أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - العراق ونتائج الامتحان العسير















المزيد.....

العراق ونتائج الامتحان العسير


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

انتهت الانتخابات التشريعية العراقية، وظهرت نتائجها الأولية تقول أن الراديكاليين الدينيين العراقيين بقيادة المالكي والعلمانيين العراقيين بقيادة علاوي هم أكبر الفائزين (مساء الأحد14/3/2010). ومن المحتمل أن تُشكَّل الحكومة العراقية القادمة التي ستحكم العراق لمدة أربع سنوات قادمة من هذين الائتلافين، إضافة لمشاركة "الائتلاف الوطني العراقي" بزعامة إبراهيم الجعفري، و"الائتلاف العراقي الموحد" بزعامة عمّار الحكيم رئيس "المجلس الإسلامي الأعلى"، الذي حلَّ حزبه في المرتبة الرابعة. وتلك نتائج تختلف عن نتائج انتخابات العراق التشريعية عام 2005 فيما يلي:

1- كان ائتلاف الأحزاب الدينية هو الأول المتقدم. وهو أمر طبيعي ومنطقي في تلك الفترة، حيث نشر الفكر السياسي الديني الأصولي ظلاله على المنطقة المحيطة بالعراق. وحصل ذلك في ظل موجات الإرهاب الدينية الأصولية التي كانت تضرب العراق منذ 2003 حتى 2005 وما بعد ذلك بقليل. وفي ظل "الهوجة" الدينية الأصولية التي كانت ترسل "عطاياها" من الخليج وإيران ولبنان. وفي ظل نجاح الإخوان المسلمين في مصر في الحصول على 88 مقعداً في البرلمان المصري في انتخابات عام 2005. وفي ظل وصول أحمدي نجاد (الأصولي المتشدد) إلى كرسي الرئاسة الإيرانية عام 2005، وهزيمة المعتدل أمامه هاشمي رفسنجاني.. الخ.

2- كانت الظروف السياسية داخل العراق وخارجه في انتخابات 2010 أفضل مما كانت عليه في 2005. فالتشنج الديني الأصولي بين السُنَّة والشيعة في العراق قد خفَّ إلى حد كبير. والتخوف الكردي – العربي، قد بدأ يتحول إلى تفاهم، وتعاون. والشعب العرقي - بمجمله – قد استفاق من "الخضَّة" التي أعقبت ثورة 2003. أما خارج العراق، فالمحاور العربية قد تمَّ تغييرها واستبدالها. فتمّت بعض المصالحات العربية من خلال "مؤتمر الكويت الاقتصادي" 2009. وخفَّ التشنج السوري – اللبناني. كما بدت أمريكا أكثر دفئاً ورقةً مع سوريا، مما كانت عليه عام 2005، في ظل إدارة بوش. وأرخت سوريا من قبضتها على العراق، وخففت من إرسال قوافل الإرهابيين الدينيين الأصوليين للعراق.

3- لوحظ أن جيران العراق قد تيقنوا بعد سبع سنوات من قيام ثورة 2003 ، أن هذه الثورة مكتفية بذاتها، وأنها غير قابلة للتصدير، كما كانوا يظنون في 2003 ، وما بعدها، وحتى 2005. وهم (سُنَّة وشيعة) قد ساعدوا على تثبيت هذا الاطمئنان، بما سببوه من فوضى، وتشجيع على الإرهاب، والفساد المالي، والحصار السياسي والإعلامي. بحيث نظرت شعوب هذه الدول للداخل العراقي نظرة رفض، واشمئزاز، وتشفّي - في معظم الأحيان - نتيجة للماكينة الإعلامية السلبية لهذه الدول، التي كانت لا ترى في العراق بعد 2003، غير القتل، والدماء اليومية، والفساد المالي، والنهب، والسلب، والفلتان الأمني.. الخ. فلم يتمنَ شعبٌ من شعوب المنطقة، أو من الشعوب العربية والإسلامية والعالم الثالث، أن يُصبح مصيره كمصير شعب العراق، نتيجة لخلع حاكم من حكامه الديكتاتوريين، حتى ولو كان حاكمه فاجراً وفاسقاً وسارقاً.. الخ. وانتشرت الأحاديث السياسية النبوية التي يُقال أن الأمويين نشروها ومنها: "لا تعصوا أولي الأمر منكم. فإن عدلوا فلهم الأجر، وعليكم الشكر. وإن بغوا فعليهم الوزر، وعليكم الصبر." وهكذا ضمنت الأنظمة المحيطة بالعراق، والبعيدة عن العراق أيضاً، عدم تصدير "الثورة" العراقية، كما كانت تُخطط، وتعمل إدارة بوش، تحت عنوان الحرية والديمقراطية.

-2-

من المؤمل، أن يأخذ التغيير البطيء والتدريجي في العراق مداه، وإن كنتُ شخصياً غير متفائل كثيراً من نتائج هذه الانتخابات. وربما تفاؤلي سيكون أكبر وأكثر في انتخابات عام 2015 وفي عام 2020، حيث ستكون تجربة الحرية والديمقراطية قد نضجت بشكل أفضل وأعمق. واستطاع الشعب العراقي بنخبه وأحزابه البُراء أكثر من حكم القرون المظلمة الطويلة (العباسيون – وخاصة العصر العباسي الثاني، بدءاً من عهد الخليفة المتوكل ]847-861م[ - والمماليك، والعثمانيون، والهاشميون، والبعثيون). فالشعب العراقي كأي شعب عربي آخر، قد خضع لما خضع له الشعب العربي في القرن العشرين من تغيرات اجتماعية وسياسية بعد خلاصه من القبضة العثمانية 1918، ووقوعه في القبضة الغربية (انجلترا) 1916 وكان من أبرز هذه التغيرات، ما قاله المؤرخ والأكاديمي اللبناني محمد مخزوم في كتابه (أزمة الفكر ومشكلات السلطة السياسية في المشرق العربي في عصر النهضة) "أن مرحلة ما بعد الاستعمار أدَّت إلى تمركز السلطة السياسية، وحصرها بأيدي فئة قليلة، سعت جهدها لتطوير آلتها الحكومية، بوضع تشريعات تمكنها من تطبيق أحكامها تطبيقاً فعلياً لإدارة مجتمعها المدني، بالشكل الذي يلائم تطلعاتها ومصالحها الاقتصادية" (ص137).

-3-

ولو تأملنا في هذه العبارات المهمة، والنتيجة التاريخية المترتبة عن دراسة عميقة لواقع العالم العربي بعد مرحلة الاستعمار بما فيه العراق، لوجدنا أن ذلك ما وقع بالفعل، إذ أن السلطة في العالم العربي وفي العراق خاصة - في العهد الملكي والبعثي- قد طوّرت آلتها الحكومية، ووضعت تشريعات للقبض على السلطة بحزم. كذلك تمَّ الأمر في العراق بعد 2003، وخاصة في المدة الواقعة بين 2005-2010، حيث رأينا في العراق، كيف أن حكومة نوري المالكي سعت بكل جهدها لكي تجعل من العراق قبعة تليق برأسها. وقد أثبتت الانتخابات التشريعية بالأمس، نجاح هذا السعي، بفوز قائمة "ائتلاف دولة القانون" في المركز الأول من هذه الانتخابات، غير منكرين أن الدعم السياسي والإعلامي الإيراني، إضافة إلى المال الإيراني الغزير، الذي أُنفق في العراق أثناء الانتخابات (تقول بعض التقارير غير المؤكدة، أن إيران صرفت 2 مليار دولار في الانتخابات) قد دفع بقائمة "ائتلاف دولة القانون"، نحو هذا الفوز، سيما وأن المالكي نفسه يميل إلى الهوى السياسي الإيراني، أكثر من أي هوى سياسي آخر في المنطقة، لأسباب طائفية وسياسية، ونكاية ببعض جيران العراق من السُنَّة الذين رفضوا مجرد استقباله، وزيارته لهم.

وربما استطاع العراق خلال السنوات القليلة القادمة تحقيق سلطة "الإتلاف الوطني" الحقيقي، ليكون النموذج الأمثل والمحتذى في العالم العربي. وبذا يتحقق جزءٌ من هدف "الثورة" العراقية عام 2003 وهو نشر عبير الحرية والديمقراطية في بعض أقطار العالم العربي.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدلة التنوير للخروج من -اللعنة-
- أسئلة الانتخابات التشريعية العراقية
- صوت صادح من أصوات التنوير الحديث
- العراق: من انتخابات 1923 إلى 2010
- العراق أمام استحقاقات الديمقراطية الصعبة
- العراق: بين سردين الطائفية وحوت البعث
- العراق: المثال العربي للعدل السياسي
- العراق: من اللاهوت السياسي إلى الفلسفة السياسية
- الائتلاف والاختلاف بين الثورة الفرنسية و-الثورة- العراقية
- بين الثورة الفرنسية و -الثورة- العراقية
- لماذا تتعثر الديمقراطية في العالم العربي؟
- هل سيكون 2010 عام خروج فلسطين من الأنفاق؟
- أيها الفقهاء: كما اختلفتم اتفقوا حقناً لدمائنا؟
- لو سلكت أوروبا مسلك السُنَّة والشيعة لما توحَّدت!
- الإنجاز الأعظم للمسلمين: توحيد السُنَّة والشيعة
- الغول نصر حامد أبو زيد!
- كُلفة الديمقراطية العراقية -الباهظة-
- من هم المعارضون لقيام الدولة الفلسطينية؟
- الولادة المُتعسِّرة للدولة الفلسطينية
- من ليبراليات الخاصة إلى الليبراليات الشعبية


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - العراق ونتائج الامتحان العسير