أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - موسى فرج - هل أن هذه الأشبال من تلك الأسود ؟..أم أن تلكم الأشياء ما كانت أسودا ..؟!















المزيد.....

هل أن هذه الأشبال من تلك الأسود ؟..أم أن تلكم الأشياء ما كانت أسودا ..؟!


موسى فرج

الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 20:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما هي عادتي دلفت قبل يومين إلى إحدى المكتبات الأهلية بقصد اقتناء عدد من الكتب.. لم يكن في ذهني عنوان لمطبوع معين وهو أمر تتحمل وزره عدد من المواقع الالكترونية التي يختص عدد كبير منها بالمشتريات والنكات والهرج والمرج والرقصات والقفشات لكن لا يوجد موقع الكتروني واحد يعرض قائمة بالإصدارات العراقية أو العربية الجديدة ولكن مع ذلك فأن وجهتي في اقتناء وشراء الكتب معروفة ، فانا لا أسعى للتباهي في زيادة طول وارتفاع رفوف مكتبتي أو تنوع ألوان زخرفتها كما تفعل المرأة العراقية الريفية بالتباهي بارتفاع نضيدتها من الفرش والأغطية الصوفية الملونة .. باعتبارها زينه وخزينه .. إنما تهمني.. تلك المطبوعات المتعلقة بالشأن العراقي الحالي من قريب أو من بعيد .. . جالت عيني في رفوف الكتب المعروضة أستطلع عناوينها .. سحبت بعضها .. وجدت أمرا غريبا !..وطارئا على الحياة الثقافية العراقية .. كلما سحبت كتابا وجدته يختص بالسيرة الذاتية لأحد آباء وأجداد احد حكام العراق الحاليين من المسئولين الحكوميين والسياسيين ..! اختفت كتب ماو وهتلر وغاندي وبرتراند رسل ومحمود العالم وصادق جلال العظم لتحل محلها السير الذاتية لشيوخ وإقطاعيي عهد ما قبل ثورة 14 تموز في العراق.. الذين بات أبناءهم حكاما للعراق في عهد المحاصصة والفساد .. سيرة الشيخ فلان الفلاني رئيس عشيرة آل فلان .. الثائر والسياسي الوطني ... الذي كتب عنه العالم السياسي حنا بطاطو في كتابه الموسوعي عن العراق : (بأن فلانا الفلاني من ضمن العراقيين العشرين الأوائل من حيث مساحة الأراضي الزراعية وبساتين النخيل التي أمتلكها ..) ويضيف الكاتب في بيان صاحب السيرة : ( فكما أن للزعماء التاريخيين أمثال تشرشل وغاندي نتائج ايجابية كبيرة على مصائر أممهم وشعوبهم كذلك فأن للزعامة القبلية المستنيرة والمطورة دور رئيس في الارتقاء بأوضاع القبيلة جماعة وأفرادا ).. ليصل كاتب السيرة إلى النتيجة التالية :[ لقد أزدهر العراق بالزراعة والصناعة والمعارف وكان العراق محطة للعمالة الوافدة من الدول العربية والأجنبية للعمل لكثرة فرص العمل والاستثمار وصدق قول رئيس وزراء العراق نوري سعيد بوصفه العراق بـ دار السيد مامونه ..]..في حين إن حنا بطاطو عندما كتب ذلك فانه لم يقصد الإشادة بصاحب السيرة ولا بحكومته بل يشير إلى أوضاع شاذة ومنكرة استولى فيها عدد محدود من الناس على أراضي الشعب العراقي وبات 99 ./. منه أقنان عند أولائك .. وبعدين إذا كان العراق محطة للعمالة الوافدة من الدول العربية والأجنبية في تلك الحقبة .. أذن لماذا توجد مشكلة ولازالت ذيولها باقية تسمى مشكلة ( البدون )؟.. وهم الفلاحون العراقيون الذين هربوا من جور (العشرون عراقي من الذين يستولون على الأراضي وبساتين النخيل) إلى دولة الكويت ليعملوا (كراكه ) وعمال خدمات وخسروا حقوقهم نتيجة الغزو الصدامي وقسا عليهم الكويتيون وايد وايد ..!.. وجلّ البدون هم من منطقة الفرات الأوسط مسقط رأس صاحب السيرة العطرة ؟.. وإذا كانت دار السيد مامونه .. ما سبب حدوث 35 تمرد مسلح في منطقة الفرات الأوسط بالذات وهي ديرة صاحب السيرة العطرة ؟.. قرأت الكتاب الآخر وهو سيرة حياة رفيق كفاح الأول فوجدته قد غمس جماعة الفريق الأول بالخمرة ( أقصد الخمرة بمعناها الريفي في العراق وهي البله من الطين المسلح بالتبن وليست تلك يكون فيها الندماء والسمار ) ...يصف حال البلاد بالفساد والتفسخ الأخلاقي من جراء كثرة الراقصات الأجنبيات والوطنيات في معظم الأوتيلات وانتشار بيوت البغاء في أكثر المحلات ..) وبعد ؟.. الزراعة مهدمة والصناعة ميتة .وبعد ؟..اخذوا نصف ارضي وأعطوها إلى يهودي واخذوا ارض الشيخ الآخر من زملاءه وأعطوها إلى الشيخ الذي نصبوه وكل من يعارض وإن كانت معارضته داخل البرلمان فهو شيوعي وخطورة الشيوعية أنها تتعارض مبدأهم مع المبدأ الهاشمي..وبعد ؟ .. حسين جميل شيوعي و جعفر أبو ألتمن وحكمت سليمان وكامل الجادرجي كلهم شيوعيون وكلهم يتظاهرون بالوطنية الكاذبة .. فأن كانوا كذلك فلماذا لم تعدمهم السلطات وأعدمت فهدا وحازما وصارم وإن لم يكونوا فلم هذا الرجل يفتري أو وضعوا الافتراء على لسانه ؟.. صاحب السيرة الثالثة المسموعة وغير المكتوبة لحد الآن فانه بسبب كبر مساحة الأراضي التي يمتلكها اعتبره إتباعه( ألله ).. نعم وذاك أمر موثق لقد أعطوه أسم الجلالة فقالوا عنه يوم حملوه في التابوت وقد آذت حافات التابوت الخشبي عظام ترقواتهم الهزيلة.. والمسافة بعيدة بين بيته وأقرب نقطة تصل أليها السيارة بسبب انعدام الطرق الصالحة ( فاتني أن اذكر أن اسم المرحوم هوـ شواي ـ شيخ أزيرج في العمارة ).. هوسوا عليه بقولهم : شواي الله ونمشي بـكاعه.. ( المقصود بأرضه )..ولأن الآخر كان متواضعا خشية الذنب فقد أعتبر إن شواي لم يمت وإنما موفد إلى الله لتقديم مشورة ويعود !..فقال : إحتازه الله وودا عليه ..! ( يعني الله طلبه للمشورة فأرسل في طلبه ويعود ..!) .. هذا منطق حقبة الإقطاع وشيوخ العشائر يساعدهم في ذلك وسائل العلام السائدة في حينه وهي المهوال..( شاعر الأهازيج والهوسات العشائرية ..) هؤلاء مثل الفضائيات العراقية الحالية بلاء أسود .. المهم عندهم قوة الأهزوجة ..أما أن يكون الذي يقولونه خيالا أو مبالغ فيه ..؟ فلا يهم... في أواخر الثمانينات كنت قد حضرت مجلس الفاتحة لأحد معارفي وكان المجلس ملاصقا لدار ابنه والملايه (الشاعرة الخاصة بمجالس العزاء ) في الدار تقود عزاء النساء..! وهي تعدد مناقب المتوفى والنسوة يلطمن ويصرخن..ومكبرات الصوت موجهة على مجلس الرجال .. أستدعى احد الحضور أبن صاحب العزاء (وهو حفيد المتوفى ) وسلمه خمسة دنانير وورقة كتب فيها قصيدة وطلب منه تسليمها إلى الملايه وطلب منه رفع الصوت في مكبرات الصوت كان اسم المتوفى حمود وعمره تجاوز الـ 85 سنه ورجل عمره مثل عمر حمود لا صلة له بجبهة الحرب القائمة حينذاك بين العراق وإيران ..ولكن صادف وجود أغنية رائجة لحشد الجهود وشحذ الهمم مطلعها يقول : آآ يحمود .. آآ يحمود .. فانطلق صوت الملاية يصم الآذان يترنم بمناقب حمود وصولاته على السواتر والحجابات في مختلف جبهات المعركة من مملحة الفاو إلى سيف سعد إلى ديزفول إلى مهران فالشوش والفكة وجبال قوقي ..! وعلى لحن أغنية آآيحمود آآيحمود واسعة الانتشار .. استغرب معظم الحاضرين في المجلس وتململوا .. وصاح احدهم على صاحب المأتم إن أقبل فأقبل .. وسأله : هل أن الكلام الذي نسمعه يخص أبوك رحمه الله وعوضه فسيح جناته ؟.. قال بصوت خفيض : نعم .. فأضاف السائل : لم يطرق سمعنا أن المرحوم في حياته قد وجه وجهه شطر الشرق بل كان طيلة حياته مغرّب .. هل توافقني الرأي ؟.. قال بصوت خفيض : نعم .. فسأله السائل : فمتى كان أبوك شاهينا وبازا وصقرا ونسرا وباشقا ينزل من بين طيات الغيوم على سواتر الحجابات فيملخ هذا ويعاف ذاك ؟ رد عليه .. إن في الأمر ملعوبا ..! قال له : أسرع وتقصى الأمر .. أسرع الرجل فعرضت عليه الملايه القصيدة والخمسة دنانير .. فاشترى منها القصيدة بعشرة وسحبها كما تسحب بعض المطبوعات من السوق .. وعليه فإن على بعض حكامنا الذين استثمروا أموال فقراء العراق وربما مما صرف على الخدمات مما قدره 300 مليار دولار.. في كتب تتناول سيرة آباءهم من شيوخ وإقطاع ووضعوا لها أسعار تفوق أسعار كتب معروفة مثل رأس المال أو ثروة الأمم أو صراع أو تصادم الحضارات أو حوار الحضارات أن يتوخوا الدقة .. فإننا نعرف وجهة آباءهم مثلما نعرف تاريخ المرحوم حمود ..نعم نعرفهم عندما اكتسحتهم ثورة 14 تموز .. وسحبت الثورة أراضي الشعب لإعادة توزيعها على الشعب تحول من جراء ذلك الإقطاعيين والشيوخ وذويهم إلى البعث ليس حبا به بل بغضا بنظام ثورة تموز والشرائح التي ألتفت حولها من فقراء الشعب وعماله وفلاحيه ويسارييه وديمقراطييه فكانوا المخلصين للبعث وبات منهم القادة والمسئولون وعندما وجدوا أن البعث صار بعثا قرويا منغلقا على العوجة تحولوا إلى المعارضة ولبس بعضهم الجبة وبعضهم الآخر اكتفى بدك اللحى والشوارب !.. وعندما صار ت أموال الشعب تحت تصرفهم خصصوا بعضها للاستثمار في سيرة آباءهم وأجدادهم وحددوا لها أسعارا خيالية فإن لم يقلعوا قلنا لهم ما هي سيّر بعض من أولائك السلف وأردفنا ذلك بسيرة الخلف ... وعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن احدهم كما ورد في أحد مؤلفات أبونا علي الوردي نقلا عن علي البزركان كان يصرف كل ليلة على الراقصات والمومسات 50 ليرة ذهبا وعندما ينطفئ الضوء أثناء وصلة الكاولية يقوم بحرق الأوراق النقدية من اجل الإضاءة ووصف الزهاوي أحد وزراء تلك الحقبة بالنورة في الحمام فقال: (أراك بحمام الوزارة نورة ...وأما جناب المستشار فزرنيخ !..) وما دام منهم نورة فلابد أن آخر ليفة وثالث وزرة ورابع جلايه !... ووصف الشبيبي باقرا.. وزراء تلك الحقبة باللذين يثملون دون أن يشربوا الخمرة بل يثملون بالإنابة عن المستشار الإنكليزي الذي هو من يشرب فقال يصفهم ( المستشار هو الذي شرب الطلا... فعلام ياهذا الوزير تعربد! ..) وعندما أراد طالب النقيب رئيس الحكومة أن يرفع راتبه إلى الضعف .. اجتمع الوزراء قبل الاجتماع الرسمي وبتحريض من وزير المالية ساسون حسقيل و قرروا عدم الموافقة على الاقتراح عند مناقشته وتعهد كل واحد منهم أن يصوت بـ ( لا أوافق )وعندما تم طرح الموضوع للمناقشة ووجد رئيس الحكومة ترددهم .. بحلق في عيون ساسون فقال هذا .. موافق ! .. واقتدى به الوزراء وعندما وصل الدور إلى الوزير عبد المجيد الشاوي أحتار بين أن يقول : لا أوافق ..برا بوعده .. أم يقول موافق تأسيا وانسجاما مع واقع الأمور ..؟ وبدلا من أن يقول (لا أوافق) أو يقول ( موافق ) قال : منافق !..وكان الصادق الوحيد بينهم !..وعندما أستقر رأي كوكس (المندوب البريطاني )على إشراك الشيعة بحقيبة وزارية كأول ممارسة للمحاصصة أرسل النقيب بناء على أمر صادر من مسز بيل إلى محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي يعرض عليه تولي وزارة المعارف والصحة ، وكان الشيعة في حينه مقاطعون الاشتراك في حكومات الاحتلال ويسمون من يشترك فيها بعلماء الحفيز .. ولكن عندما بات الأمر يتعلق بالمناصب ..تعالوا فأقرءوا رد العلامة الجليل : ( إلى حضرة جناب الأكمل الأفضل رئيس الوزراء نقيب الأشراف والعظيم من صفوة آل عبد مناف دام ظله وعلاه ..) شفتوا ..! عبر الدنيا كلها .. العتره والخلفاء الراشدين وعصر الرساله وآل هاشم وذهب يمرق في التاريخ كالسهم إلى عبد مناف ..! أما الموقف من المال العام فأن وزير العدل مصطفى الآلوسي عندما راجع المحاسب ليستلم راتبه الأول وكان رزمة كبيرة من الأوراق النقدية .. فغر فاه وقال للمحاسب : أهذه الرزمة كلها لي ؟ فقال له المحاسب : نعم ..فرفع يديه إلى السماء بلا شعور قائلا :( اللهم انصر الدين والدولة !..).. أما السيد نوري سعيد فإن مسز بيل كتبت إلى أبيها عنه :( إن ثقة نوري باستقامتنا وحكمتنا تجعلني أحمر خجلا على الدوام ..)..ولم يتغير الحال كثيرا فالعراقيين دائما يجعلون نساء المحتل يحمرن خجلا .. فها هوا الرئيس الطالباني كم من مرة جعل كوندا ليزا رايس تحمر خجلا .. عندما يبوسها أمام الكاميرات في زياراتها للعراق ؟!.. لأنه ديمقراطي ولو لم يكن كذلك لجرب أن يبوس هيلاري .. لنر هل تحمر خجلا ؟ .. أم تفعل شيئا آخر ..؟ هذا عن الحكومات والوزراء أما عن الشيوخ والإقطاع فإن لدينا من الهوسات التي قيلت في تلك الفترة وأذيعت من فضائيات ( مهاويل ) بعضهم ضد بعض ما يغني فقد قال مهوال ( فضائية ) احدهم يحذر أحد الشيوخ من الرشوة : يوحيد بس لا يرشونك !.. وفي بيان آخر اعتبروا ذلك الشيخ داء يخافون أن ينتقل أليهم عن طريق العدوى !.. فقالوا : يوحيد بس لا تعدينا ..! بل وصل الأمر أن تنقلب على أحدهم فضائيته( مثل إحدى فضائيات العراق اليوم ) .. حينما قال مهوال عشيرته : يزعل لايزعل ... (الباقي كلام مو خوش ).. وبعضهم أرجع فساد بعض إلى فساد أجداده في الجاهلية عندما تنازلوا عن الكعبة لقاء زق من الخمر .. أما الأبناء والأحفاد .. حكام المحاصصة المعاصرة وعصر الفساد في عراق اليوم فإن المرئي والمسموع والملموس من سيرتهم العطرة يكفي عن الإشارة والكلام... ولنا عودة إليهم تسد الطرقات أمام أبناءهم وأحفادهم ممن تسول له نفسه بالنية في تأليف الكتب عنهم ليوهم الأجيال القادمة من العراقيين بسيرهم ( العطرة !..).. يبقى أمر آخر فأن من حقي ومن حق أجدادي علي أن أعرض سيرّهم أيضا ولكن بطريقتي فليس الأمر منحصرا في أجداد الحكام منا .. وطبعا لم يكن جدي من بين العشرون الذين يمتلكون اكبر المساحات الزراعية والنخيل كان فلاحا معدما لكنه كان ذا كرامة وهم أمر لا يعجب الشويخ شغناب ( وهو أسم شيخ عشيرتنا في حينه ) ويزعجه أيما إزعاج.. وفي احد الأيام أقبل الشويخ شغناب على جدي وهو يدوس (يدرس ) محصوله من الحنطة كي يذهب ثلث المحصول إلى مالك الأرض والثلث الآخر للماء والثلث الأخير لجدي وهو على عجلة من أمره لأن التأخير يؤدي إلى أن يكتسح الفيضان المحصول ويذهب الثلث ويسجل الثلثان دينا على جدي .. فأمره الشويخ أن يدوس بأقدامه العارية كدس العاكول القريب من بيدر الحنطة ..ففعل .. وأمره أن يركب أحد الحمير التي يستخدمها في درس المحصول على أن يكون وجه جدي إلى الخلف وقفاه باتجاه رأس الحمار ..وفعل أيضا .. فأمره أن ينهق مثل الحمار .. وفعل أيضا.. لكنه ولأنه ناطقا فقد كان نهيقه كالتي : ( أها شغناب .. أها شغناب ..) فقال الشويخ أن الرجل يتوعدني .. فأمعنوا في إيذاءه .. وعاد جدي بين العصر والمغرب .. فأستقبله صبيته كعادتهم وكانوا أربعه كبيرهم كان عمره 12 سنه وعندما وجدوا حماسه منعدم في احتضانهم على غير عادته سألوه والحوا فقال لهم لو كنتم بناتا لمنع أنسبائي عني ظلم شغناب..! وحكى لهم أحداث يومه .. دلف عل نوم يداوي كرامته المسحوقة .. أما هم فقد استعاروا عباءات نسائية فلبسوها واخذوا البندقية الوحيدة في البيت ومكوارا وفاله وداروا في القرية بحجة البحث عن شاة لهم ظلّت .. وعندما بلغوا ديوان الشويخ تراصف ثلاثة منهم يغطون الرابع الذي جلس القرفصاء في الخلف وهو يسدد على مابين حاجبي الشيخ ..المشكلة في البندقية إنها كانت أم فتيله يعني تملأ بالبارود وتوضع الرصاصة وتدك بالمدك وتقربها النار فتثور وهذا يعني انه لو اخطأ فإن زمنا يتراوح بين 15 ـ 20 دقيقة يلزمه لتكرار المحاولة وهو زمن يكفي لن يمسكوهم ويأخذوا بندقيتهم .. لكن الرمية كانت موفقة والرصاصة جاءت في منطقة مابين العينين ..ومات شغناب في الحال .. وعادوا مسرعين إلى أبيهم كي يرحلوا عن المنطقة فكانت ( الجلوة) أنهم عبروا الفرات إلى الجانب الآخر .. وبعد حين افصلوا بعدد كبير من النسوة وعادوا فعبروا الفرات .. وكبر الصبية فأنعم عليهم أهل منطقتهم بلقب .. فأسموهم : آلبو أنجب !.. لأنهم ما أن يسمعوا باطلا إلا وقالوا لصاحبه حالا وفي وجهه : أنجب !.. استولوا على الشيخة وسجلوها باسم أباهم الذي أراده الشويخ أن ينهق كالحمير.. لم يلازمهم لقب الشيخة لكن لقب آلبو أنجب لازمهم ... قبل سنتين أو أكثر قليلا كنت بحكم وظيفتي في زيارة لرئيس مجلس النواب العراقي الديمقراطي ونائبيه .. وعندما وجدتهم يتكلمون معي من فوق المنابر .. تذكرت لقب أجدادي .. أحجمت عن الكلام ومددت يدي إلى جيبي وعرضت عليهم هوية الأحوال المدنية الخاصة بي وطلبت منهم أن يقرؤوا المكتوب في حقل المهنة ..وكان المكتوب فيها .. راعي ..وعندما وجدتهم يفغرون أفواههم استغرابا ضحكت بملء الرغبة واقسم أني تذكرت جدي ولقبهم التليد .. كلمه أخيره : السادة الذين تملأ سيّر آباءهم وجدودهم المكتبات .. يوجد منهجين في الفلسفة .. الاستقرائية قبل أرسطو وتقول بمحاكمة الأشياء على وفق قوانين ثبتها الأولون وفي هذه الحالة يمكن الركون إلى السلف الذين نعتقدهم أسودا فنقرر أن الخلف أشبالا .. ولم يثبت لدينا أن اولاءك كانوا أسودا ..بل مجرد أشياء ... والمنهجية الثانية في الفلسفة هي الاستنباطية بمعنى أن ندرس الظواهر الحالية ومن النتائج نستنبط قوانين نطبقها على الماضي والحاضر .. ولم يثبت عندنا أن السادة الحاليون أشبالا.. كي نقرر أن آباءهم كانوا أسودا ...



#موسى_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدف في موضع القلب من جسد الفساد .. لكن السهم طائش ..!
- في 14 تموز 2010 أقول: عيشوا أحرارا ..أو موتوا كفارا ...!
- بمناسبة 14 تموز .. وطنية عبد الكريم قاسم .. لن يفارق أزيزها ...
- بمناسبة 14 تموز ..وطنية عبد الكريم قاسم ..لن يفارق أزيزها طب ...
- بمناسبة 14 تموز .. أخلاق عبد الكريم قاسم ..جعلت عورات الآخري ...
- نزاهة عبد الكريم قاسم التي تتوهج في الأعالي عرّت كل ثقوب الف ...
- بشائر عودة الوعي العراقي ...!
- ليس وحدها الكهرباء مصيبة وليس وزيرها وحده ذو وزرا ..فكلها مص ...
- نعم ..نعم ..هذا هو السبيل الحضاري لأسقاط الفساد السياسي في ا ...
- الفساد في العراق :خرق المالكي للدستور ..أم مخالفات البراك .. ...
- لينفخ في الصور وتقرع الأجراس وترتفع الأصوات في المئاذن ..!
- كم عيبا كشفه ...استشاد الفتى سردشت ؟!..
- العلمانيه ...وماتحتها وما فوقها ..!
- بعد أزيد .. فأقول..! الزيارة الثانية الى فكر الدكتور علي الو ...
- هذا...ما أردت قوله بشأن: من..؟يبني الديمقراطيةفي العراق..ردا ...
- أنا ..شني ..! زيارات مخصوصه الى فكر الدكتور علي الوردي الزيا ...
- من ؟....يبني الديمقراطية في العراق ..! رد على مقال ( هل يمكن ...
- العراق حاليا تلزمه حكومة ملفات وليست حكومة مكونات..والمالكي ...
- رسائل وجع عراقية .. الأرهاب في العراق باق مابقيت أسبابه ..
- العراق ..بلد سياسي / مناقشة واقع الصناعة العراقية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - موسى فرج - هل أن هذه الأشبال من تلك الأسود ؟..أم أن تلكم الأشياء ما كانت أسودا ..؟!