أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كوبع العتيبي - الكوميديا الالهية بين ابي العلاء المعري ... ودانتي ..!!














المزيد.....

الكوميديا الالهية بين ابي العلاء المعري ... ودانتي ..!!


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 907 - 2004 / 7 / 27 - 10:37
المحور: الادب والفن
    


كانت رحلة أبو العلاء المعري كما يقول محمد الشنواني– في رسالة الغفران – إلى العالم الآخر هي التي شغلت الأوربيين لما رأوا من ملامح الشبه بينها وبين الكوميديا الإلهية لدانتي ؛وما تزال قضية تأثر دانتي بابي العلاء المعري موضع خلاف قائم على انه مهما كان الرأي فيها فالذي لا شك فيه إن لرسالة الغفران قيمتها الكبرى من حيث هي اثر فني مبدع ولما تكشف لنا عالمه النفسي في تلك المرحلة من حياته عالم أديب ضرير مقيد محروم ..
فجنة أبي العلاء المعري أهلها اللغويون والشعراء ومن يقوم على خدمتهم من الغلمان والولدان المخلدين والمغنين والمغنيات وأبونا أدم جيء به ليسال في قضايا شعرية ولغوية والجن المؤمنون شعراء بارعون والحيات يروين الشعر وفيهن من لها علم بالقراءات والشعراء يغفر لهم بأبيات قالوها من الشعر ومنازلهم في الجنة حسب درجتهم في الشعر ما بين رجز وقصيدة والقيان يغنين بمختارات من الشعر والراقصات يرقصن على نغمه وإيقاعه وحديث الندامى لغة وشعر ويتنافر المتنافرون ويتخاصم المتخاصمون في الجنة حول مسائل لغوية ومرويات من الشعر ..
وجنة أبي العلاء جنة بشر عاش اكثر عمره مقيدا حبيسا يجاهد أهواء بشريته وأشواقها فلم يطق ان يتمثل جنة هادئة بالسكينة والسلام بل ملاها حركة وضجيج ورقصا وغناء ونزهة وصيد ويعلوا الصوت فيها حتى يصبح صياحا وصخبا وتعنف الحركة حتى تصير عراكا ..
فأبي العلاء الذي حرم على نفسه كل متع الحياة الدنيا حشد في جنته كل ما خطر على باله وتمثلته بشريته المحروقة المكبوته من صنوف متسع الحسية والملاذ المادية وأسرف في ذلك حتى جاء بهذه المتع مشخصة ممثلة واللافت هنا أن أبا علاء يجب أن لا تخلو جنته من ملامح دنيانا فالقصور عليها لافتات بأسماء الشعراء ودخول الجنة لا سبيل إليه بدون جواز موافقة وفي الجنة خيل لهواة الصيد وناقة لمن يشتهي ان يحلب اللبن والشيخ يأمر أن يكون بين طهاة مأدبته طهاة من حلب ولا يحتاج المدعوون ان يعبروا عن ما يشتهون بل يكفي أحيانا أن تخطر لأحدهم الرغبة أو يهجس في خلده الشوق فيجد ما اشتهى حاضرا ماثلا ..
والجنة ليس تكون جنة لأبي العلاء وفيها أعمى أو ذو عاهة بل ليس يكفيه أن يكون الأعمى بصيرا والأعشى احور والأعور سليم العينين وإنما يلتمس لكل من ابتلى بعاهة في الدنيا أن يعوض عنها في الآخرة تعويضا لا يقترحه إلا المبتلي المحروم
وفي المحشر نرى عراكا بين أبي علي الفارسي وجماعة من العرب لأنه أخطأ في رواية شعرا لهم ونرى ابن القارح يحاول التقرب من خزنة الجنة بقصائد نضمها في مدحهم ..
وكذلك الأمر في الجحيم بشار قد أعطى عينين بعد الكمة وابن القارح يسال خزنة النار عن مهلهل فيعرفه بأنه الذي يستشهد النحويين بقوله كذا وكذا والحوار مع الشعراء في النار والشيخ لم يلتقي غيرهم – في الشعر واللغة والرواية والانتحال وهو يواسيهم في عذابهم ويحزن لبلواهم ويشكي إلى شكواهم دون أن يجردهم من عواطف بشريتهم ..
وأبي العلاء في تصوير عالم الآخر متأثر دون شك بما في البيئة الإسلامية من وصف الحياة الأخرى ونخص بالذكر الجنة والنار في القران الكريم والمرويات الإسلامية عن الثواب والعقاب والشفاعة في كتب الحديث والتفسير وقصة المعراج ثم ديوان الشعر العربي للجاهلية وصدر الإسلام بما فيه وصف للمتع والملذات وفنون اللهو والطرب والمتعة نقلها المعري الى جنته وكذلك الأساطير العربية التي عرفت في البيئة الإسلامية عن أفاعيل الجن ومغامراتهم وشجر الحور...
والواقع أن رسالة الغفران ما تزال ذخيرة حية خصبة من تراثنا الإنساني لم نظفر بعد بكل كنوزها ولم نجل كل أسرارها الفنية
( لولا الكوميديا ما خرجت رسالة الغفران من قبرها )
ماذا كان يحدث لو كان الأب ( ميجويل أسين بلاسيوس ) قد أخفى اكتشافه وجعله سرا يدفن معه يوم مماته هذا الاكتشاف الذي أكد رائعة أوربا المعروفة بالكوميديا الإلهية لشاعر العصور الوسطى دانتي منقولة من أصول عربية لو كان قد فعل ذلك لترتب عليه عدد من النتائج في مقدمتها استمرار هذا السر مجهولا واستمرار اختفاء حقيقة وجود الجسور التي كانت تربط بين الفكر العربي والفكر الأوربي في العصر الوسيط والأكثر استمرار هذه المصادر العربية مجهولة إلا لمن أراد التعرف على تراكيب لفضية أو قضايا فقهية أو كلاسيكيات تاريخية أو مسائل نحوية أو أي أمر يبعدنا عن جورها الحقيقي الذي يعلن ابوتها للكوميديا الإلهية
لقد كانت قنبلة هائلة تلك التي ألقاها اكبر المستشرقين الأسبان بلاسيوس عام 1919 بإعلانه أن دانتي 1256 – 1321 في رائعة الكوميديا الإلهية مقلد لبعض الكتب العربية التي وردت عن معراج الرسول علية الصلاة والسلام واهمها كتاب رسالة الغفران وكتاب الفتوحات المكية لابن عربي ..
وجاء الدليل بعد إن رفض الإيطال قول( بلاسيوس) حين اصدر المستشرق الإيطالي أنريكو تشيروللي كتابا عام 1949 نشر فيه الترجمة اللاتينية والفرنسية القديمة للكتابات العربية للمعراج الإسلامي وتلخص قصة هذه الترجمة في أن الفونسو العاشر ملك قشتالة بأسبانيا أمر بترجمة هذه الكتابات من العربية إلى القشتالية وقد قام الطبيب اليهودي إبراهيم الحكيم عام 1264 أي قبل مولد دانتي بعام واحد بعد ذلك طلب هذا الملك من المترجم الإيطالي ( بونا فنتوراداسينا ) ترجمتها من القشتالية إلى اللاتينية والفرنسية القديمة في نفس السنة لإذاعتها فيما وراء الحدود الأسبانية وبذلك أيد تشيروللي فكرة بلاسيوس بما لا يدع مجالا للشك من أن أبي العلاء المعري أخذ كل بشر الدنيا إلى السماوات من خلال رسالة الغفران ..



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتدى الصدر يشكل محكمة شرعية لإجهاض الحلم العراقي ..!!
- سفر إلى السماوات في سفينة رسالة الغفران ..!!!
- حروب الردة على أجهزة الكومبيوتر الكافرة يشنها المغفلون ..ّّ! ...
- مواخير السياسة السورية .....وعلاقة الشعوب ..!!
- ( ما معنى يتفاوض الفلبينيون مع السوريين حول إطلاق سراح ارهين ...
- ثورة الرابع عشر من تموز شمس العراق التي لا تغيب ..!!
- اختلاف فلسفة الأديان هل تؤدي إلى توحيد المعبود ..؟!!
- إزدواجية المعايير بين الدين المحمدي و الدين السياسي الجديد . ...
- التطبيل لحكومة منفى ... غطاء مفضوح بعد أن سقطت الأقنعة وبانت ...
- رجال قرية الوداع يشربون القهوة ويدخنون التبغ الرخيص .!!
- حكومة علاوي تمارس المقايضة السياسية على حساب الأمن الدائم .. ...
- حكومة أياد علاوي توعد البعثيين في العودة من جديد ..!!
- شرف الفتاة العربية يغسله سكين المطبخ ..!!
- قال يا بني لا تقص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان ...
- سورية وإيران محور الشر الثنائي على العراق ..!!
- كيف كانت تستحرم نكاح الطيور على الشجرة .؟!!
- من ينصف شهداء المقابر الجماعية وشهداء حلبجة من لجنة الدفاع ع ...
- مابين الشيخ سعيد وسعدون الشرطي ضاع أبو عراق ..!!!
- بيوت التراب نساء يملكها الشيخ .. أنا والمعلم أخوة ...!!
- أرد للناصرية ردود مخنوق بألف عبره ...!!


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كوبع العتيبي - الكوميديا الالهية بين ابي العلاء المعري ... ودانتي ..!!