أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هادي ناصر سعيد الباقر - الى ابنتي العزيزه















المزيد.....

الى ابنتي العزيزه


هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 02:22
المحور: حقوق الانسان
    



بسم الله الرحون الرحيم
لكي مني ومن امك رضا الام والاب ودعائهما والرجاء من الله العلي القدير السعاده والموفقيه والصحه والعافيه والسلامه والنجاح .. اللهم آمين .. وانت تهاجرين الى كندا .. تنتابك من البكاء نوبات.. لألم الفراق .. والهجره اصبحت في العراق سنّة" وحلم للهروب من العراق .. هو حلم كلّ عراقي .. حيث تنتهك في العراق : حقوق الانسان .. بل ينتهك فيه الانسان .. وتنتهك فيه الحياة ..
ان الارض هي ارض الله تعالى .. حيث امر عباده المظلومين بالهجره في ارضه .. (( الم تكن ارض الله واسعه فتهاجروا فيها )) .. والامام علي (ع) هو القائل (( سطح الارض ما حملك )) .. اي ان وطنك هو ما تجد فيه القبول والاحترام والحقوق .. ان حب الوطن في اعمق معانيه .. يحمل الكره والعداء للاوطان الاخرى .. فهذا فولتير يقول (( انا احب وطني يعني اكره الاوطان الاخرى )) .. فالحب في وجهه الآخر .. هو الكره .... فلا تحزني .. فالعالم قد اصبح قرية صغيره .. بل عندي هو :.. عماره واحده .. مثل برج بابل حيث كان البشر يسكنون فيه .. ثم تفرقوا ..
ابنتي العزيزه
ليس اصعب واشد ا يلاما".. من ساعات الفراق والوداع .. لأن الفراق يكون مبني على تاريخ من ذكريات ومن بنته الايام بالعيشه والمعايشه الحميمه .. فكيف اذا كان فراق الام والاب لفلذات اكبادهم .. وذكريات فرح الطفوله .. وهي تكبر وتنضج والوالدان ينظرون بفرح وامل .. الى نمو وتوسع آمالهم واحلامهم ... واذا بهم يصلون الى لحظات وملتقى الفراق والبعد .. ان كان لالقاء بعده .. او بأمل اللقاء الآتي .. فاللقاء يبني تاريخ .. والفراق ينهي ويقطع تاريخ ..
لعلنا قد نلتقي .. ولعلنا قد لا نلتقي .. وهذا قانون وسنة الحياة .. اعتدناه .. ولكنه يحزننا فعلينا قبوله .. فالحياة مستمره .. ولن تنقطع .. وعلينا ان نعطي الحياة حقّها .. .. وان نعيشها .. فنحن قد نعيش الحاضر والحياة .. ولكننا قد لانفهمها ونعيها .. فعلينا ان نعي عناصر الحياة وحاضرها .. لأننا نعيش الحاضر .. اما الماضي فقد مضى ولن يعود .. فلا نتركه يأسرنا ويحل محل حاضرنا .. والحياة ومقوماته فمن يفهم ويعي الحاضر .. فانه يصبح قادرا" على فهم اسس التخطيط- للمستقبل ..
ابنتي الحبيبه
انتي تشبهينني بالتصميم والاراده .. ولكنك تتفوقين عليّ بالمبادره وحسم الامور ... والسبب هو ان الظروف التي دفعتك ان تكون دراستك في اربيل .. وكان شبيه بالنفي .. وانتي المتفوقه .. هي التي ضغطت عليّ لسنين طويله وحرمتني من حقّي في فرص كثيره للتقدم بالحياة .. مما خلق عندي الحافز للتقدم
للتفوق العلمي العقلي .. وهذا لم يستطيعوا ان يأخذوه مني .. فاردت ان احصل على الشهادات والتفوق العلمي وأن اكون مدرسا" .. وقد استطعت ان احققه بتصميمي واصراري وصبري .. فالمجتمع العلمي الاكاديمي اليوم يعترف لي بهذا التفوق .. وبالبحوث التي انشرها ... وكنت اعتقد ان تفوقي هذا قد يساعد ابنائي على التقدم .. ولكني كنت غافل ... وكما شخصت ذلك ابنتي اختكي .. عندما قالت لي :.. بابا .. انت تريد ان تبني مجدك !.. وكم كانت صادقه وعلى حق في تشخيص حقيقه كنت انا عنها في غفله .. لقد كانت هذه الحقيقه على حساب ابني ( الوحيد! ) .. اذ هو قد تحمل وزر ظلم الظالمين لنا .. وفقد فرصته في الحياة .. وهو المهيء لقدر غير ما هو
عليه الآن .. وكان هذا همّي الاول :.. الذي يقض مضجعي .. وسيبقى .. فالفرصه قد فاتته وفاتتني ان اعيدها .. وهمّي الثاني يشكل عذابا" لي .. فانا لم يتبق لي من العمر متسع كي اضمن له المستقبل الذي يؤمن له المستقبل الذي يؤمن حياته .. ولا هو قادر على مساعدة نفسه .. او مساعدتي كي اساعده ..
وقلق آخر يتملكني هو اختكي.. فهي في مرض ستحتاجني وتحتاج من يقف حقا" الى جانبها .. وليس لي في ذلك عون .. وارى ان حياتها الزوجيهقد تصبح غير مستقره .. ولم يبق لي من العمر متسع يمكنني من ذلك ..
ان اكثر عذابات الانسان .. عندما يكون في موقف من سدّت في وجهه الابواب .. ويرى ان لا باب امل امامه .. عندها يكون الاحباط ..
ان قلقي عليكي قلق اب يفارق ابنته وهو واثق ان لها القدره في قوّة شخصيتها وا رادتها وتمتلك المبادرة والاراده والقدره على الحسم الصائب للامور .. وتدبير زوجها بعقل راجح .. ما يمكنها ان تجتاز الصعوبات التي قد تواجهها ..
ابنتي العزيزه
يجب ان تؤمني وتوقني : .. بان كلا" من امّكي وابيكي .. هما عنك راضين كل الرضا .. ورضا الله من رضى الوالدين .. وكوني على ثقه ان ذلك سيمنحكي القوّه والثقه والايمان بانك في حياتك الجديده ستنجحين .. فنحن معك احياء" كنا ام اموات .. ولا بد لي ان اقدم ما اراه من وصايا اب حنون :
1- القاعده الاولى هي ان تهتمي بصحتكي وتضعيها في الاولوية الاولى .. وبمجرد وصولكي بالسلامه ان تضعي لكي برنامج شهري او غيره وروتيني ان تراجعي الطبيب في حالتي الصحه والمرض .. وان تهتمي بمعالجة الربو .. والانف .. والحساسيه .. وكل ما تشعرين به .. لأن نجاحكي في تربية ومراقبة ومتابعة شؤون ابنائك يعتمد اساسا" على صحتكي .. فلا تكوني عبئا" عليهم .. فالصحه في الغربه وطن كالمال بالضبط بل واكثر ..
2- دربي ابناءك على ان يعيشوا ويفهموا الحاضر وعناصره وان يتدربوا فيه على التخطيط للمستقبل .. بدء" بالتخطيط لما ( سافعله ) لليوم التالي .. وتدريجيا التخطيط للمستقبل البعيد ..
3- حفيدي ( اسدي ) النفس والطباع عقلي النزعه والانفه .. يحتاج الى ان يلتصق بالحاضر والنظر الى المستقبل .. والمبادرة السريعه لحسم الامور .. وان يفصح دائما" عمّا في دخيلته .. أما (حفيدتي) :.. فهي تشبهكي بكل صفاتها ..
اما حفيدتي الصغرى : فستكون دقيقه في اختياراتها .. دقداقيه .. منظمه .. مرتبه .. آمرة بيتها .. وهذا قد يؤخر زواجها بسبب طلبها الكمال في اختياراتها ....
كلهم دربيهم على روح المبادره وان يقولوا ما يعتقدونه وان يظهروا كل ما يعتقدونه .. ويتدربوا على حسم الامور ..
واعود واقول :.. (( ان الصحه في الغربه وطن .. كما ان المال في الغربه وطن ..)) .. اما المال فانا واثق بان زوجكي بعقله الراجح قد اهتم بموضوع المال .. اما موضوع الصحه .. فهو
من مسؤليتكي واهتمامكي .. فاجعلي لصحتكي الاولويه .. كما قلت لكي ..
4- من الضروري ان تكملي دراستكي العاليه نحو الدكتوراه .. فلا تؤجليها .. وستجدين في كندا الوقت الكافي والفرص المتاحه .. دون التأثير على رعايتكي لابناءكي .. فهذا العالم الجديد
هو بلد الفرص .. وحيث ان الانسان يستطيع ان يقرر بناء قدره بنفسه ... والكتب التي اتيتكم بها لا تستهيني بها .. فقد اعتمدها العديد للحصول على الدكتوراه . وفيها تتعرفين على البيئه العراقيه .. والعالم .. وانتي وما ترغبين .. هندسة البيئه .. وهو موضوع نادر ومرغوب في العالم .. او هندسة الديكور .. ( وهذا يلائم رانيه ؟؟) ..
5 – انتم ذاهبون الى كندا بشروطهم وقوانينهم .. فالالتزام التعصبي بالتقاليد الشرقيه والديني .. يكون خروجا" غريبا" على هذا المجتمع .. ويدفع الانظار ان تتركز على هذا الخروج .. والانظار اذا تركزت على شيء فانها تلاحقه بالضرر.. وانا اقول ان ( الحجاب ) بهذا التزمت لم يقرره الدين بهذا الشكل .. انّ لم الشعر وقبعة فوقه .. يكون امر اعتيادي غير ملفت للنظر .. وزوجكي قد يؤيدني في ذلك ..
6- واجدني مضطرا" ان اوصيكي وارجو بما يلي :
آ- ان تتابعي اخبار اخوكي واجعليه يستمع الى نصائحكي وتوجيهاتك .. انا لااقصد المال .. فلا تأخذكي العاطفه دون ان تزنيها بميزان العقل .. ولا تؤيديه او توافقيه ببيع دارنا .. بل ان نسكنه او تأجيره .. وان من حقكي ان لاتوافقي على البيع .
ب- تواصلي مع اختكي فهي بحاجه الى هذا التواصل وان تستمع الى نصائحكي .. فستمر بظروف صحيه .. وزوجيه .. صعبه .. وادعو الله تعالى .. ان لاتكون .. كألايتام في مأدبة اللئام ..
وفي الختام : انا فرح ومسرور لانتقالكي الى العالم الجديد .. حيث المجال واسع لنجاح زوجكي بالحصول على الدكتوراه .. وكذلك انتي .. وحبيبي حفيدي .. ولست ادري اذا كان لا زال يريد ان يكون ( تاجر عالمي ) .. وستتبلور امامه مجالات ما يرغبه .. ومرة" شكا لي في الزياره الاخيره ..: ان ليس له اخ يلعب معه .. وكذلك ام حفيدتي.. الدكتوره .. ورناوي .. بمخدتها وبطانيتها ..
وفي الختام لك كل معزتي ودعائي بالتوفيق بحق العلي القدير ..



#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار والاسلام
- (( يد الله مع الجماعه ومن شذ شذ الى النار )) والعولمه
- (( تحسين معيشه ؟؟!! )) ومؤتمرات المنظمات غير الحكوميه
- منظمات المجتمع المدني غير الحكوميه هي المرحله النهائيه لتطور ...
- منظمات المجتمع المدني غير الحكوميه .. نكون او لانكون ؟؟!!
- العراق واهليته لعضوية هيئة الامم المتحده
- هيئه للتخفيف من الفقر في العراق؟؟!!
- مسؤولية الحكم والمالكي
- التدخين آفة العصر
- الايكولوجيا البشريه في النظريه والتطبيق والقياس ( محاضره ال ...
- جون فوستر دالاس ---------في مطبخ الانتخابات العراقي (( اوبام ...
- تحليل الوضع العراقي والبرنامج الانتخابي
- الانتخابات والديمقراطيه
- على هامش : محاضرة .. الجندر والمعيار الادبي والبطرياركي
- يوم الطفل العالمي والطفل العراقي (( المحاضره التي القيت في م ...
- العوامل الايكولوجيه في بناء مدينة بغداد (( محاضره القيت في م ...
- والله جووووعان
- اليوم العالي ... للفقر
- الى الماء يمضي من يغص بلقمة الى اين يمضي من يغص بماء
- (( دوروله عنده علوج و عجيب امور غريب قضيه ))


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هادي ناصر سعيد الباقر - الى ابنتي العزيزه