أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الدبلوماسية والاحتلال الإيراني بقفازات إسلامية















المزيد.....

الدبلوماسية والاحتلال الإيراني بقفازات إسلامية


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نجحت إيران حتى الآن نجاحاً باهراً في إدارة ملفها النووي، والضحك على الغرب، الذي ما زال حائراً في كيفية التصرف تجاه الملف الإيراني.

وهذا الرئيس أحمدى نجاد الذي يبدو رجلاً بسيطاً، وغامضاً، وفقيراً، وكأنه من في مظهرة المتواضع من عمال النظافة، استطاع بذكائه الحاد، وربما بذكاء من هم حوله، أن يمرر كافة مراحل الملف النووي الإيراني بنجاح حتى الآن.



ورثة الإمبراطورية الفارسية

وهذا كله ليس بغريب على إيران، ولا على الساسة والسياسة الإيرانية وريثة الإمبراطورية والحضارة الفارسية، صاحبة الانجازات الإنسانية الهائلة في العلوم، والآداب، والفنون. فالحضارة الإسلامية، تدين لأكثر من ثمانين بالمائة للحضارة الفارسية الغنية. وساسة إيران الحاليين هم أبناء، وأحفاد، وورثة هذه الحضارة. وليس من المستغرب أن ينجحوا في تمرير مراحل الملف الإيراني الحالي بسلام، ودبلوماسية احترافية دقيقة حتى الآن. وهم في الوقت نفسه لم ينسوا اهتماماتهم المتزايدة في العراق والخليج العربي باسم الإسلام. فعينهم اليسرى الإيرانية على الغرب وعينهم اليمنى الإسلامية على العراق والخليج. أما سوريا، و"حزب الله"، و"حماس"، و"طالبان"، و"القاعدة"، وغيرها من فصائل المقاومة المسلحة في الشرق الأوسط، فتحظى باهتمام ورعاية كافية من البلاط الإيراني. وآخر الأخبار أن مدرباً أمريكياً للصقور، أكد أن ابن لادن يعيش في إيران في فيلا فخمة منذ سنوات. وقد سُئل أحمدي نجاد في أمريكا عن هذا مؤخراً، فرد ساخراً: بل إن ابن لادن يعيش في واشنطن!



أسس النجاح الإيراني

فهل تسعى إيران الآن بعد هذا النجاح الكبير في الدبلوماسية الإيرانية إلى استعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية القديمة التي أسسها قورش عام 559 ق.م وأيام كانت هذه الإمبراطورية (في القرن السابع الميلادي) تسيطر على معظم أنحاء العالم العربي، وأجزاء كبيرة من آسيا. واستفاد الإسلام والعرب من التراث الفارسي والحضارة الفارسية استفادة غنية. ففي الإدارة السياسية أخذ الأمويون من الفرس نظامهم الإداري. وفي التنظيم العسكري استعان العباسيون بكثير من الفرس. وغذَّت الحضارة الفارسية الحضارة الإسلامية بالفلسفة، والعلوم، والطب، والآداب، والشعر، وخلاف ذلك. وكان كبار المشاهير في هذه الحقول من أصول فارسية.

إذن، النجاحات التي حققتها إيران في الشرق والغرب حتى الآن وعلى مختلف المستويات، كانت نابعة من تاريخ عريق، وتراث مجيد، ولم تأتِ من فراغ.



نجاحات على مختلف المستويات

وعندما قرأتُ ما حققته إيران في العراق من أهداف كبيرة على المستوى السياسي والتجاري، كانت دهشتي كبيرة. وكما قلنا في الأسبوع الماضي، فقد أعلن الملحق التجاري الإيراني في السفارة الإيرانية في بغداد، أن إيران قد صدَّرت إلى العراق منتجات مختلفة بقيمة 6 مليارات دولار، وهو ما يوازي عشرة أضعاف صادرات إيران إلى العراق قبل 2003. وتسعى إيران إلى تصدير ما قيمته 8 مليارات دولار في هذا العام 2010. وهو ما عبَّرنا عنه بأن "أمريكا طبخت وإيران أكلت على المائدة العراقية". وهذه الأرقام لم تحققها أمريكا، أو أية دولة أوروبية أو عربية أخرى. إضافة إلى أن إيران هي صاحبة الصوت السياسي الأعلى (والذي يعلو ويفوق كثيراً الصوت الأمريكي) والقرار السياسي العراقي الآن. ولعل الأخبار الواردة من العراق عن التحالف الشيعي المنوي إقامته بين كتلة "دولة القانون" و "الائتلاف الوطني العراقي"، ويحظى بتأييد من الأكراد، لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، هو انتصار ساحق آخر ليس لإيران فقط، ولكن لحلفاء إيران أو للمحور الإيراني الضخم في الشرق الأوسط، الذي تدور في فلكه سوريا التي لا تقل ذكاءً سياسياً عن إيران، فهي قد استعادت لبنان وبأقوى مما كانت عليه قبل 2005. وكسرت طوق الحصار العربي من حولها بالتصالح مع السعودية، ومغازلة مصر. كما كسرت طوق الحصار الغربي بالتصالح مع أمريكا، وإعادة السفير الأمريكي إلى دمشق، وفي الوقت نفسه احتفظت بعلاقتها الإستراتيجية المتينة مع إيران و"حزب الله" وباقي فصائل المقاومة المسلحة، التي تتخذ من دمشق مركزاً لقيادتها. كما يدور في فلك هذا المحور "حزب الله" وهو البعبع الإيراني في لبنان أمام إسرائيل، التي تهدد المسيرة النووية الإيرانية. و"حزب الله" أداة فعالة لإبعاد شبح الحرب عن إيران من قبل أمريكا وإسرائيل. كذلك تدور "حماس" في هذا الفلك وهي الشوكة في حلق العلمانيين الفلسطينيين، كما أنها شوكة في حلق مشروع السلام الأمريكي- الإسرائيلي- العربي – الفتحاوي.



ونجاح فريد في أفغانستان

هذا هو كشف الحساب السريع للنجاحات الدبلوماسية والتجارية والسياسية الإيرانية خلال العشر سنوات الماضية بدءاً من مطلع القرن الحادي والعشرين. ويضاف إلى هذه النجاحات ما حققته إيران من نجاح في أفغانستان وبقفازات إسلامية.

فهي رغم عداوتها المذهبية مع "طالبان"، ورغم كراهية "طالبان" لإيران، وعداء إيران لـ "طالبان" التي اتُهمت من قبل إيران بقتل زعيم "حزب الوحدة" الشيعي الأفغاني (عبد العلي مزاري)عام 1995. وكذلك قتل "طالبان" لدبلوماسيين إيرانيين، عندما اقتحمت قنصليتهم في "مزار شريف" في 1998.

ولو نظرنا بتمعن إلى سطوة إيران في الشرق الأوسط، وفي أفغانستان وباكستان، ومكاسبها السريعة خلال العشر سنوات الماضية، لوجدنا أنها حققت أكثر مما حققه الاتحاد السوفيتي في الشرق الأوسط خلال أكثر من سبعين عاماً، وبتكلفة مالية وسياسية وعسكرية أقل من التكلفة السوفيتية التي دفعها الاتحاد السوفيتي لمصر، والعراق، والجزائر، واليمن الجنوبي وغيرها، ولم تؤدِ إلا إلى (خيبات) وانكسارات للطرفين الداعم والمدعوم.



إيران والعرب وجرار السمن والعسل

لقد احتلت إسرائيل فلسطين، فحاربها العرب عدة حروب. وسيطر الغرب على أجزاء كثيرة من الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى ولم يخرج نهائياً من هذا الشرق إلا في عام 1970 (استقلال الأمارات العربية المتحدة) وسيطر الاتحاد السوفيتي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً على بعض الدول "الثورية" في العالم العربي. وهؤلاء نالوا من المقاومة والتوبيخ والعداء لما فعلوه الشيء الكثير. واحتلت إيران "عربستان الأحواز" عام 1925 . وأعلنت ضم البحرين كمحافظة إيرانية، رقم 14، عام 1958. كما احتلت ثلاث جزر من الأمارات العربية المتحدة عام 1971. ووصف وزير خارجية الأمارات مؤخراً عبد الله بن زايد آل نهيان، أن احتلال إيران أسوأ من الاحتلال الإسرائيلي. ورغم هذا فما زالت جرار السمن والعسل بين إيران والعرب عامرة ومليئة، والأخوة الإسلامية تباركها!

وهذه تضاف إلى نجاحات وانتصارات إيران في العشر سنوات الأخيرة.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المائدة العراقية: أمريكا طبخت وإيران أكلت!
- هل يُصلِحُ العطار الأمريكي ما أفسده الدهر في العراق؟
- لماذا خابت آمالنا في العراق الجديد؟
- هل عَلِمْنا بعودة المماليك للعراق؟!
- الديمقراطية كُرة النار التي تتقاذفها النخب العراقية
- سقط صدام لكن سلوكياته ما زالت فاعلة
- العراق: لماذا من جمهورية الخوف الى جمهورية الفساد؟!
- العراق ونتائج الامتحان العسير
- أدلة التنوير للخروج من -اللعنة-
- أسئلة الانتخابات التشريعية العراقية
- صوت صادح من أصوات التنوير الحديث
- العراق: من انتخابات 1923 إلى 2010
- العراق أمام استحقاقات الديمقراطية الصعبة
- العراق: بين سردين الطائفية وحوت البعث
- العراق: المثال العربي للعدل السياسي
- العراق: من اللاهوت السياسي إلى الفلسفة السياسية
- الائتلاف والاختلاف بين الثورة الفرنسية و-الثورة- العراقية
- بين الثورة الفرنسية و -الثورة- العراقية
- لماذا تتعثر الديمقراطية في العالم العربي؟
- هل سيكون 2010 عام خروج فلسطين من الأنفاق؟


المزيد.....




- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...
- سحب عشرات الطائرات العسكرية من قاعدة أميركية في قطر
- صفارات الإنذار تدوي بشكل مستمر في منطقة البحر الميت بسبب هجو ...
- مستشار وزير الخارجية الإيراني يكشف عن فشل -مؤامرة إسرائيلية ...
- صحافية أمريكية: استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب موقع فوردو الإ ...
- -الخلايا النائمة- المرتبطة بـ-حزب الله- والمدعومة من إيران ت ...
- مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في علاج المشاكل النفسية ...
- سحب مكملات فيتامين شهيرة من الأسواق الأمريكية بسبب خطر يهدد ...
- اكتشاف آلية جينية تساعد على استعادة الأطراف المفقودة بالكامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الدبلوماسية والاحتلال الإيراني بقفازات إسلامية