يسمي بالمنعكس اللاشرطي الذي اطلقه العالم البايالوجي الروسي إيفان بافلوف في القرن التاسع عشر ونال عنه جائزة نوبل العام 1904 ويقوم علي رصد تفاعل الانسان، والحيوان أيضا، مع التاثيرات الخارجية المديدة واستمرار هذا التفاعل مع غياب وجود مصادر التأثير واشكالها، وكانت تجارب بافلوف علي الفئران والكلاب في غاية الاهمية حول تحول المنعكس الشرطي (مظالم صدام مثلا) بالتكرار لسنوات طويلة الي منعكس لاشرطي حيث يثير غضب الضحية حالما تبدو له المظالم مرة اخري.
وكان ابو حامد الغزالي صاحب (تهافت الفلاسفة) قد لاحظ في إحدي بحوثه طغيان (الروح الخيالي) لدي الانسان مستشهدا بالكلب الذي يهرب بعيدا كلما رأي العصا إذا كان يضرب بها في السابق باستمرار، ما يبقي هاجس الالم قائما في اللاشعور حتي مع ابتعاد خطر العقاب.
وفي انتباهة لرسول حمزاتوف، يقول، ان أبناء قريته في اقاصي داغستان كانوا قد هجروا نبعا من الماء كان قد شهد مذبحة لعشرين من نسائهم، وكان الجيل الثالث من ابنائهم يرتعبون ذعرا كلما مروا بالنبع، وكان كثير منهم يضطرون للمشي يومين بدل ان يسلكوا الطريق عبر النبع مخافة ان يتذكروا بشاعة المجزرة.
قبل سنوات قليلة قال مراسل اجنبي كان قد التقي العشرات من العراقيين وتحدث اليهم عن مستقبل بلادهم، إن الناس هناك لم يخرجوا بعد من الكوابيس، وهم يتصرفون كما لو انهم في زنزانات.. وكدت أعد هذه الصورة فرطا من المبالغة، لولا ان بافلوف والغزالي وحمزاتوف سبقوا المراسل وصاحبي الكاتب، الى تأويل ما تتركه القسوة في الاعماق.. ومع ذلك فان البعض يقترح على العراقيين العودة الي عهد الكوابيس.
ـــــــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
“الحُسن ما حسّنه العقل، والقبيح ما قبّحه العقل”.
ابن رشد



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم كرتون عراقي
- 14 تموز والصراع على السلطة في العراق
- إذابة الجليد..
- القاعدة والعالم.. من يفكك من؟
- العراق.. بديل وقائي عن حرب اهلية
- الى رحمن الجابري.. حيا
- ماذا يجري في بغداد؟
- 9 نيسان وسقوط ما لم يسقط
- في نقد المعارضة الكردية
- حذار.. إعلام اجير
- من الخرافة الى الاوهام
- مسيحيو الموصل.. الفاعل والمفعول
- الساقطون
- تعالوا نتفلسف
- صدام.. هوس امريكي
- مسودة دستور اقليم كردستان.. نقد النص ونقد الريبة
- المصالحة العراقية.. ثلاثة عناوين فرعية
- لوازم المشروع الارهابي في العراق
- بازار الاكاذيب..
- شوفينية محسنة


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - بين عهدين.. والمنعكس الشرطي