أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نوري قادر - انها رياح المجوس














المزيد.....

انها رياح المجوس


محمد نوري قادر

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 10:15
المحور: الادب والفن
    



إلى الأديبة فاطمة الفلاحي

أوصدوا الأبواب
روائح الحنطة أثارت حفيظة الجراد
أوصدوها
رياح المجوس لهيبها يحمل أغاني الرماد
اعرفها أكثر من الذي رفع الحراب ,وأكثر
من الذي سرقت أحلامه الأفعى
ولدت تدور من عمق الخراب
تقتلع الأشجار , تتوعد الطيور
أغانيها صفير
ملئ رمادها الأزهار
تلاحق من لا ينشد الأشعار
تقرأ أحلاما وضعت عليها أختام
رافعة سبابة العقاب للعازفين على المزمار
عاهرة هي,
عارية ترقص في عمق النهار , بلا حياء
كتمت روائحها الزنخة الأفواه
إلا ترونها أحرقت الثمار ؟!
تسيّرها أرواح فقدت بريقها ظامئة تلهث من الجماع
نحو السراب
ظلال رواقها اشد عتمة ,أكثر صمتا , عند المساء
حَجبت الأنوار ,
أفسدتْ متعة الطعام , قلبت الإناء
شؤم وجودها مقزز الأنفاس
آه من الرياح
ما جدوى القلاع والمسلة والقيثارة
إن لم تحميك من رماد الرياح ؟!!!
عندما خيروني اخترت الصمت في قاع المدن الأكثر
انخفاضا من البحار
مجنونا ابكي في محارة قرب الزقورة
ألهث حاملا عصا غليظة وراء الجراء
احسب أيامي من عقاب البقاء
هي لعنة , امتد لهيبها من عود ثقاب ، طمرت أمصار
ولم تزل ,موجودة بإصرار
تحمل بين أقواسها الجواب ,ما تراه صواب
دعوها تسير كما هي ,كما تشاء ,
كما شاء لها إن تسير ,
سنابل القمح لا تعشق إلا الماء
اقفلوا الأبواب
إني أرى الربيع قادم من بعيد يغسل جراح الجفاف
يحتضن أعشاش العصافير,
يغازل العيون التي تعشق النهار
كنتم تصنعون الثمار من القبلات
والبسمة من عشق الألوان
تنثرونها ألحانا ,فوق مروج مدن طمرها التراب
حين غمرت المياه الأكفان
علت بأصواتها تشدوا الطيور بالغناء
اهتزت لها الأشجار قبل الحراب ,
حتى أقبلت ريح المجوس من جوف الظلام
لتحرق البراعم الندية وتجف الأثداء
رحيل الطيور جعلها خراب ,جعل السماء بلهاء
قفوا ما شئتم عليها الحداد
الأنعام لن تأتي بهجرة الأمطار
اطردوا الريح
لا تزيحوا الغطاء
إنها جيفة يعلوا حولها الصياح
ألا ترون كيف طمرت الواحات ؟!!
من نقل الرمال ؟!!
من افسد الطباع ؟!
توخوا الحذر تلك الحماقات وجدت للضرورة
وجدت لتسكن الآهات ,
وأكاذيب تستقبل الريح تقرأ بعد فوات الأوان
امسحوا بها ما شئتم تلك الأكفان
أنا اخترت العزلة من هذا الركام
أنا أفقت من وجد يحمل الأسئلة
على مرايا أزمنة غابرة , بعيدا عن العقاب
انشد للذات أغنيات
أشفق عليكم مما أراه
وجوهكم أفسدتها روائح الأطعمة واللهاث
نحو الخراب
انه الامتياز
ستدعونني نبيا إذا انقشع الظلام
إذا زال الظل من الرواق
القابعين بالصمت تزعجهم صحوة السماء
تزعجهم الظهيرة
أيتها الريح ..
كفي عن الصرير
إني عرفت زناة الطريق
وحدهم
القادمين من أعالي البحار أزاحوا عبء السنين
أيتها الريح ..
ألا تدعيهم يأكلون الثمار ؟
ثمارهم مرصوفة عبث بها الجرذ في وضح النهار
إنهم لا يجيدون الاعتراف
إنهم أشباه
لكنني ....
سأعطيهم سر بسمتي ,سر هذا النقاء
لأني عرفت قبل الموعد خاتمة الشقاء
لأني عرفت الرياح
عرفت الزهو بالنقاء



#محمد_نوري_قادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت السقيفة
- لن أخشى
- أُمنية
- عندما يضيء القنديل
- مَن لا يعرف الأقزام
- جواد المنتفجي .. كتابات بانطلاقة الحزن .. ووجع الكلمة
- لا يوجد غير الحمقى
- صرخة
- المدينة المنسية
- ياتراب
- أنا أعرفك
- إشارة
- تراتيل طائر
- دُعاء لمْ يُستجاب
- إني اعلنت البراءة
- لا تنتظر المطر
- لوليتا تسببت في فصلي من المدرسة
- لماذا الدروس الخصوصية
- الشهيدة منى ليزا
- دستورنا


المزيد.....




- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار
- العجيلي... الكاتب الذي جعل من الحياة كتاباً
- في مهرجان سياسي لنجم سينمائي.. تدافع في الهند يخلف عشرات الض ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نوري قادر - انها رياح المجوس