أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - وهل يمكن إصلاح ما خربته البعثفاشية ...؟؟؟














المزيد.....

وهل يمكن إصلاح ما خربته البعثفاشية ...؟؟؟


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في خضم الصراع الدائر الآن بين أجنحة البعثفاشية العراقية والذي عبرت عنه فصائلها المختلفة على فتات ما تُبيحه لها الأنظمة الدكتاتورية المتسلطة في سوريا واليمن على وجه الخصوص ، تبلورت بعض الأفكار الشريرة لدى بعض هذه الفصائل التي تعيد إلى الأذهان كل الوسائل الخبيثة التي تتميز بها البعثفاشية من دجل وكذب ونفاق وخيانة واستغلال الغير واللعب على الذقون وعدم الإلتزام بالمواثيق والعهود مع نفسها ومع الغير ، وذلك كلما ترى نفسها محصورة في زاوية ضيقة تحاول الخلاص منها بتبنيها لنظرية الغاية تبرر الواسطة . وسوف لن ننتهي إذا ما اردنا وضع قاموس لسيئات وجرائم البعثفاشية التي جمعتها بالعراق خلال تسلطها الأسود لأربعة عقود من تاريخ هذا البلد الذي وضعته سياستها الرعناء في معمعات الحروب وشتتت أهله على طرق القمع والتشرد ومارست علىيهم القتل والدمار والتخريب بالأسلحة والمبيدات الكيمياوية وبكل انواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي حولت بها سياسة الجرذ الأرعن أموال العراق الطائلة إلى " خردة " لا تجد لها مكاناً حتى في اسواق " السكراب " .
تبلورت بعض الأفكار لدى هذه العقول الشريرة من خلال مؤتمرها الإخير الذي عقدته في دمشق تحت رعاية ذلك الحكم الدكتاتوري الذي كانت بالأمس القريب تتآمر عليه بكل وسائلها الخبيثة لإسقاطه. تبرز هذه المجموعة البائسة اليوم مستعملة كل طرق المراوغة مرة أخرى والظهور بمظهر المجرم التائب الذي يسترحم القضاء بجعل إعترافاته ، والإعتراف سيد الأدلة ، مدعاة للرأفة به داعياً إلى الرحمة ، معلناً توبته التي لا يمكن أن يفسرها العارفون بخبايا وخبث ومراوغة البعثفاشية والمكتوون بجحيمها إلا كتوبة الثعالب الماكرة وتصرفات الأفاعي الغادرة . برز بعضهم ليعلن في خضم إنقساماتهم التي يتبارى فيها المجرمون على كسب ود الشعب العراقي من خلال الإعتذار له عن جرائمهم النكراء وأفعالهم القبيحة وتصرفاتهم الحيوانية تجاه الشعب العراقي برمته وعلى مختلف الأصعدة والمستويات . يأتي هذا البعض البعثفاشي محاولاً التخفيف من وطأة الجرائم التي إقترفوها بالإعتذار وكأنهم لم يقوموا طيلة العقود الأربعة الماضية إلا بمخالفات بسيطة ينهيها ألإعتذار ويضعها في طي النسيان .
هذه الدعوة للإعتذار من الشعب العراقي التي أطلقها أحد أجنحة البعثفاشية تذكرنا بتلك الإعترافات النكراء بالجرائم التي أرتكبتها بالعراق بعد إنقلابها ألأسود على الحكم الوطني لثورة الرابع عشر من تموز وزعيمها الوطني عبد الكريم قاسم وقتله وصحبه تلك القتلة الشنيعة بكل وحشيتها وبربريتها . تذكرنا باعتذار البعثفاشية عن جرائم الثامن من شباط عام 1963 حينما أرادت تثبيت مواقعها الجديدة بعد إنقلابها على الحكم ومن ثم على بعضها البعض في الفترة التي كانوا يسمونها " ثورة 17ـ 30 تموز " من عام 1968 . لقد برزت ذئاب الأمس بعد أن قضت على مَن مهد لها الوصول إلى السلطة وبطرق الخيانة والخباثة والمراوغة والإبتزاز التي عُرفت بها عصابات البعثفاشية ، لا بل وتخصصت فيها ، برزت هذه الذئاب في تموز عام 1968 لتعلن توبة ابن آوى عن كل ما إقترفته من جرائم إبان التسعة أشهر التي سيطرت فيها على مقدرات البلاد والعباد من شباط حتى تشرين الثاني عام 1963 . لقد علمت هذه العصابات آنذاك بأن حجمها سواءً على الشارع العراقي أو موقعها السياسي بين الحركة السياسية العراقية لا يؤهلها لان تقود دولة كالعراق لاسيما وإن تاريخها الملطخ بالدماء قد زاد سمعتها قذارة وانحطاطاً ، فلجئت مرة أخرى إلى هذا الأسلوب الماكر بالإعتذار والذي إنطلى ، مع الأسف الشديد ، على كثير من القوى الوطنية العراقية التي أرادت بتصديقها لمثل هذه الوعود آنذاك إعطاء البعثفاشية فرصة جديدة للتوجه لخدمة الوطن حقاً وحقيقة والتخلي عن طريق المؤامرات والدسائس التي تلجأ إليها في تعاملها مع الغير أو حتى بين فصائلها المختلفة بالذات . إلا أن السنين اثبتت عكس ذلك تماماً وحققت البعثفاشية المثل العراقي القائل " الطبع الذي في البدن لا يغيره غير الكَفَن " . لقد أثبتت عصابات القتل والجريمة البعثفاشية ونزعة العنف السائدة في هذا التنظيم ألإجرامي الذي فقد كل مستلزمات ومواصفات التنظيم السياسي والحزبي الرصين بأن كل ما يخرج عن أفواه ووسائل إعلام هؤلاء ما هو إلا لتحقيق هدف آني معين غرضه النيل من الآخرين ، حتى وإن لم يشعر هؤلاء الآخرون في حينها بمغبة مثل هذه المخططات الشريرة . لقد أثبتت كافة القوى الوطنية العراقية وجميع فصائل وقوميات وأديان ومذاهب الشعب العراقي بأن ما خططت له ونفذته أجهزة البعثفاشية المقبورة من جرائم وويلات وحروب على مدى أربعة عقود من تاريخ الشعب العراقي كانت تسبقه حملة إعلامية تنتشر فيها الأكاذيب والشائعات وتُمهَد لها الأجواء لخلق المبررات بافتعال الأزمات والمشاكل الإقتصادية أو السياسية أو الأمنية أو الإجتماعية لكي تخلق منطلقاً للتنفيذ يبيح لها العبث بمقدرات الشعب والوطن والتطاول على كل ما يمكن أن يكون عاملاً من عوامل إستقرار العيش الذي كان يجب ان يظل على كف عفريت دوماً ، حسب منهج التسلط البعثفاشي .
واليوم حينما نسمع مثل هذه الدعوات بالإعتذار للشعب العراقي عن تلك الحقبة السوداء لعصابات البعثفاشية ، ونسمع ونقرأ أيضاً تجاوب بعض القوى التي كانت تمثل واجهة من الواجهات الوطنية قبل سقوط الصنم ، ثم وقفت ضد الطريقة التي تم فيها إسقاط هذا الصنم ، ومن حقها إتخاذ هذا الموقف الوطني وإيجاد الطرق التي تتناسب ووضع وطننا وشعبنا اليوم لتحقيق ما تصبوا إليه في هذا المجال . إن مثل هذه القوى التي تقف اليوم إلى جانب البعثفاشية الجديدة لمجرد إطلاقها شعارات تنسجم ، في مداها البعيد ، مع شعارات مثل هذه القوى الوطنية ، لا يمكن لها أن تجعل من ذلك طريقاً لتصديق مثل هذه الشعارات ودعوات الإعتذار التي خبرنا الآن محتواها وعشنا معطياتها وعلمنا أهدافها واكتوينا بنتائجها . إذ ان ما خربته البعثفاشية في وطننا لا يمكن إصلاحه بمثل هذه الإدعاءات الكاذبة .



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل المقال في تفسير حدوث الزلزال
- شتائم تحت العمائم
- لغط لا معنى له
- آذار الوطن ... آذار الحب
- حينما تتراكم القمامة ...
- لماذا هذا اللف والدوران ..... يا حكومة ؟
- واقع المرأة العراقية بعد التغيير
- إتحاد الشعب في مواجهة التخلف الفكري
- أخلاق - الكفار - و أخلاق - المسلمين -
- إتحاد الشعب ومسؤولية التغيير
- إتحاد ألشعب ... البديل ألأحب
- ساهموا في الإنتخابات ......ولكن ......
- سياسة التهاون مع البعثفاشية .... هذا ما آلت وما ستؤول إليه
- إنتخبوا البعثفاشية وأعوانها.....إن نسيتم هذه الجرائم أو تناس ...
- بضاعة الدين بين العرض والطلب في سوق الدعاية الإنتخابية / الق ...
- بضاعة الدين بين العرض والطلب في سوق الدعاية الإنتخابية
- ما ألعمل .....في السابع من آذار ؟
- ألشَّر ......قية......بوق البعثفاشية
- العمل المطلوب لتكفير بعض الذنوب .....في البرلمان العراقي
- ألا يخجل هذا - النائب - البعثفاشي ....؟؟؟


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - وهل يمكن إصلاح ما خربته البعثفاشية ...؟؟؟