أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهدي زاير جاسم - معركة الاعلام ضد الفساد














المزيد.....

معركة الاعلام ضد الفساد


مهدي زاير جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 14:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


إن قدرة الفساد المستمرة على توسيع مجالاته تأتي من غياب الرقابة، فكلما زادت الرقابة تراجع الفساد، وكلما تراخت الرقابة توسع الفساد. وهناك نوعان من الرقابة اللذان يمكنهما وقف زحف الفساد، وجعله يتراجع: الأول، الرقابة السياسية، مما يعني مشاركة المجتمع في إدارة شؤونه عبر منحه القدرة على التأثير في القيادات السياسية الموجودة على رأس الدولة، وهو ما يحتاج إلى الحريات السياسية.

الثاني، الرقابة الإعلامية، وهي الرقابة الضرورية من أجل ملاحقة كل وسائل الفساد في كل المجالات والقطاعات. ولأن الفساد له القدرة على تمويه نفسه، فإن الوظيفة الأساسية للإعلام هو كشفه بكل تمويهاته. ولكن هذا ما يتطلب إعلاماً حراً، ولأن المجتمع يعمل كآلة متكاملة، فإن الحرية الإعلامية تتكامل مع الحرية والمشاركة السياسية، للوصول إلى الأهداف الأساسية التي يصيغها المجتمع لنفسه، ولإيجاد رقابة فعالة في مواجهة أي خروج عن القانون، أو أي توظيف شخصي للقانون، يجعله يؤدي خدمات شخصية مادية أو معنوية.


ولأن المعركة مع الفساد معركة قاسية وطويلة فهي تحتاج إلى دعم الإعلام من قبل جميع الهيئات العاملة في السلطة مثل مجلس النواب ورئاسة الوزراء ومجلس الرئاسة، ومنحها الحق في أداء العمل الصحفي بكل مهنية وموضوعية ولكن أيضاً دون خوف أو ملاحقة، مما يعني الحاجة إلى حماية الصحفي في عمله خصوصاً العاملين في قضايا الفساد.


إن نجاح وسائل الإعلام في معركتها ضد الفساد لا يتوقف عليها وحدها، فهذا النجاح يتوقف أيضاً على عناصر خارجية، بما فيها قوانين حرية الصحافة والتي تضمن عمل الصحفي ولا تسمح لأحد بالتعرض له إلا في إطار القانون، وقانون حماية الصحفيين الذي لايزال مركون على رفوف البرلمان وهذا النجاح يحتاج أيضاً إلى قضاء مستقل استقلالاً حقيقياً، وإلى بيئة معادية للفساد تسمح لوسائل الإعلام بأن تكون رادعاً فاعلاً لمرتكبي جرائم الفساد.

ومن أجل الحماية الذاتية للصحفي، يجب أن تكون السلامة في العمل من أهم عناصر التدريب الصحفي، وهذا يقتضي عند توافر الموارد الضرورية، العمل في فرق عمل، مما يجعل الضغوطات أصعب، كما يجب على الصحفي الذي يعمل في قضية فساد إبلاغ الزملاء في العمل عن تحركاته ؛ لأن العمل في قضايا الفساد يحمل دائماً مخاطر شخصية على الصحفي
ولا شك بأن هناك حاجة إلى تنظيف البيت من الداخل.


فالعديد من وسائل الإعلام ذاتها تعاني من ظواهر الفساد، ولا يستطيع الفاسد نفسه محاربة الفساد وإلا تحولت محاربة الفساد إلى قضية سخرية، ولسوء الحظ يتفشَّى تقاضي المال مقابل الترويج لأمور معينة في كتابة المقالات في العديد من الصحف، فهناك من يعتبر أن تقاضي الصحفيين المال مقابل ما يكتبونه في مقالاتهم أمر شائع وعادي وليست قضية ذات أهمية.


يشكل الفساد كارثة حقيقية على المجتمعات، وتزداد كارثيته في الدول الفقيرة. ولأن أغلب دول العلم الثالث تندرج ضمن هذه الدول، ولأنها تفتقد إلى آليات رقابة فعلية على الفساد سواء سياسية أو إعلامية، فإن الحاجة إلى إطلاق الإعلام في ملاحقة الفساد الذي أصبح يعشعش في كل مكان، باتت حاجة ضرورية، وإلا فإن الفساد سيتسبب في انهيار العديد من الدول بحكم الشمولية التي وصل إليها الفساد، حتى كاد يتحول إلى نمط إنتاج أو اقتصاد موازٍ
لم يعد الصمت ممكناً، ولم يعد الانتظار ممكناً، لتطلق وسائل الإعلام على الأقل في هذه المعركة وإن كانت غير متكافئة.




#مهدي_زاير_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الاعلام في مواجهه الفساد
- فساد الاعلام
- لن نرضى بغير النجاح بديلاً
- المواطن ..... والتصريحات الصحفية
- ظاهرة الفساد
- مبدأالشفافية
- الرقابة وهدر المال العام
- القيادة ...هل هي فطرية أم مكتسبة؟
- العلاقة بين الاعلام والفساد
- إعلام بلا رقيب
- قانون الاحزاب....... الى أين ؟
- الاستطلاعات... وحجم الفساد
- البيئة الحاضنة للفساد
- الشفافية و الحد من الفساد
- الاعلام والفساد
- حرية الصحافة وكشف الفساد
- حرائق الوزارات .. صدفة أم تماس كهربائي !!
- منظمات المجتمع المدني ومحاربة الفساد
- دور الشفافية في لحد من الفساد الاداري والمالي
- الفساد المالي


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهدي زاير جاسم - معركة الاعلام ضد الفساد