أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - الثورة الكوردية بين جنوحها للسلم والقارعين طبول الحرب














المزيد.....

الثورة الكوردية بين جنوحها للسلم والقارعين طبول الحرب


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 19:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة الكوردية بين جنوحها للسلم والقارعين طبول الحرب
في العشرين من الشهر الجاري ستنتهي فترة وقف إطلالق النار التي أعلنتها الثورة الكوردية في شمال كوردستان بقيادة حزب العمال الكوردستاني . لقد أعلنت الثورة الكوردية هذه الهدنة في بداية شهر رمضان لهذا العام معبرة بذلك عن قناعة هذه الثورة بالحل السلمي للقضية الكوردية واستجابة للنداءات المتعددة التي طالب بها قائد الثورة الأسير عبد الله أوجالان وتواصلاً مع المواقف السلمية التي مارستها الثورة منذ إنطلاقتها قبل عشرات السنين وحتى الآن . إلا أن كافة هذه النداءات السلمية لم تلق إلا العنجهية العسكرية والعنصرية المتطرفة من لدن الحكومة التركية وجهازها العسكري الذي صعَّد من عملياته العسكرية في نفس الفترة التي دعت فيها الثورة الكوردية إلى إيقاف العمليات العسكرية من جانبها . فعلى أي شيئ يدل هذا الموقفان المتباينان ، الموقف السلمي للثورة الكوردية والموقف الحربي العنصري لسياسة الحكومة التركية وجهازها العسكري . إن لهذين الموقفين كثيراً من الدلالات التي ينبغي النظر إليها بدقة وتحليلها بغية خلق التصور الواضح عن مسيرة الثورة الكوردية مستقبلاً وأبعاد هذه المسيرة . وأهم هذه الدلالات هي :
1. إن الفكر البرجوازي العنصري المُشبَع بالروح العسكرية التركية يقف حاجزاً أمام الإعتراف بالأمر الواقع . إذ أن هذا الأمر الواقع يشير ويبرهن المرة تلو المرة إلى أن هذا الفكر العنصري المتخلف والسياسة القمعية التي يلجأ إليها ضد الشعب الكوردي في كوردستان الشمالية لم يستطع الوصول إلى الحسم في الموقف العسكري الذي سار عليه ضد هذه الثورة . فهي مستمرة منذ عشرات السنين بحيث لم يستطع واحد من أقوى جيوش حلف الناتو حتى على إيقافها في منتصف الطريق ، ناهيك عن القضاء عليها . بل أن العكس هو الصحيح تماماً، فقد إزداد زخم هذه الثورة من خلال إندماجها المتزايد بالجماهير الكوردية وتبنيها طموحات وأماني هذه الجماهير ومن خلال إلتحاق مجاميع كبيرة من الشابات والشباب الكورد بالثورة والعمل بكل نكران ذات وقناعة مبدئية في صفوفها .
2. تشير جميع التقارير العالمية وحتى تلك المعادية للثورة الكوردية إلى أن هذه الثورة تمتلك من الطاقات الجماهيرية والقيادية التي تمكنها من مواصلة القتال في سبيل قضيتها العادلة ، إلا أنها تسعى في نفس الوقت لحل القضية الكوردية حلاً سلمياً ليس في كوردستان الشمالية فحسب ، بل وعلى جميع ربوع كوردستان . لقد أعلنت هذه الثورة عن سعيها للحل السلمي الديمقراطي أكثر من مرة تبنت فيها ونفذت وقف إطلاق النار ومن جانب واحد في كثير من ألأحيان لتثبت للعنصرية التركية وسياستها الخرقاء ضد الشعب الكردي بأنها ثورة سلم لا ثورة عنف . وما وقف إطلاق النار الأخير بمناسبة شهر رمضان إلا مثالاً واحداً من كثير من الأمثلة التي سبقته طيلة عمر هذه الثورة الشعبية التحررية .
3. لقد إكتسبت الدعوات الأخيرة للسلام والتي أطلقها قائد الثورة ألأسير في السجون التركية السيد عبد الله أوجالان بعداً أُممياً حيث تلاقفت آخر دعواته قبل أسابيع منظمات وشخصيات عالمية طالبت الحكومة التركية بأخذ هذه الدعوة مأخذ الجد وحثتها على إنتهاز هذه الفرصة التي منحها لها السيد أوجالان والرجوع إلى الحكمة والعقل ، والرجوع أيضاً إلى تجربتها العسكرية المريرة التي لم تحصد فيها السياسة التركية تجاه الشعب الكوردي وثورته سوى الهزائم المتتالية والخسائر البشرية الجسيمة ، إضافة إلى ما جرته هذه السياسة العسكرية من تدمير لقرى السكان الآمنين في شمال وجنوب كوردستان .

لقد إضطرت السياسة التركية في الأيام القليلة الماضية إلى فتح الحوار مع قائد الثورة الكوردية السيد عبد الله أوجالان في سجنه وذلك على أضيق القنوات التي أرادت لها السياسة التركية أن تظل محصورة فيها . إلا أن هذه الحكومة تنفي بتصريحاتها الرسمية حدوث مثل هذا الحوار بالرغم من تأكيده من قبل أوجالان نفسه ومن قبل محاميه أيضاً . إن هذا التصرف الذي تمارسه العنصرية التركية لا يخرج عن سياسة المراوغة والتبجح بامتلاك زمام المبادرة الذي فلت في الواقع من يد السياسة العنصرية التركية ومراهناتها على الحل العسكري . وحتى الرسالة الأخيرة التي وجهها رجل الدين والسلم العالمي في جنوب أفريقيا توتو نيابة عن مجلس الحكماء الذي يضم نيلسون مانديلا وكوفي أنان أيضاً ، تشير إلى ان الحكومة التركية ليس أمامها إلا طريق الحوار مع أوجالان باعتباره القائد الذي يمكنه قيادة عملية السلام ، ذلك الطريق الذي أجبر حكومة جنوب أفريقيا العنصرية آنذاك على التفاوض مع أسيرها وسجينها مانديلا .

وفي الحقيقة فإن تاريخ نضال الشعوب وثوراتها التحررية يشير إلى هذه التجارب التي يتبوأ بها مثل هؤلاء القادة الموقع الأساسي في إيجاد الحلول السلمية . إلا أن ذلك يجب أن يقابله التوجه لدى الجانب الآخر بالنزوع إلى السلم واحترام حقوق الإنسان واحترام حق الدفاع عن هذه الحقوق فيما إذا جرت أية محاولات لإنتهاكها . وهذا ما لم تستوعبه العنصرية التركية لحد الآن ، إلا أنها ستُجبَر على إستيعابه غداً.

الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة في مزرعة علي الشوك
- أيها العراقيون أبشروا .....ستفطرون على جرِيَّة
- بغداد برلين
- جدلية العلاقة بين السياسي والمثقف في العراق الجديد
- دعوة عبد الله أوجلان للسلام في كوردستان تكتسب طابعاً أُممياً
- النائب النائم
- قرآت شيطانية
- ثورة الرابع عشر من تموز وعمليات تجميل الوجوه القبيحة
- حينما يحاول المُشرعون الإلتفاف على ما شرَّعوه بأنفسهم
- درس للسياسيين العراقيين ....علَّهم يفقهوه فيأخذوا به
- القضاء العراقي بين الساهرين عليه والمتلاعبين فيه
- مَن وأين هم اللصوص إذن ...؟
- حملة للتضامن الأممي مع الصوت الإعلامي الحر - روج تي في -
- إلحاح المجلس ألإسلامي الأعلى على ما يسميه - حكومة الشراكة ال ...
- وهل يمكن إصلاح ما خربته البعثفاشية ...؟؟؟
- فصل المقال في تفسير حدوث الزلزال
- شتائم تحت العمائم
- لغط لا معنى له
- آذار الوطن ... آذار الحب
- حينما تتراكم القمامة ...


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - الثورة الكوردية بين جنوحها للسلم والقارعين طبول الحرب