أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهدي زاير جاسم - حرية الصحافة وكشف الفساد














المزيد.....

حرية الصحافة وكشف الفساد


مهدي زاير جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 08:04
المحور: الصحافة والاعلام
    


شأن الإعلام في الحياة شأن أي أداة أخرى مرهون خيرها وشرها بيد القائم عليها، فالإعلام قد يحرق وطناً، كقدرته في بناء أوطان، وإطفاء حروب، وإصلاح شؤون دول.
الإعلام قد يكون عيون السلطة التي ترى من خلالها واقع مجتمعاتها، إذا ما منحته الحريات التعبيرية، وإذا ما احترم القائمون عليه تلك الحريات، ووظَّفوها للصالح العام ، وليس لمآرب شخصية أو فئوية ، وهو في كل الأحوال أمر يستدعي بعض الوقت والتجارب لإثراء الخبرات، وصقل الأقلام.
.
ويُعتبَر دور الإعلام واضحاً وكبيراً في اكتشاف الفساد وبيان مواطنه ، وهو السلطة الرابعة التي لها سلطة واسعة لتثقيف المجتمع وإيصال صوت المواطن الضعيف المسكين إلى الدولة، وهي تُعتبَر حلقة الوصل بين الحكومة والمواطن ويقع على عاتقها تشخيص الخلل في عمل الوزارات .

.. ومن هنا يأتي السؤال: لماذا تعزف بعض وسائل إعلامنا عن توجيه اهتمامها إلى مايحمي المال العام، ويكافح الفساد، وينتقد كل الممارسات الخاطئة أو الصفقات المشبوهة التي تبرمها بعض المؤسسات!؟.

إن تفاعل الحكومة مع ما تداولته وسائل الإعلام بشأن كثير من القضايا لهو تأكيد بأن السلطة تتجاوب وتتفاعل مع الحقائق المدعمة بوثائق، وأرقام سليمة، وحجج تستدل بها على موضع الخلل ، وهو أيضاً تأكيد على أن الحكومة لاتدعي «العصمة» لنفسها، ولديها كامل الاستعداد للأخذ بكل ما من شأنه إصلاح مؤسساتها، أو تعزيز البنى التنموية، والارتقاء بالأداء الحكومي إلى أعلى المستويات ، فدور الإعلام ساند ورقيب على أداء الحكومة وليس مناوئاًَ لها.

إن الملاحظ هو أن الكثير من وسائل الإعلام تلوك بشتم الفساد من الغلاف إلى الغلاف، لكنها تكتفي بلعن الفساد دون أن تشخصه بأسمائه وأفعاله وآثامه ! و هي لا تختلف في سلوكها عن أي شخص عادي يتذمر من الفساد في الوقت الذي يُفترَض أن تكون مختلفة، وبعيدة عن ثرثرة الأقاويل ؛ لأنها مسؤولة عن البحث عن مصدر شكوى المواطن، والحقيقة المتسببة في معاناته، وتقديم كل الأدلة والبراهين التي يتسنى بها لصناع القرار مباشرة الإجراءات المعالجة لتلك المعاناة .


لاشك أن عمل الصحافي يتشعب بين التوعوي، والنقدي، والتحليلي التنويري، والخبري المعلوماتي، والإنساني الذي يتعاطى مع الجوانب العاطفية والوجدانية ، لكنه في النهاية مختلف تماماً عن الاسلوب الذي تعمل به بعض وسائل الإعلام على طريقة «النائحات» اللواتي يشعلن بكائيات المآتم ، فمثل هذه الوسائل يصبح وجودها من عدمه سيان ؛ لأنها لا تضيف لما يُقال في الشارع العراقي شيئاً ..

لا ندري ما ينقص البعض للقيام بدوره الإيجابي في إصلاح المجتمع.. فالحريات الصحافية المتاحة في العراق يحلم بها صحفيو الكثير من بلدان العالم ، بما فيها بعض البلدان العربية! كما أن القضايا التي يعاني منها المجتمع ليست قضايا متعددة يصعب التعاطي معها، بقدر ماهي إشكاليات إدارية ومالية واقتصادية وثقافية ، يمكن تتبعها بجهد متواضع، والوصول إلى مسبباتها، وأسرارها ،

كما أن الخوف الذي يعيشه الفاسدون كفيل بجعل الصحافي بموضع الشجاع الذي لايهاب ردود فعل متوقعة ، لكن العزوف عن أداء هذه الأدوار ليس له غير تفسير واحد وهو فساد تلك الوسائل الإعلامية أيضاً، وحرصها على ديمومة الاختلالات لاستغلالها في أعمال الابتزاز. لابد من القول هنا إن من كان يظن أن القيادة العراقية ستكافح الفساد وحدها فهو مخطئ ؛ لأن المعركة تستهدف الجميع وعلى الجميع التطوع لإحراز النصر فيها ، وفي مقدمتهم وسائل الإعلام الشريفة .



#مهدي_زاير_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرائق الوزارات .. صدفة أم تماس كهربائي !!
- منظمات المجتمع المدني ومحاربة الفساد
- دور الشفافية في لحد من الفساد الاداري والمالي
- الفساد المالي
- إلى متى نشخص علة الجسد ولا نعالج المرض
- المنصب... والامتحان العسير !!
- القيادة الادارية الناجحة
- الرشوة افة العصر
- سوء التخطيط وهدر المال العام
- الفساد السياسي
- أهمية الإشراف التربوي في تقدم التعليم
- اهمية المعلم في بناء المجتمع
- أخلاقيات العمل أحد أسرار التقدم
- الإعلام وأخلاقيات المهنة
- جريمة الرشوة
- وباء الفساد
- دور الإعلام في محاربة الفساد
- جرائم غسل الاموال
- أثر الخصخصة في الحد من الفساد الأداري
- سوء التخطيط يؤدي الى هدر المال العام


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهدي زاير جاسم - حرية الصحافة وكشف الفساد