الروتين والعادةوالتقليد....ضرورات في الهيكل الاجتماعي

عبد العزيز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 02:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عندما قال انشتاين بان هناك شيئان لا حدود لهما وحددهما بالعلم وغباء الانسان فقد حدد بالضبط متناقضين اساسين ..العلم وهو المعرفة بكل اشكالها وانواعها من حسية ومنطقيه وحدد الغباء بعكس العلم وهو الجهل, والجهل هو جوهر الانسان بالذات وليس جوهر حيواني. فالحيوان يعلم لان معظم سلوكه فطري غريزي .....اما الانسان الذي القي على كاهله صخرة سيزيف... وهي محنه ومعاناة العقل والنفس المدركة وتحمل تبعات العلم (وبكل اشكاله مجددا) فهو الغبي المطلق الغباء والا ما خرج من الجنه الى عالم المعاناه والشقاء الارضيين.
بالمحصله ليس الغباء هو الخضوع للروتين او العادة والتقليد فهذه المفاهيم سلوكيات ضروريه لادامة المجتمع والعمل والاقتصاد والسياسية والاخلاق والسلوك الاجتماعي والبناء المؤسسي (بكافة اشكاله) وقد يستمر العمل بها في المجال المعين لزمن غير محدد لحين تولد علم ومعرفة واكتشاف جديد يصارع لكي يثبت له مكان فيصبح حقيقة وعلم متخلي عن العادة والتقليد والروتين القديم ليدخل في حلقة جديدة من الروتين والعادة والتقليد ليثبت فعاليته واستمراريه لحين تولد نفيه...... هكذا هي وحدة وصراع الضدين (العلم والغباء(الجهل)).
اماالغباء من النوع الاخر الغباء جراء وجود خلل عضوي في الدماغ وميكانيكيات عمله او خلل في النفس ودرجات الاستقرار والاضطراب فهو الغباء المجرد أي اللاوجود للعلم والمعرفه, جراء غياب او خلل في جهاز احتواء العلم والمعرفة العقل او النفس. وهو ايضا لا علاقه له بالعادات والتقاليد والروتين.
ان الاستنتاج بان الغباء هو جراء الالتزام بالروتين والتقاليد والعادات هو استنتاج خاطئ منافي للعلم نفسه الذي فيه منهجية وعادات وقواعد عملية وسلوكية وروتين اكثر من متشدد وهي من ضروريات البحث العلمي ... وللسلوكيات داخل الاكاديميات (مناطق الحرم العلمي) تتميز اكثر من سواها بالروتين والتقليد والعادات ولكنها ليست عناصر للغباء بل هي من لزوم مايلزم في الكثير من جوانبها وان كانت في القليل (الغير ضروري منها لزوم ما لا يلزم). واعتقد ان جذر الدعوه الى الغاء الروتين والعادة والتقليد جذر ميكافيلي مقيت اساسة ان الغاية تبرر الوسيلة..ولا تربط الغاية النبيله بالوسيله النبيله او الانبل...بدعوى ان وسائل الاجتماع البشري والاتفاق الاجتماعي وقواعد السلوك والاخلاق في المجتمع مثل الروتين والعادة والتقليد هي عناصر سلبية وادوات للغباء...فكانما لا يتم معالجة المشكله في الصراع بين العلم والجهل باتباع طريق العلم ومنهجة وعاداته وتقاليدة فتلقى باللائمه على كل الروتين والعادة والتقليد وتدعوا الى التحلل من قيودها لصالح غاية قد تكون في جوهرها اكثر بطلانا من هذه الوسائل في ذاتها.
فالندعوا الى العلم ولندعوا الى التغيير والتجديد ولكن ليس بتحطيم قواعد المجتمع قبل ايجاد بدائل للواقع اكثر قوة واكثر منفعة واكثر منطقيه واكثر فائدة وهذا يحتاج ايضا الى قواعد جديدة تصارع لتثبت وجودها الجديد.

#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل