أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - الحادي عشر من سبتمبر نتاج للثورة الإسلامية في إيران أيضا














المزيد.....

الحادي عشر من سبتمبر نتاج للثورة الإسلامية في إيران أيضا


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2927 - 2010 / 2 / 25 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيراً ما يغمط حق الخميني والثورة الإسلامية في إيران فيما يتعلق "بالصحوة الاسلامية"، إذْ يغلب أن تُنسب جذور الصحوة إلى أسئلة أبي الأعلى المودودي، مروراً بالتجربة الإخوانية، وانتهاء بالتنظيمات الجهادية مُروّسة بالقاعدة. يمكن هنا تتبّع ما كتبه الشيخ القرضاوي عن الصحوة.
وفي الجانب الشيعي يُعطى، وبحق، للثورة الإيرانية التأثير الحاسم في الصحوة إياها ودفعها إلى مستويات أعلى. وموضوعياً يمكن للمرء ملاحظة تأثير الثورة الإسلامية في ازدياد شهوة الاسلاميين إلى السلطة والقوة. وأيضاً يمكن هنا تتبع ما كتبه المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله عن الصحوة.
يبني الإسلاميون* شيعةً وسنة على أن الاسلام أُبعد عن الحكم، وأنه آن الآن لأن يحكم. وسواء أكان الشعار "الحاكمية لله" أم كان "ولاية الفقيه، الإمام" فإن الغاية النهائية هي الحكم السياسي والسيادة على الدولة والمجتمع.
انتصرت الثورة الإسلامية في إيران وشرعت على الفور في تطبيق شعاراتها الإسلامية. رُكزت السلطات في يد الخميني تطبيقاً لنظرية الإمامة في المذهب الشيعي، وأقرّ دستورٌ إسلامي، وبدأت التحضيرات لتصدير الثورة إلى الجوار، بالأخص إلى العراق ودول الخليج.
ظهر تأثير الثورة على الإسلاميين السنة في مظاهر عديدة ومختلطة، فيها شيءٌ من التضامن والكثير من الغيرة ومحاولة التقليد. مشهور ومعروف أن وفودا إخوانية من بلدان عربية مختلفة حجّت إلى طهران ورغبت في التقارب، حتى إخوان سورية الذين وقع ما وقع بينهم وبين النظام السوري الحليف القوي لإيران؛ ظلوا يحاولون بناء علاقة مميزة مع الثورة، إلى أن يأسوا والتحقوا بالنظام العراقي.
في رد فعل مباشر تقريباً بدا واضحاً على الإسلاميين السنة أنهم سائرون على الدرب الذي أضاءه الخميني للتوّ، وبدأت محاولات الاستيلاء على السلطة. فقد شرعت منظمات متعددة في مصر وسورية عمليات عنف تطال الرموز السياسية. أي أن وهج الاستيلاء على الحكم في إيران صار مثالاُ يحتذى. ولم يمض وقتٌ حتى استعرت الحرب الجهادية في افغانستان، لتتوج بانسحاب السوفييت 1989. وفي الجزائر ظل المدّ الإسلامي يعلو إلى أن فاض في هيئة حرب أهلية. وفي السودان حاولت الجبهة الاسلامية تتبع أثر الجمهورية الاسلامية في إقامة نظام إسلامي، الأمر الذي أدى إلى حروب أهلية متعددة. وفي كل الأحوال لم يخل بلد عربي من صحوة هدفها السلطة والسيادة.
وسيساعد التشدد الذي أظهرته الجمهورية الإسلامية والخميني شخصياً المنظمات السنية الأصولية على التشدد أكثر فأكثر، وهي التي لم يكن ينقصها التطرف في التفكير، وإنما كان ينقصها إلهام البدء بالتنفيذ.
ساهم الخميني والثورة الإسلامية في ظواهر وأمور غاية في الخطورة، سيبقى مفعولها شديد التأثير في الاسلام السياسي.
منها أولاً، وخلافاً لكل كلام تصالحي عن أخوة اسلامية، مسؤولية الخميني عن ثماني سنوات حرب، راح ضحيتها مليونان من القتلى والجرحى العراقيين والإيرانيين. مما لا شك فيه أن نظام صدام يتحمّل بدء الحرب الشاملة، لكن الجانب الإيراني يتحمل مسؤولية استمرارها، علاوة على محاولة تصدير الثورة. أشهر مثال على إن تصدير الثورة وُضع موضع التنفيذ تلك الرسالة التي أرسلها الخميني وبالبريد العادي للصدر في أن يبقى في العراق كي يقود الثورة.
أما ثانيها وأخطرها على الاطلاق، فكان ظهور أول أشكال العمليات الانتحارية المترافقة بتحريض ديني هوسي وبمفاتيح الجنة. الدرسُ الذي سيستفيد منه جهاديو السنة وإسلاميوها، ليطوروه إلى مدياته القصوى في 11 سبتمبر.
ومنها ثالثاً فتوى الخميني في قتل "سلمان رشدي" صاحب آيات شيطانية مزايدةً على الأزهر المصري، في محالة لإظهار أيهما، قم أم الأزهر، أولى بتمثيل الاسلام. بهذه الفتوى نقل الخميني والجمهورية الاسلامية الكتابةَ والآراءَ والأفكار إلى ما تحت مزراب الفتاوى، التي ستنطلق هذه المرة بالألوف من الجانب السني في ما لا طعم له في أكثر الأحيان. والآن يمكن لأي راصد أن يرى إلى أي حدّ تتحكم الفتاوى في حياة المسلمين، وله أن يرى هذا النمو الفاحش والطفيلي للمفتين.
ومنها رابعاً وأخيراً تقديس القوة الخشنة والسعي إلى امتلاكها بأي ثمن، حتى لوكان التعاون مع اسرائيل كما حدث في "إيران غيت". وكما حدث في السلب والنهب لتمويل عمليات القاعدة في العراق. وكما يحدث الآن فيما يخص برنامج إيران النووي. هذا البرنامج الذي تريد الجمهورية الإسلامية أن تضفي عليه هالة من القدسية وكأنه خشبة خلاص، حتى عندما ترتفع معدلات الفقر في إيران إلى مديات غير مسبوقة.
هل من المستغرب إذن أن يُنسب "أبطال!" 11 سبتمبر إلى الإشعاع المبهر للثورة الإسلامية وللخميني ذاته إضافة إلى القاعدة وابن لادن.


* يجب أن لا نملّ من تكرار التعريف بمصطلح الاسلاميين، ومن التركيز على أن مصطلح إسلامي لا يطابق مصطلح مسلم. باختصار مبتسر الإسلامي هو الذي يستخدم الدين في السياسة.

محمد الحاج صالح
النرويج
17/2/2010



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وديعٌ ليل الرقة الصافي
- إهانة العرب
- أيهما أكثر فائدة الانحياز للكتّاب أم للرقابة؟
- النسخة الاسلامية المتشددة في شوارع اوسلو
- عربيٌ في الجليد
- مسلمو الغرب يُهدَّدون باللغة الثأرية لإعلامهم
- كفوا أذاكم عن مسلمي أوربا
- إعلان دمشق والطبقة المدينية الوسطى
- سيذهب نداء الشيخ القرضاوي هباء
- عينتان: سيعية وسنية
- تقطيع الأوصال العربية لمحة عن تاريخ التفكك العربي
- الوجعة العربية
- القوانين السيئة السمعة
- الزمن بين المعارضة والسلطة
- البطالة وعملية الإصلاح الشامل
- ماالعمل
- أنقذو مقابر عازار
- سوريا ومشروع الشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - الحادي عشر من سبتمبر نتاج للثورة الإسلامية في إيران أيضا