أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحاج صالح - النسخة الاسلامية المتشددة في شوارع اوسلو














المزيد.....

النسخة الاسلامية المتشددة في شوارع اوسلو


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 02:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" ما تقوم به لا يعجبني"
"أكرهك"
"سأقتلك"
هذه كلماتٌ قِيلت في الشارع في "أوسلو" العاصمة النرويجية للمثل الكوميدي النرويجي "زاهد علي".
و"زاهد علي" كوميدي وُلد في أوسلو وعمره 33 عاماً. ووالداه من أصل باكستاني.
يقوم "زاهد علي" بتمثيل "قفشات" سخرية تطال المهاجرين والنرويجيين، تعرض في المحطات التلفزيونية ، وتنتشر أيضاً عبر الانترنيت. المضمون هو دائماً فكرة جدّ بسيطة تُضخّم ويركّز عليها، تماماً كما يفعل رسام الكاريكاتير في تضخيم عضو من أعضاء الجسد. الغربيون معتادون على النقد وعلى السخرية التي تتناول كل شيء ماعدا الأمور الشخصية الحميمة. أما أكثرية المسلمين هنا، فيمكن القول، إنهم لا يتسامحون في أي نقد يمس الشأن الديني. والدين الذي ينتفض بعض المسلمين الأوربيين للدفاع عنه ليست النسخة المعتدلة والوسطية، وإنما هو دينٌ خليط من عاداتٍ وتقاليد ريفية أحياناً، ومن أصولية غير متحضرة مغرقة في لغتها العدائية أكثر الأحيان.
شبان وشبات ونساء يتعرضون للمضايقات بالكلام، وبالمراقبة، وبالحدْج بعيون غاضبة، وفي حالات معيّنة باعتداءات باللّكم والرفس، فضلاً عن الوعظ. من يقومون بهذه الأعمال صاروا يعرفون بـ "الشرطة الإخلاقية" وهو اسم أُطلق على أولاء المتشدّدين الإسلاميين الذين يرون أنّكَ تخالفُ تعاليم الإسلام باللباس، أو قصّة الشعر أو طريقة الكلام، أو طريقة العيش، أو سمعوا عنك بعض المعلومات التي توحي من وجهة نظرهم أنكَ لست مسلماً إسلاماً صحيحاً، وأن عليهم واجب تقويمكَ.
أما إذا تساءلتَ ماهو الاسلام الصحيح، وكيف يكون المرء مسلماً جيداً! فإن الجواب يأتيكَ بحزمة من أفكارِ التشدد المُنتقاة. فالحجاب مثلاً هو الموضوع الأكثر تناولاً، وهو الموضوع الأثير لدى أولاء لأنه يجيّر آلياً الرصيدَ الديني. طبعاً هناك مسلمون معتدلون وليبيراليون ووسطيون، لكنهم يصابون بالخرس أمام عدّة الإسلامي من السور والأحاديث التي يفسرها وفق رغبته وهواه. وقلما يأخذ الجدل حول الحجاب طريقاً موضوعياً هادئاً، فالربط بين الحجاب والعفّة جاهز على طرف اللسان. أي أن الاتهام الأخلاقي بالعلاقة اللاشرعية للمرأة جاهز. والذين يتمترسون خلف هكذا زعم لا ترف لهم عين عندما يعرّضون بالمرأة. والأسوأ يأتي عندما تتبنى المرأة المسلمة الأوربية منطق حراس الدين أولاء.
حدث أن قالت امرأة عربية مسلمة، في ندوة عن الإسلام هنا في النرويج، إن "لحم" المرأة المسلمة يحرم على الكافرة، وأفاضت بالشرح أن على المرأة المسلمة أن تحرص على أن لا ترى المرأةُ المسيحية أو اليهودية أو أي امرأة من أي ديانة أخرى "لحم" المرأة المسلمة. ومن المؤسف أن حتى استخدام الكلمات كان غير موفق بحيث استخدمتْ وبالنرويجية كلمة "لحم" بدلاً من جسد مثلاً.
المشكل في نشاط أولاء أنهم يولّدون حالة رافضة للمجتمع لدى بعض الشباب وعند عدد لا يستهان به من مهاجري الجيل الأول. لا بلْ، وفيما يتعلق بالأمور الحساسة كحقوق المرأة وحقوق الطفل، فإنهم يورّطون المسلمين الأوربيين في مخالفات قانونية. فالقوانين هنا تمنع أي عنف يطالُ الطفلَ أو المرأة، بدءاً من العنف الكلامي إلى العنف العضلي. والحال أن أولاء المرشدين لا ينصحون إلا بالنسخة المتشددة من الاسلام والتي تتضمن عقوبات، تصنف هنا بالعنيفة. والنتيجةُ جد خطيرة. فالمسلم الأوربي بحاجة للمجتمع من أجل العمل، ومن أجل صحته، ومن أجل مستقبله، ومن أجل تحسين وضعه وتعليم أولاده، بينما يطلبُ التشدّدُ منه أن يتّخذ من هذا المجتمع عدواً أو خصماً أو على الأقل يورّطه في خطأ أخلاقي يتلخّص في نقص الولاء القانوني والأخلاقي. إذْ من المعيب أن يأكل المرءُ في صحن ثم يبصق فيه.
ليس منْ شكّ أن نشوء مرجعياتٍ مسلمة لبرالية، ومعتدلة ووسطية، في أوربا سينزع من جهات التطرّف جزءاً مهماً من الادعاء بتمثيل المسلمين، وسيُلقي نوراً كاشفاً على إسلام معتدل وسطي منفتح وقادر على الدخول في حوار بين الأمم والحضارات.



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربيٌ في الجليد
- مسلمو الغرب يُهدَّدون باللغة الثأرية لإعلامهم
- كفوا أذاكم عن مسلمي أوربا
- إعلان دمشق والطبقة المدينية الوسطى
- سيذهب نداء الشيخ القرضاوي هباء
- عينتان: سيعية وسنية
- تقطيع الأوصال العربية لمحة عن تاريخ التفكك العربي
- الوجعة العربية
- القوانين السيئة السمعة
- الزمن بين المعارضة والسلطة
- البطالة وعملية الإصلاح الشامل
- ماالعمل
- أنقذو مقابر عازار
- سوريا ومشروع الشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحاج صالح - النسخة الاسلامية المتشددة في شوارع اوسلو