أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - جدلية العلاقة بين السياسي والمثقف في العراق الجديد















المزيد.....

جدلية العلاقة بين السياسي والمثقف في العراق الجديد


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3103 - 2010 / 8 / 23 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قليلون هم المثقفون الذين تفرغوا فعلاً للعمل السياسي في الديمقراطيات الحديثة ، خاصة تلك التي نشأت في اوربا وعلى الأخص بعد الحرب العالمية الثانية . نعم لقد حشروا أنوفَهم في خضم السياسة اليومية من خلال قصائدهم ورواياتهم ومقالاتهم ، كما انهم شاركوا في المظاهرات الإحتجاجية او في المسيرات الجماهيرية المؤيدة أو المعارضة لهذا الموقف السياسي او ذاك في بلدانهم ، إلا أن القليل جداً منهم مَن تبوأ مركزاً سياسياً جعله مُنفِذاً لتوجه سياسي معين ، أكثر مما كان يريده أن يكون مُوَجِهاً لتوجه سياسي معين .
للخوض في جدلية العلاقة بين السياسي والمثقف في وطننا اليوم ، لابد لنا ان نفتش فعلاً عن الممثلين الأساسيين لهذين الدورين : دور السياسي المُنفِذ ، أو بالأحرى فلسفة الحكم لدى هذا السياسي وكل ما يتعلق بها حسب فهم طبيعة الحكم في بلد كعراق اليوم . ودور فلسفة الفكر الناقد الموَجِه لدى الفنان والباحث والأديب والشاعر والفيلسوف .
إن الخوض في موضوع العلاقة الجدلية بين الإثنين لا يخلو من التعقيد الذي له ما يبرره فعلاً . إذ أن أسباب هذا التعقيد تتمحور حول إشكالية ، لا بل صعوبة الإجابة على بعض الأسئلة التي قد تقودنا أجوبتُها إلى تفكيك حدود هذه المعادلة . لذلك فإنني ارى من الضروري جداً أن نعالج هذا الأمر سوية وذلك من خلال جمع الأفكار التي قد تؤدي بنا إلى تبني إجابة لكل أو لبعض هذه الأسئلة والتي قد تصب في مجرى النقلة النوعية التي قد يقتنع بتفعيلها السياسيون يوماً ما .
السؤال الأول والمهم والذي يشكل المنطلَق لكل ما يليه من الأسئلة ، يتعلق بوجود المثقف أصلاً في حسابات الساحة السياسية العراقية اليوم . إذ كيف يمكننا الحديث عن علاقة مع اللاموجود . بعبارة اخرى هل يفكر السياسي العراقي اليوم ببناء هذه العلاقة مع المثقف بشكل يمتلك به هذا المثقف حيزاً من الإعتراف بفلسفة الفكر ...؟ فلسفة السياسي المُطالَبة بهذا الإعتراف أثبتت وجودَها ، لا بل هيمنتَها على الساحتين السياسية والثقافية في العراق الجديد . إن المؤشر الذي يقودنا إلى أن نفتش عن الدور السلبي المُراقِب أو الإيجابي المُشارِك للمثقف العراقي على الساحة السياسية العراقية بعد إنهيار البعثفاشية ، يظل يراوح في مكانه ، ليس بمقدوره ان يحدد الواجهة التي يسعى إليها ، وذلك لعدم قدرته على التشخيص .
إن عدم القدرة على التشخيص هذه تطرح علينا ، شئنا ام ابينا ، السؤال المتعلق بجدلية العلاقة بين فلسفة الحكم وفلسفة الفكر وهل هي علاقة إنسجام أم إنفصام بين هذين الحدين من المعادلة ...؟ وهل يعني عدم وجود دلالات الإنسجام بشكل واضح بين هذين الحدين ، التي يشهدها كل مراقب للساحة السياسية العراقية اليوم ، وجود انفصام اللارجعة حقاً ...؟ لقد قدم المثقف العراقي الذي قاوم الإنفصام ، كثيراً من المحاولات الجادة التي أراد بها إشعار الحاكم بوجوده رغم التنكر له أو الإستهزاء به أحياناً . محاولاتٌ لوحظت وسُجلت وقُيمت هنا أو هناك ، إلا أنها ظلت محاولاتٌ يعتريها التعتيم الإعلامي الأقوى المتمثل بقدرة السياسي المتحزب على هذا التعتيم ، حينما لا تصب فلسفة الفكر في المجرى الذي رسمه لها حزبُه أو تجمعه أو طائفته أو عشيرته أو منطقته وكل هذه التسميات التي تجهلها فلسفة الفكر والتي أبدت عجزها فعلاً على التعامل معها .
سبق وأن تمرد المثقف العراقي في أوائل القرن العشرين على تراثه رغم إعتزازه ببعض مفردات هذا التراث . لقد برز هذا التمرد على أشده حينما وقف المثقف العراقي آنذاك إلى جانب مسيرة التطور التي فرضتها الحياة في كثير من النواحي ، وحينما حمل لواء التجديد بالرغم من جمود المجتمع الذي عاش فيه ، وبالرغم من سيطرة القوى المتعصبة على ذلك المجتمع آنذاك . فلو اخذنا جميل صدقي الزهاوي على سبيل المثال كشاعر وفيلسوف عصره لرأيناه بانه حمل لواء التجديد في الشعر كما " حمل معولاً لهدم العادات والتقاليد البالية والأفكار الجامدة والتصرفات التي لا يقرها دين أو عقل أو منطق ، ولاسيما تلك التي لها علاقة بالحياة العامة وعلى الأخص حياةِ المرأة وحقوقِها . ومن طرائف أو مآسي ما يُذكر عنه موقفاً يمكن عكسه على مواقف المثقف العراقي اليوم في صراعه مع فلسفة الحكم . لقد قال الزهاوي في خطاب له أمام البرلمان العراقي " جاء في الآية الكريمة : إن الأرض يرثها عبادي الصالحون . وقال مفسراً هذه الآية ومخاطباً النواب " فلا يظن أحد منكم أن القصد من الصالحين هم العُباد النُساك ، وإنما المقصود بها الرجال الصالحين لإعمارها . وهنا ضج النواب المعممون وصاحوا " زنديق ....كافر ....إنزل يا كافر ....فلما إستمر في خطابه هاجموه وهمّوا بضربه ...... فكم مِن مثقف كافر وزنديق لدينا اليوم في عرف السياسي المعمم الذي ينشر خرافاته على الناس كاذباً منافقاً مُدّعياً جاعلاً ممن يقفون بوجه هذا التخريف زناديق كفرة يُسخر لهم وسائل حكمه لزهق ارواحهم وتحليل دماءهم ، لأن سياسياً كهذا لا مساحة في عقله لغير ما يعتقد به هو . السؤال الذي يواجهنا الآن هو : هل يستطيع مثقف العراق اليوم أن يتمرد على دعوات الظلام التي يستغبي بها السياسي جماهيراً ظلت ولا زالت تعاني من قهر وظلم واضطهاد وتعتيم نظام متسلط لعقود اربعة من تاريخها الحديث ، دون ان ينال ما ناله كامل شياع أو الصحفي الشاب سردشت عثمان مثلاً ...؟
جدلية العلاقة بين المثقف والسياسي في عراق اليوم تطرح علينا إشكالية قيادة المجتمع . ومَن المؤهل للعب دور القيادة هذا ...؟ وهل هناك أرتباط طبيعي بين القيادة والحكم أو بين القيادة والفكر ...؟ وهل هي قيادة أم إنقياد...؟
حينما يجري الحديث مع كثير من العرب عن شعب العراق يصف هؤلاء العرب شعب العراق بأنه شعب مُسيس . وهذا يعني ان الحقب السياسية المختلفة التي مرَّ بها العراق منذ تأسيسه قد جعلت المواطن العراقي يتفاعل معها عن قرب في كثير من الحالات . فكانت الإنتفاضات والإضرابات والإحتجاجات التي نظمتها وقادتها أحزاب ونقابات وتجمعات رافق نشأتها المراحل الأولى للحكومات العراقية. إن إندماج المواطن العراقي بالسياسة اليومية والذي كان يتجلى بأبسط معانيه ، والذي أصبح يشكل ظاهرةً نراها اليوم أيضاً ، حوَّل هذا الإهتمام لدى البعض إلى ممارسةٍ لمهنة السياسة ، حتى أطلق بعض هذا البعض على نفسه وعلى الآخرين من شاكلته لقب " سياسيي الصدفة " . والسؤال هنا : كيف يفهم سياسيُ الصدفةِ هذا مهنته الجديدة هذه التي أصبح يمارسها ضمن إيعازات ومناهج ربما لم يلعب رايه الخاص أي دور في بلورتها ، إلا أنه لا يمكن أن يكون إلا منفذاً لها . هذا طبعاً لا يعني عدم وجودِ مَن يساهم في وضع بصماته على مثل هذه الممارسات السياسية . أي أن السياسي الذي يحاول تفعيل مساهماته الذاتية على الساحة السياسية العراقية اليوم هو الذي يمكنه أن يجد العامل المشترك بين فلسفة السياسة وفلسفة الفكر . أي إذا اعدنا السؤال أعلاه حول فِهم السياسي لمهنته الجديدة وطرحناه بصيغة أخرى نستفسر فيها عن الفرق بين فِهم السياسي المثقف لهذه المهنة والسياسي المُعَين لها ، فإننا سنجد هنا بروز أهمية الدور القيادي والموَجِه للعملية السياسية . فإذا ما أخذنا بنظر الإعتبار بأن ممارسة الدور القيادي سياسياً له علاقة متينة بالإرتباط مع الجماهير التي تتفاعل بشكل مباشر مع التبعات الإيجابية والسلبية للعملية السياسية ، فإن ذلك يعني بأن مصالح ومتطلبات وأماني هذه الجماهير ستشكل المنطلق الأساسي لتبوء مركز القيادة . أي ان السياسي المؤهل للإرتباط أكثر فأكثر بهذه الجماهير والقادر على عكس ما تسعى إلى نَيلِه من خلال بلورة ذلك على شكل برنامج سياسي ، هو الذي سيكون له النصيب الأكبر في لعب الدور القيادي . فهل نرى مثل هذه الظاهرةَ اليوم على الساحة السياسية العراقية ...؟ هل يستطيع السياسي المثقف الذي لا تخلو منه الساحة السياسية العراقية الحالية ، ان يسبح ضد التيار المائج الهائج بالتمحور...؟ السياسي المثقف ، حتى وإن كان مُنفِذاً ، إلا أنه يحاول أن يربط التنفيذ بالتغيير والإتجاه نحو النقلة النوعية التي يراها بمنظار ثقافة التجديد لا ثقافة الترديد . أي اننا حينما نطرح مسألة العمق الثقافي لدى السياسي فإننا نعتقد بأن هذا العمق هو القادر على التواصل مع التطور الحضاري العلمي الذي يعيشه اليوم إنسان القرن الحادي والعشرين . وهذا يعني ايضاً أن ثقافة التجديد هذه ومن ينوء بحملها سيقفون بوجه ثقافة أخرى تسعى لأن يحكمنا الأموات بقوانينهم التي أوجدوها للعصر الذي عاش فيه هؤلاء الأموات . أن يحكمنا الأموات بكل ما مارسوه من ثقافات أزمنتهم الغابرة . وفي خضم هذه المواجهة بين سياسة التجديد وسياسة الترديد لابد لنا من السؤال أيضاً عن آليات هذه المواجهة التي يوظفها السياسي المثقف والسياسي المُعَيَن .
لقد عشنا جميعاً عن قرب أو بعد آليات هذا التوظيف خاصة بعد سقوط البعثفاشية في وطننا . وقد شاهدنا جميعاً نجاح كثير من محاولات كسر القلم بالسيف وتحويل الجامعات إلى جوامع والإستهزاء بالعلم والعلماء ، حتى أصبحت وزارة الثقافة مثلاً من الوزارات التي لا تدخل في حلبة صراعات الديكة على ما سموه بالوزارات السيادية التي يتصارعون حولها اليوم وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على إجراء الإنتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق . فهل يستطيع المثقف العراقي ان يأخذ شأن وزارته هذه على عاتقه ويحولها إلى وزارة سيادية بعد ان نجحت فلسفة سياسيي الصدفة من جعلها خارج نطاق إهتماماتهم التي لا يترتب عليها التراجع في مجال التقييم فقط ، بل وفي مجالات الدعم الذي يحتاج إليه المثقف العراقي الساعي إلى التجديد واللحاق بالركب الحضاري العالمي سواءً إمتهن هذا المثقف السياسةَ أو لم يمتهِنَها .
لابد لكل مواجهة من نهاية ، طال الزمن أو قصر . فلابد ان نصل إذن إلى نهاية للمواجهة بين فلسفة الفكر وفلسفة السياسة في وطننا . وباعتقادي فإن بلوغ هذه النهاية يعتمد على بلورة بعض المعطيات التي ستعبر عن التغيير النوعي مستقبلاً كنتيجة حتمية لكل التراكمات التي رافقت العملية السياسية ، خاصة في عراق ما بعد البعثفاشية .
إن من أهم وابرز هذه المعطيات هي مسألة الهوية ، وبالذات إسم هذه الهوية . لقد اثبتت تجارب كثير من الشعوب عن أهمية التلاقح الحضاري بين الأصالة الذي يشكل بعض الإرث الحضاري احد اركانها وبين المكتسب الحضاري الوارد الذي يشكل مع الأصالة قاعدة الإختبار لمدى صمود هذه الحضارة او تلك أمام التطور الهائل الذي تشهده القرية العالمية اليوم . فما هي هوية المثقف العراقي الذي يقف أحياناً وجهاً لوجه أمام سياسي يجهل حتى هويتَه . ولا يكتفي هذا السياسي بجهله هو ، بل يريد نشر هذا الجهل الذي سماه أراكون " الجهل المقدس أو المُؤسساتي أو المُعمم " ، حيث تأتيه هذه القداسة من تفعيل الغيب قبل الواقع وتأطير الفكر ضمن حلقات لا تسمح بالخروج من محيطها ، ومن يجرأ على الخروج فهو خارج عن الجماعة . هذا الجهل الذي تُغرَس قدسيتُه في رؤوس الأجيال ضمن التربية البيتية والمناهج المدرسية والدورات التثقيفية الخاصة وكل ما يؤسس لهذا الجهل الذي يختزل الهوية إلى هويات يجري التعامل معها حسب ما يمليه الظرف القائم . المثقف الذي لا يشارك في هذا الإختزال الذي جاء به ألإسلام السياسي الحاكم اليوم في العراق لا يمكنه أن يحمل هذه الهويات التي يحملها سياسيو التنفيذ ، وذلك لسبب بسيط يتعلق بعدم معرفته بكل ذلك . أن تكون مثقفاً ، فإن ذلك لا يدعو بالضرورة لأن تكون عارفاً بكل وسائل المتاجرة بالهوية . إذ ان لمثل هذه التجارة أهلها وأسواقها . الصراع على الهوية هذا بين مثقفي التجديد ومثقفي الترديد سيطول ويطول وقد لا يشهد جيلُنا نهايتَه ، ولكنه سينتهي حتماً على طريق التلاقح الحضاري ، وليس الصراع الحضاري الذي تنبأ به صموئيل هنجنتون وفشل في تنبؤه هذا ، لحسن الحظ ، كما تدل الأبحاث العلمية الرصينة على ذلك اليوم .
ومن المعطيات التي ستتبلور لتقرير نهاية هذه المواجهة هي الحالة التي ستنشأ بين فلسفة الفكر وفلسفة السياسة أو بين التجديد والترديد أو بين السياسي المُزَود بالعلم والسياسي الذي يقدس الجهل . فهل ستكون هذه الحالة مشوبةً بالإنفصام بسبب هذه المواجهة أو أن المواجهة ستكون سبباً للقاء أو الحوار ...؟ من وجهة نظري أعتقد أن المثقف العراقي ينبغي ان يرتقي بمستوى المسؤولية إلى الدرجة التي يخلق فيها ساحاتِ عمل جديدةً تتطلبها سمات المرحلة التي يمارس فيها السياسي الجاهل جهله هذا على كافة المستويات التي تخضع لأخطبوطه الذي يعيش حالة إنشطار نشطة في وطننا اليوم . ساحات العمل الثقافي هذه هي المحور الذي يناضل فيه المثقف السياسي المنفذ والموجِه في سبيل تغيير وإصلاح البرامج والمناهج التعليمية مثلاً أو في سبيل فسح المجال أمام أطفال المزابل لأن يقضوا جلَّ أوقاتِهم في المدارس أو الملاعب والنوادي الرياضية وتجمعات الشباب التوجيهية . وسيطول بنا الحديث جداً لو أردنا التطرق إلى كل ملابسات وآلام وتطلعات المجتمع العراقي الذي يعيش أكثر من أربعين بالمئة منه تحت خط الفقر ، في بلد يكاد أن أن يكون أغنى بلدان العالم . ومن المضحك والمبكي في آن واحد ان نسمع ونقرأ بما يخطط له ويقترحه بعض السياسيين في هذا البلد الغني بفقرائه من تقليص حصص البطاقة التموينية التي تشكل المصدر الرئيسي لحياة هؤلاء الفقراء إلى حصتين أو ثلاثة رئيسية والسبب في ذلك هو ان البطاقة التموينية بوضعها الحالي تسبب إرهاقاً إلى ميزانية الدولة . هذه الحالة ما هي إلا لوحةً كاريكتورية عنوانها " بدون تعليق " .
ولكي يكسب المثقفون العراقيون هذه المواجهة سواءً مَن كانوا منهم من المنضوين في العملية السياسية أو المراقبين لها ، هو الإبتعاد أكثر ما يمكن عن دور الرقيب الناقد من صومعته ، ويتحول إلى الرقيب الناقد على الشارع الذي يحتاجه لصياغة وعكس ما يفكر به هذا الشارع فعلاً . وهنا لابد لنا من تعريف الثقافة ودورها في المجتمع العراقي اليوم وهل هي ترف فكري يحلق في أجواء غير الأجواء العراقية ؟ أم أنها مسؤولية أخلاقية ، إنسانية قبل ان تكون وطنية تسعى إلى التغيير الفعلي من خلال النهوض بالمجتمع إلى مراحل متقدمة في حياته الخاصة به وفي علاقاته مع ثقافات شعوب الأرض ، وخاصة ثقافة الغرب ، التي يريد لها بعض مثقفينا ، مع الأسف الشديد ، أن تكون هي المعيار الأساسي لوسم مجتمعنا العراقي بسمة المجتمع الديمقراطي المتحرر .
المعطيات الأخرى كثيرة جداً لا يسعنا الوقت هنا لأن نتاولها جميعاً . وإنهاء المواجهة لصالح التطور سيطول بالتأكيد . إلا أنني أعتقد بأننا سوف لن نحتاج إلى تلك الحقب التاريخية التي إحتاجتها أوربا القرون الوسطى لتخرج من ذات المواجهة بانتصار فلسفة الفكر . إن عدم ضرورة هذا الإنتظار الطويل تساهم في تحقيقه تلك القفزة الحضارية العالمية التي جعلت إيصال المعلومة لا يستغرق إلا بعض الثواني للتواصل مع أبعد نقطة في هذا الكون . وهذا ما يجعلنا نتفاءل باختصار زمن التطور الحضاري . هذا التفاؤل الذي يعمل به السياسي المثقف اليوم على الساحة السياسية العراقية بكل ما تضمه من مُقدِسي الجهل ، وما علينا إلا رفد عمل هذا السياسي المثقف من خلال إغناء ألأجواء التي يعمل على تفعيلها مثقف التجديد المراقب والناقد والموجِه ، حتى وإن بدى هذا التجديد بعيد المنال اليوم ، إلا أنه سوف لن يكون بعيداً غداً.
• مداخلتي في ندوة الحوار حول هذا الموضوع في المهرجان الثقافي لنادي الرافدين في برلين للفترة بين 18 ـ 21 من آب الجاري



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة عبد الله أوجلان للسلام في كوردستان تكتسب طابعاً أُممياً
- النائب النائم
- قرآت شيطانية
- ثورة الرابع عشر من تموز وعمليات تجميل الوجوه القبيحة
- حينما يحاول المُشرعون الإلتفاف على ما شرَّعوه بأنفسهم
- درس للسياسيين العراقيين ....علَّهم يفقهوه فيأخذوا به
- القضاء العراقي بين الساهرين عليه والمتلاعبين فيه
- مَن وأين هم اللصوص إذن ...؟
- حملة للتضامن الأممي مع الصوت الإعلامي الحر - روج تي في -
- إلحاح المجلس ألإسلامي الأعلى على ما يسميه - حكومة الشراكة ال ...
- وهل يمكن إصلاح ما خربته البعثفاشية ...؟؟؟
- فصل المقال في تفسير حدوث الزلزال
- شتائم تحت العمائم
- لغط لا معنى له
- آذار الوطن ... آذار الحب
- حينما تتراكم القمامة ...
- لماذا هذا اللف والدوران ..... يا حكومة ؟
- واقع المرأة العراقية بعد التغيير
- إتحاد الشعب في مواجهة التخلف الفكري
- أخلاق - الكفار - و أخلاق - المسلمين -


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - جدلية العلاقة بين السياسي والمثقف في العراق الجديد