البرلمان العراقي والدخان الابيض

مهدي زاير جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 13:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

بعد ستة أشهر من انتهاء الانتخابات البرلمانية والتي أقيمت في السابع من آذار الماضي ولازالت العملية السياسية تراوح مكانها دون أي تقدم يذكر،ويوميا نرى عدة اجتماعات تعقد ،ورئيس هذه الكتلة يلتقي برئيس تلك الكتلة، وهذه البرلماني يلتقي بشخصية برلمانية أو رئيس كتلة ، ومأدبة هنا ، وغداء هناك كل هذه للقاءات لم تسفر عن شيء ، ولم تحرك الماء الساكن لان كل كتلة برلمانية متمسكة بمطالبها وترغب إن يكون رئيس الحكومة القادمة منها.

في بداية الأمر وبعد الانتخابات صرحت معظم الكتل البرلمانية بأنها تدعو الاجتماع الطاولة المستديرة ، وبعد مرثون طويل من للقاءات والمشاورات والاجتماعات أصبح الحديث عن الطاولة المستدير في طي الكتمان ، وأصبحت للغة التهديد والوعيد بالانسحاب من الانتخابات البرلمانية هي السائدة في الفترة الحالية ؛ إذا لم تحصل تلك الكتلة على رئاسة الحكومة .

أفرزت لنا انتخابات السابع من آذار أربع كتل فائزة وقد استبشرنا خيراً في إن تجلس هذه الكتل وتتحاور في ما بينها من أجل الوصول الى حل يرضي جميع الكتل السياسية ، ومع إن كل كتلة قد عينت ناطقاً رسمياً باسمها ، إلا إن التصريحات على عدد أعضاء تلك القائمة فهذا النائب يصرح كذا وذاك النائب يقول كذا ، حتى أصبح المشاهد العراقي في حيرة من أمرة وهو لايعرف يصدق من ويكذب ، ففي القائمة الواحدة هناك عدة تصريحات يكاد يناقض بعضها البعض ، وما يقوله النائب في ليل ينفيه هو أو نائب أخر في النهار وكلاً يغني على ليلاه ، مما إربك الوضع السياسي وجعله أكثر تعقيداً .


نتمنى من البرلمانيون أن يفعل كما يفعل الفاتيكان عند اختيار البابا الجديد خلفا للبابا الراحل حيث يجتمع كل القساوسة من جميع أنحاء العالم ، في مقر البابوية في الفاتيكان ، وقد يستمر الاجتماع عدة أيام دون خروج احد من القاعة ، حتى الاتفاق فيما بينهم على اختيار البابا الجديد ويخرج الدخان الأبيض من المدخنة إيذانا بالاتفاق حيث تبدءا الاحتفالات بهذه المناسبة السعيدة ، وأرجو من كل أعضاء البرلمان أن يحذو حذو الفاتيكان وان يجتمعوا في قاعة البرلمان وان يتعاهدوا إن لايخرجو من القاعة حتى الاتفاق على الرئاسات الثلاث وأعضاء الحكومة و بخروج الدخان الأبيض من المدخنة إيذانا بتشكيل حكومة جديدة ، ويحتفل العراقيون جميعا بهذه المناسبة التي طالما انتظروها ، سيما ونحن نعيش هذه الأيام ، انسحاب قوات التحالف وانتهاء المهمات القتالية لها ، حتى تنتهي دوامة العنف ، ويستقر البلد ويتطور ويزدهر في ظل حكومة وطنية منتخبة .

#مهدي_زاير_جاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل