أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن ظافرغريب - أب الرواية الجزائرية















المزيد.....

أب الرواية الجزائرية


محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 20:33
المحور: الادب والفن
    


بفترات متقاربة قضى الموت أن يعتام الكرام ويصطفي تقويض أركانهم الأربعة تباعاً: الجابري المغربي، أبو زيد المصري، البغدادي الذي التحق به في غضون أسبوع واحد، أب الرواية الجزائرية أشهر الكتاب الجزائريين (تمنى عام 2005م أن يموت صادقاً كالشهداء!)، الكاتب الروائي الجزائري "الطاهر وطار" أمس الخميس (12 آب) في العاصمة الجزائرية عن 74 عاماً بعد معاناة طويلة من المرض، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، التي نقلت عن أقارب الراحل قولهم أنه توفي إثر صراع طويل مع مرض عضال.

ولد الطاهر وطار في 15 آب 1936م في بيئة ريفية (سوق أهراس في منطقة القبائل)، وأسرة بربرية تنتمي إلى عرش الحراكتة الذي يتمركز في إقليم يمتدّ من باتنة غرباً (حركتة المعذر) إلى خنشلة جنوباً إلى ما وراء سدراتة شمالاً وتتوسّطه مدينة الحراكتة: عين البيضاء، ولد بعد أن فقدت أمه ثلاثة بطون قبله، فكان الابن المدلل للأسرة الكبيرة التي يشرف عليها الجد المتزوج بأربع نساء أنجبت كل واحدة منهن عدة رجال لهم نساء وأولاد أيضاً، كان (جده الحاج) أمياً لكن له حضور اجتماعي قوي يقصده كل عابر سبيل حيث يجد المأوى والأكل، وهو كبير العرش الذي يحتكم عنده، وهو المعارض الدائم لممثلي السلطة الفرنسية، وهو الذي فتح كتاباً مجاناً لتعليم القرآن الكريم، وهو الذي يوقد النار في مثل هذه الأيام من شهر رمضان إيذاناً بحلول وقت الإفطار، لمن لا يبلغهم صوت الحفيد المؤذن. يقول الطاهر: إنه ورث عن جده الكرم والأنفة، وعن أبيه الزهد والقناعة والتواضع، وعن أمه الطموح والحس المرهف، وعن خاله الذي بدد تركة أبيه الكبيرة في الأعراس والزهو: الفن.

تنقل الطاهر مع أبيه بحكم وضيفته البسيطة في عدة مناطق حتى استقر المقام بقرية مداوروش التي لم تكن تبعد عن مسقط الرأس بأكثر من 20كم. هناك اكتشف مجتمعاً آخر غريباً في لباسه وفي لسانه، وفي كل حياته، فاستغرق في التأمل وهو يتعلم أو يعلم القرآن الكريم. التحق بمدرسة جمعية العلماء التي فتحت عام 1950م فكان ضمن تلاميذها النجباء. أرسله أبوه إلى قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبدالحميد بن باديس في 1952. انتبه إلى أن هناك ثقافة أخرى موازية للفقه ولعلوم الشريعة، هي الأدب، فنهل في أقل من عام مما وصله من كتب جبران خليل جبران ومخائيل نعيمة، وزكي مبارك وطه حسين والرافعي وألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة. بهذا الصدد يقول الطاهر: الحداثة كانت قدري ولم يملها علي أحد. راسل مدارس في مصر فتعلم الصحافة والسينما، مطلع منتصف القرن الماضي. عام 1954م في مبادرة ذاتية التحق بتونس حيث درس قليلاً في جامع الزيتونة.

رحلاته وأسفاره: فرنسا. ألمانيا. بلجيكا. هولندا. سويسرة. بريطانيا. إيطاليا. بلغاريا. الإتحاد السوفيتي السابق بمعظم جمهورياته. كوبا. الهند. أنغولا. البلاد العربية باستثناء السودان وعمان وموريتانيا وفلسطين.

عام 1956 انضم إلى جبهة التحرير الوطني وظل يعمل في صفوفها حتى 1984. عام 1955 تعرف على أدب جديد هو أدب السرد الملحمي، فالتهم الروايات والقصص والمسرحيات العربية والعالمية المترجمة، فنشر القصص في جريدة الصباح وجريدة العمل وفي أسبوعية لواء البرلمان التونسي وأسبوعية النداء ومجلة الفكر التونسية. استهواه الفكر الماركسي فاعتنقه، وظل يخفيه عن جبهة التحرير الوطني، رغم أنه يكتب في إطاره.

ثيمته

يقول إن همه الأساس الوصول إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تبلغه البرجوازية في التضحية بصفتها قائدة التغييرات الكبرى في العالم.
وإنه في حد ذاته التراث. وبقدر ما يحضره بابلو نيرودا يحضره المتنبي أو الشنفرى.
و: أنا مشرقي لي طقوسي في كل مجالات الحياة, وأن معتقدات المؤمنين ينبغي أن تحترم.

بين عامي 1963 - 1984م عمل بحزب جبهة التحرير الوطني عضواً في اللجنة الوطنية للإعلام مع شخصيات مثل محمد حربي، ثم مراقباً وطنياً حتى أحيل على التقاعد في سن 47. بين عامي 91 - 1902م شغل منصب مدير عام للإذاعة الجزائرية عمل في الحياة السرية معارضاً لانقلاب بومدين (1965م) الذي مات بمرض السرطان أيضاً حتى أواخر ثمانينات القرن الماضي. اتخذ موقفاً رافضا لإلغاء انتخابات عام 1992 ولإرسال آلاف الشباب إلى المحتشدات في الصحراء دون محاكمة، وهمش وهوجم كثيراً على موقفه ذاك. وكان قد حول بيته إلى منتدى يلتقي فيه المثقفون شهرياً ليكرس حياته للعمل الثقافي الطوعي، فرأس وسير (منذ عام 1989م) الجمعية الثقافية الجاحظية .

عمل "الطاهر وطار" في الصحافة وأسس عدداً من الدوريات"، فضلا عن تأسيسه الجمعية الأدبية "الجاحظية"، عمل في الصحافة التونسية: لواء البرلمان التونسي والنداء التي شارك في تأسيسها، وعمل في يومية الصباح، وتعلم فن الطباعة. عام 1962م أسس أول أسبوعية في الجزائر المستقلة، أسبوعية "الأحرار" بمدينة قسنطينة. عام 1963م أسس أسبوعية "الجماهير" في الجزائر العاصمة أوقفتها السلطة.
عام 1973م أسس أسبوعية "الشعب الثقافي" تابعة لجريدة الشعب، أوقفتها السلطات 1974م، لأنه حاول أن يجعلها منبراً لمثقفي اليسار.
(تصدران حتى اليوم). . بيد أن مرض السرطان الخبيث جعله ينطوي على نفسه أعواماً مؤخراً.

بعد أن حصد وطار وطر جوائز تكريم عدة منها: جائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للثقافة العربية عام 2005م، جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية لعام 2005 ومؤخراً جائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية للقصة والراوية في 2010م.

ليترك الطاهر عدة روايات ومسرحيات لاقت رواجاً كبيراً في الوطن العربي وترجمت إلى العديد من اللغات: الفرنسية، الإنجليزية، الألمانية، الروسية، البلغارية، اليونانية، البرتغالية، الفيتنامية، العبرية، الأوكرانية.. الخ سيما رائعته روايته باكورته الأولى "اللاز" (صدرت عام 1974م) وحققت نجاحاً كبيراً، و"عرس بغل"، و"الزلزال"، ورواية "الشهداء يعودون هذا الأسبوع، وتد رس أعماله في مختلف الجامعات في العالم وتعد عليها رسائل عديدة لكل المستويات.

اللاز

" إيه إيه الله يرحمك يا السبع.
- سيد الرجال.
- عشر رصاصات، ومات واقفًا.
- يوم حضر أجله. كان المرحوم يهجم ويعيط "زغردي أمي حليمة زغردي" إنهم كعادتهم، كلما تجمعوا في الصف الطويل، أمام مكتب المنح، لا يتحدثون إلا عن شهدائهم، والحق إنه ليست هناك، غير هذه الفرصة، لتذكرهم، والترحم على أرواحهم، والتغني بمفاخرهم.. فهم ككل ماضي يسيرون إلى الخلف، ونحن ككل حاضر، نسير إلى الأمام.. لعل هذا اليأس المطبق من التقاء الزمانين، ما يجعلنا لا نهتم إِلا بأنفسنا، أنانيين نرضى أن يتحول شهداؤنا الأعزاء إِلي مجرد بطاقات في جيوبنا، نستظهرها أمام مكتب المنح، مرة كل ثلاثة أشهر… ثم
نطويها مع دريهمات في انتظار المنحة القادمة... علق الشيخ الربيعي في نفسه، على ما التقطت أذناه، من تأوهات شيخين يقفان أمامه، وعجوز وأرمل، تقفان إلى جنبه، ثم سرح بصره الذابل في الصف الطويل أمامه... إننا، كما عرفنا أنفسنا، مند خلقنا، "الشيشان" على رؤوسنا تكاد تقطر وسخًا، "البرانس" مهلهلة، رثة، متداعية، والأحذية مجرد قطع من الجلد أو المطاط، تشدها أسلاك صدئة، والأوجه
زرقاء جافة.. ليس لنا من الماضي إِلا المآسي.. وليس لنا من لحاضر إِلا الانتظار.. وليس لنا من المستقبل إِلا الموت.. نتآكل كالجراثيم، وليس غير ...
- إيه إيه.. الله يرحمك يا السبع.. كنت وحدك عشرة رجال.
قطع صوت عجوز خواطره ودفعه إلى أن يهمس: .. ".

المجموعات القصصية
1.دخان من قلبي تونس 1961 الجزائر 1979 و 2005
2.الطعنات الجزائر 1971 و2005
3.الشهداء يعودون هذا الأسبوع (العراق 1974 الجزائر 1984 و2005) ترجم

المسرحيات
1.على الصفة الأخرى (جلة الفكر تونس أواخر خمسينات القرن الماضي).
2.الهارب (جلة الفكر تونس أواخر خمسينات القرن الماضي) الجزائر 1971 و 2005.

الروايات
1.اللاز (الجزائر 1974 بيروت 82 و 83 الجزائر 1981 و 2005). ترجم
2. الزلزال (بيروت 1974 الجزائر 81 و 2005). ترجم
3.الحوات والقصر الجزائر جريدة الشعب في 1974 وعلى حساب المؤلف في 1978 القاهرة 1987 والجزائر 2005). ترجم
4.عرس بغل (بيروت عدة طبعات بدءا من 1983القاهرة 1988 الجزائر في 81 و2005). ترجم
5.العشق والموت في الزمن الحراشي (بيروت 82 و 83 الجزائر 2005).
6. تجربة في العشق (بيروت - 89 الجزائر 89 و 2005).
7.رمانة (الجزائر 71 و 81 و2005).
8.الشمعة والدهاليز (الجزائر 1995 و 2005 القاهرة 1995 الأردن1996 ألمانيا دار الجمل2001؟).
بداية عام 1999، صدور روايته "الولي الطاهر يعود على مقامه الزكي"، في عام 2005 صدور روايته "الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء".
9.الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي (الجزائر 1999 و 2005 المغرب 1999 ألمانيا دار الجمل ؟2001). ترجم
10.الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء (الجزائر جريدة الخبر وموفم 2005 القاهرة أخبار الأدب 2005).
الترجمات
1.ترجمة ديوان للشاعر الفرنسي فرنسيس كومب بعنوان الربيع الأزرق
APPENTIS DU PRINTEMPS الجزائر 1986؟

سيناريوهات/ مساهمات في عدة سيناريوهات لأفلام جزائرية

التحويلات:
1. حولت قصة نوة من مجموعة دخان من قلبي إلى فيلم من إنتاج التلفزة الجزائرية نال عدة جوائز
2. حولت قصة الشهداء يعودون هذا الأسبوع إلى مسرحية نالت الجائزة الأولى في مهرجان قرطاج.
3. مثلت مسرحية الهارب في كل من المغرب وتونس.



#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كه نالّى سپّيده - لفين - رۆژنامه
- حلبجة الحية في الضمير
- النائب الأول في صحيفة washingtonpost
- موجز من أنباء الإمبريالية الديمقراطية
- لدواعي السلطة الملعونة التي تفسد اليسار والدعاة في آن معاً
- تلمود توأم الإنتداب
- شيلوا سفارتكم ما نريد ديمقراطيتكم
- غبرة وقائع المناخ والزمكان
- المرأة في إرث عثمليبعثي مازال
- اليسار يتجشأ هواء
- زحف القرية على إرث المدينة
- كم Salt أميركي - إيراني في العراق؟
- فيلمان هنا في لاهاي
- تَنَحَ
- وهابية ودعاة واشنطن أدعياء الإبراهيمية
- وصل كرد - إسرائيل وكويت أميركا
- هواجس عراقية تركمانية مشروعة
- تداول نقل الخدمات في صحيفةNewYork Times
- بداية حدود الحرّية التركيّة
- ذكريات تُموزية


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن ظافرغريب - أب الرواية الجزائرية