أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير اسطيفو شبلا - المشكلة ليست بالقوانين بل في الفساد الاخلاقي قبل المالي















المزيد.....

المشكلة ليست بالقوانين بل في الفساد الاخلاقي قبل المالي


سمير اسطيفو شبلا

الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 22:13
المحور: حقوق الانسان
    


الظلم موجود منذ نشوء العالم،انه قابيل "قايين"وهابيل، هكذا درسنا وقرأنا واليوم رأينا ولمسنا، انها وصية وأمر"لا تقتل" ولكن لم تبقى لها معنى امام القتل الجماعي، انه الموت بالجملة والمفرد، انها وصية من وصايا الخالق التي لم نلتزم بها، فكيف بالقوانين الوضعية التي تدعو الى الحريات العامة "المدنية والسياسية والثقافية" انها قوانين العدالة والمساواة، ولكن المشكلة الرئيسية ليست في القوانين نفسها وانما الاشكال في عدم قدرتنا على تطبيقها بوضعها على الرف لحين ان يحتاجها الحاكم او المسؤول عندها يشير الى فقرات تلمع عمله ويغطي بها اعماله السابقة واللاحقة المدروسة بعناية من قبل من حوله، نراه يتكلم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وخاصة قبل الانتخابات! وبعدها نراه يلتحم مع الكرسي بعد ان يرى ويسمع ان اقدام الظلم تدوس على العدل والخير والحق لكنه لا يتزعزع من مكانه ليس خوفاً على كرسيه المتحرك فقط بل خوفاً من ان يقول الحقيقة كونه لا يقدر ان يفي بوعوده لشعبه، لذلك نراه يلجأ الى اقصر الطرق الا وهي:الضحك على ذقون البسطاء، وكان هذا الاسلوب سائداً قبل الثورات العلمية والتقنية والاتصالات الحديثة والانترنيت، ولكن اليوم بكبسة زر يتحول هذا الضحك على الى أنين بوجع لكي يفضح الظلم كما يحدث اليوم على صفحات المواقع الالكترونية من اعمال اقل ما يقال عنها انها مخزية بحق شخص يحمل صفة "انسان"! انه الفساد الاخلاقي قبل المالي أساس كل بلاء
انه الذي يجعل الحق باطلا والباطل حق
يجعل الانسان يفقد كرامته
لا يقدر ان يتكلم بصوت عال لوجود من يكن له بالمرصاد
يتحاشى محاسبة الادنى منه لانه يخاف من الفضيحة
يتملق الاعلى منه لارضاءهم ويكون دائماً تحت الطلب
ينفذ ما يُطلب منه دون نقاش
يستعمل الشعارات البراقة دون تطبيق عملي
يتهجم على الاخرين بذنب ودونه لكي يتسترعلى عورته
خائف على طول والارق يصيبه حتماً
ينظر بعين الحسد تجاه اصحاب الايادي النظيفة ويحاول تشويه سمعتهم
يشعر بالنقص امام من يعمل ويوضع بسامير في طريقهم
يعيش وفق الطبيعة لانه يعمل ما يحلو له اي فاقد القيم والاخلاق والمبادئ
نراه قد مَرً على عدة احزاب ومنظمات وافكار متذبذبة
يجنح للظلم والانتقام لكل ما هو جميل لانه يعاني من ازمة نفسية نتيجة الصراع الداخلي
هذا ما يقوله علم النفس بحق الشخص او الاشخاص كمجموعة عندما تتذبذب افكارهم وتلوث اياديهم عندها لا يفكرون بالتميزبين الحق والباطل، ويرون كل الناس من حواليهم انهم مثلهم واكثر لذا نراهم يقومون بافعال بهلوانية تميل الى الصبيانية اكثر من العمل المثمر تجاه أنفسهم ومجتمعهم وشعبهم ووطنهم والعالم
اذن المشكلة تكمن في الفساد الاخلاقي قبل المالي، والحل يكمن ترجيح كفة العقل الجماعي على العقل والحل الفردي، لان الاخير يكون غير ثابت في كثير من الاحيان، وعدم الثبات هذا لا يحجمه الا العمل الجماعي، وبما اننا داخل التنوع والتعدد الثقافي والديني والسياسي والفكري فلا بد من زيادة المسافة بين العقل والتصرف الفردي وبين العقل العام كمجموعة لان ذلك يؤدي حتماً الى تقليص الفساد المالي والاخلاقي وليس الى انتهائه كلياً، لان الفساد يسير جنباً الى جنب مع الظلم والاضطهاد وسلب الحقوق
ومن جانب آخر هناك نتيجة منطقية تقول: ان المطلوب هنا ان لا نبقى في مساحتنا الخاصة ان تطلب الامر الخير العام، وبذلك نطبق قول "الاكويني" الطبيعيات ليست فينا، وان بقينا على خاصنا طول الوقت هذا يعني البقاء على طبيعتنا البارحة واليوم وغدا! وهذا يوصلنا الى ان الغريزة الحيوانية فينا اعلى واقوى من طبيعتنا وغريزتنا الانسانية، اذن النتيجة الكبرى هي تجاوز الخاص نحو العام كضرورة حتمية التي تحكم الظرف الذاتي والموضوعي الذي يمر بها عراق اليوم، وهنا لا بد من الاشارة بان العراق كوطن وكشعب ليس ملكاً لاحد، والكرسي لا يدوم لاحد وحتى ان كان نصف الاله! "اين الاباطرة" كون الوطن اي وطن هو غير منتمي، لان العام لا ينتمي الى الخاص، بل الخاص ومجموعه يؤلف العام، كل شيئ يزول من ضمن حركة الحياة، فقط اللامنتمي يبقى ولا يزول، انه الوطن وسكانه الاصلاء
الخلاصة المنطقية تأمرنا جميعاً كل من موقعه ان نحتضن العراق داخل حدقات عيوننا، ونرفع عنه الايادي الغريبة، ان حضن الام ودفئه وحليبها الصافي المركز احلى واصفى وأئمن من احضان الغرباء وحليبهم الصناعي والاصطناعي، وان غفونا في حضن غير حضن العراق هذا يعني اننا فقدنا نقطة ارتكازنا، يعني نستمر في ميلاننا وترنحنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا تأخذنا الرياح والامواج العاتية يسرى ويمنى بعدنا ان فقدنا بوصلتنا الى بر الامل والامان اليوم عند تشكيل حكومتنا وبعدها توزيع الكراسي وهلم جرا!!! والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نبقى نياماً في حضن الفشل؟ ام نستيقض من سباتنا؟ فهل الاخر او الاخرون احسن وافضل منا؟ هل ناطحات السحاب في دبي مثلا جاءت من الفراغ؟ لماذا نعطي فرصة للزمن ان يسبقنا اكثر انه يقطعنا الى اشلاء ونحن لا ندري! لا يمكن ان يستمر الحال على ما هو عليه اليوم، كل واحد او مكون او مؤسسة تعمل ما يحلو لها، هل نحن نعيش في القرون الاولى ام في القرن 21؟ لماذا نفضل الغرباء على منهم حولي؟ ونعلم جيداً ان الذي اعاشره اليوم واقاسمه الصالح والطالح، نتنفس نفس الهواء ونشرب من نفس المياه، ان مصيرنا واحد ومعاً شئنا ام ابينا! ولكن نفضل الغرباء (نقصد بالكلمة الغير عراقيين من الجيران والعالم كله) هم انفسهم بدأوا يعلنون ان الحل بيد العراقيين انفسهم
الخاتمة مع النشيد 13 من الالياذة، يذكر هوميروس جماعة الايبوا وفي النشيد 4 من الاوديسة يذكر حياة الفانين في اقاصي الارض، وفي الحالتين يعتبر الأبعد عني هو الافضل مني، كان هذا في التاريخ القديم، فهل نحن نسير مع هوميروس ام يكون كل واحد هو الافضل في بيته؟ في وطنه، بين اهله وشعبه، ان كنا حقاً اصلاء
[email protected]
ايميل الهيئة الرسمي
[email protected]



#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختراق ايميل المنظمة
- نشتري كرامتنا بتجاوز الفروقات القومية
- في عراق اليوم/إمراة تتزوج بثلاث رجال
- نحتاج الى ثقافة حقوق الانسان وليس الى سوق النخاسة
- الخاص والعام في ازمة تشكيل الحكومة العراقية
- أتشرف ان اكون من تيار ساكو
- ثورة الكهرباء وثروة الاغنياء
- الرئاسة الدورية هي الحل
- بغديدا في وجدان الحق
- الحسابات تقول:قائمة الاصلاء هي الاكثرية
- لا تجزأني رجاء
- عراق/عراق - عراق/ايران
- سيدتي حواء العراق
- السمكة لا تعرف ما هو الماء
- نسر يحلق فوق نينوى وتوابعها
- عاشوراء في المحبة المسيحية
- محافظة بغداد والاخلاق في المادة 17 من الدستور
- دعوة لحوار الاديان العراقية
- هيئتنا الحقوقية بين متقاربات المسيحية والاسلام
- لسنا بحاجة الى ميليشيات بل الى اخلاق مسؤولة


المزيد.....




- ??مباشر: مجلس الأمن يعقد جلسة للتصويت على عضوية فلسطين الكام ...
- لازاريني: حل الأونروا يهدد بتسريع المجاعة وتأجيج العنف بغزة ...
- الأونروا تحذر من حملة خبيثة لإنهاء عملياتها
- اقتحام بلدتين بالخليل ورايتس ووتش تتهم جيش الاحتلال بالمشارك ...
- مفوض عام الأونروا: -المجاعة تحكم قبضتها- على غزة
- موعد غير محسوم لجلسة التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتح ...
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا بقيمة 15 ...
- اليونيسف: مقتل ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير اسطيفو شبلا - المشكلة ليست بالقوانين بل في الفساد الاخلاقي قبل المالي