أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - أدلة التنوير للخروج من -اللعنة-














المزيد.....

أدلة التنوير للخروج من -اللعنة-


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 21:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-

قلنا في الأسبوع الماضي، هنا في "الوطن"، من أن المفكر التنويري والشاعر والأكاديمي التونسي/ الفرنسي المتميز عبد الوهاب المؤدب، قال في كتابه "مواعظ مضادة"، عن ظاهرة الفتاوى التكفيرية الدينية، التي انتشرت في الثمانينات وما بعدها من القرن الماضي في العالم العربي والإسلامي، وخاصة بعد حرب الخليج الثانية 1991، وكذلك بعد كارثة 11 سبتمبر 2001، بأنها "مرض التكفير" في الإسلام. وهو مرض شاع – وما زال - في الأوساط الأصولية داخل العالم الإسلامي، وخارجه على المستوى الشخصي والمستوى العام، ووصل إلى حد التنابز بالألقاب. وقال المؤدب أيضاً، في كتابه "مواعظ مضادة"، أن الشيء المرعب هو أن ينتشر هذا "المرض" في أنحاء متفرقة من العالم الإسلامي، وكذلك في الغرب. وفي هذا المعنى يعتبر المؤدب أن دعاة الإسلامي السياسي، كجماعة الإخوان المسلمين، هم على رأس من نشروا "مرض التكفير"، وجاءوا بنموذج "للهذيان المعادي للغرب"، عبر خطاب بدائي ساذج. ومحاربة فيروس "مرض التكفير"، هو أول الخطوات التنويرية للخروج من اللعنة التي تحدث عنها المؤدب في كتابه "الخروج من اللعنة Sortir de la malediction"

-2-

لقد نتجت أوهاماً كثيرة ، نتيجة لانتشار "مرض التكفير" في العالمين العربي والإسلام. ورصد المؤدب هذه الأوهام في كتابه "أوهام الإسلام السياسي، 2001"، حيث قال: " الوضعية الراهنة للعالم العربي هي الأسوأ في تاريخه . رغم عدد سكانه واتساع أرضه، وتعدد دوله وتنوعها، ورغم اقتسامه لغة مشتركة تختزن ما لا يُحصى من الكنوز. وأخيراً رغم تاريخ مجيد، والعديد من الامتيازات والإيجابيات، وهبات الطبيعة والتاريخ، أصبح من الأكيد أن وضعية هذه البلدان اليوم، هي من ضمن الوضعيات التي لا يُحسَدُ عليها في عصرنا.

فهناك طغيان يسود معظم العواصم العربية، ومعه بؤس وجهل مُتوائمان. والأرقام الملخصة لهذه الوضعية، هي الواردة في التحقيقات والتقارير التي قامت بها مؤسسات دولية." ويخلص المؤدب إلى القول، أن الإسلام ليس أصل الداء وليس أصل المصيبة، وإنما المصيبة هي ما فعله بعض المسلمين أنفسهم بالإسلام. وأن الدواء يكمن فينا نحن المسلمين أنفسنا، عملاً بالحكمة: "ودواني بالتي كانت هي الداء". والعمل على استنفاد سلبية الشقاء الذي نحن فيه. وكما قال الفيلسوف الهولندي باروخ اسبينوزا، فإن "عافية الوطن" تكمن في حرية التفكير، واحترام الرأي والرأي الآخر. وهذا هو الدواء الناجع لدائنا الآن.

-3-

وفي كتاب المؤدب الجديد "الخروج من اللعنة، 2008" ، يرشدنا المؤدب الى دليل آخر من أدلة التنوير للخروج من اللعنة، وهو دليل وضع الأمة أمام خيارين، لا ثالث لهما: إما، سلوك طريق الحضارة والتقدم. وإما الانكفاء على أنفسنا، والغرق حتى الموت والاندثار في أحضان مرض عبّر عنه المؤدب بـ "الورم السرطاني"، وهو التخلف عن العالم، والخوف من العالم، علماً بأننا جزء – لا سبيل إلى إنكاره - من هذا العالم، كما أكد خادم الحرمين الشريفين، في خطابه أمام مجلس الشورى بالأمس القريب. ولا سبيل إلى التقدم إلا باستئصال هذا "الورم السرطاني".

-4-

ويشير المؤدب إلى دليل آخر من أدلته التنويرية، وهو عدم "تسييس الدين"، والمحافظة على قداسة الدين بعيداً عن الفساد والنجاسة السياسية. ومن هنا، فإن المؤدب يرفض "ولاية الفقيه". ويعتبر أن ظهور الخميني في إيران 1979 والحكم بشرعية "ولاية الفقيه"، التي بعثها الخميني من زوايا التاريخ، لكي يحكم بها إيران، قد أعاد إيران عدة قرون إلى الوراء. كما كانت الخمينية سبباً في حرب الخليج الأولى 1980-1988 التي دمرت اقتصاد الدول العربية والإسلامية. كذلك، كان لحكم "ولاية الفقيه" في إيران، الإساءة لسمعة الإسلام الذي أغرقته الخمينية حتى أذنيه في وحول السياسة، وتراجع دور إيران الحضاري في العالم، ومعاداة معظم دول العالم لحكم الملالي. كذلك، فإن من أسوأ الكوارث التي سسببتها الخمينية، اشتداد الصراع بين السنة والشيعة، واشتداد ساعد الأحزاب الدينية السياسية في مصر، والجزائر، والمغرب، والعراق، وتونس، ولبنان، والأردن، وبعض دول الخليج، وغزة. مما زاد من نشاط المنظمات الدينية الإرهابية في معظم أنحاء العالم. ومن هنا، فإن الخطر الأعظم يتأتى من رجال الدين المُسيّسين، الذين يتحولون الى ديكتاتوريين استبداديين، يريدون التحكُّم بكل شيء.

-5-

أما الدليل التنويري الآخر، الذي يريدنا المؤدب أن نأخذ به، ونمسك بيده، لنصل إلى شاطئ أمان المعاصرة، فهو القراءة الانفتاحية الحديثة للنصوص التراثية. فعلوم الاجتماع، والتاريخ، واللغويات Linguistics ومناهج النقد الحديث المختلفة، وغيرها من العلوم المهمة لتفسير النصوص، لم تكن متوفرة في القرون الماضية، كما هي الآن. لذلك لم يُستعن بها في الماضي في قراءة النصوص التراثية. وبذا، تمَّت قراءة وتفسير النصوص التراثية تفسيراً حرفياً، وهو ما كان متوفراً – دون غيره – في الماضي. أما اليوم، ونحن نعيش في قلب ثورة علمية ومعلوماتية، فقد توفرت لنا كل هذه العلوم والأدوات، لإعادة قراءة نصوص التراث على ضوء هذه العلوم، لكي نفهم تراثنا بشكل عصري أفضل، ولكن بشرط أن يتمَّ ذلك من داخل التراث، كما يدعو المؤدب إلى ذلك، وكما يفعل هو نفسه، في مختلف كتبه وأبحاثه.

فلقد خلَّف لنا كل عصر قشوره، وعلينا أن نُركِّز على الجوهر الأول، وندع تلك القشور جانباً.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة الانتخابات التشريعية العراقية
- صوت صادح من أصوات التنوير الحديث
- العراق: من انتخابات 1923 إلى 2010
- العراق أمام استحقاقات الديمقراطية الصعبة
- العراق: بين سردين الطائفية وحوت البعث
- العراق: المثال العربي للعدل السياسي
- العراق: من اللاهوت السياسي إلى الفلسفة السياسية
- الائتلاف والاختلاف بين الثورة الفرنسية و-الثورة- العراقية
- بين الثورة الفرنسية و -الثورة- العراقية
- لماذا تتعثر الديمقراطية في العالم العربي؟
- هل سيكون 2010 عام خروج فلسطين من الأنفاق؟
- أيها الفقهاء: كما اختلفتم اتفقوا حقناً لدمائنا؟
- لو سلكت أوروبا مسلك السُنَّة والشيعة لما توحَّدت!
- الإنجاز الأعظم للمسلمين: توحيد السُنَّة والشيعة
- الغول نصر حامد أبو زيد!
- كُلفة الديمقراطية العراقية -الباهظة-
- من هم المعارضون لقيام الدولة الفلسطينية؟
- الولادة المُتعسِّرة للدولة الفلسطينية
- من ليبراليات الخاصة إلى الليبراليات الشعبية
- كيف يتم انفراج الانسداد التاريخي ونجاح التنوير العربي؟


المزيد.....




- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - أدلة التنوير للخروج من -اللعنة-