أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كوبع العتيبي - الخمر حرام ... الحشيش مش حرام ...الخمر غالي ...الأفيون أرخص منه ..!!















المزيد.....

الخمر حرام ... الحشيش مش حرام ...الخمر غالي ...الأفيون أرخص منه ..!!


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 930 - 2004 / 8 / 19 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرارة الطقس مع انقطاع التيار الكهربائي قدر محتوم ان اتعايش معه في ظهيرة العراق الساخن بحرارة القتال وسخونة الاجواء السياسية ؛ الحرارة تنعسني لكنني لا استطع ان اغفوا ؛ ابن اخي الصغير يذهب الى مسجد الحي ياخذ له غفوة احسده عليها بعد ان ينهي صلاة الظهيرة ؛ لكنني سمعت انهم لا يسمحون لي ان ادخل مسجدهم ؛ انا ليس من انصارهم ؛ متهم بخيانة الوطن والجبن والتخاذل!! طالما انا ليس من جنودهم ؛ هذا ما سمعته ؛ إبن اخي يمتلك رشاشتين وقليل من العتاد ..يقولون سوف يقطعون اطرافك ان دخلت المسجد ( الخونة لا يدخلون بيوت الله !!) عليك ان تسجل اسمك ضمن قوائم أنصار القائد وإلا سوف لن استطيع حمايتك عندما تخطف أو تقتل !! تلبسني الخوف من حديث أبن اخي وتحذيراته لكنني لن استطيع ان اغمض عيني واجعل أحدهم يقودني أنا لست بهيمة ؛ البهائم هي من تقاد ؛ ان استمر الوضع بهذه الصورة المظلمة سوف اهاجر مرة اخرى الى مكان آخر وإن كنت لم املك مالا كافي لسفري لكني لابد أن اتدبر امري ..
انزوي فوق سطح المنزل تحت ظلال الغرف العلوية كي ابكي دون أن تراني العيون لكن كثيرا ما تخونني الدموع وتهرب بسبب اصوات الصراخ القادمة من الشوارع ؛ قالت امي سجل اسمك ضمن القوائم حتى تحفظ نفسك من الموت ولا تسافر يكفي سفرك الاول وغربتك التي اكلت سنوات عمرك ؛ انا ولدتك ليس حتى تهاجر.. لا احد يريد ان يفهمني او انا الذي اصبحت لم افهم ماذا اريد ( خراب في خراب ) من حزب البعث الى حزب المهدي يوم يرتبط بيوم ؛ قادة لم يرشحم احد ؛ زمن الدعايات وقوة السلاح حال يفرض نفسه على حال ؛ شيء بدون شيء ؛( مثل ورده تقطفها لكنك لم تشم منها عطر ترميها لتسحقها الاقدام ..)
اغلقت المتاجر ؛ ليس هنالك مدارس ولا حتى مقاهي ارى اصحابي من خلالها ؛ المدينة مقفرة تصلح سكنا للمجانين .. عندما عدة للوطن تركت اخر حسرة على الحدود وأول دمعة كانت فوق اول خطوة داخل حدود الوطن .. ساتزوج بعد ان اعمر بيت يشبه بيوت الريفيين واربي بجانبه كل انواع البهائم والحيوانات الاخرى استغلها للتجارة والتسلية ليس لي طاقة على الاعمال الاخرى بعد ان انهكتني غربتي وقطعت كل اوردة القلب المتعب ..حتى هذه السكارة الملعونة لابد وان افترق معها هي سبب ازماتي التنفسية ؛ يقول الدكتور عليك ان تتوقف فورا عن الدخان والا سوف يكون عمرك قصير ؛ لياتي الى هنا هذا الدكتور ليرى كيف نعيش داخل الدخان وبعدها سوف ارى كم سكارة يدخن او هل يستطيع ان يمنعني منها .. الاطباء مثل الشعراء يقولون ما لا يفعلون والشعراء يتبعهم الغاوون !!
ركام البيوت المنهارة بسبب القصف مازال شاهدا على جرائم الذين يودون ان اسجل اسمي ضمن قوائمهم ؛ مجاري مياه الصرف الصحي توقفت عن الجريان ورائحة البيوت عفنه .. لن ارى رجل يسير في شوارع المدينة كل الذين خرجوا لغرض الأعمال والتسوق هم النساء .. الرجال داخل البيوت ولن يستطيعوا الخروج خوفا من ان يخطفوا او يساقوا الى المحكمة الشرعية بحجة التخاذل او الخيانة طالما واسمائهم ليس ضمن قوائم الغوغاء !! خراب في خراب ؛ الايام تعيد نفسها لكن الادوار والازياء والخطاب السياسي هو الذي تغيير؛ من قائد جيش القدس الى قائد جيش المهدي ؛ العراق سكة حديد تسير عليه القاطرات السياسية ؛ عربات تطارد ببعضها البعض ؛ لاتحمل معها بساتين ركابها جفاف وتصحر وعمائم وبنادق صيد الارواح .. خراب في خراب ..
القت قوات القائد الجديد القبض على شاب يغني ( سلمتك بيد الله يمحملني أذيه ) اتهموه ان هذه الاغنية كان يقصد بها القائد ؛ انهالت عليه الكفوف والهراوات من كل الايادي حتى الذين لا ينتمون الى قوائم القائد شاركوا في حفلة الكفوف لغرض التستر .. اقسم الشاب انه لا يقصد احد بهذه الاغنية وهي اغنية قديمة ؛ اصر الضاربون انه يقصد احدا خاصة وهم قبل يومين القوا القبض على اخر متهما بنفس التهمة وبنفس الاغنية .. مع ان الغناء حرام في هذه المدينة المقدسة التي يسكنها افضل خلق الله بعد محمد وارواح الموتى .. لا يجوز هنا الا قراءة السور القرانية واناشيد الطف الحسيني .. لم اعرف ماذا حل لهذا الشاب بعد أن اخذوه وهو ينزف دما من الانف والفم ناهيك عن ما يحمله جسده اسفل الملابس من الكدمات نتيجة الركلات من مكرمة القائد المترهل حد القيء ..
كان يقول لي صديق لا ترتبط باي حزب سياسي سواء كان علماني او إسلامي – الاحزاب السياسية مثل( حب العاهرات . أن كل واحدة تحاول أن تنتقم من كل الرجال من خلال رجل واحد . كل واحدة منهن تعتقد أن الرجل هو الذي فشل حياتها . كلهن فاشلات في الحب ) الاحزاب هكذا عندما تشعر بالافلاس والفشل تحاول أن تنتقم من الشعب ويرمون كل قذاراتهم على العالم الاخر بحجج كثيرة ..
لن يروق لي ما سمعته من إبن أخي ؛ انه تهديد وإعلان عن جرائم قادمة وتشجيع من قبل الآخرين على ما يحدث .. انا ليس من انصار الحكومة والإحتلال لكن هذا لا يعني أن أكون مع هؤلاء المعصبون باقمشة خضراء... إنهم لا يختلفون بوسائلهم عن وسائل الإستعمار وزرع شروط لحياة البشر .. لايختلفون عن السابقيين كان كل شيء من أجل القائد وحزب البعث واليوم كل شيء من أجل الزعيم والتيار ؛ الذي كان يرتدي ملابس الزيتوني غيرها بقطعة قماش خضراء اللون يربط بها عقله المنتسب للتيار ؛ الكل خائف من الكل انا اخافهم وهم يخافونني لكنهم اقوى مني بامتلاكهم الرصاص وهواية صيد الارواح !
انا مصادر لكنني ماذا افعل ليس امامي سوى ان اكون اعمى مجنون ؛ غريبا هذا الوطن لايقبل امثالنا ونحن لا نستطيع ان نتخلى عنه ؛ اصبح خوفي من الوطن اكبر من خوفي من الجرب .. لكن الثاني اكتشف علاجه وعلاج الاول مازال في علم الاموات !
في زقاق المدينة القديمة تعالى الدخان بعد ان قصفت طائرة قنابلها على مجموعة من المسلحين ؛ بعض الشظايا اخترقت احد ابواب البيوت ؛ هرول الكثير من الاطفال باتجاه الدخان المتعالي مع صراخ النساء ؛ امرأة حامل مزقت بطنها شظية لتخترق جمجمة جنينها داخل الرحم ؛ يقولون انها تزوجت منذ سنوات دون ان تتمكن من الحمل وهذا بكرها الذي كانت وزوجها تنتظره ؛ انها تنزف ولم تستطع سياراة الاسعاف الوصول الى الحي القديم بسبب الانفجارات وضيق الأزقة ؛ انها تنزف ولم تستمر في العيش ؛ الموت يقضي على الاجنة في الارحام هي لعنة المتحاربين تصب حممها على رؤوس الفقراء ؛ المتمكنون تركوا المدينة بعد أن باتت تفتقر حتى لرغيف الخبز ؛ قال صبي متسخ يتناهز العاشرة من عمره ؛ انها ماتت قبل ان تصل سيارة الاسعاف ؛ مبروك لحفار القبور سيضيف الى مدخراته عصفورين بحجرة واحده ؛ استطاعت الشظية ان ترى الاجنة داخل الارحام لتنال منها لكنها عجزت ان تصل الى رؤوس المتاسلمين بالكذب .. لماذا لم يخرج الناس مستنكرين على مايحدث طالما وهم قابعون في منازلهم خوفا من انصار التيار ؛ لماذا يتهاونون في وقف المنبوذ مثلما تهاونوا في السابق عندما تمادى وعصابته البطريق الى أن وصل الحال الى ما عليه الان ؟! إذن هي لعبة الادوار لكن القادم أسوء طالما ليس هنالك من يستنكر ؛ توقفت السيارات عن الحركة عربات قديمة تجرها حمير تنقل المتنقلين من كبار السن واخرون يستخدمون ( الباسكل !! ) لتنقلهم ؛ القرن الواحد والعشرين يعود بنا وأفغانستان الى عصور الحمير والتقاتل القبلي والطائفي وتدير خرائط حروبة العمائم والقوى العظمى والأقمار الصناعية المتطورة لتحديد الاهدف العسكرية ومساكن الاجنة التي اصبحت لا تحميها الأرحام .. ابناء قومي اعتادوا الحرب لا يعلمون شيئا عن العالم الآخر ؛ منذ قدوم البعث ونحن نزداد تخلف واليوم تخلفنا أخذ شكلا اخر من ظلام الايام .. الحرارة تخنقني ؛ لا اريد ان اعود الى بيتنا ؛ انا غريب واشعر بغربة اكبر من غربتي السابقة ؛ يتكلمون دون افهم ما يتحدثون به ؛ التلفزة تعرض صور الموت ووجوه ملثمة تقطع الرقاب باسم الله والتحرير ؛ صور انفجارات وقوات مدججة بالسلاح القاتل للأجنة ؛ جهاز الاستريو يطلق خطابة دينية من خلال الاقراص الممغنطة - النوم فوق السطوح حرام – داخل البيوت أيضا – حلاقة الوجه تعرضك للرجم – العلك مكروه- الصوم بدون رمضان مستحب – تعليق صورة قائد التيار من مقومات الدين ومن لم يعلق صورة الزعيم مرتد ويحل قتله –( الخمر ممنوع ومحرم- الحشيش مش ممنوع – الخمر غالي – الحشيش متوفر – حشيش اسلامي يجعلك تبكي لابسط قصة دينية وتقاتل دون ان تعرف السبب – وان لم يتوفر فعليك بالافيون الايراني انه من اجود انواع الافيون!!) هاجرت الشمس الى افغانستان بعد سقوط طالبان لكنها متى تعود ؟! مدينة ساخنة دون شمس !! دخان الحروب حجب ضوء القمر .. خراب في خراب .. ظلام في ظلام .. عندما تنفذ نقودي سوف اعمل حفار قبور .. مهنة غبية وراس مالها بسيط ؛ فائس للحفر وزنبيل لاخراج التراب لياخذ مكانة شاب قتل برصاص الدين والديموقراطية ..



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عود وكمنجه وطبل ...دك وأرقص وغني..!!
- دبابات أمريكية وعمائم إيرانية وشاهد ما شافش حاجة ..!!
- جل ما أخشاه أن يكون الله أمريكي ..؟!!
- مجاهدين هندوس .. أنبياء للإيجار ...!!
- مقتدى الصدر سينتصر !! أياد علاوي سينتصر..؟!!
- هل العراق قرية متخلفة من قرى خرم شهر الإيرانية ..؟!!
- الشارع العراقي بين الإنشقاق ومهزلة العصابات الدينية ..!!
- أذا لم ترقص في عرس أمك يا يوم ترقص
- لعبة البيضة والحجر في قيام أمارة إسلامية في الجنوب العراقي . ...
- لماذا قوات عربية وإسلامية مولانا تاتي للعراق ..؟!!
- ضياع عمامة شيخنا الجليل ..!!
- عمائم العراقيين تتراقص على أنغام عمائم إيران ..!!
- أيها العراقيين أقتلوا الزرقاوي وعصابته قبل أن ينالوا من أهلن ...
- الأحزاب العراقية والجهاد الأعور وعهر دول الجوار ..!!
- الكوميديا الالهية بين ابي العلاء المعري ... ودانتي ..!!
- مقتدى الصدر يشكل محكمة شرعية لإجهاض الحلم العراقي ..!!
- سفر إلى السماوات في سفينة رسالة الغفران ..!!!
- حروب الردة على أجهزة الكومبيوتر الكافرة يشنها المغفلون ..ّّ! ...
- مواخير السياسة السورية .....وعلاقة الشعوب ..!!
- ( ما معنى يتفاوض الفلبينيون مع السوريين حول إطلاق سراح ارهين ...


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كوبع العتيبي - الخمر حرام ... الحشيش مش حرام ...الخمر غالي ...الأفيون أرخص منه ..!!