قانون الاحزاب....... الى أين ؟

مهدي زاير جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2751 - 2009 / 8 / 27 - 05:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

بعد اغتيال جون كينيدي عقد أوناسيس الذي كان نائباً للرئيس في ذلك الوقت، مؤتمراً صحفياً عام 1964 تحدث فيه عن رؤاه في الاقتصاد والاستثمار والسياسة في أمريكا , وقدم نفسه مثالاً للرجل العصامي وقدوة في النجاح والجدية وإظهار نفسه بمظهر الحريص على قوانين أمريكا ودستورها ، لكن أحد الصحفيين سأله بشكل برئ عن بداية نجاحه وعن أول مليون دولار يكسبه ,إلا أن أوناسيس أجابه قائلاً (لا تسألني عن المليون الأول ولكن أسألني عن ما بعد المليون ؛لأنه لم يرد التحدث عن المليون الأول، وانه يستطيع التحدث عن الملايين التي جاءت بعد المليون الأول) .

فهل ياترى يستطيع السياسيون ولأحزاب من إن تتحدث عن تمويلها ؟ ومن أين تأتي بهذه الملايين التي تنفقها على حملاتها الدعائية !! وما هو النظام الداخلي لكل حزب ، وما هي أهدافه !، وما هو برنامجه الانتخابي؟ ومالذي قدمه للشعب في الفترة البرلمانية الحالية، اوناسيس اخفي عن الإعلام المليون الأول لكنه كان على أتم الاستعداد للتحدث عن الملايين أو المليارات اللاحقة , وكان جاهزاً للإفصاح عن كيفية الحصول عليها بكل الشفافية الكافية لإشباع فضول أي صحفي, ولم ير الرجل أن لديه أي أمر ينبغي إخفاءه طالما انه يعمل تحت القانون , إلا المليون الأول الذي يريده أن يبقى تحت الأرض مثله مثل الأسس الصلبة لأي بناء تاركاً للآخرين الاستماع بمشاهدة ما هو فوق الأرض من مشاريع واستثمارات، فمتى يصدر قانون الأحزاب لكي يفصح كل حزب عن مصادر وطرق تمويله ، وعن النظام الداخلي وعدد أعضاءه لكي يستطيع الشعب معرفة ما يدور داخل كواليس

هذه الأحزاب ، ومعرفة ولائها للوطن فقط أم إلى جهات خارجية وإقليمية تقوم هي بتمويله مقابل ضمان ولائه لتلك الجهة ؛لان هذا يساعده في اتخاذه القرار المناسب وإعطاء صوته لمن يستحق في الانتخابات البرلمانية القادمة ، فالدورة التشريعية الحالية انتهت دون إقرار قوانين مهمة مثل قانون هيئة النزاهة ، وقانون الانتخابات ، و قانون النفط والغاز ، و قانون الأحزاب وكل تلك القوانين مهمة لضمان امن واستقرار البلد، وتحقيق الرفاهية لأبناء شعبنا، إذن فعلينا الانتظار إلى دورة برلمانية قادمة ، ونتمنى إن تكون بمستوى طموحات وأمال الشعب الذي ينتظر إن يأتي نواب يستطيعون تحقيق أحلامه، وتمرير القوانين التي تكفل للمواطن تحقيق ولو جزء يسير من الأمن والاستقرار، بعد إن عاش فترة طويلة وهو يحلم بهما ، فهل تتحقق أحلامه بعد طول انتظار؟ سننتظر ونرى .

#مهدي_زاير_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات