أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - فى نقد ما يخص الاسلام والمسلمين















المزيد.....

فى نقد ما يخص الاسلام والمسلمين


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 08:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسلام كدين يؤمن به وبقداسته ملايين البشر فى كافة انحاء العالم توجد فى حواشيه وفى ثنايا تفسيرات نصوصه العديد من الاخطاء والخطايا,خصوصا فى تلك التفسيرات الجامدة السلفية الموغلة فى التشدد , كما توجد ايضا ترهات تتعلق ببعض ما يمكننا ان نطلق عليه بمحاولات مذهبية للخروج على التسلف المتزمت, ولا شك فى ان هناك بعض الوجاهة والحق لدى بعض من يعرضون بضاعتهم المناهضة للاسلام , وهنا نجد ان المناقشة الموضوعية مطلوبة وبشدة ,ان كان الهدف الرئيسى منها هو التصويب والتحديث والتقدمية والمحافظة على الجوهر , كما انه ينبغى التأكيد هنا على ان ما ينبطق على الاسلام كدين مطلوب منا المساهمة فى محاولات تطويره وتنقيحه حماية له ومحافظة على معتنقيه من التطرف والتخلف , يجب ان ينطبق ايضا فى نفس الوقت وفى ذات المسار على الاديان الاخرى , فنحن لا نعيش فى كوكب اسلامى محض ,ولا تحكم العالم فصائل الاسلام السياسى , بمعنى اوضح اذا اردنا المواجهة الموضوعية لما يمكننا ان نطلق عليه بالتخلف الاسلامى ,فعلينا ايضا بنفس الطريقة وفى اطار المنهج ذاته ان نواجه التخلف الدينى الاخر سواء الموجود خارج حدودنا الجغرافية ,او الموجود ايضا داخل تلك الحدود.

كذلك ايضا ينبغى عدم الفصل بين ما يمكننا ان نطلق عليه بالتطرف او التخلف الاسلامى ,وبين ما ينبغى ان نطلق عليه بالهيمنة السياسية والثقافية والعسكرية الخارجية الوافدة من ثقافات تعتمد على مرجعيات دينية منافسة ,حتى وان انكر البعض استمرارية اعتماد المرجعية المسيحية للامبريالية الغربية العنصرية, وكى لا نغوص فى الكثير من الاثباتات الدالة على التوجه العنصرى التبشيرى الغربى المضاد للاسلام وللمسلمين ,فاننا نكتفى هنا بالاشارة الى ما حدث منذ ايام من حادثة مصرع ثمانية غربيين فى افغانستان ,ثبت انهم كانوا يقومون بمهام تبشيرية مسيحية لتحويل الافغان عن عبادة ربهم من الطريقة الاسلامية الى الطريقة المسيحية الغربية, وهى ليست المرة الاولى التى يحدث فيها مثل ذلك الحدث فى اطاره التبشيرى الذى يتم تحت وقع ضربات الطائرات للمدنيين , وفى حماية جنود الاطلسى, فقد سبق ايضا ان قامت بعض الفصائل الافغانية بأسر مبشرات كوريات جنوبيات اتين من بلادهن الموالسة للامريكان والتى تفتعل المشاكل والتحرشات مع جارتها الكورية الشمالية ليل نهار بحجة مواجهة التطرف الشيوعى فى كوريا الشمالية , بينما ترسل كوريا الجنوبية تلك نسائها لنشر فعاليات الدين المسيحى بين اصحاب ثقافة اخرى مغايرة فى الوقت التى تقوم الدول الغربية بقتل وسحل الالاف من الابرياء على ارض المعركة, وهنا ما يهمنا ان نشير اليه هو كيف يتم الطلب من المواطن الافغانى ان يصدق ان دينه الاسلامى هو دين التطرف ودين الارهاب ودين العنف ودين القتل ودين رفض الاخر , بينما يشاهد هو بأم عينيه الاحداث على الارض تؤكد عكس كل ما يراد له ان يؤمن به ويصدقه ؟

اذا اراد البعض ان يواجه او ان يجد علاجا ناجعا لما يسمى بالارهاب الدينى المنبثق من خلفية اسلامية ,عليه ان يحدد بموضوعية الاسباب المباشرة التى تؤدى الى ذلك الارهاب او الى تلك الافعال ,فعندما نحلل ونرفض وندين قتل اعضاء فى جماعة مدنية تبشيرية مسيحية جائت وفى ايديها الاناجيل الهادية فى اعتقاد المؤمنين بها,علينا اولا ان نناقش كيفية السماح لمثل هؤلاء فى الوصول الى قلب معركة عسكرية يدعى قادتها انهم يشنونها ضد من يؤمنون بالارهاب والتطرف ولا يرغبون ابدا فى القضاء على الديانة او الثقافة الافغانية المعتدلة التى يؤمن بها ملايين الافغان , واذا اراد البعض ان يؤكد على ارهابية الرد الاسلامى فى العديد من البقاع ,عليه ايضا ان يعود قليلا الى الوراء قليلا جدا ,ليجد الاجابة الشافية على تأكيداته المزيفة المطلوب تعميمها, حزب الله تكون بعد احتلال لبنان كله من قبل اسرائيل بدعم غربى , وترحيب طائفى لبنانى , وحماس تعملقت بعد انهاء فكرة الحل السلمى القائمة على حل الدولتين,وتفجيرات العراق استفحلت بعيد القصف الامريكى المجرم ضد المدنيين والمقدسات فى العراق ,حتى التطرف فى باكستان ظهر بشدة بعد الانقلاب الامريكى على كافة المفاهيم التى كان يزرعها فى باكستان وافغانستان لمواجهة السوفيت والهنود فى السابق.

الملاحظة الجديرة بالبحث هنا فى بيان من هم المتعصبين الفعليين فى العالم او بمعنى اخر فى بيان من هم المتسببين فى اشعال فتيل التطرف والارهاب فى العالم ,نستطيع ان نجدها جلية واضحة فى احداث البلقان ,خاصة فى يوغوسلافيا السابقة, المسلمون بدينهم وكتابهم المقدس عاشوا فى ظل الدولة الاشتراكية اليوغوسلافية السابقة بسلام وهناء مع اخوانهم المسيحيين دونما اية قلاقل ,بل كانت يغوسلافيا -السابقة- منارة ومنبع للتحرر والتقدم العالمى فى عهد تيتو , فلما سيطرت الكنيسة اليوغوسلافية على الواقع فى يوغوسلافيا بمعاونة الغرب للقضاء على الالحاد وتمكين المؤمنين بالرب ,انهمرت عمليات القتل المسيحية المؤمنة ضد المسلمين الابرياء فى ذلك البلد قبل وبعد تفكيكه المؤسف وما حدث من جرائم وحشية موثقة ضد المسلمين فى البوسنة وكوسوفا وكرواتيا كان اكبر حافز لخلق بديل اسلامى متطرف من الداخل البلقانى ومن خارجه ايضا لحماية ملايين المسلمين من الابادة ,فهل من الممكن فى حالة يوغوسلافيا او حالة كشمير او حالة الشيشان الوصول الى نتيجة مفادها ان السر فى وجود عنف هناك هو الاسلام ؟ او ان المسلمين متطرفين بحكم طبيعتهم الثقافية والفكرية؟ بينما ننحى جانبا كافة الافعال الاجرامية الارهابية التى ارتكبها الاخر بمعونة ومباركة من رجال دينه واسلحة عسكرتاريته المدججة والموجهة فقط الى صدور الابرياء والعزل ؟

حتى على الجانب السياسى فنحن على وجه التحديد ضد الاسلام السياسى العربى المطروح حاليا على الساحة , فهو فى مجمله بديل سياسى يأخذ ذات النمط الرأسمالى المتحكم فى كافة الدول العربية ,لكننا لا نستطيع ابدا المطالبة بالشطب والتنحية لتيارات ظهرت لمواجهة فساد سياسى وديكتاتورية توريثية قبلية عنصرية طبقية, نرفض هذا البديل الدينى المعتمد على الاسلام السياسى وفق تفسيرات متأمركة ,لكننا ايضا لا نستطيع الفصل فى رفضنا لهذا البديل عن ضرورة مواجهة البديل الكنسى العربى الواضح فى مصر ولبنان على وجه التحديد , وكذلك لا يمكننا تجاهل ان السبب الرئيسى فى ظهور الاخوان المسلمين هو الفساد والديكتاتورية والطبقية والهيمنة الغربية التى تدعم النظم العربية الجاثمة ,لذلك فانه عندما يتحقق حلم الدولة المدنية الديموقراطية بمحدداتها الملزمة التى تختارها الشعوب بشفافية وحرية ,عندئذ يمكن لكل من لا يعجبه فصيل سياسى اسلامى او غير اسلامى ان يطالب ببساطة بعدم انتخابه واضعا اسبابه, كما يلزمنا ايضا وقت التحول الديموقراطى العربى ان نرفض الدولة الدينية وان نرفض احياء الخلافة -فى حال ان جرؤ احد على طرحها- لكن ان نترك كافة المتغيرات المحلية والخارجية ونصوب فقط على ما يمكننا ان نطلق عليه بكل ثقة بانه نتائج تفاعل تلك المتغيرات التى يتم تجاهلها -باستمرار وتواطؤ- فهذا ولمؤاخذة يعتبر تدليس ودعم مباشر للوضع الحالى الذى ينتج المزيد من التطرف .

ان من يريد تحليل اسباب ظاهرة العنف التى ترتكز على المنطلقات الاسلامية , ومن يريد التحذير من الوقوع فى براثن البديل الاسلامى السياسى,عليه اولا ان يكون شجاعا ويواجه الاسباب الرئيسية المحورية التى انتجت ما وقع وما سيقع من احداث تأخذنا الى المزيد من التخلف , الاسلام ليس هو الحل , والقضاء على الاسلام لصالح اخرين يساهم بلا شك فى المزيد من الاشعال والاحراق ولن ينتج اى تقدم بل على العكس فالتفكيك سوف يصبح هو الحل المؤكد .



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم الهمج , وما هو الارهاب ؟
- منع النقاب ,, وسحل الحرية ,,وبيع الاوطان
- صكوك الغفران ,, وفرمانات الحرمان
- خرف الفكر , وتداعى المتفيكرين
- الارهاب المسيحى الغربى ,والدولة المدنية
- النكش والنخربة والخلط المتعمد ,,لارضاء اولياء النعم
- حقوق المرأة المصرية المنسحقة
- هيلين توماس,, وفضيحة حرية التعبير,, وحرية المرأة
- الطائفية والتمييز ضد الاخر فى مصر-حالة الزمالك والاسماعيلى
- الارهاب الغربى واضح, وعلى المروجين له ان يخرسوا
- حل المعضلات السياسية والاقتصادية فى مصر ,, هل هو امر مستحيل؟ ...
- الفجور والتجنى الطائفى وصل الى التبرير- للسرقة العلمية- وتجا ...
- تضحيات شهداء مصر ,عمال وفلاحين وجنود وقادة شرفاء
- نعم انها- معركة -ضد الاقلية -الارثوذوكسية- الحاكمة فى اثيوبي ...
- دول حوض النيل تهدد مصر, يادى الخيبة
- المسيحيون والحداثيون وقضايا التحرش بالاطفال بالكنائس
- شوية تعصب وهيافة وعلمانية كروية دينية
- كابتن حسام حسن لا تهاجر وتتركنا للشيخ والقديس
- برسم هؤلاء -لا علمانية ولا حتى مشهلاتية
- التنوير بمعنى ان تكون بوقا للامبريالية الغربية


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - فى نقد ما يخص الاسلام والمسلمين