أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاترين ميخائيل - حملة تصحيح حجاب الى أين ؟















المزيد.....

حملة تصحيح حجاب الى أين ؟


كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 08:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




منذ مائة عام كتب الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي :

اسفري فالحجاب يا ابنة فهر هو داء في الاجتماع وخيم
كل شئ الى التجدد ماض فلماذا يقر هذا القديم ؟
اسفري فالسفورللناس صبح زاهر والحجاب ليل بهيم

ويقول أيضا :
مزقي يا ابنة العراق الحجابا أسـفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيــه واحرقيــه بـلا ريــث فقـــد كــان حارســا كذابــا

ألن تغضب عظام الزهاوي علينا ؟ ألا يقول لنا انهض ايها العراقي الابي من النوم العميق لتخاطب الذين يظلمون نساء بلدك وانشد لهم من جديد ، إلى أين يمضي العالم وإلى اين انتم ماضون ؟
اما الرصافي فقد كان له جزء خاص في ديوانه سماه " النسائيات " وخصصه للدفاع عن قضية المراة . كان الرصافي يعارض رجال الدين ويدعو الى السفور ببيت شعر يقول :
واكبر ما اشكو من القوم انهم يعدون تشديد الحجاب من الشرع

سؤالي الى كل الذين يرفعون حملة تصحيح الحجاب وعدم لبس الكعب العالي في الكاظمية حيث انطلقت البوسترات على مداخل المدينة . الم يكن الزهاوي والرصافي اولاد العراق ؟ الم يهمهما الشرف العراقي ؟ الم يكونا مسلمان ؟ ما علاقة الكعب العالي بالتستر ؟ كم اصبح المتزمتون بالدين اليوم غيارى على العراق والعراقيات ؟ هؤلاء الذين ياخذون من العباءة ايديولوجية اسلامية بحتة تقود البلد الى هاوية . هؤلاء لم اجدهم يوما مهتمين باقتصاد ونفط العراق ,و البرنامج الدراسي والتربوي والزراعة , والخطط التنموية في العراق وتوفير لقمة العيش للفقير, وتطوير حياة الانسان العراقي , لكن الشغل الشاغل لهم هو الانثى ماتلبس وما تأكل وما تعمل ؟ وبعدها يأتي التدخل الشخصي في حياة الفرد مثلا المأكل والملبس وعدم سماع الموسيقى وإستعمال قوة السيف. يرغبون عزل المراة في البيت وكأنها عبدة للرجل يأمرها بلبس الحجاب والعباءة كما يشاء . ويكون النظام الفحولي القديم قد عاد الينا ، ليقول كل شئ تحت امرة (الملا) أحيانا لا يمتلك حتى شهادة الابتدائية . هذه إساءة كبيرة للدين قبل ان تكون إساءة للمرأة, هل خلق هذا الدين لمهمة الجنس فقط أيها المتزمتون؟ كل هذه الوصايا تصب لعدم إثارة الرجل, هل تحول الرجل العراقي الى وحش للجنس ؟ عذرا أخي العراقي أنا واثقة ليس هذا صحيح . إنها إهانة للرجل قبل ان تكون إهانة للمرأة .
حيث يقاس الشرف العراقي وفق التصحيح الجديد بقطعة سوداء تغطي المراة من رأسها حتى اخمص قدميها تخفي انوثتها الرقيقة وتصبح شبحا اسودا . واحيانا يجري السؤال هل هذا رجل ام امراة ؟ الم يكن تجنيا على انوثتها التي خلقت بهبة من ربها ؟ أم هذا فتح الباب على مصراعيه ليلعب الارهاب كما يشاء في العراق يستطيع كل إرهابي ان يلبس هذه العباءة السوداء ويقتل ويسرق ويغتصب كما يشاء ؟
وإذا كانوا يربطون العباءة بالعفة هل يعني ان المراة العراقية في الاربعينات والخمسينات كانت غير مغطاة الشعر بانها كانت غير عفيفة والان رجعت الى الصواب واصبحت عفيفة؟ لماذا نطالب المراة ان تتمتع باخلاق عالية لكن لا نطالب الرجل ان يتمتع بهذه الأخلاق ؟ هل يعلم المتذرعون بالايدولوجية العباءية ان الكثيرات من النسوة يستعملن الحجاب والعباءة من أجل ممارسات غير اخلاقية .
هذه الحملة أصبحت موضوعا مهما في الكاظمية هل الغاية منها خلط الاوراق وإبعاد السياسيين عن المهمة المنشودة الان وهي تشكيل الحكومة العراقية الجديدة .ألم يتسالوا انفسهم بأن هذه الحملة اساءة الى الدين قبل ان يكون اساءة الى المراة المسلمة .
دراسات ينهمك عليها الباحثون اذا كان الحجاب ذو جذور دينية فهو اذن علاقة عمودية بين الانسان وربه .
تشير دراسات كثيرة بان لا علاقة للدين بالحجاب واترك هذا الجانب للمتخصصين في مقالة كتبها السيد عبد الخالق حسين بخصوص الحجاب ذكر فيها " يحاول الاسلاميون تبرير الحجاب انه فرض عبادي جاء به الاسلام لحماية المراة وسترها والحفاظ على عرضها . ففي المدينة المنورة كان الشباب يتعرضون للاماء ليلا عند خروجهم لقضاء حاجة . فان عرفوها حرة تركوها وان كانت أمة لمسوها . فمفهوم الحجاب في الاسلام هو انه للنساء الحرائر فقط ولا يشمل إلاماء . فقد منع الخليفة عمر بن الخطاب إلاماء من لبس الحجاب , رغم كونهن مسلمات , وكان يطوف شوارع المدينة بحثا عن الاماء المحجبات فيضربهن بدرته حتى يسقطن عنهن الحجاب , ويقول لهن فيم إلاماء يتشبهن بالحرائر ؟ (- طبقات ابن سعد 127/6 .) اذن ليس الغرض من الحجاب عدم اثارة غرائز الرجل, لان الامة الجميلة التي تسير بدون حجاب وكاشفة صدرها , (لان صدر إلامة ليس عورة) , قد تثير غرائز الرجل اكثر مما تثيرها احدى الحرائر, ويبدو ان السبب الرئيسي كان تمييز الحرائر من إلاماء . وبما انه لا توجد إماء الان (من الناحية القانونية ) فلماذا اذا تلبس المسلمة الحجاب ؟

هل هذا يتماشى مع المادة 17 من مسودة الدستور التي تنص : لكل فرد الحق في الخصوصية الشخصية بما لا يتنافى مع حقوق الاخرين والاداب العامة .
اذا كان للحجاب اصول اجتماعية نكون قد خالفنا القانون . اذا اجبرنا المراة على لبس الحجاب والعباءة السوداء نكون قد جنينا على حريتها الشخصية . ومن ثم خالفنا الدستور الذي صوتت عليه المراة العراقية عندما وقفت بطوابير تتحدى الارهاب العالمي . هل هكذا تكون مكافئتها ؟
في المادة 35 فقرة واضحة جدا تقول تكفل الدولة حماية الفرد من الاكراه الفكري والسياسي والديني , ولا يجوز الاحتجاز على هذا الاساس . اذا كان للحجاب اصول دينية اذن هذه الفقرة تنفي الاكراه الديني.
المادة 44 من الدستور تشير لجميع الافراد الحق في التمتع بكل الحقوق الواردة في المعاهدات والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الانسان التي صادق عليها العراق , والتي لاتتنافى مع مبادئ واحكام هذا الدستور .
اسأل اصحاب الحملة التي تجبر النساء على لبس العباءة السوداء ،هل دخل أحدهم دورة ترشدهم إلى ماهية الاتفاقيات الدولية وكيف يجب الالتزام بها اذا وقع العراق عليها ؟ ام هم في غنى عن فهم القانون العراقي والعالمي لانهم يملكون ثقافة عالية فوق القوانين والاصول العالمية !!

اوائل تموز 2010



#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. أياد علاوي المحترم
- أصبح شوقي أبا علي في الزمان الترللي
- الى متى الصمت يا برلمان اقليم كردستان ؟
- انعقاد الجلسة الاولى للانتخابات
- فحولة العملية السياسية في العراق
- مقابلة القاضي العكيلي
- كفاكم تأخيرا ايها الساسة العراقيون
- تجارة الرقيق في العراق الى اين ؟؟
- تهميش المرأة العراقية في مأدبة السلام
- الصراعات السياسية في سلة الاحزاب الطائفية
- الى النائبة مها الدوري
- لماذا رحلت عنا ياأمل؟
- الملف الامني والحراك السياسي لتشكيل الحكومة العراقية الى اين ...
- المسيح يصلب في الموصل
- متى تشكلون الحكومة ايها الساسة ؟
- ما المطلوب من البرلمانيين المنتخبين ؟
- تحية لقواتنا المسلحة وطلب وطني من القادة السياسيين
- تشكيل الحكومة الى اين ؟
- ذكرياتي مع الدكتور كاظم حبيب
- هل يعرف وزير التعليم العالي العراقي ؟


المزيد.....




- إسرائيل.. إصابة امرأة بجروح في إطلاق صواريخ من غزة
- -تم إسكاتي-... جدل يغلف مسابقة ملكة جمال أميركا
- تقارير تكشف عن تفاصيل جديدة في قضية عصابة -التيك توك- المتهم ...
- لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023!
- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاترين ميخائيل - حملة تصحيح حجاب الى أين ؟