أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - خرف الفكر , وتداعى المتفيكرين














المزيد.....

خرف الفكر , وتداعى المتفيكرين


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 17:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المادة الثانية من الدستور المصرى ,والتى تنص على مضمون محدد يقضى بأن الدين الرسمى لجمهورية مصر العربية هو الاسلام ,,وان تعاليم الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع فى مصر,, هذه المادة هى الاساس الاعظم الذى يعطى شرعية للنظام السياسى فى هذا البلد, بل يمكننا القول بانه لولا وجود تلك المادة فى الدستور المصرى ,او لو تم التفكير فى الغائها استجابة لتلك الضغوط المخزية التى تقوم بها القوى الامبريالية العالمية سواء مباشرة ,ام عن طريق ذيولهم وعملائهم فى الداخل والخارج المصرى ,فاننا نؤكد ان النظام السياسى فى مصر سوف يفقد اخر اوراق الشرعية المتبقية له.

لذا فنحن نؤكد ان هناك اغراض مشبوهة وراء محاولات الغاء تلك المادة من الدستور المصرى,ولكن لا تقتصر تلك الاغراض ابدا على محاولات خلع قلب مصر من امتدادها الاسلامى والعربى فقط ,انما تتخطى تلك المحاولات هذا الامر الاقليمى الاتجاه الى ذاوية وطنية محلية ذاتية , فخنق مصر السياسية من الناحية الشرعية ,له علاقة مباشرة بالفوضى الخلاقة,وله علاقة ايضا بانصار المدرسة التفكيكية ,مصر بدون مصادرها التشريعية الرئيسية,وعلى رأسها المصادر التشريعية الاسلامية المنبثقة من دين غالبية سكانها, تنتهى على الفور كقوة اقليمية,وتتحول الى غثاء لا حيلة له ولا كينونة معنوية ولا فكرية لمجتمعه ولا لشعبه, كل شعوب العالم لها مرجعية ,حتى وان كان البعض ممن يرضون على انفسهم ان يكونوا ادوات لسادة العمل الامبريالى الارهابى الدولى,يزيفون ذلك الامر ويحاولون برشمتنا بمصطلحات تزويرية تدعى ان دول العالم المتقدم خلعت مرجعياتها ,وارتدت ثوب العلمانية دون ارتداد, فالدول الغربية المسيحية -النادى المسيحى الدولى - مرجعيتها جميعا هى الدين المسيحى ,شاء من شاء وزور من زور, وهذه الدول تنص بعض دساتيرها على مسيحية الدولة ,بل وعلى مذهب مسيحى معين لمن يحق له الحكم, ولمن يريد ان يتعرف على تفاصيل معلومة عليه ان يقرأ ,او عليه الا يزور , ويظل يتحفنا نحن فقط بالمادة الثانية والثالثة التى تدحض حق اصحاب الديانات الاخرى فى مصر وحدها, الدول الغربية لا توجد بها تعددية الزواج ,لا لكونهم مشاء الله قوم متمدنين فى هذا الصدد ولكن لان مرجعيتهم المسيحية ,ترفض التعدد , وترفض الطلاق فى كثير من مذاهبها الدينية المسيحية ,بل حتى على المستوى السياسى الذى من المفترض انه لا دخل للدين به فى تلك الدول العلمانية, فانه من المعروف سياسيا ان الرفض الرئيسى لضم تركيا بكل عراقتها وتاريخها العريق الى الاتحاد الاوروبى يعود دون شك الى كون تركيا دولة تدين بالاسلام ولولا ذلك الامر لتم ضمها كما حدث مع دول اخرى وضيعة المضمون الاقتصادى والتاريخى والثقافى والاجتماعى والتاريخى ولا يمكن مقارنتها مع تركيا تحت اى عنوان.

حتى فى مضامين الاضطهاد الفكرى والسياسى ,على المستوى الشخصى فان من يجعرون لالغاء المادة الثانية من الدستور المصرى ,يرفعون قميص نصر حامد ابوزيد عاليا , مؤكدين على دور تلك المادة فيما حدث ,مع انه وبنفس طبيعة الحال ,فانه بدون وجود مادة ثانية وفى اوروبا المتقدمة ,فان الامر وصل بهؤلاء المتقدمين العلمانين عدماء المرجعية الدينية ,الى محاكمة وسجن مفكر تاريخى وعلمانى وماركسى محترم مثل روجيه جاروديه,واين فى فرنسا بلد الفكر وشعلة الاستنارة, مع انهم فى ذات الوقت قاموا بحماية شخص يدعى سلمان رشدى لا لشىء سوى لاساءته الى المسلمين , وموضوع هيلين توماس ليس ببعيد ايضا, وغير روجيه جاروديه الذى لا يقارن فى وضعيته الفكرية بأى كاتب اخر يحاول البعض رسمه كشماعة او كقميص عثمان,,غير روجيه جاروديه وهيلين توماس يوجد مئات المفكرين المضطهدين فى اوروبا لا لشىء سوى كونهم يحاولون الخلع من الثوابت الامبريالية الغربية وعلى رأسها المرجعية المسيحية الغربية الرافضة لوجود الاخر بالفعل لا بالتهيؤات ولا بالافتراضات.


نحن نرفض الغاء الاخر ,ونرفض ممارسة الاضطهاد الفكرى ضد المفكرين المخالفين سواء للثوابت او للمتغيرات, لكننا ايضا نرفض ونرفع الشرعية عن اولئك المزورين الذين يغوصون فى بحر التزييف الغربى العاهر ,طالبين منا هجر ثوابتنا ومرجعياتنا بحجة التقدم ,مع ان غرضهم الاساسى الذى يتقاضون اجورهم من اجله ,هوالعمل على زيادة مساحة الهدم والتفجير التفكيكى لخدمة سادتهم ,لكى يأتى هؤلاء السادة دونما خسائر ,لكى يتمكنوا على ارض ممهدة.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب المسيحى الغربى ,والدولة المدنية
- النكش والنخربة والخلط المتعمد ,,لارضاء اولياء النعم
- حقوق المرأة المصرية المنسحقة
- هيلين توماس,, وفضيحة حرية التعبير,, وحرية المرأة
- الطائفية والتمييز ضد الاخر فى مصر-حالة الزمالك والاسماعيلى
- الارهاب الغربى واضح, وعلى المروجين له ان يخرسوا
- حل المعضلات السياسية والاقتصادية فى مصر ,, هل هو امر مستحيل؟ ...
- الفجور والتجنى الطائفى وصل الى التبرير- للسرقة العلمية- وتجا ...
- تضحيات شهداء مصر ,عمال وفلاحين وجنود وقادة شرفاء
- نعم انها- معركة -ضد الاقلية -الارثوذوكسية- الحاكمة فى اثيوبي ...
- دول حوض النيل تهدد مصر, يادى الخيبة
- المسيحيون والحداثيون وقضايا التحرش بالاطفال بالكنائس
- شوية تعصب وهيافة وعلمانية كروية دينية
- كابتن حسام حسن لا تهاجر وتتركنا للشيخ والقديس
- برسم هؤلاء -لا علمانية ولا حتى مشهلاتية
- التنوير بمعنى ان تكون بوقا للامبريالية الغربية
- وفاء سلطان -اشرف عبد القادر ,, نماذج تنويرية ساطعة ؟؟؟
- اين امين اسكندر وجورج اسحق؟ هل صحيح ان ماما امريكا وماما اسر ...
- الاعلام الصيفى البطيخى
- بين اسلمة - كرة القدم - والتطبيع بكرة القدم


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - خرف الفكر , وتداعى المتفيكرين