أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير اسطيفو شبلا - الخاص والعام في ازمة تشكيل الحكومة العراقية















المزيد.....

الخاص والعام في ازمة تشكيل الحكومة العراقية


سمير اسطيفو شبلا

الحوار المتمدن-العدد: 3072 - 2010 / 7 / 23 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان من يصنع التاريخ ليست الافكار وحدها، بل هناك القوى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية لها دور فعال في نسج الحياة وصنع التاريخ، عليه عند طرح الافكار وخلال عملية تمحيص وفعل وردات افعال وخلال فترة من الزمن لا يمكن قياسها بالمسطرة او تحديدها، تجعل هذه الافكار الامر ممكناً لكي ينتقل المرء او المجموعة او المجتمع او المكون الى تقبل الامر! وبالتالي الذهاب الى التطبيق العملي والفعلي للفكر المطروح! ولكن هذا الكلام ليس سهلاً مثل كتابته بسطور، ولكن يحتاج الى المرور وتجاوز مرحلة لا بل مراحل تطور المجتمع، فهل نحن الان في ازمة تشكيل الحكومة تجاوزنا المراحل الثلاث؟:
مرحلة1 ان الافكاروهل جعلت الامر ممكناً؟؟ ومتى ننتقل الى مرحلة2 تقبلنا الامر كقادة منتخبين من قبل الشعب؟؟؟ اذن لماذا لا يوجد تطبيق لحد الان؟ (مرحلة ثالثة) في رأي المتواضع سبب عدم التطبيق او التوافق او سموه ما تشاؤون هو :اسقاط الخاص على الاخرين! نعم المشكلة تأتي من هنا والخطر يكمن لنا من تمسكهم بأن الخاص وحده على حق! واليكم البرهان
نحن على عتبة الشهر الثالث من ازمة تشكيل الحكومة، ومرت شهرين لم يتمكن رؤساء اكبر كتلتين فائزتين من تحقيق ولو لقاء كسر الحاجز النفسي، وبعد اكثر من شهرين تم اللقاء وتكررت اللقاءات الاخرى مع الكتل النيابية المؤثرة على مستوى اللجان التي قطعت شوطاً كبيرا في انجاز اعمالها، وكلما نرى ابتسامة احدهم "كما يرى الزميل ادور مرزا" على التلفزيون نستبشر خيراً، وخلال اقل من 24 ساعة نرجع الى خط الانتظار والترقب، اذن نحن لحد الان لم نتجاوز المرحلة الاولى ان ننتقل بما هو كائن الى ما ينبغي ان يكون، اي جعل تقبل الفكر ممكناً ومن ثم تطبيقه، والسبب ليس تمسك دولة القانون بمرشح واحد الغير مقبول كرئيس للوزراء من قبل الاكثرية على ما يبدو والا لكانت الحكومة قد رأت النور خلال الفترة الدستورية فقط، وانما تمسك كل قائمة بخاصيتها "وهذا طبيعي" ولكن من غير الطبيعي هو فرض هذا الخاص "كفرد" على الخواص الاخرى عموماً، وكاننا امام حالة مرضية يُجبَر فيها المريض بضغط الدم على الاكل المالح، او وضع كمية كبيرة من السكر في شاي مريض السكر، انه لا يستسيغه وحسب، بل انه يؤثر على صحته في المستقبل وزيادة احتمال تعرضه للخطر، هذا هو حال العراق وقادته اليوم، انهم يريدون ارضاع الطفل الوليد بالكبة قبل الحليب
انني هنا لا اصدر الاحكام كوني غير مؤهل لذلك، ولكن من خلال قراءتنا للواقع نلمس بان خصوصية الفرد وحتى الجماعة يُراد فرضها على الاخرين متناسين نسبية القيم، بما معناه :هل ان عائلتي وحزبي وعشيرتي ومذهبي وفكري وطائفتي هي انبل العوائل والاحزاب والعشائر والمذاهب والافكار والطوائف؟ هنا نصل الى النقطة الحرجة! كل جانب يدعي ذلك ولكن، وجوب ان لا نبقى حائرين عند وقوفنا عندها، انها نقطة الشجاعة والجرأة والتضحية، نعم امامنا نسبية الخصوصية (فكرية – حزبية – قومية – مذهبية) فهل نقدر ان نتنازل عن نسبة من هذه الخصوصية لصالح العام (الوطنية)؟ اليس الخير هو المشترك بين الجميع؟ اذن يكون سقف الحق اعلى من سقف قوميتي وحزبي وفكري ان تطلب الامر "العام" ذلك، لا يمكن ابداً ان نفكر بأن خاصنا هو عام للاخرين! لانه لا يمكنك ان تكشف الاخرين وخواصهم ان لم تعرف ذاتك انت اولاً، عليه كنتيجة ان كنت تريد ان يعترف الاخرون بحكمتك وعقلك وافكارك وعاداتك وتقاليدك وحتى طقوسك وجوب ان تستكشف عادات وطقوس وافكار وقيم الاخرين المختلفة عنك وفي بعض الاحيان المتناقضة معك، كمثال لا الحصر: اللطم بالزناجيل وريحة الدماء في ذكرى استشهاد الحسين "عليه السلام" عند البعض "خاص"هو عمل طقسي مقدس! وعند الاخرين "عام" هو جنون القرن 21! وهلم جرا من الامثلة
نفس الشيئ ينطبق على اللغة العربية مع اللغات الاخرى، والثقافة مقابل الثقافات، والتاريخ مع التواريخ، والحضارة مع الحضارات، والمذهب مع المذاهب،،،،، اذن هناك عدم مساواة! وهذا العدم مساواة هو ما يسمى التنوع والتعدد، وازمة تشكيل الحكومة العراقية هو في قبول هذا التنوع والتعدد أي ما نكتبه ونؤمن به الا وهو :قبول الاخر، كل الاخر، لانه يجب احترام خصوصيات وقوميات ومذاهب الاخرين ان اردنا ان تُحْتَرَمْ خصوصيتنا (فكرنا وحزبنا وتاريخنا وثقافتنا ولغتنا) اذن لا يمكن اسقاط خصوصيتنا على الاخرين وبعدها نقول تعالوا نتفاهم، انت البستني قميص ضيق وبنطلون واسع ليس على قياسي فكيف اسير نحوك؟
النتيجة وخلاصتها تكمن انه لا يوجد شخص او مكون او فكر او حزب او مجموعة او قائمة ائتلافية او طقس او عادة او لغة صالحة للاخرين وفي كل زمان ومكان! فقط الخير وفعله موجود في كل زمان ومكان، وكذلك الدفاع عن الحقوق موجودة في كل زمان ومكان ما دامت غير خاضعة لمختبرات السياسة الحزبية والمصالح الشخصية للافراد والمجموعات، وخاصة نحن اليوم نعيش عادات وطقوس وثقافة وحضارة وتاريخ وسياسة الاخرين بكبسة زر، فهل نرضى ان نكون مثقفين حقاً ام نبقى عند خط اشباه المثقفين وننتظر الحدث؟ ان واجبنا ليس اكتشاف الماضي وكيف يجب ان ان اطبقه على الاخرين، نحن اليوم غير متفقين وغير متفاهمين بيننا كعراقيين في تشكيل الحكومة المنتظرة بسبب هذه "العدم مساواة" التي عبرنا عنها، والسبب هو عصياننا داخل دائرة خواصنا وعدم محاولتنا للتخلص من هذه الشرنقة، الستم معي الان ان ازمة تشكيل الحكومة العراقية هي في عدم الخروج من عنق الزجاجة؟ الا يستاهل العراق المقسم وشعبه الجريح حتى ان تطلب الامر ان نكسر الزجاجة لخاطر عيون العراق، الشعب مكسور الخاطر اليوم ولكن غداً محتمل ان ينزل الى الشارع ويطالب باعادة الانتخابات، وخاصة اذا شعر بان الحق اصبح باطل والباطل حق!
يصبح الباطل حق عندما افرض خاصيتي على الاخرين ولا اعترف بخصوصيات الاخرى – من هنا دكتاتورية حديدية – لاقيم ولا حرية ولا حقوق انسان
يبقى الحق حقاً والباطل باطلاً عندما يكتشف صفات وخواص الاخرين ويفتش ويلتقي عند المتقاربات عندها تكون العدالة والمساواة
هذه كانت النتيجة اما الخلاصة فتكمن ان عراق اليوم بحاجة الى وضع حجر الاساس للسلوك الانساني المبني على الثقة والاحترام المتبادل عند قبول الاخر بتعدد وتنوعه، ولا ننكر ان هذا يتطلب تضحيات متبادلة منها كبيرة وتجاوز الامر الممكن لنلتقي عند نقطة القبول منطلقين الى التطبيق العملي
والعراق يستاهل



#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتشرف ان اكون من تيار ساكو
- ثورة الكهرباء وثروة الاغنياء
- الرئاسة الدورية هي الحل
- بغديدا في وجدان الحق
- الحسابات تقول:قائمة الاصلاء هي الاكثرية
- لا تجزأني رجاء
- عراق/عراق - عراق/ايران
- سيدتي حواء العراق
- السمكة لا تعرف ما هو الماء
- نسر يحلق فوق نينوى وتوابعها
- عاشوراء في المحبة المسيحية
- محافظة بغداد والاخلاق في المادة 17 من الدستور
- دعوة لحوار الاديان العراقية
- هيئتنا الحقوقية بين متقاربات المسيحية والاسلام
- لسنا بحاجة الى ميليشيات بل الى اخلاق مسؤولة
- المكونات الاصلية بين الانتخابات وسلب الحقوق
- تواقيعنا هي وحدتنا لا غير/لنتحمل نتائج عدم قرائتنا للواقع كم ...
- البطريرك بيداويذ: د.يوسف حبي أحسن مني
- أول اسخريوطي يكشف نفسه في الكنيسة الكلدانية
- المؤتمر التأسيسي لهيئة الدفاع عن حقوق سكان ما بين النهرين قر ...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير اسطيفو شبلا - الخاص والعام في ازمة تشكيل الحكومة العراقية