أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة عباس التميمي - عيد ميلاد سعيد ياأمي














المزيد.....

عيد ميلاد سعيد ياأمي


سميرة عباس التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3128 - 2010 / 9 / 18 - 15:08
المحور: الادب والفن
    


مهداة إلى أعز إنسانة لدي وهي أمي الغالية بمناسبة عيد ميلادها



لو سافرت بحورا
ولو قطعت صحارى
ولو إجتزت أوطانا
فلن أجد عش أدفأ
من صدرك وحضنك
يا أمي
ولو جوبت قارات الدنيا بجزرها ومدنها
ولو سكنت اليونان وسمرقند
بلاد فارس والهند
فلن اعثر على حصن
أأمن من روحك يا أمي
ولن أجد قلب يسعني
برحمته وغفرانه إلا
قلب أمي
ولا أهدأ إلا على كتف أمي
وجهك وردة مبتسمة من داخل
الشمس
وأسراب سنونو
في خريف الزمن وشتائه
سافرتِ من جبال وأشجار
الصنوبر الخضراء لبلادك
لتنثري هوائها العليل
ورائحة الصنوبر
في بلد النخيل والبيداء
قبل أكثر من ثلاثين عاما
وكلك شوق وعنفوان وحنين ووفاء
بالفتى العربي الأسمر
يوم أشرقتِ في الدار
كان أبي قد سافر
إلى السماء لجلب نجمة
كم هما دافئتان وطيبتنان
عيناك يا أمي
خمائل الجنة فيهما
تفيانني وتقيانني
نيران الوحشة والمجهول
من دهاليز التيه وسهام العتمة
وأنا صغيرة
كنت آرى وجهي
في بؤبؤي مرآتيهما الزمردية
والآن ملائكان يسكنان
عيناك داعيان ربهما
بالسلامة والتوفيق لي
في كل نبضة من عمري
عندما يكفهر وجه بيتنا
رنين ضحكاتك
أجراس كنائس
تبعث فينا آمالا وأفراحا
وفي الأعياد يا أمي
أنت لنا أكبر عيد
وسفر الأفراح
ربيع حياتنا أنت إخضراره
البنفسج يضحك
والقرنفل يغرد
والياسمين يبتسم
وورد الجوري ينحني
لطلتك البهية ونور وجهك
وإبتسامتك المشرقة
روحك من روح المسيح
يامن أطعمتينا
الصغير والكبير
الجار والصديق
بالرغيف والنبيذ
ولبيتي نداء كل محتاج
في صباحات طفولتي
أستيقظ
هداياك ترقص على الطاولة
فيقفز قلبي من السعادة
فأسرع لأشكرك
فلاأجد العبارات
فتراني
وضعت رأسي الصغير
بين يدي أمي
كم هما دافئتان يداك
يا أمي
أدفأ من الحنان
وكل كلمات الشعر والنثر
تنساب الألوان المضيئة
من أناملك الذهبية
لتنقش الأشكال البديعة
وشدات ورد من سلال بيض
مبارك برسومات براقة
في الأعياد المسيحية العظيمة
ونحن ساهرون حتى أجراس
منتصف الليل
قصاصات الورق التي تحمل
خط يدي
احتفظتِ بها بحنان
هناك في الدرج
بين رائحة وتراب السنين المعتق
في دارنا ببغداد
تبحث عنا
وأشجار الصفصاف في حديقتنا
لازالت باقية تنتظرنا
في بابل
وقد حفرت أمي اسامينا عليها
فعلى من ستلقي سلام الصبح
من بعدنا ياترى؟
وأشجار الرمان والمشمش
والعنب والليمون ..ماذا حل بها؟
فهي تأن لرحيل أيادي أصحابها
لقطف ثمارها
أماه بيديك نزعتي أشواك
روحي الممزقة شوكة شوكة
حتى تدمى يديك
نمت في البرد
حتى أنام في الدفء
وعمدتيني عشرون ألف مرة
بشريان قلبك
وأنا بعيدة عنك
بطيشي وجنوني
عارية أنا
مجردة من ثيابي
عارية من ذاتي
فارغة من كياني
شاردة من سكوني
وطمأنينتي
وبعيدة من ربي
بجسد متهاوى
على لوحة باردة
في منتصف غربة الريح
وصفير القطارات والغرباء
في حزنك ياأماه أرى كبرياء العظماء
أنت ياأمي أول خيط ذهبي
يشق السماء إلى نصفين
كل فجر
أنت آخر صلاة أسمعها من المؤذن
كل مساء
أنت البحر
الذي فيه تغرق الشمس في أحضانه
كل مغيب
لتطلع منه مع أول نجمة
كل مساء
بجناحي نسر
تحلقين في غرفتنا
أنا وشقيقتي ليلا ونحن صغار
لتدفئيننا ولتطمئنين علينا
وتعبق أنفاسنا
بطيبك
وبركاتك
وصلاتك
وعبيرك
يالؤلؤية البسمة
أعرف جيدا إنني لن استطيع أن أفي حق
ثنية واحدة من تجاعيد وجهك
ولا دين شعرة واحدة بيضاء
من رأسك
في عيد ميلادك ياأمي
أجيئك مهنئة يا قصيدة خضراء
يا حكايات تاريخ معتقة بأريج السنين
وفصولها
ياقدستنا
أركع لجلالة قدسيتك
أقبل خديك
يديك
وقدميك
ومتوسلة أن تصفحي عني
أنت توراتنا وانجيلنا
أنت الثقافة والحكمة
ياأمي
فكل عام وأنت بألف ألف خير
18-09-2009



#سميرة_عباس_التميمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب ونبيذ وخريف
- قصيدة(السيف اليماني)
- السيف اليماني
- إسبانيا المشرقة
- إسبانيا
- قصة
- قصيدة(الى روح أبي الطاهرة)
- حب على طريقة راسبوتين (أول حب ..آخر موت)
- الى من ايقظ حرفي
- تمثال طروادة
- في مدرستنا مافيا
- سارا
- لحظة ود في جو رمادي
- خيانة
- انت لست لي
- قصيدة-حب بلاقيود
- قصيدة- عنوانها ( عادتي لحبك لن تتغير)
- طفولتي
- ميلاد قصيدة
- ارض الرافدين


المزيد.....




- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة عباس التميمي - عيد ميلاد سعيد ياأمي