أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - على مساحة جغرافية واحدة














المزيد.....

على مساحة جغرافية واحدة


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 22:50
المحور: الادب والفن
    



وجدت أن لدي من الوقت مايكفي حين تأملت بنصف عين بورد الرحلات القادمة وطبعا كان تركيزي على الطائرة القادمة من (بغداد- البحرين ) التابعة لطيران الخليج وكان توقع هبوطها الساعة الثانية والثلث من صباح يوم الثلاثاء
31 /1 /2010 ،في هذه اللحظة أي لحظتي التي كان العقل أولا يتفحص من حوله ولحظة عاطفتي التي تجمع الشتات من هنا وهناك كانت صالة المطار تخلو من المستقبلين سواي وبعضا من الأفراد وجدت أن إفطاري لابد أن يدعم بقدح قهوة فأتجهت إلى ستار بوكس وطلبتها في قدح من ورق ،تناولت القدح وبدأت برشفه أنهت الرشفة الأولى نصفه عندها تغيرت أفكاري ووجدت أن أسترخي جوار أحد الطاولات في الستار بوكس حين شاهدت (بول فاليري ) ملقى على الطاولة مع أعقاب سكائر وبقايا من قدح قهوة ،
أعتبرت ذلك توافقا والجليس الذي يبدو لي قدغادر
توا الكازينو كون بقايا سكارته لازالت يتصاعد منها الدخان ومع نفسي قلت شيئا رائعا أن يحضي المرء بالمصادفة على متطلبات اللحظة ورحت أتفحص الأوراق السمر (مات مالارميه في سنة1898 وبدأ كان الحركة التي كان رائدها وكاهنها قد ماتت معه رغم أن الشعر الفرنسي قد أخرج بعده (جان موريا،فرانسيس جام ،هنري دورينير،بول كلوديل )ولكن هولاء لم يكونوا من أتباع مالارميه أو على تماس مما كان مالارميه يكتب ، ولكن بذور مالارميه كأنها غرست في أحد تلاميذه المعجبين به فنمت هذه البذور وأزدهرت في جسد (بول فاليري ) ..
كتب فاليري في بداياته ألهة القدر وأراد بذلك أن يضع أمام القراء والنقاد مشروعه القرائي في الدراسات العلمية والرياضية والفنية والأساطير فكتب الهة القدر الشابهة والتي سرعان ما قورنت مع هيرودياد مالارميه لكنه إستخلص مما طرح أن أعجابه بأستاذه لم يمنع بتفعيل خصوصيته لقد أفرزت له قوة في الموهبة وعمقا معرفيا وذوقا رفيعا :
من يبكي هناك ..
غير الريح البسيطة
في هذه الساعة الوحيدة
ذات الجواهر القصية
لكن من يبكي
قريبا كل القرب مني
في لحظة البكاء ،

عدت لطلب قهوة أخرى رشفتها دفعت واحدة وأغلقت فاليري وتمشيت نحو البورد ، هذه المرة سُجلت الطائرة التي أنتظرها في وضع اللاندد وعند ذلك تيقنت أنها في وضع الهبوط لأطالع مابقي من الطائرات ومن أي من المدن (من شنجهاي-استنبول-السعودية-هونغ كونغ- وأسماء لمدن أخرى ) شعرت أن المرء بحاجة للإندماج مع كل شئ شعرت أن المرء بحاجة للتغيير ,ان لايقف الماضي البليد عقبة أمام الأنفتاح والسمو الإنساني مادام البشر من أصقاع الأرض يحطون على مساحة جغرافية واحدة وتنسجم خطاها وأيديهم ورموز لغاتهم ونتحرر من عبودية المكان. هبط القادمون من شنغاهاي وعند ممر المستقبلين هتفت لأحدهم:
(جن مانك هي ) ...
أعلم أنها ليست لغة صينية وليس لها معنى
لكنه رد بأحس منها بأبتسامه وأنحناء في الرأس ،
قطعا إنه رد لي على النوايا وأعتقِد أنها كانت طيبة في دواخلي
جعلني أن أضعه جوار ماوضعت من لحظات خاصة كانت لي في باخرة وقطار وغابات وصحارى وأجواء جافة وماطرة ووجوه كثيره لاشأن لي إن طلاها الرب بالأبيض أو الأسود ،
عدت لفاليري :
أنصت للأنهار
وأطلي النحاس بالأبيض
وأنا أطبع قبلة عميقة على خد من كنت أنتظره ، كانت يدي تؤشر بالسلامة لرجل أخر لاأعرفه وكان يرد علي التحية بأحسن منها ،



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك المجاهيل في اللحظة التي ينتظر بلوغها
- إستبدلنا البرجَ من القوس إلى العذراء
- إلا بعدَ ضمان القوت
- هاي زوربا.. هاي زوربا
- سعدي يوسف يبحثُ عن جنةٍ أخرى منسيةٍ في برلين
- سفاهات مقصودة وجدل حكيم
- أعلنَ في الباطن الضوئي عن ذلك
- إسطوانات قرياقوس...وعمي يبياع الورد كُلي الورد بيش كُلي
- لا دلالة لبقاء المزيد من الماء المالح في العين
- ملجأ ما ينتمي إليه هذا العالم
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-10
- أبقى لنهايات العمر ثمرة ناضجة ونهاية سعيدة
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-9
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-8
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-7
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-6
- هُناك من ينتظر ..
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-5
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-4
- في اللحظات التاريخية المهمة ولدت الحداثة الشعرية-3


المزيد.....




- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - على مساحة جغرافية واحدة