اللهم أستر من عودة ابو درع والسفيرالامريكي الجديد

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 16:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

اليوم يبدوا لي من الايام الحزينة والمشؤومه على فقراء العراق ومساكينه .. فقد تناقلت وكالات الانباء اخبار انفجارات عديدة حدثت في مدن عديدة من والعراق ( بغداد والرمادي وكريلاء والبصرة وكركوك) والله اعلم ما تخبأه لنا الساعات المقبلة والى اخر هذا اليوم الدموي ..
كما تناقلت الاخبارعن عودة ابو درع المشهور عراقيا بدوره الدموي في التصفيات التي ادمت قلوب الاف العوائل العراقية اثناء الفتنة الطائفية الملعونة 2005 – 2007 والتي لازال العراقيون يبكون ويتوجعون من اثارها وحتى هذا اليوم .. ويقال ان ابو درع هذا ينتسب الى جيش المهدي بقيادة السيد مقتدى الصدر .. ونتيجة للرعب الذي زرعه هذا الرجل في قلوب المواطنين في حينها .. ولا يخفى على احد ان الادارة الامريكية عندما اتخذت قرار اطفاء نار الفتنة الطائفية وخوفا من انتشارها الى دول الجوار السائرة في ركابها كا لكويت ودول الخليج الاخرى.. وجدنا الاعلام العراقي والاشاعات حينذاك .. ينشرون الاخبار عن مقتل هذا الرجل .. مرة اشاعوا خبر مقتله في احدى الفواتح التي حضرها .. ومرة اخرى وجدت جثته في احدى سيارات الاسعاف التي فجرت واحترقت .. ومرة اخرى نشر خبر اعتقاله من قبل القوات الامريكية .. وفي خبر اخر ان الرجل هرب الى ايران .. لقد حولت الاشاعات من هذا الرجل الى كابوس وكاقسى قاتل عرفه تاريخ العراق الحديث .. وكانه بعبع وفزاعة لكل عراقي وعندما ينشر خبرعودته في هذا التوقيت بالذات .. فبالتأكيد يثير الكثير من التساؤلات والتخوفات وحتى الشكوك .. في التمثليات التي تعرض على المسرح العراقي هذه الايام .. وابطالها لايخافون الله وحرمة الدم العراقي البريء عندما يهدرونه كما فعل المجرمون هذا اليوم ..
اليوم وبعد نشر اخبار عودة هذا الرجل (ان صدقت الاخبار والاشاعات ) .. وظهوره ثانية في وقت تعثرت فيه العملية السياسية وعجز عملاء امريكا وحلفائها من تقسيم الكعكة فيما بينهم قد اثار الرعب في قلوب المواطنين والتوجس مما تخفيه وتخطط له دولة الاحتلال لهذا الشعب المسكين والمظلوم خلال الاشهر القادمة .. واحتمال تخطيطها لثورة شعبية او أنقلاب عسكري يعيد الفوضى البناءة مرة ثانية الى ربوع العراق المحتل ..
السؤال الذي يلح علي هو.. هل ابو درع وغيره هم فعلا صناعة ايرانية كما يدعون ؟؟؟ وكما كان يدعي الامريكان وانصار الحرب الطائفية المعروفين من زبانيتها ؟؟؟ ام هو صناعة امريكية كغيره من عملاء امريكا السريين والبس جلباب ايراني وبلع الطعم بغباء انصار ايران وانصار الطائفية ؟؟؟ انا شخصيا لا استبعد كل الاحتمالات .. فلا خطوط حمراء اصبحت امام العملاء سواء عملاء امريكا او ايران او الاخرين (28 جهاز مخابرات ).. تعددت وسائلهم وانتمائاتهم ولكن الهدف واحد خدمة الاحتلال ودول الجوار وقتل فقراء وابرياء العراق بدم بارد.. ونهب ثرواته النفطية ..والعراق الحبيب استبيحت ارضه لكل خائن ومجرم وقاتل ..
من الغريب ان هذا الشهرالمفروض به مبارك على فقراء العراق وجياعه.. واعتبر شهر انسحاب القوات الامريكية من العراق ( على الاقل ظاهريا واعلاميا لخدمة انتخابات الحزب الديمقراطي الامريكي النصفية ).. والغريب اكثر ومما يلفت النظر ويثير الغضب .. هذا التخلي الامريكي عما يجري من مهازل بين القادة والكتل السياسية على ارض العراق ..وكانها لاتراقب وترصد الغليان والغضب الشعبي الذي يتصاعد يوميا وعملاءها من الخونة بالرخاء يتمتعون وعن مأساة الشعب غائبون ... وكانها ليست هي الادارة المسؤولة عن المصيبة التي حلت بنا .. وهي من كانت وراء سيطرة هذه النفوس الضعيفة على مقاليد الامورالسياسية والاقتصادية والامنية ..ونهب ثرواته واذلال مواطنيه .. .. وتدعي هذه الادارة وبلا خجل انها لاتتدخل في الشأن العراقي بحجة أن هذا شأن عراقي يخصهم وحدهم ( كل هذا الكلام .. كذب ودجل لاينطلي على ابسط انسان عراقي ) ومن جانب اخر نجد وفود امريكا تزور العملاء في بغداد واربيل يوميا و وبلا خجل يكذبون في تصريحاتهم بانهم لايتدخلون بالشأن العراقي ..( روحوا اضحكوا على غير العراقيين )
من الملاحظ توقيت تغيير السفير الامريكي حيث اعيد نقل وتعيين المستر جيمس جيفري كسفير في بغداد .. ما يثير استغرابي هو ان هذا الرجل كان يعمل في السفارة الامريكية ( قائم بالاعمال صحبة نكروبونتي السيء الصيت والسمعة ان لم تخني الذاكرة )عام 2005 عام الشؤم .. عام القتل والخطف والتهجير على الهوية لفقراء ومساكين العراق الذين دفعوا زهرة شباب ابناءهم في فتنة طائفية لاناقة ولاجمل لهم فيها .. وحتى انا شخصيا فقدت اثنين من ابنائي بلا مبرر او سبب سوى رغبة الكفرة والمجرمين والخونة في قتل الناس ونشر الفوضى وتدمير الوطن الجريح.. انا اخشى ما اخشاه ان الكافرون والخونة ان يعيدوا نفس اللعبة بحجة ان الامريكان قد انسحبوا من العراق فعاد ابطال اللعبة ثانية للظهوركابو درع وغيره .. وهي عبارة عن لعبة لاتخفى علينا نحن العراقين .. فالى متى تستهينون بالعقل العراقي .. ؟؟؟
فالحذر الحذر يا عقلاء العراق لما ينتوون ...
يا قادة ..يا مسؤوليين .. يا علماء دين ..يا حوزيون وغير حوزيين .. يا من تدعون الوصاية على هذا الشعب المسكين ؟؟؟ اما يكفيكم سيول الدم في كل يوم تسيل وتعلنون للناس انكم صائمين ؟؟ وفي الحقيقة واسمحوا لي بوصفكم .. انكم قتلة وبحق فقراء العراق مجرمين .. ولعنة الله عليكم اجمعين وعلى كل مرتزق ودجال وحرامي ونصاب الى يوم الدين ..ولاسيما في رمضان وبحق الصائمين ...
اللهم ارحم شهداء العراق واسكنهم فسيح جناتك ..
اللهم الهم ذويهم وعوائلهم الصبر والسلوان ..
اللهم شافي جرحى الانفجارات وحنن عليهم قلوب الدكاترة والممرضين ..
اللهم انتقم من كل من تسبب في تدمير وطننا وسبي شعبنا وقتل ابنائنا بحق هذا الشهر الفضيل والحق العار بكل من شارك فيه من العراقيين ..من العرب والاكراد والمسلمين . .ومن اليهود والمسيحيين ..
اللهم احفظ شعبنا مما تخططه وتخبأه لنا الادارة الامريكية وحلفائها وعملائها .. فليس لدينا غيرك نلجأ اليه ونستعين به عليهم ياأرحم الراحمين ..
الحذر الحذر يا عراقيون لما يخططه الجبناء الخاسئون ..
اللهم احفظ العراق واهله ...

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل