أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - مشاهدات حيه















المزيد.....

مشاهدات حيه


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3100 - 2010 / 8 / 20 - 05:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم أمسك طيلة حياتي بجواز سفر لأني من الممنوعين من السفر حقبة أيام الدكتاتورية البغيضة ، وأعد ما حصلت عليه من جواز سفر بعد سقوط صنم الدكتاتورية فتح ليس بعده فتح ، رغم أن الجواز الذي حصلت عليه من نوع (s) الذي لا يقبل من أغلب دول العالم ، وبما أن جواز السفر هذا لا يقبل لدى غالبية الدول أن كانت فيه تأشيرة من دولة إيران لذا صرفت النظر عن زيارتها سيما وأني لست من المتحمسين لنظام الملالي القابع في إيران ، ولا أخفي أكباري للشعب الإيراني الذي يقف بوجه نظام يتخفى بوجه الدين الإسلامي ، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان حيث اختارني رئيس غرفة تجارة بابل أن أكون عضوا مع وفد رسمي من الغرف التجارية العراقية لزيارة إيران ، والجميل أن السفرة بكاملها تتكفل بها غرفة تجارة طهران من نقل بالطائرة وضيافة لمدة ستة أيام في فنادق الدرجة الأولى ، وأكرر القول أني لست من دعاة أسلمة الدول ، ولا أنكر إعجابي بمواقف الشعب الإيراني التواق للتحرر من قيوده المفروضة وتطلعه للحياة الكريمة .
وصلت طائرة (الأيرباص ) الإيرانية مطار طهران الساعة الثالثة بتوقيتهم الرسمي ، كانت بانتظار الوفد سيارات حديثة لتقلنا لفنادق الدرجة الأولى ، قبل ساعة ونصف من الآن كنا في العراق ودرجة الحرارة كما تزعم الأنواء الجوية (49ْ) م ، وحين وصولنا لطهران كانت درجة الحرارة وكما قرأت من قبلنا (30ْ) م ، وصلنا لمقر أقامتنا وأبلغنا أن هناك مؤتمرا ليليا لرسم وقائع الزيارة مع وجبة العشاء الفاخرة ، في اليوم التالي 4 أب أقلتنا سيارتهم لجلسة تجارية بحضور مسئول من وزارة التجارة الإيرانية ورئيس غرفة تجارة طهران وتجار إيرانيون كبار إضافة للملحق التجاري العراقي ، مضت نصف ساعة ولم تعقد الجلسة إياها ، سألنا عن سبب التأخير وعرفنا أن سعادة الملحق التجاري العراقي لم يحضر لحد الآن ، حين وصوله متأخرا قرابة الساعة أنبريت له قائلا ، هل هذا هو الوجه الحضاري الديمقراطي العراقي الجديد ؟ ، أجابني ببرود تام أن زحمة المواصلات أعاقت حضوره المبكر ، قلت له ألم تحسبها بشكل جيد وتكلف نفسك بالحضور مبكرا لتتفادى زحمة الطريق ؟ ، لم يجبني ببنت شفة لربما لم يرقه طرحي هذا ، وحصلت على الإجابة من سائقه الذي قال لي بالحرف الواحد ، ( عمي لتكلف نفسك وتحاجيه لأنه صنيعة المحاصصة القاتلة) ، قلت له لمن يمثل هذا الشاب الذي لم يبلغ الثانية والعشرون ، وقد لا يحمل شهادة تؤهله لهذا المنصب ، أجابني بأن والده صديق لدولة فلان ، قلت له ومن عينك بهذا الوظيفة ؟ ، أجابني بأن سعادة الوزير الفلاني كرمني بها ، ولكم أن تتصوروا بؤس المناصب وبؤس من يكلف بها ، جمعتنا الصدفة مع مهجر عراقي (صلاح) من أهالي بابل وهو عديل لشخصية سياسية عراقية مرموقة ويتحدث عن عائلة عديله المسئول فيقول أن أغلب ما يملكه هذا المسئول في إيران وأن عائلة عديله لم تزر العراق منذ السقوط وليومنا هذا فأي ولاء عراقي لهذا المسئول الجديد ، أصطحبونا مضيفونا لمعرض طهران الدولي في اليوم التالي وتشارك في هذا المعرض (44) دولة إضافة ل (700) شركة إيرانية عملاقة ، في الليل كانوا يأخذوننا لمصايف طهران التي تبعد عنها بضعة كيلو مترات وهنا يختلف الجو كثيرا حيث لا يمكنك السير دون إرتداء ملابسك بما فيها (السترة) ، نهاية الزيارة لطهران غدا 5 / 8 وسنتوجه الى أصفهان التي يقول عنها الإيرانيون أنها نصف الدنيا ، وأصفهان عبارة عن مزهرية كبيرة تحيطك الزهور من كل حدب وصوب ، والطريق الى أصفهان شبه جبلي والغريب أن الطريق بكامله مزروع بمحصول الحنطة والشعير وآثار حرق مخلفات الحقول بادية للعيان ، والأعجب من ذلك أنهم تهيؤا لزراعة الموسم القادم معتمدون على مياه الأمطار الغزيرة ، ولو علمنا أن إيران لا تمتلك من الأنهر الكثير إلا أنهم يعتمدون الآبار الجوفية لزراعة محاصيلهم الخضرية والفاكهة وما أكثر أنواعها ، ولا أريد أن أطيل كي لا أتهم بالإيرانية بل سأختصر قدر المستطاع ، لقد حولوا دار والد شاه إيران السابق لفندق أسميته الفندق الخرافي ، ولو قارنا ببيوت الطاغية المقبور فأن قصر الشاه الراحل لا يمثل شيئا ما مقابل قصور الطاغية التي حولت لمكب لنفايات الحكومة الجديدة ، نهاية زيارة أصفهان ومعالمها التراثية العجيبة ( ميدان الشاه الصفوي ، المنارة المتحركة لحركة المنارة الأخرى ، الجسر العجيب الذي بناه الشيخ البهائي وما به من التفاتات زمانية ومكانية ، الجبل الذي جعلوه حجة لزيارات القادمون لأصفهان ، الدار الذي يسكنه الحاكم الصفوي الذي يرغب سماع الموسيقى طيلة النهار من غرفة يعزف بها عشر دقائق ليبقى الصدى يردد طيلة النهار ، الشوارع النظيفة التي يصعب أن ترى ضوء الشمس من خلال أشجارها العالية ) .
أبلغنا أن موعد الزيارة والضيافة إنتهت فمن يرغب بالعودة يعود معهم لطهران ومن ثم يركب الطائرة للعراق ، أقنعت صديقين بالبقاء ليومين آخرين لنذهب الى مدينة أو أقليم همدان الذي قرأت عنه الكثير فأستجابا لما دعوتهما وعلى نفقتنا الخاصة ، أستأجرنا سيارة لسائق يحسن العربية قليلا ، فجرا أنطلق بنا صوب همدان عبر طريق جبلي مرعب ووصلناها الساعة الثالثة بعد الظهر ، أودعنا حقائبنا في الفندق وأنطلق بنا سائق السيارة لمسافة تبعد خمسون كم عن همدان حيث مغارة (علي صدر) وهي أجمل وأكبر من مغارة ( جعيتا اللبنانية) ، حيث أعمدة صخور (الأستكمالايت) الملونة النازلة من سقوف المغارة والمتكونة من الرذاذ المتساقط على أرض المغارة التي نصل إليها بواسطة قوارب مائية سياحية زهيدة الأجرة بشكل عام ، في المساء زرنا مقبرة العالم والطبيب أبن سينا الذي كنت لعهد قريب أتصوره عربي الجنسية فيما أتضح لي أنه فارسي ، وقبره عبارة عن محطة سياحية تحيطها الزهور من كل جانب حتى خيل لي أن أيران يمتد فيها فصل الربيع الى الشتاء ، بعدها أخذنا سائقنا الفارسي الى شلال (عباس آغا ) وهو شلال صغير تصله عبر قطع مسافة جبلية مقدارها (10) كم ، وهو لا يضاهي شلالاتنا التي حرمنا منها ومن متعتها الجميلة ، تنخفض درجة الحرارة لعشر درجات تقريبا عن درجة حرارة همدان حتى أني طلبت من مرافقي العودة مبكرا لأني بدأت أحس ببرودة الجو في المصيف الشلال .
في اليوم التالي 12 / أب حزمنا أمتعتنا عائدون للعراق عبر المرور بإقليم كرمنشاه الجميل وصولا الى إقليم مهران ، في نقطة حدود مهران رأيت العجب بعينه ، صالات مبردة للقادمين ومرافق صحية وحمامات تربو على المائة ، ووصلنا للمنفذ العراقي ووجدت الأعجب بكثير حيث النسوة يأخذن قارورة للماء ويذهبن الى (الجول) بالتعبير العام لقضاء حاجتهن متخذن من عباءاتهن وسيلة للتخفي عن أعين الناظرون .
في جلسة رمضانية حضر لها محافظ بابل وسابقه ، وعضو برلماني من دولة القانون ، وحضور كبير لمثقفي بابل قلت لهم جميعا لماذا لم ينقل الساسة العراقيون الذين أتخذوا من إيران ملجأ وملاذا سابقا وحاليا هذه التجربة ؟ ، ولماذا تعلموا من بعض الساسة الإيرانيون السرقة ولم يتعلموا منهم حب وطنهم ؟ ، لقد رأيت شعبا شغولا محبا لوطنه ومحبا للحياة ، بعيدا عن الساسة ومماحكتهم وامتيازاتهم غير القليلة ، وأخيرا أقول أن من العار على دولة أمريكا أن تلجأ الى الخيار العسكري لتدمر مثل هذا البلد الذي أحبه شعبه ، ألا يمكن لأمريكا أن تجد لها مخرجا مع ساسة العمائم في طهران لتجنب شعبا محبا للحياة والتحرر من ويلات حرب أو تدمير تعد لها أمريكا عدتها .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فَرفحتلك
- لهوسات العراقية وقصصهاالقسم2
- وللهوسات قصصها (1-2)
- عبد الكريم قاسم ، ذاكرة لا تنساه / 2
- عبد الكريم قاسم ، ذاكرة لا تنساه / 1
- المُخلِّص الأمريكي
- ابيت اللعن
- ( أثياب حيه )
- ( إشكال بقو )
- مفيد الجزائري والثقافة العراقية
- نسمات حليه
- ضحى يحيى برتو وأحادية التوثيق
- الومضة الشعرية والبراعة في سباكتها
- الرحيل المبرمج
- الخرسان وقوة البيان
- أركب عالصعاب
- الاتفاقية الأمنية وأهدافها غير المخفية
- وعلى هذه وقس ما سواها
- وطن وهموم
- ( يمه بشري )


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - مشاهدات حيه