أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - ما فعله العرب في العراق لم يفعلوه في إسرائيل!















المزيد.....

ما فعله العرب في العراق لم يفعلوه في إسرائيل!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3070 - 2010 / 7 / 21 - 23:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لو قرأنا، وأعدنا القراءة، وتأملنا فيما نقرأ، وأدركنا حقيقة ما نقرأ، لما فعله العرب في العراق منذ فجر التاسع من نيسان/إبريل 2003 حتى الآن، لوجدنا وبكل ألم وحزن ومرارة واستنكار – من قبل الضمائر الحية والعقول الليبرالية المتوقدة – أن ما فعله العرب في العراق من دمار، وقتل، ونهب، وسرقة، وخطف، وتفجير، ونشر فوضى، واعتداء على رجال الأمن.. الخ. يفوق كثيراً وبأضعاف أضعاف ما فعله العرب في إسرائيل، التي ظلت على مدار الأعوام الطويلة التي أعقبت 1948 تبني، وتُشيد، وتُعمّر، وتكبُر كدولة ذات قوة عسكرية واقتصادية وعلمية وإعلامية، تفوق في قوتها دول المنطقة، بل هي تتفوق عليهم مجتمعين في بعض الأحيان، فيما لو علمنا مثلاً أن الدخل القومي الإسرائيلي السنوي، ودخل الفرد الإسرائيلي السنوي، يساوي دخل مصر والأردن وسوريا ولبنان وما تبقى من فلسطين مجتمعين، كما قالت مجلة "الإيكونوميست" في نشرتها الاقتصادية السنوية عام 2009.

والعرب حاربوا إسرائيل أربع حروب فقط حتى عام 2006 ، وخسروا منها ثلاث حروب، وربحوا ربحاً جزئياً ودبلوماسياً في حرب عام 1973. ولكنهم لم يُلحقوا بها دماراً إرهابياً، كما أحدثوا في العراق.



حقائق من أرض الواقع

دعونا نُلقي نظرة سريعة مقارِنة، بين ما قام به العرب ضد العراق وشعب العراق، وبين ما قوموا به ضد إسرائيل، من خلال التالي:

1- أن الإرهاب العربي للعراق، أخذ من وجود قوات أجنبية في العراق ذريعة رئيسية لانتشار العمليات الإرهابية في العراق. وتلك كانت حجة واهية، ولا تصمد بقوة في وجه المنطق السياسي الذي يقول، إذا كانت القواعد العسكرية الأمريكية في العراق هي سبب العمليات الإرهابية في العراق، ففي معظم الدول العربية – وخاصة بعض دول الخليج- قواعد عسكرية أمريكية ثابتة ومتحركة. وقبلها كان هناك قواعد عسكرية سوفيتية قبل سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه في عام 1989 في الدول العربية ذات التوجه السياسي اليساري، وذات الاقتصاد الاشتراكي.

فلماذا لم نشاهد نشاطاً إرهابياً ضد أية قاعدة من هذه القواعد؟

ولماذا تمَّت إزالة بعض هذه القواعد بقرار سياسي كما سيتم في العراق، وليس نتيجة كفاح وطني، ومقاومة مسلحة؟

ومن هنا نرى أن الإرهاب الذي اجتاح العراق، لم يكن لمقاومة الوجود العسكري الأجنبي بقدر ما كان موجهاً للعراق ذاته، وللشعب العراقي نفسه. والدليل على ذلك أن عدد الضحايا من القوات الأجنبية نتيجة الإرهاب المسلح، كان أقل بكثير من عدد الضحايا من الشعب العراقي نساءً وأطفالاً وشيوخاً وطلبة مدارس، وطلبة جامعات، وأساتذة هنا وهناك، وأطباء، ورجال أمن وسياسيين وصحافيين .. الخ.

فهل هؤلاء هم المحتلون للعراق؟

كما كان حجم الدمار الذي أصاب البنية التحتية العراقية، أكبر بكثير من حجم الدمار الذي أصاب المنشآت العسكرية الأجنبية في العراق. وكانت الخسائر التي أصابت المنشآت النفطية، والكهربائية، والمائية، والتعليمية، والطبية الوطنية العراقية، أكبر بكثير من الخسائر التي أصابت مثيلاتها من المنشآت العسكرية الأجنبية. ومن هنا نرى أن العمليات الإرهابية المسلحة أرادت تدمير "العراق الجديد"، واستهدفت بالدمار والقتل هذا "العراق الجديد" كوطن، وشعب، ومستقبل، وفجر جديد بالدرجة الأولى والأخيرة، أكثر من أي جهة أخرى.

2- لو نظرنا إلى الناحية الأخرى من نواحي وجوب مقاومة الاحتلال الأجنبي لوجدنا أن إسرائيل منذ عام 1948 إلى الآن، لم تُعانِ عُشر ما عاناه العراق خلال سبع سنوات ماضية. بل إن ما فقدته إسرائيل من ضحايا في حروبها الخمس مع العرب في 1948، 1956، 1967، 2003، وأخيراً 2006، من جنود ومدنيين، وما أصابها من دمار وخراب في منشآتها المختلفة لا يوازي أبداً، ما فقده العراق خلال شهر أو شهرين أو ربما ثلاثة أشهر، من ضحايا من رجال أمنه الوطني في أي عام من الأعوام التي تلت 2003. ولنلاحظ أن عمليات الدمار والقتل في العراق، قد استهدفت مدناً ومجمعات ومنشآت معينة، كانت فيها ملامح النزاع الطائفي الديني واضحة المعالم للمراقب. وهو ما يدل على أن العمليات الإرهابية في العراق، كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى جرِّ العراق كله إلى حرب أهلية بين الطائفتين الدينيتين الكبريين في العراق : السُنَّة والشيعة، وليس إلى تحرير العراق، مما أطلق عليه "الاحتلال الصليبي" للثغور الإسلامية.

3- لقد تصالح بعض العرب مع إسرائيل، رغم كل العداء العربي – الإسرائيلي، وأقامت كل من مصر والأردن علاقات دبلوماسية وتجارية ونفعية بينها وبين إسرائيل، وتبادلتا السفراء والسفارات، ولكن ظلت معظم الدول العربية رافضة وخائفة من القيام بتلك الخطوة في "العراق الجديد". ومن بين من فتح سفارته أخيراً في بغداد، من استعملها كمركز استخباراتي (لا عجب ولا غرابة في ذلك، فمعظم الدول تستعمل سفارتها كأوكار لاستخباراتها وتجسسها على الدول الأخرى. ولكن الأمور معها لا تصل إلى درجة ارتباط هذه السفارات بعصابات الإرهاب والقتل والسرقة في ذلك البلد كما يجري في العراق.) كذلك، فقد انقطعت معظم السُبل العراقية - العربية، في حين أن بعض أسواق العالم العربي فُتحت للمنتجات الإسرائيلية، وقامت بعض الدول العربية بتصدير الغاز والبترول والمواد الأولية اللازمة للصناعات الإسرائيلية. كما قامت بعض الدول العربية بسرقة بعض النماذج التعليمية والصناعية، وتطبيقها في العالم العربي، دون الإشارة لمصدرها الإسرائيلي.

4- كان في العالم العربي وخاصة في اليمن والمغرب والعراق ذاته جاليات يهودية عُوملت باحترام شديد، واعتُبر اليهود في هذه البلدان مواطنون يتمتعون بكثير من الحقوق كبقية المواطنين الآخرين. وعندما أراد وقرر قسم منهم الهجرة إلى إسرائيل، سُمح لهم بذلك. وما زالت أعداد منهم تقيم في هذه البلدان. أما ملايين العراقيين الذين اضطروا بفعل موجات الإرهاب الدينية العنيفة إلى ترك وطنهم العراق، واللجوء إلى بعض البلدان العربية للعيش فيها، إلى حين استقرار الأمن في وطنهم، فقد ذاقوا صنوفاً من العسف، والتضييق، والكراهية الرسمية والشعبية. وقيل أن سبب الكراهية الشعبية جاءت من كون هذه الملايين من العراقيين تسببت في رفع مستوى المعيشة، وغلاء المنازل والإيجارات، وزيادة زحمة المواصلات، وارتفاع ثمن الخدمات العامة.. الخ. ولم يقم الإعلام العربي بواجبه بشرح المأساة العراقية وأسبابها الحقيقة. بل كان جُلّ الإعلام العربي في هذه الحالة طرفاً في زيادة وتيرة الإرهاب، وتشجيع مرتكبيه على القيام بمزيد من العمليات الإرهابية.

وتاريخ العرب في العراق، ما زال يسجل المزيد من الأخطاء القاتلة والمخزية، مما لم تعد المساحة المخصصة لهذا المقال قادرة على استيعابه.





#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (إماتة العراق عطشاً بعد تدميره بالمتفجرات)
- صادق العظم مثالاً: الليبراليون وحل الأزمة العراقية
- انهيارُ المجتمع المدني قتلَ الديمقراطية في العراق
- هل قرأ بوش العراق من الداخل؟
- التقييم الاستراتيجي لديناميكيات النزاع في العراق
- خسائر العراق والعرب من تلاعب الدكتاتوريين الجُدد
- العراق هو الشغل الشاغل الآن للإعلام والسياسة
- العراق: من دكتاتورية البعث إلى دكتاتورية الملالي
- من عراق الدكتاتور إلى عراق الدكتاتوريين!
- الدبلوماسية والاحتلال الإيراني بقفازات إسلامية
- المائدة العراقية: أمريكا طبخت وإيران أكلت!
- هل يُصلِحُ العطار الأمريكي ما أفسده الدهر في العراق؟
- لماذا خابت آمالنا في العراق الجديد؟
- هل عَلِمْنا بعودة المماليك للعراق؟!
- الديمقراطية كُرة النار التي تتقاذفها النخب العراقية
- سقط صدام لكن سلوكياته ما زالت فاعلة
- العراق: لماذا من جمهورية الخوف الى جمهورية الفساد؟!
- العراق ونتائج الامتحان العسير
- أدلة التنوير للخروج من -اللعنة-
- أسئلة الانتخابات التشريعية العراقية


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - ما فعله العرب في العراق لم يفعلوه في إسرائيل!