أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - من اغتال الحريري إسرائيل أم حزب الله؟














المزيد.....

من اغتال الحريري إسرائيل أم حزب الله؟


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 04:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اغتال الحريري إسرائيل أم حزب الله؟

لا أحد يُنكر على الشيخ "صبحي الطفيلي" قوله في مقابلة لـ "صدى البلد اللبنانية" نيسان 2006 "كل اللبنانيين يعرفون أننا [صبحي الطفيلي] أمّ الصبيّ [حزب الله] ". فالشيخ أحد مؤسسي حزب الله وأوّل أمين عام له.
في المقابلة نفسها يرى الشيخُ أن المقاومة يجب أن تبقى مقاومة وأن لا تُستغَلّ في مشاريع أخرى، غامزاًَ من قناة قادة حزب الله الحاليين ومهاجماً النظام الإيراني بعنف. "الإيرانيون يعتبرون شيعةَ لبنان مزرعة لهم" يقول الشيخ، ويضيف "السياسة الإيرانية تشكّل خطراً جدّياً على الشيعة في العالم العربي".
نسوق هذا الكلام لنقول أن الشيخ صبحي الطفيلي مؤهلٌ لأن يقول قولةً في حزب الله، وقد قال. ففي مقابلته الأخيرة في الشرق الأوسط 6 آب 2010 يدعو الطفيلي قيادةَ الحزب الحالية إلى التغيير "خطأ المؤسسات والدول والأحزاب التي لا تتبدل فيها القيادات من حين لآخر يدلّ على أنّها حالةٌ مرضيّة... ثبات القيادة حالة قاتلة للبشرية...!"
ثمّ يفجر الشيخ الطفيلي القُنبلة المفاجئة حيث بربط التغيير في قيادة حزب الله مع عفو آل الحريري عن القتلة وإيجاد المخرج من مأزق المحكمة الدولة. يقول: "التغيير ممكن أن يجعلَ لنا مخرجاً في موضوع المحكمة... وعفو أهل الدم (آل الحريري) يصب في نفس الإطار وهذا ما طالبت به".
في كلام الشيخ الطفيلي اتهامٌ مباشر لقيادة حزب الله باغتيال "الحريري"، وفيه أيضاً خطّة للخروج من مشكلة المحكمة الدولية، لا بل خطة لإخراج لبنان من المأزق. استقالة أو تغيير قيادة حزب الله، وتنشيط سياسي واسع، وأخيراً عفو من آل الحريري.
طبعاً من المستحيل أن يستجيب حزب الله لهكذا اقتراح واصم بالجريمة. وسواء أكانت قيادة حزب الله ضالعة بالاغتيال أم لا، فإن حزب الله أمعن في إثارة الشكوك حوله. فهو كان خصماً عنيداً و"جوّانيّاً" للمرحوم الحريري. ومن يراجع أدبيات الحزب قبيل اغتيال الحريري يخلص إلى وجود كراهية فاقعة. كراهية لا يمكن لها إلا أن تترجم بشيء ما.
وفي الواقع بدأت مشكلة الحزب منذ أن انسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. إذْ حصل للحزب ما حصل لصدام حسين من قبل. فقد انتفخت آباط قادته فخراً بالإنتصار، وهذا من حقهم. وإنما المشكل أنهم أرادوا توظيف الانتصار في سوق السياسة مع الاحتفاظ بـ "شرف" المقاومة، وراحوا كلما تطلب الأمر تصريحاً يرفعون سلاح المقاومة إلى مواقع التقديس إلى درجة تخوين من يحاول التساؤل، في حين أن هذا السلاح ذاته صار عاملاً حاسماً في محاولة الهيمنة على لبنان واللّعب في ملعب تحسين مواقع الحزب و"الشيعة السياسية" في الشرق الأوسط. كلّما زاود قادة الحزب ولوحوا بسلاحهم تجاه اسرائيل، كلما تبين عملياً أن الكسب المُراد ليس على الحدود وإنما في بيروت. وكلما استخدم القادةُ خطاب النبالة والصدق والمقاومة، توغلوا عملياً في ابتزاز المجتمع والقوى السياسية.
في الحساب الأخير حزب الله حزب طائفيّ، وهو بدعم من سورية وإيران، أغلق الباب عامداً متعمّداً وحاز على شرف المقاومة طارداً كل الفئات اللبنانية الأخرى. كيف لا تغتاظ الطوائف الأخرى مثلاً عندما يكرر حسن نصر الله مخاطباً أنصار الحزب والجنوبيين بـ "أشرف الناس"؟ كلّ اللبنانيين يعرفون فكّ هذه الشيفرة بل وحتى السوريين وبعض العرب يعلمون ما المقصود بأشرف الناس.
المقابلة تأتي آلياً: بقيّة الشعب اللبناني أقلّ شرفاً.
تذاكت قيادة حزب الله كثيراً ودخل في روعها أن التنظيم الجيد والمصداقية العالية واستثمار المقاومة أشياءٌ كافية لأن يلعبوا لعبة أكبر من حجمهم كحزب، وأكبر من حجم الطائفة الشيعية في لبنان بل وأكبر من لبنان. أدخلوا أنفسَهم ولبنان في خدمة الاستراتيجية الإيرانية والسورية للحفاظ على وظيفة المقاومة، وفي الوقت ذاته رغبوا بقطف ثمرة أكبر من أن تتحملها أطراف عديدة. لكل ذلك سيزداد مأزق حزب الله اطراداً ومعه سيساقُ لبنان إلى المخاطر.
مهما جاء حزب الله بأدلة على إنه بريء وإن إسرائيل هي من اغتالت "رفيق الحريري"، فإن عاملاً واحداً كافياً لهدم هذه الجهود المنسقة والمتذاكية التي يجيدها حزب الله. لمَ لمْ يقدّم حزب الله هذه الحجج والاثباتات من قبل؟ لمَ انتظر خمس سنوات؟ لم ظلت أوساطه ومؤيديه على خصومة وعداء غريب للحريري حتى بعد موته؟
محمد الحاج صالح



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك الابتسامة
- قناة العالم: انقلاب الصورة والفتنة المبتغاة
- الطليعة المقاتلة وابن لادن وخدمة العمر
- جنبلاط نجاة أم وفاة سياسي
- -أحسنت- مكافأة الخامئني لضيوفه اراديكاليين
- عن التخلف والظلم السياسي في الجزيرة السورية
- نجاد ليس صانع سجاد ولا من يحزنون
- الحادي عشر من سبتمبر نتاج للثورة الإسلامية في إيران أيضا
- وديعٌ ليل الرقة الصافي
- إهانة العرب
- أيهما أكثر فائدة الانحياز للكتّاب أم للرقابة؟
- النسخة الاسلامية المتشددة في شوارع اوسلو
- عربيٌ في الجليد
- مسلمو الغرب يُهدَّدون باللغة الثأرية لإعلامهم
- كفوا أذاكم عن مسلمي أوربا
- إعلان دمشق والطبقة المدينية الوسطى
- سيذهب نداء الشيخ القرضاوي هباء
- عينتان: سيعية وسنية
- تقطيع الأوصال العربية لمحة عن تاريخ التفكك العربي
- الوجعة العربية


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - من اغتال الحريري إسرائيل أم حزب الله؟